تعاليم شهود يهوه وإيمانناِ
يطرقون الباب فتفتحه. وتجد نفسك أمام شخصين، رجل وإمرأة، يعرضان عليك بلطف أن يكلّماك. الشرور تملأ العالم، العنف، الكوارث، الناس الذين يموتون جوعاً، الحديث عن الحروب… عالم مكسّر، ولكنه سيصطلح. كل هذا مدوّن في الكتاب المقدّس. ويُفتح الكتاب ويقرأ منه مقطع أو مقطعان. ويسألانك: أنت مسيحي. هل قرأت الكتاب حقاً! قد تقول: لا وقت لي. لا بأس. سوف نعود مرّة أخرى. وبانتظار ذلك يقدّمان لك بعض المنشورات من أجل لقاء مقبل. عنوانها: استيقظوا. هذان الشخصان هما من شهود يهوه الذين نراهم يطرقون الأبواب، ويحدّثون الناس عن نهاية العالم، ويدعُونهم ليلتحقوا بهم فينجوا من جميع الكوارث.
نتحدّث في هذا المقال عن أصل هذه الشيعة، عن تنظيمها، عن حياة المجموعات المحليّة، عن طريقة قراءتها للكتاب المقدّس، عن نظرتها إلى الله، إلى يسوع المسيح، إلى الثالوث الأقدس…
1 – أصل هذه الشيعة وتنظيمها
أ – شيعة دينيّة من أصل أميركي
مؤسّس شهود يهوه هو شارل راسل. وُلد سنة 1852 من والدين كالفانيين (من البروتستانت)، وتربّى تربية قاسية. حين فكّر بالهلاك الأبديّ صار قلقاً. ولكنه سمع في يوم من الأيام واعظاً، أعادت إليه عظتُه السلامَ الداخليّ وحبّ الكتاب المقدّس. فنظّم مجموعة للدراسة البيبليّة قبل أن يؤسّس »برج مراقبة صهيون«. وسمّى نفسه مع رفاقه »دارسو البيبليا«.
وزاد اهتمام راسل بأمور الديانة، فتنقل كثيراً من مدينة إلى مدينة يعظ في القاعات، في الكنائس، في الشوارع والساحات العامّة. فسُمّي »القس« راسل مع أنه لم يتبع دراسات لاهوت ولا فلسفة ولا كتاب مقدّس.
سنة 1881، أطلق نشرات تنشر تعليمه، ووزّعها متطوّعون، »روّاد« يتنقّلون من بيت إلى بيت. سنة 1884، أسّس برج مراقبة صهيون الذي سينقل مركزه الرئيسيّ إلى نيويورك. هو مركز دعاية ودار نشر في الوقت عينه.
وانطلق راسل من بلاده في رحلات »رسوليّة« إلى أوروبا، مصر، روسيا، الشرق الأقصى. وهناك أسّس مجموعات من دارسي البيبليا. واستعمل لنشر تعاليمه الكتاب والجريدة والفيلم… وكانت الجرائد تنشر عظته الأسبوعيّة.
مات راسل سنة 1916 وهو في القطار، وكان في طريقه إلى سلسلة من المحاضرات. صار تلاميذه 20000. وازدهرت جماعته فنشرت سنة 1914، مليون كتاب وواحد وسبعين مليون كرّاس أو منشور(1).
وخلفه »روترفورد«، وهو محام. وكان عمره 24 سنة. نظّم الجمعيّة تنظيماً كبيراً. فاستعمل الراديو ومكبّر الصوت لينشر أفكاره التي وصلت إلى مليون شخص. روترفورد هو الذي أعطى »دارسي بيبليا« اسم »شهود يهوه«. وحوّل الجماعة من نظام ديموقراطي إلى نظام تيوقراطي (حكم الله الذي يمثّله مكتب نيويورك).
وبعد روترفورد جاء »كنور« الذي رأى والديه يرتدّان إلى شهود يهوه. بدأ الوعظ وهو ابن 18 سنة. وتابع صعوده حتى صار المسؤول العام عن النشر.
وفي سنة 1942، صار رئيسَ الجمعيّة. فزاد في تنظيمها وقوّى دعايتها وخلق مدرسة لتكوين »المرسلين«. فتكاثر عددُ شهود يهوه بشكل كبير. وهو الذي أنشأ سياسة »اليد الممدودة والبسمة على الشفتين« بعد سياسة »ادخال الرِجل في الباب« ليفرضوا نفوسهم على الناس(2).
ب – تنظيم قويّ
يتنظّم شهود يهوه تنظيماً قوياً. أما المركز العالميّ للشيعة فنجده في بروكلين. والاسم الرسميّ للمنظّمة هو »برج المراقبة«. على قمة الهرم نجد الحلقة المركزيّة التي منها تنطلق كل التوجيهات، وإليها تعود جبراً كلّ المساعي التي تقوم بها الجماعات. هذه »الجماعات الأساسيّة« تشبه رعايانا. يقودها »شيخ« تعيّنه الحلقة المركزيّة بتوصية من الحلقة المحليّة. ويرئس هؤلاء »الشيوخ« »رئيس مراقب« (هذا هو المعنى الأصليّ لاسم أسقف في اليونانيّة) يحيط به عدد من المسؤولين. وبين الجماعات الأساسيّة والحلقة المركزيّة، هناك »دوائر« متوسّطة. وعلى كلّ مستوى تنظّم الاحصاءات فتصل إلى نيويورك لتحرّك حماس »الشهود«.
