مزار سيدة لبنان (حريصا)
مزار سيدة لبنان (أو مزار سيدة حريصا) هو أكبر مزار مريمي في الشرق الاوسط وموقع حج مسيحي يقع في منطقة حريصا في لبنان. فالمزار يحتل مكانًا في أحراج صنوبر، يطل على خليج جونيه. وقد ادرجته وزارة السياحة معلمًا مهمًا من معالم السياحة اللبنانية، وهي تشجع السياح العرب والاجانب على زيارته.
المزار، وهو عضو مؤسس لجمعية تنمية الحج والسياحة الدينية وناشط فيها، يسعى إلى ترويج ثقافة السياحة الدينية بين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، وبين السيّاح القادمين إلى لبنان. ويوفر ذلك فرصة للزائرين، مسيحيين وغير مسيحيين، للتعرف بمبادئ المسيحية والتراث الكنسي الشرقي ومكانة السيدة العذراء فيهما. ويؤم المزار آلاف المؤمنين من كل بقاع الأرض كل عام، وهو يرتبط بالمزارات العالمية المريمية من خلال اشتراكه في عضوية المنظمات التي تعنى بالمزارات العالمية. ومن خلال هذه الشبكة يساهم المزار في الاحتفال بالايام العالمية التي حددها الكرسي الرسولي ومنظمات الامم المتحدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أيام السيدا، وسرطان الثدي، والسكري، والإدمان على المخدرات، وضحايا حوادث المرور، والسلام، وغيرها.
يقع المزار فوق سفح جبل لبنان وتطل على خليج جونيه مباشرةً. تضم المنطقة مزار سيدة لبنان (مريم العذراء) وهو تمثال من 15 طناً يضم كنيسة صغيرة في قاعدته وكذلك وتضم بازيليك أو “كاتدرائية” حديثة من الزجاج والباطون علي هيئة شجرة الأرز وسفينة فينيقية قرب التمثال، بوشر في بنائها سنة 1971 وتقع قرب دير بكركي مركز البطريكية المارونية في لبنان، وكذلك بازيليك سان باول التابعة لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك والتي بنيت بين عامي (1947-1962)، كما يوجد بها مقر السفارة البابوية في لبنان. من أجمل الأماكن السياحية في لبنان حيث يستقطبها السياح العرب والاجانب من قمة روعة المنظر من اعلي الجبل وهي أيضا يمكن الوصول إليها من خلال التليفريك.
تاريخ
قرّر البطريرك الماروني إنشاء أثر ديني وتمّ تشييد المزار، بدأت لجان لجمع المال فظهرت محبّة اللبنانيين وتبرّعاتهم فقبل مالك الأرض فرنسيس يعقوب يونس بيعها للبطريرك الماروني ب 50 ليرة عثمانية، بدأ العمل وتوقّف. ومن أهمّها تخوّف المعلّمين من المكان الذي سيُبنى عليها كونه لا يتحمّل، سنة 1906 صمّم البطريرك الحويك والقاصد الرسولي الجديد Mgr Giannini معاودة العمل مع تعديل بالمشروع ولإتمام العمل بحسب الأحوال أبرم البطريرك صك مقاولة مع معلّم قدير يُدعى إبراهيم مخلوف من عين الريحانة، تمّ بناء المعبد وقاعدة التمثال سنة 1907، بإدارة الأب شكرالله الخوري رئيس الموارنة، وخلفه الأب يوسف مبارك استطاع البطريرك تجاوز الأزمة المالية ووجّه رسالة إلى الأوقاف المالية والجمعيات الخيريّة ودفع ما يُفرض عليهم من مبالغ مبنيّة على لائحة وضعها بنفسه، تكلفة بناء المعبد وتشييد التمثال كلفت 50,000 فرنك جُمعت من تبرّعات عدّة، ومن هبة سيدة فرنسية التي تبرّعت ب 16,000 فرنك طلبت أن يبقى إسمها غير معلن.[2]إنّ الأرض قدّمها البطريرك الماروني والقاصد الرسولي وتمّ نقل رُفاة المطران دوفال على المعبد وحُفرت رُخامة على الجهة الغربية للمعبد كُتب عليها باللاتينية، تذكار الحدث تقديراً لمحبة دوفال للعذراء وشغفه لمزارها في لبنان.
