السر في نجــاح الزواج
الأخ/ سامي هلسه – كنيسة القديس نيقولاوس
كل واحد منا عندما يقرر أن يتزوج يريد أن يكون زواجه سعيداً وناجحاً، ولكن كيف يمكن أن ينجح الزواج وأين هو السـر.
للأسف العديد من الأزواج بعد فترة من الزمن لا يجدوا سر النجاح والسعادة فتبدأ بينهم الخلافـات، أو كما يقال لا يوجد بينهم تفاهـم.
إن سـر نجاح الـزواج يوجـد بكل بساطة في داخل سر الـزواج داخل هذا السر يوجد سر آخر عظيم وقوي الذي إذا إستعملناه ووجدناه لأصبح زواجنا وكـل زواج سعيداً ناجحاً، إن هذا السر له أهمية كبيرة في إنجاح الزواج وهو ” نعمة الـروح القـدس” إنها بركة الروح القدس التي تختبىء داخل السر. ولكن كم من الأزواج يعرفوا هذا، وكم من الخاطبين يأتون إلى الزواج اليوم لا لسر مقدس، ولكن فقط لخدمة عادية بل وللأسف لمجرد مظاهر ليتم الزواج امام وداخل الكنيسة فقط للمظاهر التي لا تفيدهم شيئاً.
العديد من الأزواج ساعة السر سر الزواج لا ينتبهون إلى الكلمات والصلوات التي يتلوها الكاهن بل يوجهون أنظارهم وإنتباههم إلى المصور لكي تكون الصور كما يجب ولكي يأخذ المصور صوراً ممتازة وللذكرى. ولا ينتبهون إلى قدسية هذا السر، نعم كما من الخاطبين يعلمون أهمية نعمة الروح القدس التي يطلبها الكاهن من الله لكي يصبحوا جسداً واحد. وعلية كيف يريد مثل هؤلاء أن ينجح زواجهم بدون بركة الرب ونعمته.
الزواج ليس موضوع إثنين فقط الزوج والزوجة بل إنها مسألة مقدسة مرنبطة مع الله الخالق للزواج يهتم الله نفسه الذي يستطيع أن يرسل نعمته وبركته وقوته لكي ينجح الزواج، وهذا طبعاً إن اردنا نحن أن ينجح وأن يكون الرب حقاً في البيت.
إن الله يهتم للزواج لأنه هو نفسه من اسسه وأوحده عندما خلق آدم. حيث وجد الله انه ليس حسناً أن يكون آدم وحيداً عندها قرر الله أن يوجد لآدم معيناً نظيره فخلق المـرأة ” حـــــواء ” شريكاً له وهكذا كان أول زواج باركه الله. إن الرب يسوع عندما أتى إلى العالم ليس فقط اوجد الزواج ولكنه باركه وأعطاه أن يكون سراً بوجودة في عرس قانا الجليل يقـول الإفشيـن ” أيها الرب إلهنا يا من بتدبيره الالهي إرتضى أن يظهر العرس مكرماً بحضوره في قانا الجليل. أنت إحفظ الآن أيضاً بالسلامة والإتفاقك عبديك ( العروسين ) الذين سررت أن يقترن أحدهما بالآخر بالسلامة والإتفاق …”.
من كل هذا يتضح أن الرب الإله مهتم للزواج وهو الذي يحافظ عليه ويصونه ولكن للاسف هذا لا يعرفه الكثيرون بل ويحاولون هم بطرقهم الخاصة وبقوتهم فقط أن يجعلوا الزواج ناجحاً. ولكن ماذا يستطيع مثل هؤلاء ان يفعلوا وحدهم ! الزواج شيء مقدس ويحتاج إلى قوة إلهية وفوق الطبيعة لكي ينجح . وهذه القوة موجودة عند الله ويعطيها للزوجين في سر الزواج بالذات ساعة الإكليل وعليهم أن يحافظوا على هذه النعمة الالهية لأن فقدانها يؤدي إلى الدمار والإنهيار بل إلى دخول الشيطان لهذا البيت الذي تناسى نعمة الله وقوته وإعتمد الزوجان فيه على نفسيهما في إنجاح الـزواج.