ويتصرّف شهود يهوه بمبالغ ماليّة ضخمة جداً من أجل منشوراتهم ومن أجل العاملين في التبشير. أما من أين يأتي هذا المال؟ من بيع الكتب والكراريس، من الهبات التي يقدّمها الأعضاء في حياتهم وخصوصاً بعد موتهم. وهناك »المشاركة الطوعيّة« التي يُفرض على كل شاهد أن يدفعها بشكل منظّم.
ويعتبر الشهود أنهم كلهم خدّام الله. وعملهم الأساسي هو الكرازة من بيت إلى بيت مع بيع الكتب والنشرات(3). وهناك فئات: المبشّرون، يعطون بعض وقتهم. الروّاد العامون (مئة ساعة في الشهر). الروّاد الخاصون (أقلّه 150 ساعة في الشهر). الروّاد(4) يتقاضون بعض الأجر، لا المبشّرون الذين هم عديدون جداً. وعلى كل حال، يُطلب من الجميع أن يقدّموا تقريراً دقيقاً ومفصّلاً عن نشاطهم ومبيعاتهم، من أجل الاحصاءات العامة.
ج – المجموعات المحليّة
إن شهود يهوه يسمّون تجمع المنشّطين لهم »جماعة« (أو: أخوية. ينادي الواحد الآخر: أخ، أخت). وتتمّ الاجتماعات في مكان يُدعى »قاعة الملكوت«. هناك اجتماع الأحد المفتوح لعموم الناس. يدعون المتعاطفين الذين اكتشفوهم خلال الكرازة في البيوت. يكون الاجتماع بعد الظهر أو في المساء: خطبة طويلة تدوم ساعة وتستند إلى نصوص الكتاب المقدّس. أما التصميم وموضوع الخطبة فيصل من برج المراقبة. وكلهم مدعوون للاستماع إليها. لا تجمع الصينيّة، لكن يقال للواصلين بأن هناك علبة »للمشاركات الطوعيّة«. وخلال الاجتماع يُحصى الحاضرون وترسل الأرقام إلى نيويورك.
خلال الأسبوع، هناك اجتماع الخدمة. يكون الأربعاء أو الجمعة مساء. يشارك فيه الخدّام أو الذين يستعدّون. وهناك نشرة »خدمة الملكوت« تقدّم التصميم وموضوع التفكير. بعد نشيد أو صلاة، يدرسون مواد هذه النشرة. وكل شيء يعطى في سؤال وجواب »واضحين«. وهناك اجتماعات أخرى، لا سيّما بعد اجتماع الأحد من أجل درس »برج المراقبة«. وهكذا يكرّس »الشاهد« خمساً أو ست ساعات للاجتماعات الأسبوعيّة.
نشير هنا إلى أن »عشاء الرب« لشهود يهوه هو تذكّر لما فعله يسوع يوم خميس الأسرار. أما بالنسبة إلى الكاثوليك، فالافخارستيا هي سرّ، هي لقاء مع يسوع القائم من الموت، الحيّ والحاضر وسط أخصّائه. قال يسوع: خذوا وكلوا… إصنعوا هذا لذكري. فحين نحتفل بالقداس نجعل كلمة الله حاضرة في جماعاتنا. وقال يسوع: من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبديّة. وحين نتناول في القداس، يشركنا المسيح الحيّ في حياته هو الذي قام من بين الأموات.
وإليك مراحل »الارتداد«. يأتي إليك شهودُ يهوه. بعد عظة مهيّأة، يدعونك إلى شراء نشرة أو كرّاس. إذا قبلت النشرة، يزورونك مرّة ثانية ويشجّعونك على متابعة الدراسة. في المرحلة الثالثة، دراسة الكتاب المقدس مع بضعة أشخاص سيتحرّرون شيئاً فشيئاً من الأفكار العتيقة عن الله والديانة بأساليب »غسل الدماغ«. الكتب المستعملة هي كتب برج المراقبة. والكتاب المقدّس يسند تعاليم الشيعة التي هي الأهمّ. بعد هذا، يُدعى »المتعاطف« إلى اجتماع درس الكتب، ثم إلى اجتماع الأحد، ثم إلى اجتماع الخدمة. وفي النهاية، العماد بالتغطيس يكرّس شهود يهوه في مهمة الوعظ وخدمة يهوه. هناك كثيرون يعمّدون في العالم. ولكن عدد الذين يتركون ليس بقليل.
