تأملات الشهر المريمي
مريم أم وعذراء
من أهم النصوص الواردة في العهد القديم بخصوص مولد المسيح من عذراء , ما جاء في نبؤة اشعيا , اذ قال : ( ها ان العذراء تحبل و تلد ابنا” ويدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا) ( اشعيا7 : 14 ) . ولقد كملت هذه النبؤة و تحققت في مريم التي حملت الكلمة المتأنس بقوة الروح القدس وولدته وربته معتنية به . فعاش بيننا و ارشدنا الى طريق السماء , ثم ختم حياته بالموت على الصليب فداء عنا .
لقد تمت المعجزة الفريدة في تاريخ الكون , فحبلت العذراء وصارت أما” بقدرة العلي , ووضعت طفلها وهي عذراء , وحافظت على بتوليتها الدائمة . انها مريم التي ندعوها بكل حق ( عذراء العذارى ) , ام يسوع ربنا .
اما عمانوئيل الذي معناه ( الله معنا ) فهو كلمة الله المولود من الاب قبل كل الدهور والمولود من مريم في الزمن , والذي سيبقى معنا الى انقضاء العالم .
أما دوام بتولية القديسة مريم “دائمة البتولية” فأكدها حزقيال النبى بقوله عن رحم العذراء: “هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً” (حزقيال 44: 1-3).دخل فيها يسوع نور العالم المتحد بنفسها وجسدها المكون منه (ليكن نور) وخرج من بطنها بجسده البشري الممجد نور من نور لذا بقيت بتول، هذا النور الذي شاهده سمعان الشيخ المشكك بكلمة عذراء وتلد، اذ رأى نور يسوع الإلهي وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نوراً إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل.ولذا قيل في الإنجيل ان القديس يوسف لم يعرفها الا بعد ان ولدت يسوع أي لم يعرف ان جسدها نوراني الا بعد ان ولدت يسوع من بطنها نور من نور. ولذا ذكر في الإنجيل انهما تعجبا مما قاله سمعان الشيخ عن يسوع اذ حدث ولادة يسوع لم يرها الا مريم العذراء والقديس يوسف لكن الروح القدس كشفها لسمعان الشيخ ليؤمن ببتولية مريم العذراء ليكون إيمانه كاملاً، ويصل الى الكمال والقيامة. ولذا تنبأ وقال: وانت أيضاً سيجوز في نفسك سيف، إذ عرف ان يسوع هو الله الذي اتحد بنفس وجسد مريم العذراء وصار انساناً فنفسه نفسها (دمها) وقلبه قلبها وجسده جسدها. هذا هو الإيمان الكامل لنكون من القيام الذين قبل ان يموتوا رأوا ملكوت السماوات.وهو الإيمان بأن يسوع ومريم متحدان إتحاداً أزلياً وهما جسداً واحداً (من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية).
فلنضع ثقتنا بالعذراء وابنها الذي غلب العالم ووعد انه سيكون معنا دائما . فلا نخف في المحن ولا نجزع في الصعوبات . ولنطلب من مريم ان تدوم نعمة ابنها معنا فتقوينا وتنجينا من الشرور وتقودنا الى ميناء الخلاص . آمين .
خبر
كان القديس الشاب استنسلاوس كستكا( 1568 _ 1550 ) مولعا في تكريم مريم وحبها , كما يحب البنون أمهاتهم , بل واشد , فقد تربى على ذلك في أسرته المتدينة وزاد ولهه بمريم عندما دخل الدير .
ابتلى بمرض عضال وهو في ريعان الشباب كاد يدنو به الى أبواب الابدية , فاستغاث بمريم بدالة عظيمة وثقة وطيدة , فظهرت له هذه الأم الحنون حاملة ابنها فادي الانام على ساعديها , وأخذت تلاطفه وتعزيه , ثم حملت الطفل يسوع ووسدته في سرير المنازع الذي كان يتقلب بين الموت والحياة .
ولم تمر سوى ثوان حتى تعافى وزال منه كل سقم ومرض فقام يشكر الله والأم القديسة على أفضالها .
ثم اصيب بعد مدة بمرض اشد فطلب عندئذ من العذراء ان تنقذه من الآلام وتعتقه من قيود هذه الحياة وكان يتمنى ان يتم رحيله يوم عيد انتقال العذراء الذي قرب موعده , فاستجابت البتول لطلبه . ففي الخامس عشر من آب رحل من هذه الدنيا فرحا ليحيا في الأخدار السماوية بظل تلك التي احبها طيلة حياته .
ليت حبنا لمريم العذراء يبلغ مثل هذه الدرجة من الورع والثقة .
إكرام
اقرأ وتأمل من وقت الى آخر في الكتب التقوية التي تتحدث عن امجاد مريم
نافذة
يا معونة النصارى تضرعي لأجلنا
No Result
View All Result