التدشين
كان لنصب تمثال بهذا الحجم والنوع لا بدّ من الحصول مرسوم سلطاني يتضمّن موافقة السلطات العثمانية. أرسل متصرّف لبنان مُغفّر باشا برقية يطلب فيها موافقة إسطنبول على نصب التمثال فكان الذهول بل المعجزة حين وصل ردّ الموافقة بعد 5 ساعات فقط، في أوائل 1908 أُنجز المعبد وقاعدة التمثال تحت إشراف الأب شكرالله الخوري وبعد فترة قصيرة نُصب تمثال العذراء فكان التدشين في 3 أيار 1908 عند العاشرة صباحاً.أقام المونسينيور Giannini حفلة التدشين مرافقة بالصلوات والتبريكات، بعد حفل التدشين احتفل البطريرك الحويك بذبيحة القداس يُعاونه جمع من الأساقفة ورؤساء عامون وممثلو جميع الرهبانيات الشرقية والغربية وكهنة عديدون. ومنذ نهاية القداس طاف بزياح مهيب بأيقونة العذراء الفائق وأعلن الأحد الأول من شهر أيار عيداً سنوياً لسيدة لبنان.
إدارة المزار
سنة 1904 أوكلت إلى جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، بإتفاقية خطّية للإنشاء، سنة 1908 يوم تدشين المزار القديم من البطريرك الماروني الياس الحويك والحافظ الرسولي Giannini.قامت جمعية المرسلين الموارنة بشراء العقارات وقامت من خلالها بخدمة المصللين والزائرين حتى أوصلت المزار على ما هو عليه يُقصد من جميع جهات العالم. مع انتشار جمعية المرسلين اللبنانيين إلى أقاصي أفريقيا، فقد أصبح الموارنة واللبنانيون يبنون معابد على مثال معبد سيدة لبنان حيثما ذهبوا.
رؤيا
ان جمعيّة المرسلين اللبنانيين الموارنة التي تعتبر ان هدفها الاساس هو إعلان يسوع المسيح وبشارته الخلاصية من خلال الكرازة بالإنجيل وخدمة الكلمة، تسعى من خلال الجماعة الديرية في مزار سيدة لبنان، إلى تحقيق هذه الغاية عبر حسن استقبال الحجاج والزائرين، وتأمين الخدمات الروحية والراعوية لهم، وخدمة الاسرار الكنسية، وممارسة الإرشاد الروحي.
رسالة
يسعى «الآباء المرسلون» في جماعة مزار سيدة لبنان إلى عيش ثلاثة أهداف كرسوا نفوسهم لها بالنذور المقدسة، وهي: أ. مجد الله الأعظم. ب. وخلاص نفوسهم. ج. وإفادة القريب الروحية.
قيم
إن مزار سيدة لبنان – حريصا، الذي تديره جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة منذ تاسيسه في العام 1904، هو ملك البطريركية المارونية وبإدارة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة. يؤلف الآباء القيمون عليه جماعة ديرية رسولية، وفق قوانين جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ورسومها. هذا المزار:
موقع وطني
تحظى السيدة العذراء بمقام رفيع في الديانتين المسيحية والاسلامية، وبالتالي باكرام من جميع اللبنانيين. ومن الطبيعي ان يسعى القيمون على المزار إلى تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين انطلاقا من هذا الواقع. وفي هذا الإطار يستضيف المزار لقاءات حوار مسيحي اسلامي تهدف إلى تعزيز مفهوم قبول الآخر المختلف والعيش معًا. وكذلك يعتني المزار بالخدمة الاجتماعية التنموية في المنطقة والمحيط انطلاقًا من بلدة درعون حريصا باتجاه سائر قرى وبلدات المنطقة المجاورة.
مقام ديني
تحتل السيدة العذراء في جميع الكنائس مكانة كبيرة واكراما في قلوب مؤمنيها. وانطلاقًا من هذه الحقيقة، تسعى الجماعة الديرية في المزار إلى تطوير علائق تعاونية روحية وراعوية مع كل الابرشيات والرهبنات العاملة في لبنان، وكذلك الرعايا. ويوثق المزار هذه العلائق مع كل الكنائس المحلية الشقيقة، ومع الجماعات المسيحية المتنوعة. ويهتم القيمون على المزار بان تجد الحركات الرسولية في الكنيسة مكانا رحبا لها في مزار سيدة لبنان يستضيف انشطتها ويساعدها على تحقيق اهدافها وينمي العمل التطوعي، كقيمة دينية، بين ابناءها. ويتوخى المزار من خلال هذا المسعى تعميق الحياة الروحية للمؤمنين وخلاص النفوس.