2- الثالوث الأقدس
بعد أن نتوقّف عند الكتاب المقدّس وطريقة قراءته وعلاقته بالعلم، نتعرّف إلى الأقانيم الثلاثة، إلى الآب والابن والروح القدس الذين باسمهم نعتمد من أجل حياة جديدة تبني الكنيسة وتقدّس العالم.
أ – قراءة حرفيّة للكتاب المقدّس
يحمل شهود يهوه الكتاب دوماً في أيديهم ويعودون إليه لكي يقنعوا محاوريهم في ما يتعلّق بأساس تعليمهم. ويعتبرون أنهم وحدهم يستطيعون أن يبرهنوا عن كلّ شيء بواسطة البيبليا التي يقرأونها قراءة حرفيّة. فالبيبليا في نظرهم تقدّم أجوبة دقيقة ومحدّدة على كلّ الأسئلة التي يمكن أن نطرحها حول الله والانسان، حول العالم والتاريخ، حول العلم والأحداث المعاصرة، حول تلوّث البيئة ومشكلة البطالة.
يعود هذا الحماس للبيبليا إلى راسل الذي كتب اعتباراته في سبعة أجزاء. سمّاها »دراسات في الكتاب«، وقد اعتبرها مهمّة مثل الكتاب المقدّس!
لا يستعمل شهود يهوه كل ترجمة للكتاب المقدس، بل الكتب المقدّسة، ترجمة العالم الجديد. قد نشرت هذه الترجمة في ملايين من النسخات. أما المترجمون فما اهتموا باللغات الأصيلة لكي ينقلوا عنها النصوص الملهمة، بل بمعتقداتهم وما فيها من انحراف. مثلاً، نقرأ في مت 26:28: »هذا هو جسدي«. قالوا: »هذا يمثّل جسدي«. لماذا؟ لأن العشاء السريّ هو تذكّر فقط. وهكذا جاءت تعاليمهم تسيطر على الكتاب المقدّس. في يو 1:1 نقرأ: »والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله«. هذا يعني أن الابن هو الله، شأنه شأن الآب. أما الشهود فقالوا: »وكان الكلمة الله«. هذا يعني أن الابن هو الله، شأنه شأن الآب. أما الشهود فقالوا: »وكان الكلمة إلهاً«. وهكذا ينكرون لاهوت المسيح. ثم من هو هذا »الاله« تجاه الله الواحد؟ هل إله من درجة دنيا؟ هل انسان أعظم من سائر البشر؟ هل هناك إله آخر بين الله والبشر نسمّيه »إله« أو كلمة أو يسوع؟ في روم 13:1 -7 ، نقرأ: نخضع للسلطات. أما هم فيقولون: للسلطات التيوقراطية.
ويتحدّث شهود يهوه عن البيبليا والعلم. ولكننا نعرف أن الكتاب لا يهتمّ للأمور العلميّة، بل بأن يقول لنا مخطّط حبّ الله للعالم، ومشروع الخلاص الذي بدأه مع الشعب العبراني وأتمّه في المسيح. في التوراة، لا يقول لنا الله متى خُلق الانسان، بل يقول لنا إنه خُلق على صورته ومثاله، وإن الله خلقه من أجل الحبّ والسعادة.
يؤكّد شهود يهوه أن العالم خُلق سنة 4600 ق.م.، وأننا نستطيع أن نجد في التوراة كل العناصر التي تسمح لنا بهذا القول. استندوا إلى سلسلة الأنساب وإلى تواريخ أخرى وجدوها في أمكنة متعدّدة من الكتاب، فقالوا: من آدم إلى الطوفان: 1656 سنة. من الطوفان إلى ابراهيم: 427 سنة. من ابراهيم إلى يسوع: 1945. المجموع: 4028 سنة. نزيد عليها 42000 سنة. فالله خلق العالم في ستة أيام، وكلّ يوم يعدّ 7000 سنة. وهكذا نكون في الألف السابع. وقام الشهود بحسابات اعتباطيّة مماثلة فدلّوا على أن العالم ينتهي سنة 1914: أظنّ أنه لم ينتهِ!
ويتحدّث الشهود عن 144000 مختار يعرفون وحدهم فرحَ السماء: هم وحدهم الكنيسة وجسد المسيح! نحن نعرف أن 1000 (مكعّب 10) هو عدد كبير جداً. والرقم 12 يدلّ على شعب الله في العهد القديم والعهد الجديد (12 × 12). وهكذا يكون عدد المختارين كبيراً جداً جداً. وسيقول فيه رؤ 7:9 »رأيت جمعاً كثيراً لا يستطيع أحد أن يحصيه من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان« (العدد 4 يدلّ على العالم كله). المسيح مات عنا جميعاً. وهو يدعو جميع البشر إلى أن يدخلوا في ملكوت الله. أتراه يكتفي بعدد قليل من المميّزين، ويترك الآخرين إما في جهنّم وإما على الأإض يعيشون عيش الحيوان في طعام وشراب ورقاد؟! أما قال القديس بولس إن يسوع يريد أن يخلص الجميع؟ هكذا صارت البيبليا عند شهود يهوه!
