بعض الخطوط والمعايير في الحشمة التي حدّدتها رسميّا الكنيسة الكاثوليكية
– لقد أعطتنا أمّنا الكنيسة خطوطاً أساسيّة في حشمة الثياب عند المرأة، عندما أصدر نائب البابا “بيوس الحادي عشر”، الكاردينال بومبيلي في 24 أيلول 1928، رسالة في الأزياء الخلاعيّة تتضمّن عدّة رسوم وقد نُشِرت بأمرٍ من الأب الأقدس : “… نذكّر بأنّ الفستان لا يُمكن أن يُدعى مُحتشماً، إذا قُصَّ أعمق مِن إصبعين تحت حفرة الحنجرة؛ إذا لم يغطِّ… الأذرع أقلّه حتى المِرفق؛ وإذا كان بالكاد يصلُ قليلاً تحت الركبتين. بالإضافة الى أنّ الفساتين المصنوعة من مادّة شفّافة هي أيضاً مُشينة ومَرفوضة ، وكذلك أيضاً الجوارب التي من لون الجلد بحيث يخيّل للناظر أنّ الأرجل عارية “.
– 4.2 – الخطوط والمعايير التي حدّدها القديس بيو الكبوشي Padre Pio بإيحاء من الربّ يسوع:
– حمل هذا القدّيس سِمات المسيح 50 سنة وسمُّي ” أعجوبة القرن العشرين “. إشتهر بعجائبه الكثيرة والخارقة وحصل على نِعَمٍ مُميّزة كثيرة، من بينها معرفة المستقبل وقراءة الضمائر والمقدرة على التواجد في مكانَيْن في نفس الوقت Bi-location …
– وُضعت على باب كنيسة ديره هذه اللّافتة: ” الكنيسة هي بيت الله، ممنوعٌ على الرجال أن يدخلوا مَكشوفي الأذرع، ولابسين البنطلون القصير، وممنوعٌ على النساء الدخول وهنّ لابسات البنطلون (الجينز وغيره) trousers، دون حجاب على الرأس veil، أو بملابس قصيرة short clothing، أو بالفساتين والملابس التي تنزل عن مستوى الرقبة، أو التي بلا أكمام أو التي هي بشكل عام غير مُحتشمة بتصميمها Sleeveless, Low Necklines, or Immodest Dresses “.
– ولافتة أخرى: ” هذا تمنّي بادري بيّو الواضح: على المرأة أن تدخل الى الإعتراف وهي ترتدي تنانير تنزل أقلّه ثمانية إنشات (أي 20 سنتم) تحت الرّكبة، ممنوع إستعارة الفساتين الأطول في الكنيسة، ولبسهم من أجل الاعتراف ” .
– كان القديس البادري بيو مُمتلئاً من محبة الله ورحمته، وكان قاسياً بتعامله مع قلّة الحشمة، ” فكان يطرد من كرسي الإعتراف فوراً كلّ النساء اللّواتي كان يُميّز بأنهنّ غير مرتدياتٍ كما يجب، وكان يرفض إعطاء الحَلّة السرّية (غفران الخطايا) لبعض الأشخاص ويُغلق باب كرسي الإعتراف الصغير في وجههم. وكلّما كانت تأتي إمرأة الى الإعتراف وهي ترتدي تنورة أقصر من 20 سنتم تحت الركبة كان يَطردها فوراً دون أن يسمع إعترافها، حتى ولو كانت التنّورة تنزل تحت الركبة اينشات عديدة “.
– وكان يَلقى الإنتقاد من الكثيرين، مُتسائلين لماذا تصرّف بهذه الطريقة. أمّا هو فيقول:
” ألا تعلمون كم يكلّفني من الألم أن أغلق الباب في وجه أيّ شخص ؟ لقد أجبرني الربّ على هذا التصرّف. أنا لا أدعو أحداً، كما أنّي لا أرفض أحداً أيضاً. هناك شخص أخر يدعوهم أو يرفضهم. [يسوع المسيح] أنا أداته التي لا نفع منها “.