مزار مريمي
يسعى الآباء المرسلون القيمون على إدارة المزار إلى توفير المفاهيم المريمية الصحيحة عقيدة وممارسة، وذلك باعتماد اللاهوت المريمي. وفي هذا الإطار يركز المرسلون على مبدأ الانطلاق مع مريم نحو يسوع، والتركيز على اكرامها وعبادة الله، وشرح المفاهيم الكنسية السليمة حول العجائب والظهورات والنذورات والممارسات التقوية الأخرى.
حريصا بارك
سنة 1908، أبصر حلم البطريرك الياس الحويك النور، ودُشّن مزارٌ للعذراء مريم سيدة لبنان، على إحدى أجمل تلال الوطن، لتحتضِنْ أولادها من كل الطوائف والمذاهب،
الى جانب الخدمات الروحية والراعوية والإجتماعية التي يقدّمها المزار، ارتأت الإدارة أن تُضيف هذه السنة، منتزهاً سياحياً وتراثياً يتسّع لاستقبال:
-
طلاب المدارس،الذين بإمكانهم أن يُصلّوا أولاً، ثم يلعبوا في الهواء الطلق تحت نظر أساتذتهم.
-
العائلات، حيث يجدون قاعات للطعام تُشرف عليها إدارة المزار.
-
للزائرين، أفراداً وجماعات، ينعمون بالهدوء والراحة ضِمنَ جوّ عابق بالأشجار والزهور على أنواعها.
التمثال
من أجمل تماثيل العذراء مريم في العالم. صنع في فرنسا وركّز سنة 1908 فوق المزار الرئيسي الأول. يمكن الصعود إليه عبر درج لولبي حيث يمكن للزائر أن يتمتّع بأجمل المناظر على تلّة حريصا. إن بناء القاعدة الحجرية هو بشكل جذع مخروط، محيطه الأسفل 64 متراً، محيط قمّته 12 متراً وعلّوه 20 متراً. تمثال سيدة لبنان هو محطّ أنظار آلاف الزائرين يومياً من كلّ أنحاء العالم ومن كلّ الأديان. حوله لا تنقطع الصلوات والدعاءات أبداً، وهو فاتح يديه باتجاه العاصمة بيروت والبحر الفسيح رمزاً لحنان العذراء وحمايتها لشعب لبنان المقيم والمغترب. التمثال مصنوع من البرونز المصهور ومكوّن من سبع قطع جُمعت فوق القاعدة وطُليت باللون الأبيض. طوله 7.50 متراً، محيطه 5.50 متراً ووزنه 15 طناً.
كنيسة التمثال – معبد أم النور
إنها الكنيسة الأولى التي بُنيت سنة 1904 في السنة اليوبيلية الخمسينية لإعلان عقيدة الحبل بلا دنس. في هذه الكنيسة، بيت القربان وصليب كبير مصنوعان من خشب الأرز. إلى اليمين تمثال العذراء أمّ النور الذي نحت من خشب الأرز أيضاً وهو الذي قام بزيارة 426 قرية ومدينة لبنانية خلال السنة اليوبيلية 1954 . وفي سنة 2004، عاد كل أبناء هذه القرى والمدن ليردّوا الزيارة لمريم في مقامها المبارك في حريصا
البازيليك
بعد إنطلاقة مزار سيدة لبنان بدأت الوفود تتقاطر إليه بأعداد متزايدة سنة بعد سنة. وراحت فكرة بناء بازيليك كبيرة تراود المسؤولين، إلى أن وضع الحجر الأساسي، فبوشر بناء البازيليك سنة 1971 بتصميم يحمل رمزين: الأرزة اللبنانية والسفينة الفينيقية.