أما نحن فنعتبر البيبليا كتاباً ملهماً، نعتبرها كلمة الله. وهي تعتبر مكتبة في حدّ ذاتها مؤلّفة من 73 كتاباً، موزعة على العهد القديم والعهد الجديد. نحن نقرأها في التأمل والصلاة، ونبحث عن معناها في الإطار الذي كُتبت فيه. لا ليس الكتاب المقدّس مجموعة إيرادات ولا تنبؤات على مثال ما في نوستراداموس. وليس سلاح حرب به نهشّم الخصم، بل كتاب يحدّثنا فيه الله ليقول لنا إنه يحبّنا.
ب – من هو الله
يؤمن شهود يهوه بإله واحد. ذاك الذي كشف عن نفسه في العهد القديم. ويعتبرون أن اسمه الحقيقيّ هو »يهوه« الذي نساه الناس خلال أجيال وأجيال، فكانت دعوتهم بأن يعيدوا الاعتبار إلى هذا الاسم الالهيّ. ماذا نقول في كلّ هذا ومن أين يأتي اسم يهوه؟
حين كشف الله لموسى عن اسمه قال له: »سأنا هو الذي هو« (خر 3:14). وهذا يُكتب في العبرية بأربعة حروف »ي هـ و ه«، بدون حركات. ولكن يبدو أن اللفظ هو »يَهوَه«. لماذا نجهل لفظ هذه الكلمة؟ لأن بني اسرائيل رفضوا أن يتلفّظوا به احتراماً، وفضّلوا أن يقولوا »أدوناي« (السيّد). وحين يقرأون النصّ المقدّس، كل مرّة ترد لفظة »يهوه« يقولون: ادوناي«.
بعد القرن الخامس ق.م. لم يعد اليهود يفهمون العبرية، فتكلّموا الأراميّة التي صارت لغة دُوليّة في الشرق. ولكنهم ظلّوا يقرأون النص العبري، وإن كان بصعوبة، لغياب حركات التشكيل. ولمعالجة هذا الوضع، قام العلماء الماسوريون (المحافظون على التقليد) وجعلوا الحركات على الكلمات بين القرن الثامن والقرن الحادي عشر ب.م. وجعلوا للفظة ي هـ و ه الفتحة ثم الضمة ثم الفتحة فصارت يَهُوَه. وسموا نفوسهم »شهود ياهواه«. كل هذا يدلّ على جهلهم. واللفظة المشكّلة بهذه الطريقة لا تعني شيئاً. ولكنهم لا يستطيعون أن يتخلّوا عنها الآن، لأنهم يعتبرون هذا التخلّي خراباً. أما الاسم فقد أخذوه سنة 1931 حين قرأوا أش 43:12: »أنتم شهودي، يقول الرب (يهوه)، وأنا الله«.
أما إيمان المسيحيّين فهو بالله أبينا. نقول له في الصلاة التي علّمنا إيّاها يسوع: »أبانا الذي في السماوات«. وشهود يهوه يتعلّقون بيهوه ويعتبرونه الاسم الوحيد لله، كما أعطيَ لموسى. وينسون أن موسى أخذه من قبائل مديان. كما ينسون أننا نجد أسماء عديدة لله في الكتاب المقدس: الله، العليّ، القدير، رب الأكوان، القدوس، الرب. وهناك صفات عديدة: إله ابراهيم واسحاق ويعقوب. والله عند شهود يهوه هو اله الخوف والعقاب. ليس إله يسوع المسيح الذي يدلّنا على المحبة والحنان.
ح – يسوع المسيح هو الله
يؤمن شهود يهوه أن يسوع يحقّق مواعيد الله. يؤمنون أنه وُلد من مريم ولكنهم ينكرون لاهوته. فلا إله إلا يهوه. إذن، من هو يسوع في نظرهم؟ خليقة مميّزة، وأكمل ما خلقه الله. كان ملاكاً قبل أن يأتي على الأرض، كان الملاك ميخائيل الذي شارك الله في خلق العالم. هو لم يتجسّد، بل »انتقلت« حياته. وهكذا جاء إلى هذا العالم، لم يعد خليقة روحيّة، بل صار كائناً بشرياً.
وهم يرون أن يسوع لم يصبح »المسيح« إلا في خريف سنة 29، حين تعمّد على يد يوحنا في الأردن. قدّم حياته لأجل خطايانا »على عمود«(5). وهكذا أعاد إلى ابن الانسان الحقَّ بحياة كاملة لا نهاية لها على أرض كاملة هي أيضاً. ولكن لا لجميع البشر، لأن موت المسيح لم يُفِد الجميع.
