المنديل الملفوف ..
أهتم السيد المسيح له المجد بعد قيامته بلف المنديل بعناية و لم يضعه هكذا بدون لف مع الأكفان !!
لماذا أعطى الكتاب المقدس كل هذه الأهمية للمنديل الملفوف و أفرد له آية كاملة من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ؟!
لنعرف هذا ..
نرجع إلى وصف الكتاب المقدس للحدث :
” فخرج بطرس و التلميذ الآخر و أتيا إلى القبر .. و كان الأثنان يركضان معاً .. فسبق التلميذ الآخر بطرس و جاء أولاً إلى القبر .. و أنحنى فنظر الأكفان موضوعة و لكنه لم يدخل ..
ثم جاء سمعان بطرس يتبعه و دخل القبر و نظر الأكفان موضوعة .. و المنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان .. بل ملفوفاً في موضع وحده ..
( يو ٢٠ : ٣ – ٧ )
إذاً لماذا أهتم السيد المسيح بعد قيامته بلف المنديل بعناية و لم يضعه هكذا بدون لف مع الأكفان ؟!
و لماذا أهتم الكتاب بذكر هذا الموضوع بالتفصيل ..
لنعرف هذا يجب أن نرجع إلى التقليد اليهودي في ذلك الوقت ..
المنديل الملفوف عند اليهود في ذلك الوقت كان يحدد إحدى العلاقات بين السيد و الصبي العامل عنده ..
فعندما يجهز الصبي الطعام للسيد فأنه ينتظر السيد حتى ينتهي من طعامه ..
فإذا أنتهى يقوم السيد بمسح يديه و فمه و لحيته بالمنديل المخصص لذلك ثم يترك المنديل على المائدة كيفما اتفقا بدون أن يلفه مرة أخرى لأنه أستعمل .. فيقوم الخادم برفع الطعام و تنظيف المائدة لأن المنديل متروك بدون لف .. يعني أن السيد قد أنتهى من الأكل و لن يعود مرة أخرى ..
أما إذا غادر السيد المائدة لأي سبب و ترك المنديل ملفوفاً عليها .. فإن الصبي لن يقوم بلمسها على الإطلاق و سوف ينتظر مترقباً و متيقظاً .. لأن المنديل الملفوف يعني أن السيد أت مرة ثانية و عليه أنتظاره ..
لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي أبن الإنسان
( مت ٢٤ : ٤٤ ) …