طولها 115 متراً، عرضها 67 متراً، إرتفاع القبة 62 متراً، تتسع لحوالي 3500 شخص جلوساً. يمكنهم أن يشاهدوا نصب أعينهم تمثال العذراء مريم سيدة لبنان عبر واجهة زجاجية كبيرة وراء المذبح الرئيسي. ومنذ الثمانينات بدأت البازيليك تستقبل آلاف المؤمنين في احتفالات مريمية عامرة خصوصاً في شهر أيار وفي السنة اليوبيلية المئوية الأولى لتأسيس المزار. وفي 10 أيار سنة 1997، زارها البابا يوحنا بولس الثاني ووقّع الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان”
كنيسة سيدة لورد
تأسست سنة 1971. موقعها تحت البازيليك الكبرى. شكلها نصف دائري وتتّسع لنحو ثلاثمائة شخص جلوساً. فيها مجموعة من الزجاجيات التي تمثل الرسل الاثني عشر والعائلة المقدسة وسيدة لورد. هذه الكنيسة كانت الملجأ الوحيد لكل أبناء الجوار هرباً من خطر الحرب. وقد بدأت الإحتفالات فيها منذ سنة 1980 وفي سنة 2004، استحدث الى جانبها مكان خاص للإعتراف والإرشاد
كنيسة بيت عنيا
شُيّدت الكنيسة سنة 2005، تسِعْ لثلاثمئة مؤمن وهي ضمن بناء مخصّص للرياضات الروحية والمؤتمرات والمناسبات الإجتماعية، ويدعى بيت عنيا- حريصا، تُستعمل هذه الكنيسة للرياضات والخلوات والإحتفال بالأسرار المقدسة من أكاليل وعمادات
كنيسة الغفران
هي أحدث الكنائس الأربع. تمّ تدشينها سنة 1997. فيها أيقونة في الوسط تمثّل المسيح الراعي الصالح حاملاً على كتفيه الخروف الضائع. تستقبل كنيسة الغفران، كما يشهد اسمها الكثير من طالبي الإعتراف والإرشاد
أهم تواريخ مرت على المزار
1933 اليوبيل الفضي لتدشين معبد سيدة لبنان
1954 اليوبيل الخمسيني لتشييد المعبد
10 أيار 1997 زيارة قداسة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني لكنيسة سيّدة لبنان
من 19 إلى 21 تشرين الأول 2002 زيارة ذخائر القديسة تريز وبقاؤها في بازيليك العذراء
2004 اليوبيل المئوي الأول للمزار
3 أيار 1908 تدشين المزار
7 أيار 1933 الإحتفال الأول الرئيسي للكنيسة المارونية
13 آب 1933 الإحتفال الثاني الرئيسي لكنيسة الأرمن الكاثوليك
15 آب 1933 الإحتفال الثالث الرئيسي لكنيسة الملكيين الكاثوليك
8 أيلول 1933 يوم عيد ميلاد العذراء: الإحتفال الرابع الرئيسي لكنيسة السريان الكاثوليك
2 تشرين الأول1933 الإحتفال الخامس الرئيسي للكنيسة اللاتينية
8 كانون الأول 1933 الإحتفال السادس الرئيسي لكنيسة الكلدان في يوم عيد العذراء مريم سلطانة الحبل بلا دنس
31 أيار 1934 اختتام اليوبيل الفضّي
1954 سنة مريمية مرفقة باليوبيل الذهبي لتدشين المزار
29 نيسان 1954 الأمسية الأولى، افتتاح الشهر المريمي
30 نيسان 1954 الأمسية الثانية، افتتاح الشهر المريمي
2 أيار 1954 الأمسية الثالثة، خاتمة الثلاثية
الأحد 2 ايار 1954 عيد سيدة لبنان، افتتاح رسمي لليوبيل الذهبي بقداس مع خدمة جوقة معهد الرسل وإكليريكية دير الكريم- غوسطا
8 أيار 1954 يوم الكشاف والعمل الكاثوليكي برعاية كنيسة السريان الكاثوليك
16 أيار 1954 يوم اتحاد الكنائس، برعاية بطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
23 أيار 1954 يوم المدارس والأطفال برعاية اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية
27 أيار 1954 يوم الأمهات والعيل برعاية الكاردينال بطريرك الأرمن الكاثوليك
30 أيار 1954 يوم الأخويات وافتتاح الطريق المريمي، برعاية اللجنة الأسقفية للمؤتمر المريمي
6 حزيران 1954 يوم العنصرة، توافد السلطات والإكليروس والرهبانيات برعاية سعادة السفير البابوي
من 30 أيار حتى 20 تشرين الأول 1954 المؤتمر المريمي، إمتداد الطريق المريمي الى كل أنحاء لبنان النابض بمحبة العذراء مريم
من 21 تشرين الأول لغاية 24 تشرين الأول 1954 اختتام المؤتمر المريمي
2004 اليوبيل المئوي الأول لمزار سيدة لبنان – حريصا
2004 مائة سنة على وضع الحجر الأساسي لمزار سيدة لبنان
2004 خمسون سنة على زيارة مريم أم النور لقرى ومدن لبنان
2004
مائة وخمسون سنة على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس 1854
مراجع
- ^ “بالفيديو والصور: هذه قصة مزار سيدة حريصا… ولهذا السبب تكرم في ايار”. annahar.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-09-16. Retrieved 2021-09-15.
^ Jousiffe, Ann. Lebanon, page 146
كنيسة ام النور الكنيسة القربانية
في مزار سيدة لبنان حريصا – كنيسة اسفل التمثال
بازيليك سيدة لبنان (حريصا)