وماذا يقولون عن قيامة المسيح؟ لم يعد المسيح القائم من الموت انساناً، بل خليقة روحيّة. فهو لم يقم بجسده الذي لم يعرف أحد ما صار إليه. وما ظنّ الرسل أنهم رأوه، كان شبهَ جسد بشريّ(6). ويؤكّد الشهود ذلك مستندين إلى نصوص العهد الجديد بعد أن يفسّروها على طريقتهم، على الطريقة الخاطئة. فهم ينتزعونها من سياقها. مثلاً: »الآب هو أعظم مني« (يو 14:28). »هو صورة الله غير المنظور وبكر كل خليقة« (كو 1:15). »يخضع الابن لذلك الذي أخضع له كلّ شيء، ليكون الله كلاً في الكلّ« (1 كور 15:28). يرى الشهود في هذه الآيات براهين على أن المسيح ليس الله. وإذ يصلّي يسوع إلى أبيه ويطيعه، هذا يعني أنه ليس بإله(7). فما هو إيمان الكنيسة الكاثوليكيّة؟
إن يسوع ابن الله قد صار إنساناً. هذا ما أعلنه مجمع نيقية سنة 325. فكان قانون الإيمان. وإن مريم هي والدة الاله كما قال مجمع أفسس سنة 431. فحين يرى الشعب المسيحي يسوع وأمه يمتلئ اعجاباً عميقاً بهذه المرأة التي ولدت ابن الله. أجل، نحن نحيّي مريم »أم الله« لأن ابنها الذي حبلت به وولدته، هو حقاً كلمة الله. وقال مجمع خلقيدونية (451): يسوع هو إله حق وانسان حقّ. لقد رأى رعاة بيت لحم طفلاً نائماً. ما كانوا يعرفون أن هذا الطفل هو ابن الله. غير أن المسيحيّين يعرفون أن يسوع هو ابن الله، ولكنهم لا ينسون أن يسوع هو حقاً انسان مثلنا. وتحدّث المجمع عن شخص (أقنوم) يسوع في طبيعتين: الطبيعة الالهيّة والطبيعة البشريّة. هو إله وهو يتصرّف كإله. وهو انسان وهو يتصرّف كإنسان. فإن صلّى، فالصلاة حوار مع الآب. إلا يستطيع الابن أن يحاور أباه؟ وإن خضع، فخضوعه خضوع المحبة، وهو يخضع باسمنا تجاه عصيان آدم. وان قال الآب أعظم مني، فهل ننسى أن مبادرة الخلاص جاءت من الآب دون أن تنفي مساواة الابن له: »هكذا أحبّ الله العالم حتى أرسل ابنه«. في كل هذا يعود الشهود إلى تعليم اريوس الذي رفضته الكنيسة. ماتت الأريوسية والكنيسة تعرف أن أبواب الجحيم لا تقوى عليها. وتموت هذه الشيعة وغيرها من الشيع، أما الكنيسة فباقية وهي جسد المسيح.
د – الثالوث الأقدس
رفض شهود يهوه لاهوت المسيح، لأن يهوه واحد وحيد. ويترجمون يو 10:30 (أنا الآب واحد) كما يلي: »أنا والآب على اتفاق«! وللسبب عينه ينكرون ألوهيّة الروح القدس. لم يكن الروح يرفّ على المياه في بداية الخليقة (تك 1:3)، بل قوة الله الناشطة، قوّة لا شخصيّة. وهكذا ينكر الشهود عقيدة الثالوث التي هي بدعة شيطانيّة.
قالوا في »ليكن الله صادقاً«: »يعود الثالوث إلى أصل ميتولوجيّ إلى عالم البابليين والمصريّين. ولا يعارض يهودي أو مسيحيّ بأن هؤلاء الشعوب عبدوا آلهة شياطين«. لهذا حرّم على اسرائيل، الشعب النموذجيّ لله، أن يختلط بهذه الشعوب العابدة الأوثان. وكيف يبرهنون عن قولهم؟ ينطلقون من عبارة زيدت على رسالة يوحنا الأولى (5:3) في ما بعد، ويقولون: ليست هذه العبارة بصحيحة. ولكن هل الإيمان المسيحي يستند إلى آية واحدة؟ هل ننسى أننا معمَّدون باسم واحد، اسم الآب والابن والروح القدس (مت 28:20)؟ وكلام بولس في2 كور 13:13 يجعل الابن قبل الآب، فيدلّ على أن الأقانيم متساوية: »نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبّة الله، وشركة الروح القدس معكم أجمعين«. لماذا ترافق نعمةُ الابن وشركة الروح محبّة الله، إذا كان الابن خليقة فقط (ماذا يستطيع أن يعطينا)، واذا كان الروح قوة لا شخصيّة؟ ويحدّثنا بولس أيضاً في 1 كور 12:4 – 6 عن »الروح الواحد، الرب الواحد، الاله الواحد«. وهكذا كان الروح في الدرجة الأولى قبل الرب والله، قبل الابن والآب. وجاء الله في النهاية!
وفي هذا السياق يتحدّث شهود يهوه عن مريم انها امرأة مثل كل النساء. ليست النقية. ليست عذراء، ولا يحقّ لها بأي إكرام. كما يرفض الشهود كل الصور لأن الله منع هذه الصور. لا شكّ في أننا لا نصوّر الله كالله، لأنه لا يُرى. ولكن يسوع »رأيناه بعيوننا، سمعناه بآذاننا، لمسته أيدينا«، فلماذا لا نصوّره؟ ولماذا لا نصوّر مريم والقديسين؟ فنحن نفس وجسد. والجسد يحتاج إلى أن »يرى« رؤية تصل به إلى الشخص الذي يحاول الانسان أن يتصل به في الصلاة.