وإن العديد من شبابنا يعتقدوا أن الزواج ما هو إلا مظاهر وإحتفال ورسبشن ومهنئون وسيارة فاخرة وبالنهاية شهر عسل وقد يختلفون عليه بل هناك العديد من الخطب إنتهت وألغيت بسبب الإختلاف على مكان شهر العسل وهل هناك رسبشن أم لا. نعم هذا كل شيء بالنسبة للعديد من الشباب والبنات وبالذات البنات، ولكن الحقيقة عكس ذلك لأن كل هذه الأمور العالمية بل وهذه المظاهر لا علاقة لها بالزواج السعيد. بل هناك شيء آخر مهم وهو التفاهم والمحبة وأهم شيء قبل الزواج يجب أن تكون هناك المحبة والمصارحة ايضاً السرية في الزواج نعم هذه الامور هي التي تساعد على انجاح الزواج
لا الجمال ولا المال ولا المركز الاجتماعي لأهل الخطيب أو الخطيبة له علاقة بالزواج وبنجاح الزواج، وعلى سبيل المثال كم هناك من الأسر الغنية لا تعرف طعم السعادة ولا الفرح ولا حتى السلام داخل البيت وعلى العكس أسر متوسطة الحال وقد تكون أيضاً فقيرة ولكن كلها سعادة وفرح وسلام والسبب في ذلك أن الزواج منذ البداية بني على أساس متين بدون مظاهـر كـاذبـة.
أن أهم شيء يجب أن يحافظ عليه الزوجان داخل البيت هو السرية وإن أقدس شيء في بيت الزوجية بالإضافة إلى شيء آخر أيضاً وهو عدم تدخل الأهل أو أي طرف ثالث في حياة الزوجين لا من طرف أهل الزوج ولا من طرف أهل الزوجة .
وهنا أريد أن أقول أنه هناك العديد من الخلافان الزوجية داخل المحاكم سببها تدخل الأهل في شؤون أولادهم مما ينعكس سلباً على الزوج والزوجة داخل البيـت.
لـذا على كل أب وكل أم طالما أنهم زوجوا إبنتهم أو إبنهم ألا يتدخلوا في حياتهم، قد يكون هذا التدخل عن محبة ولكن الأفضل لنا أن نترك الزوجين يحلون مشاكلهم وحدهم. وإذا كان هذا صعب يجب عليهم الرجوع إلى الكنيسة وإلى الكاهن لا إلى الأهل في البداية لأنه كم من الأزواج كانوا على خلاف وصلوا في النهاية إلى حل وتصالحوا، بينما الأهل بقوا على خلاف لسنوات عديدة أو حتى إلى الأبـد.
وعليه لكي يكون الزواج ناجحاً يجب أن يكون حاضراً في البيت الرب يسوع المسيح الذي بارك الزواج لذا على الزوجين أن لا ينكروا الرب ونعمته التي حلت عليهم وباركتهم ساعة الزواج .
لأن العديد منهم للأسف بعد الإكليل ينسى الكنيسة وينكر الجميل، من هنا يجب أن لا نستغرب أن هناك خلافات في بعض البيوت والأسر المسيحية، لأن غياب المسيح معناه حلول الشيطان يكون الدمار والخلافات التي لا نهاية لهـا.
وفي الختام على كل زوج وكل زوجة أن يتنازل كل واحد منهم عن كبريائه وعن محبته لنفسه وبالـذات عندما يوجد أطفال بينهم. لأن الذي يدفع الثمن دائماً هو الأولاد نعم هـم كبـش الفداء والضحية التي تقدم بسبب الخلافات بيـن الأب والأم.
وكـم هو مؤسف ان نلاحظ أولاد على سبيل المثال يفضلون الأب على الأم أو العكس. لذا فليفكر كل واحد من من هم في مشاكل وخلافات داخل البيت بأولادهم، قبل أن يفكروا بأنفسهم .
نعم كم من الأولاد أصيبوا بأمراض نفسية وعقد نتيجة الخلافات بين الأب والأم. وعلى كل أب وأم أن يواظبوا على الكنيسة وأن يعودوا أولادهم الذهاب إلى الكنيسة والشبيبة، وهذا أفضل من أن يكونوا في الملاهي والنوادي وأن يترك كل أب وكل أم إبنه أو إبنته وبدون ضغط أو إحراج بأن يختار شريك حياته بنفسه وأن يبتعد الأهل عن المظاهر الكاذبة عندما تزوج إبناً أو إبنه لهـم.
No Result
View All Result
Discussion about this post