ما الذي حصل ولماذا:
+ وفي الغد أي يوم الأحد، أذيع النبأ السار أن يسوع الذي يريدونه كملك سيأتي إلى أورشليم، وإحتشدوا جموع الذين سمعوا بمعجزة إقامة لعازر فتحمسوا للقائه.
+ سعف النخيل رمز للنصرة والبهجة، وهم رأوا أن يسوع هو المسيح المسيا الذي تنبأ عنه الأنبياء وأنه سيأتي من نسل داود ليعيد لهم الملك فهم كانوا يحلمون بإستعادة كرسي داود.
+ فى العادة كانوا يستقبلون الملوك بسعف النخيل، ووجدت عملات مسكوكة من أيام سمعان المكابي عليها سعف النخيل، والنخيل شجرة محبوبة لأنها ترتفع شامخة نحو السماء فارشة أغصانها مثل التاج كأذرع تتوسل دائماً، خضراء على الدوام تزهر وتثمر لمئات السنين، وفيه نرى النفس المحبوبة للمسيح تشبه بنخلة.
+ دخول المسيح لأورشليم كان للسلام، فدخل وديعًا هادئًا ولم يأتي ليحارب الرومان ولكن ليملأ القلوب سلامًا، ويصنع سلامًا بين السماء والأرض، وليس كالملوك يصنعون حرباً ويطلبون جزية.
+ هذه الامور لم يفهمها تلاميذه أولاً إذ لم يستطع التلاميذ إدراك حقيقة الأحداث وما وراءها، وكيف تحققت نبوات العهد القديم إلاَّ بعد أن تمجّد السيد المسيح بقيامته وفتح قلوبهم بالحب وأذهانهم بروح المعرفة، فأدركوا أنهم صنعوا هذه له أي أنهم إشتركوا في تكريم المسيح كملك، وإشتركوا في تنفيذ النبوات بدون ان يفهموا.
+ لا تنفعون شيئاً: هذه مثل “راحت عليكم”، فالناس تركتهم وذهبت وراءه، وهذا هو ما أغاظهم.
ماذا ستعمل:
كم من أمور تجري في حياتنا ونحن لا نفهمها، علينا أن لا نطالب بالفهم فسيأتي يوم ونفهم، لكن علينا أن نثق ونسلك بالإيمان.
أية كرامة ينالها الرب ليكون ملكًا لإسرائيل؟ أي أمر عظيم لملك الأبدية أن يصير ملكًا للبشر؟ فإن ملوكية المسيح على إسرائيل ليس بقصد نوال جزية، ولا بتقديم سيوف في أيدي الجنود، ولا لهزيمة أعدائه في حرب علنية، لكنه هو ملك إسرائيل في ممارسته سلطانه الملوكي على طبيعتهم الداخلية، وفي تدبير اهتماماتهم الأبدية، وفي جلب الذين لهم الإيمان والرجاء والمحبة متركزة فيه إلى ملكوته السماوي. لهذا فإنه بالنسبة لابن الله، المساوي للآب، الكلمة الذي به كان كل شيء، وبمسرته صار ملكًا لإسرائيل، هو عمل فيه تنازل وليس فيه ارتفاع له. إنه سمة حنو، وليس تزايد في السلطة. فإن ذاك الذي كان يُدعى ملك إسرائيل على الأرض، يُدعى رب الملائكة في السماء
(القديس أغسطينوس)
تطبيق اسقفية الشباب