3 – الانسان والعالم والكنيسة
ما هي نظرة الشهود إلى الانسان وعلاقته بالحيوان، وإلى الكنيسة التي هي أكبر عدوّ لهم، وإلى العالم الذي يسوده الشيطان، فنهرب منه؟
أ – هل النفس خالدة
يرى شهود يهوه أن الانسان أذكى من الحيوانات. ولكنه مثلها »نفس حيّة«. وحين يموت يموت كله، شأنه شأن الحيوانات. لا يبقى شيء منه. ليس فيه مبدأ روحي، ولا بذار الخلود. ويستندون إلى نصوص بيبليّة يفسّرونها على هواهم. صنع الله آدم لكي يكون ”نفساً حيّة”. كوّن أولاً جسماً بشرياً، وفيه نفخ، لا نفساً، بل نسمة حياة تنعش هذا الجسد المائت. وهذا المزيج بين جسد لحمي ونسمة حياة يشكّل نفساً حيّة أو خليقة حيّة. ذاك هو وضع كل ما يتحرّك ويتنفّس على الأرض«.
»الحيّة (الشيطان) هي التي اخترعت الخلود المرتبط بالنفس البشريّة. وهذا التعليم هو أكبر كذبة نشرها الشيطان عبر العصور لكي يضلّ البشريّة ويستعبدها لديانات تأسّست على مثل هذه الادعاءات«.
وبعد أن أنكر الشهود خلود النفس، أعلنوا أنه يكون هناك قيامة. ولكن بما أن لا شيء يبقى منا بعد الموت، في نظرهم، فلا نستطيع التحدّث عن القيامة بالمعنى الذي نعطيه لهذه الكلمة. بل عن خلق كائنات جديدة، تختلف كل الاختلاف عمّا كنّا عليه قبل موتنا. مثل هذا القول يتعارض مع الإيمان المسيحيّ الذي تسلّمناه من الرسل (1 كور 15:20 – 2؛ 1 تس 4:13 – 16). فيسوع الذي قام من بين الأموات وصار بكر الراقدين، قد انتصر على الموت وهو يمنحنا الغلبة معه. وقد قال لنا يسوع: حيث يكون هو نكون نحن (يو 14:2).
وفي النهاية، يتحدّث الشهود عن ثلاث فئات من الناس: الموسومون (أو الممسوحون بالزيت) هم القديسون المكرّسون. ولدَهم الروحُ وهم 144000. وحدهم يعرفون فرح السماء. و»الخراف الأخرى (يوناداب) لا يعرفون فرح السماء بل الفردوس الأرضي. هم مجموعة شهود يهوه. و»الذئاب المتخفّية في الخراف«. كل الذين يرفضون المسيح. والكنيسة الكاثوليكيّة. كلهم يعرفون »الموت الثاني« أي الدمار التام.
ب – الديانات والكنائس
كل ديانة وكل كنيسة قد تأسّست على الشيطان. فهي فاسدة. »فالديانة هي أن يتمّ الانسان كلّ عمل معارض لإرادة الله القدير. الشيطان هو الذي أدخل الديانة وسط البشر«. »الكاثوليك والبروتستانت واليهود يعتبرون أنهم يحملون إلى الشعوب السلام والازدهار. لا شك في أنهم يدعون اسم يهوه، ولكنهم في الواقع يجهلون كلمته«. ولكن يبقى الهدف الأساسيّ لشهود يهوه هو الكنيسة الكاثوليكيّة التي هي ألدّ عدوّ لهم. أول عدوّ منظور لله، وأكبر عدوّ للناس، هو التنظيم الدينيّ الكاثوليكيّ الرومانيّ. لا تنسوا أبداً أن السلطة الكاثوليكيّة الرومانيّة كنظام دينيّ تسمّى »العاهرة وبابل الكبرى وأم الزنى ونجاسات الأرض«. ركبت على مرّ عصور خيل السلطات السياسيّة والعسكريّة.
بماذا يتهم الشهود الكنيسة الكاثوليكيّة؟ أولاً: نظام البابوية. ثانياً: اختراع عقيدة الثالوث ولاهوت المسيح وخلود النفس. ثم زادت »التقليد« على الكتاب المقدس. ومنعت ترجمة الكتب المقدّسة، ونشرت عبادة الصليب والصورة وصلاة الوردية. كل هذا في نظرهم هو عبادة أوثان.
