“إن كلمتك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي” الصعود الإلهي
ألإنجيل اليومي -تفسير الإنجيل – رسالة اليوم.
إنجيل يوم الخميس ٩ أيار ٢٠٢٤.
مرقس١٦-٢٠/١٥
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.
تفسير الإنجيل (للأب أنطونيوس فكري كاهن كنيسة القديسة مريم العذراء في القاهرة)
موقع st-Takla
نلاحظ في أناجيل متى ومرقس ولوقا أن ملخص كلام المسيح مع تلاميذه هو دعوتهم للكرازة والتعليم والتعميد.
تتكلموا بألسنة جديدة= كلام روحي بالروح القدس وهو التعليم المسيحي الجديد. تحملوا الحيات = أي [1] تحتملوا الناس الأشرار المضرين ولا يقدروا أن يضروكم. [2] السلطان(الحية) لا سلطان له عليكم. [3] لكم سلطان على الثعابين والحيوانات المتوحشة . [4] الخطية لا سلطان لها عليكم. [5]عمومًا المسيح سيؤيد خدامه بمعجزاته التي يعملها فيهم.
من آمن واعتمد خلص= هذا هو المدخل للحياة المسيحية والخلاص.
جلوس المسيح عن يمين لله= الجسد صار له مجد اللاهوت،
سبق رب المجد وقال في (يو28:16) خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم (إشارة لتجسده) وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب (إشارة لارتفاعه إلى السماء أي صعوده).
وصعوده يشير للمجد الذي ناله بالجسد وهذا لحساب البشر.
رب المجد لم يكن محتاجًا إلى هذا المجد، فهذا المجد كان له بلاهوته قبل تجسده. ولكنه تجسد ليقوم بالفداء ثم يتمجد بجسده (يو4:17، 5) ويكون هذا المجد لحساب البشر (22:17). بسكنى الروح القدس فينا وامتلائنا به لتصبح انسانيتنا كاملة أزلية ويؤلهنا ونصبح شركاء في الطبيعة الإلهية النورانية.
خسر آدم كثيرًا بسبب الخطية ولكن ما أخذناه بالفداء كان أكثر بما لا يقاس كما قال بولس الرسول: “ليس كالخطية هكذا أيضًا الهبة” (رو15:5). وكتشبيه لفهم ما حدث: لنتصور أن آدم في الجنة كان يسكن في مسكن في الدور العاشر. وبسقوطه نزل للأرض. وجاء المسيح ليرفعه إلى الدور المائة.
1) كان آدم روح يسكن في مسكن مصنوع من الطين هو جسده. فصرنا نحصل على جسد ممجد (2كو1:5، 2).
2) هذا الجسد سيكون مثل جسد المسيح الذي قام به (1يو2:3) + (في21:3).((ينمو فينا الروح القدس ونحن لا نزال نعيش على الأرض وذلك بحسب جهادنا الروحي ، نمتلئ بالروح القدس روح الله المتأنس وتخلص نفوسنا وأجسادنا بتكوين انساننا الباطني النوراني الأزلي المتأله الذي ننتقل به الى السماء ، كما قال القديس بولس: لست انا حياً بل المسيح يحيا فيَّ. وسماه فداء الأجساد. ونحن هياكل الروح القدس.يغير جسد تواضعنا الى جسد شبه جسده الممجد.كما قالت مريم العذراء: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أمته. ، فإنَّ النفس والروح يشتركان في التعظيم والشكر، لأنها نالت الخلاص والجسد الممجد مسبقاً، فهي مملوءة من الروح القدس منذ لحظة تكوينها ومكوًنة من الله اذ قالت صهيون الأم : ان انساناً صار فيها وهو الله الذي كوًَنها بجسد بشري بلا خطيئة وبلا دنس ، وهذا الجسد الذي أخذه منها وولد به وفدانا به وقام وصعد الى السماء به، وكلام مريم العذراء هو نفس كلام النبي داوود في المزمور رقم ١٦ الذي يرمز الى قيامة المسيح وقيامة أجسادنا به بالروح القدس لأن المسيح هو هو أمس واليوم والى الابد(روح الله الحي ) . قال النبي داوود: جَعَلتُ الرَّبَّ أمامي في كُلِّ حينٍ، لأنَّهُ عن يَميني فلا أتَزَعزَعُ.�9 لذلكَ فرِحَ قَلبي، وابتَهَجَتْ روحي. جَسَدي أيضًا يَسكُنُ مُطمَئنًّا.(على رجاء القيامة، قيامة المسيح).�10 لأنَّكَ لن تترُكَ نَفسي في الهاويَةِ. لن تدَعَ تقيَّكَ يَرَى فسادًا.(فالنفس المتحدة بالمسيح لن تهلك وهي مخلصة، كما قال يسوع جئت لأخلص ما قد هلك، كما بعض أجساد القديسين لم تفسد، مثل جسد القديس شربل الذي وصل الى الكمال وهو على الأرض، وجسده لا يزال ينضح بالدم والماء المقدس الى يومنا هذا. �11 تُعَرِّفُني سبيلَ الحياةِ. أمامَكَ شِبَعُ سُرورٍ. في يَمينِكَ نِعَمٌ إلَى الأبدِ.
فالراقدين في الرب يسوع ينتقلون الى حياة أبدية بأجسادهم الإنسانية المفدية النورانية الأزلية والخالدة. لذا لا موت في المسيحية بل هو رقاد وانتقال .لذا تجسد يسوع ليسكن فينا ويهبنا الحياة الأبدية، ومن يعطي الحياة الأبدية الا الله الأزلي لذا هو الله الظاهر في الجسد صار انساناً ليؤله الإنسان ويتمجد فيه ليكون معه حيث هو يكون .
3) كان آدم يسكن في جنة (فردوس= جنينة). فصار لنا وعد بالجلوس في عرش المسيح (رؤ21:3). ونراه كما هو (1يو2:3) ونرى مجده (يو24:17) ونكون حيث يكون هو (يو24:17) + (يو3:14).هذا المجد الذي رآه مسبقاً تلاميذ يسوع عند التجلي مجد قيامة الأموات المنتقلين ونوالهم الحياة الأبدية لمن أحبوا الله الحق وآمنوا بكلمته وطاعوها وسمعوا ليسوع المسيح كلمة الله وروح الله الحي، وهما النبيان موسى وإيليا اللذان ظهرا أحياء عند تجلي الرب يسوع. والذي قال الله الآب: هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا. يذكر الرسول بطرس بكل وضوح أن روح المسيح الذي كان في الأنبياء قد “سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها” (1: 10و11) .وهذا الروح أحيا أجسادهم.
4) كان آدم معرضًا للموت وقد مات. وبالجسد الممجد لا نموت، فستكون لنا حياة المسيح (في21:1 + غل20:2). والمسيح لا يموت ثانية (رو9:6)
5) في السماء لا نعود معرضين لتجارب إبليس كما كان آدم في الجنة. فأبواب أورشليم السماوية عليها ملائكة تحميها (رؤ12:21) ولها سور عالٍ عظيم (رؤ11:21) والخطية لا تدخلها لأن ليلًا لا يكون هناك (رؤ25:21).والسماء ليست فقط مكان بل حالة النفس التي تعيش على الأرض وكأنها في السماء بامتلائها من الروح القدس وبجسد انساني كامل ، الجسد البتولي.
سفر أعمال الرسل º 14-1:1