ماذا نقول في هذه العقائد؟ لم تخترعها الكنيسة، بل اكتشفتها في الكتب المقدّسة وعبّرت عنها بلغتها. فالثالوث الأقدس يعني الآب والابن والروح القدس. يعني المحبّة التي تملأ العالم. يعني عيلة السماء التي نحن كلنا أعضاؤها. ولاهوت المسيح هو ما نعبّر عنه حين نقول إنه يغفر الخطايا، ويقدّم الشريعة الجديدة، ويدشّن الملكوت. وخلود النفس يعبّر عن هدف الله بأن يشركنا في مجده، بأن يشركنا في قيامة ابنه. أما العبادات فليست عقيدة إيمانيّة. هي تعابير صلاة تتوجّه في النهاية إلى المسيح. فمريم هي والدة المسيح. والقديسون خدامه. وإن كانت الكنيسة مؤلفة من أبرار وخطأة (مثل كلّ جماعة)، فهي عائلة الله، المؤلفة من كل الذين يسعون للسير على خطى يسوع وهي تنظر باحترام إلى سائر الديانات، لأنها طرق يسير فيها البشر وإن لم يكتشفوا بعد من هو الطريق والحق والحياة.
ج – العالم
يقول الشهود: هذا العالم هو عالم يسيطر عليه الشيطان. عالم يجب أن نهرب منه. عالم سينتهي قريباً.
أولاً: العالم الذي نعيش فيه يسود عليه الشيطان
الشيطان هو في أصل الشرّ الذي نلاحظه. فالعقائد الكاثوليكيّة والإيمان والأعياد تعود كلها إلى الشيطان. وابليس حاضر في الكنائس، في الدول، في الحكومات. كيف يفسّرون حضور الشيطان في كلّ مكان؟
دخلت الخطيئة إلى العالم بواسطة ملاك سقط هو لوسيفر الذي دُعي إبليس ساعة حكم عليه الله. كانت مهمة لوسيفر أن يعين آدم وحواء على حفظ الوصيّة. ولكنه تمرّد على الله وطلب أن يُعبَد كالله. فهو الذي في شكل حية دفع حواء إلى العصيان. لهذا حكم عليه بالموت. ولكنه أُخّر تنفيذ الحكم ليتيح له أن يكوّن لنفسه ذرية. منذ ذلك الوقت وابليس والملائكة الساقطون يدفعون البشر للابتعاد عن الله. حتى الطوفان، كانوا يستطيعون أن يلبسوا جسداً بشرياً. بعد ذلك أخذ منهم هذا الامتياز، ولكنهم ما زالوا يدفعون البشر إلى الشرّ.
مملكة الشيطان هي منظّمة قويّة تضم كائنات غير منظورة (الشياطين) وكائنات منظورة (الأشرار). أما ابليس فهو إله كاذب يحاول أن يقتدي بالله. وقد صار ملك العالم سنة 607 ق.م. ساعة سقوط أورشليم (هي سقطت بالأحرى سنة 587 ق.م.). وظلّ كذلك سبعة أزمنة أي 2520 سنة.
إبليس هو الذي أمات المسيح بواسطة حلفائه على الأرض. في سنة 1914، غُلب فانحدر إلى الأرض. وبما أن لا نشاط له في السماء، بدأ يعمل على الأرض مستعملاً الديانات والكنائس والمنظّمات السياسيّة.
وحين تأتي معركة هرمجدون (أي جبل مجدو حيث كانت معركة بين الفرعون ويوشيا سنة 609 ق.م.)، يقيّد الشيطانُ وتبّاعه لألف سنة، ويُرمَون في الهاوية. خلال تلك الألف السنة لن يستطيعوا أن يغشّوا البشر. بعد ذلك، يفلتون لوقت قصير. وحين تنفيذ الحكم على الخطيئة التي اقترفت في جنة عدن سنة 4025 ق.م.، يعود الشيطان وتباعه إلى العدم بشكل نهائيّ.
ما هو إيماننا؟ إن موضوع الصراع بين النور والظلمة تقليديّ في العالم المسيحيّ (يو 16:18). والتعارض بين المدينتين، مدينة الأرض ومدينة السماء، عرفه أوغسطينس. ولفظة »عالم« تعني في بعض العبارات: أولئك الذين يرفضون المسيح (1 يو 1:10)، الشرّ الذي جاء المسيح ينتزعنا منه (غل 1:4). ملكوت ابليس (اع 26:18).
ولكن هذا لا يعني أن هناك جيشين في العالم، جيش الأخيار وجيش الأشرار (كما قالت جماعة قمران اليهوديّة). فالصراع بين الخير والشرّ يتجذّر في كلّ واحد منّا. لا نستطيع أن نعرف من هم لله ومن هم ضدّ الله. »لا تدينوا لئلاّ تدانوا« (لو 6:37).
أما شهود يهوه فيؤكّدون أن كلّ الذين لا ينتمون إلى شيعتهم يعملون بقيادة إبليس. فكأن لا خير إلا عند شهود يهوه. لا شكّ في أن الشر موجود. ولكن لماذا لا نعرف أن ننظر إلى قدرة محبّة الله التي تُخرج الخير من الشرّ، وتدعو الخطأة إلى التوبة، وتدعو جميع البشر إلى العدالة والحق والأخوّة؟
ثانياً: نهرب من العالم
بما أن العالم شرّير في جذوره، يجب أن نهرب منه. هذا ما يقوله شهود يهوه ويعدّدون الشرور. يرفض الشاهد كلّ خدمة وطنيّة أو عسكريّة، لا يقترع في الانتخابات، لا ينضمّ إلى نقابة ولا إلى حزب ولا إلى تجمّع حتى لو كان خيرياً.
يرفض الشهود المشاركة في المهمّات الاجتماعيّة والسياسيّة، كما يرفضون الحرب للدفاع عن السلام والعدالة والمضايقين والمتألّمين… فالحب الأخويّ في نظرهم يقوم بأن يعرّفوا القريب إلى يهوه. وإن كان هناك من عمل خير، فمع شهود يهوه فقط.
ما الذي نؤمن به؟ »لقد أحبّ الله العالم حتى وهب له ابنه الوحيد. هو لم يرسل ابنه الى العالم ليحكم على العالم، بل لكي يُخلّص به العالم« (يو 3:16 -1 7). فالتعليم المسيحيّ لا يميل بالناس عن بناء العالم، بل يدعوهم إلى العمل من أجل نموّ الأرض. ثم إن المؤمن الذي لا يحارب الظلم، هو مؤمن أقلّ من عاديّ، هو صورة مشوّهة عن الله.
ثالثاً: نهاية العالم قريبة
ويعود موضوع في عظات شهود يهوه: نهاية الأزمنة. ويصوّرون هذا الحدث كأعظم ثورة في العالم. وحين تتمّ معركة هرمجدون تكون نهايةُ العالم الشرّير، نهايةُ النظام الحاضر للأشياء، والانتصار النهائي لملكوت الله.
اعتبر راسل أنه يعرف هذه النهاية. سنة 1874. ثم سنة 1914. ثم 1918. ولكن شيئاً لم يحدث. فقال روترفورد: 1925 ثم 1930 ثم 1975 . بعد هذه السلسلة من الأرقام تريّث شهود يهوه، ولكنهم ما زالوا يعلنون قرب نهاية الأزمنة.
أما نحن فنقول: لا يعرف أحد ذلك اليوم ولا تلك الساعة. وحين نقرأ سفر دانيال وسفر الرؤيا، نفهم أننا أمام نظرة إلى التاريخ الذي حصل، لا ذلك الذي سيحصل. فالكتاب المقدّس لا يتضمّن معلومات تُرضي فضولنا، بل يدعونا لنعرف حب الله لنا، والسعادة التي يهبها للذين يحبّونه. سأل الفريسيون يسوع يوماً: متى يأتي ملكوت الله؟ فأجابهم: »لا يأتي ملكوت الله بالرصد. ولا يقال: هو هنا أو هناك. لأن ملكوت الله في داخلكم« (لو 17:20 – 21). وأورد متّى كلمة أخرى ليسوع: »أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما أحد« (24:36).
هكذا نبَّهنا يسوع. يبقى أننا ننتظر مجيء المسيح المجيد في نهاية الأزمنة. ونحن نحتفل بهذه العودة ونسبّق عليها في كلّ مرة نجتمع للافخارستيا. نقول للرب: تعال أيها الرب يسوع. فيقول لنا: ها أنا آتٍ عن قريب. بل بدأ مجيئه يوم مات على الصليب وقام من القبر. وهو سيأتي في مجد عظيم ليدين الأحياء والأموات.
خاتمة
تلك نظرة سريعة إلى شهود يهوه، هذه الشيعة التي تركت خراباً كبيراً في الكنيسة وفي العالم. ضحاياها من ضعاف النفوس، ضعاف القلوب، ضعاف الجياب. تقوم بعملية غسل في دماغهم، تأخذهم في براثنها فلا يعودون يفلتون. تضع الخوف في قلوب الناس، وتدعوهم إلى الالتحاق بها لكي ينجوا من الدمار الآتي. ويا ليتها تسعدهم جميعاً. فهناك فقط 144000 نقداً وعدّاً يشاركون المسيح في سعادة السماء. أما »الشهود« الباقون فيعيشون في فردوس أرضيّ، يأكلون ويشربون وينامون. وأسلوبها تبسيط الأمور في قراءة حرفيّة للكتاب المقدّس، وتأكيد للمعتقدات التي تبدو واهية، وإعلان بأن الحقيقة وحدها معهم وكأنها شيء يمتلكونه.
خراف عديدة تترك قطيع الرب. أين هو الراعي؟ أين هم الإخوة لا يلتفتون إلى إخوتهم؟ أين هي الكنيسة بكلّ مؤسّساتها؟ أين هي المنظمات الرسوليّة؟ ولماذا لا يكون كلّ واحد منا رسولاً؟ لماذا لا نتعلّم إيماننا، ولماذا نبقى جهلة فنترك أشخاصاً من الشيع يضلّونا ويستغلون جهلنا؟ ينشر شهود يهوه مجلة اسمها »استيقظوا«. يا ليتنا نحن أبناء النور نستيقظ ولا نترك أبناء الظلمة يشتّتون قطيع الله!