– لم يكن القدّيس يستثني أحداً أكان شخصاً يراه أو يلتقي به للمرّة الأولى أو إبنة روحيّة منذ زمن طويل. الرجال والأولاد أيضاً عليهم أن يرتدوا بنطلوناً طويلاً. وعندما كان يُنْعَتُ بأن ليس في تصرّفه محبّة كان يقول: “أرجوكم أن لا تنتقدوني بذكر موضوع المحبة، لأن المحبة العظمى هي تحرير الأرواح من الشيطان، الذي يمسك بها بقوة، لإرجاعها الى المسيح”
توضيح:
– الفساتين والملابس كلّها يجب أن تكون غير شفّافة ويجب أن تستر كلّ ما تحت الرقبة (راجع معايير الكنيسة) من الأمام والخلف مع الكتفين، وأن تكون واسعة كي لا تُفصّل الجسم (من خلال تصميمها أيضاً) وأن تخفي تقاطيعه حتى عند الجلوس والمشي والإنحناء… لأنّ الملابس الشفّافة والضيّقة والتي تلتصق بالجسم هي كلّها غير محتشمة ومصدر للتجارب ومسبّب قويّ للخطايا المميتة. ولكي تكون الثياب محتشمة، يجب أن لا تخفي ما هو عُرْيٌ فقط، بل أيضاً كلّ شكل أنثوي في جسم المرأة.
– ونذكّر هنا أنّ هذا المعيار الذي حدّده القدّيس كان كحدّ فاصل وسط هذه الأزمة الكبيرة، وكحدّ أدنى من الحشمة لا يجوز أبداً تجاوزه، كما نذكّر أيضاً أن ال 20 سنتم المذكورة كانت مع جوارب غير شفّافة ومن غير لون الجلد، وليس دونها – كما رأينا في المعايير التي حدّدتها الكنيسة – أمّا في حال عدم لبس الجوارب المذكورة كما يجري في أيّامنا، فعندها لن تُعتبَر ال 20 سنتم كافية… وهنا نذكّركنّ بأنّ اللباس الأمثل هو عندما تصل التنورة الواسعة حتى الكاحل. هذا اذا أردنا أن نرضي الله ونفرّح قلبه وقلب أمّه العذراء مريم التي يجب أن تكون مثالُنا في الحشمة.
– واللّباس الأمثل هو ما لبسته المرأة المسيحيّة في كلّ الأجيال، منذ أن سطَعَ نور ربّنا يسوع المسيح على العالم وبدّد ظلام الوثنيّة المعقّدة من الشرير، والتي أعماها الجهل والتخلّف الروحي والانفتاح على كل أنواع الشرور. وهذا اللّباس أيضاً هو ما يظهر القيمة الحقيقيّة التي للمرأة الصالحة ويعكس جمالها الداخلي، هي التي يقول عنها الكتاب المقدّس أنّها أثمن من اللآلئ.
رسالة القديس يوحنا ذهبي الفم (معلّم الكنيسة)، الى كل فتاة تدخلُ الكنيسة: “وكذلك النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة، مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن، بل كما يليق لنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة” (1 تي 2)
ما هذا؟! أتقتربي من الله للصلاة بالضفائر والحلي؟ هل أنت ذاهبة لحفلة رقص؟ هل أنت ذاهبة إلى عُرسٍ أو عيدٍ عالمي حيث مكان الحلي والضفائر والثياب الفاخرة ؟ هنا ليس لها إحتياج ! أنت أتيت لتصلي، أتيت لتتوسلي من أجل مغفرة خطاياك، لتلتمسي الرحمة من أجل ذنوبك، لكي تتضرعي للرب وتستعطفيه بصلواتك. لماذا إذاً تزينين نفسك؟ ليس هذا هو المظهر الذي يليق بالتوسل، كيف تتنهدين؟ كيف تبكين؟ كيف تصلين بحرارة وأنت مُحملة بالحلي؟ إذا بكيت، دموعك سوف تكون مصدر سُخرية للذين يشاهدونك، لأن التحلّي بالذهب لا يتفق مع اللائي يبكين، ألا يكون هذا تمثيلاً ورياءً. أليس هذا تمثيلاً أن تتدفّق الدموع من قلبٍ يسكنه حبّ الترف والزهو؟ إطرحي بعيداً عنك هذا الرياء ! الله لا يُسخَر منه ! هذه الثياب تخص الممثلين والراقصين، الذين يعيشون على خشبة المسرح، كل هذه الأمور لا تناسب إمرأةً مُحتشمة، بل يليق بها التزيّن بالورع (التقوى) والتعقّل. لا تقلّدي إذاً المحظيات، فهنّ بهذا الثوب يغرين عشاقهن، ومن ثم كثيرات جلبن على أنفسهن شكوك شائنة، وبدلاً من كسب أي فائدة من زينتهن تسبّبن في ضرر الكثيرين بسلوكهّن. لأنّه كما أن الزانية إذا كان مظهرها محتشم لا تنتفع شيئاً في يوم الدينونة عندما يستعلن كلّ ما تم فعله في الخفاء، كذلك أيضاً المرأة الشريفة إذا كانت بهذا الثوب تقتدي بالزانية سوف تفقد فائدة عفّتها، لأن كثيرين تضرّروا من هذا السلوك. قد تقولين: “وماذا أفعل أنا … إذا كان شخص آخر ينظرُ لي هكذا؟”، لكنك أنت التي تعطينه الفرصة من خلال ثوبك ونظراتك وإيمائاتك. لهذا السبب، يهتم القديس بولس بتوجيه النظر للورع وحشمة الملبس. وإذا كان ينبه على تلك الأشياء التي تدل فقط على الثراء مثل الذهب واللآلئ والملابس كثيرة الثمن، فكم بالأكثر يكون التنبيه على الزينة المتعمدة كالمساحيق، تلوين العيون، المشية المتخاطرة، الصوت المتصنّع، النظرة الواهنة الخليعة، العناية المفرطة في إرتداء الصّدرة والمعطف، الأحزمة المطرزة بدقة، الأحذية الأنيقة؟ إذ أنّه قد ضمّ كل هذه الأشياء بكلامه عن “لباس الحشمة” و”الورع والتعقل”، لأن كل هذه تدل على عدم اللياقة وعدم الحشمة. أرجو أن تحتملن هذا الحديث، لأني بهذا التوبيخ غرضي ليس جرحكن أو التسبب في الألم لكن، بل لكي أزيل من قطيعي (شعبي) كل تصرف غير لائق. وإذا كانت هذه الممنوعات موجهه للنساء المتزوجات الثريات، اللائي يعشن في الرفاهية، فكم بالحري بالنسبة للآئي كرسن حياتهن للبتولية. لكن قد تقولون: أي بتول تتزين بالحلي وضفر الشعر؟ إلا أنه قد تكون هناك عناية زائدة حتى مع الثوب البسيط، بحيث تكون الزينة لا تساوي شيئاً بجانبه. قد تكون العناية بالمظهر عند التي تلبس ملابس عادية أكثر من تلك التي تلبس بالذهب. لأنه عندما ينسحب رداء غامق اللون بشكل وثيق حول الصدر بالحزام – كما يلبسن الراقصات على المسرح – بإتقان شديد بحيث لا ينبسط بإتساع أو ينكمش بضئالة، وعندما يبرز الجسم من جراء كثرة اللفات، ألا يكون هذا الرداء أكثر إغراءً من أي رداء حريري؟! لنخف أيها الأحباء، لئلا نسمع نحن أيضاً كلام النبي الذي وجهه للعبرانيات، الذين كن مفرطات في العناية بزينتهن الخارجية: “من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق … فيكون عوض الطيب عفونة وعوض المنطقة حَبلُ وعوض الجدائل قرعة” (اش 3). كل هذه الزينات وأخرى كثيرة، التي تم إبتكارها فقط للعرض وجذب المشاهدين تعتبر أكثر إغراءً من الحلي الذهبية. هذه الأخطاء ليست تافهة، بل تُغضب الله، وكافية لإفساد جهاد إنكار الذات الذي للبتولية. عريسك هو المسيح، أيتها العذراء، لماذا تسعين وراء جذب عشاقاً من بين الرجال؟ سوف يدينك كزانية. لماذا لا تريدين الزينة التي ترضيه: الحشمة، العفة، اللياقة، واللباس المتزن؟ هذه بهرجة زائفة وشائنة. لم نعد نستطيع التمييز بين بائعات الهوى والمتبتلات، إلى هذا الحد من عدم اللياقة وصلن. يجب أن يكون لباس العذراء بسيطاً غير منمقاً وبلا جهد، لكنهن قد إبتكرن الآن حيل كثيرة لجعل ثوبهن ملفتاً للنظر. أيتها المرأة أتركي هذا الجنون، حوّلي هذه العناية لزينة نفسك الداخلية. لأن هذه الزينة الخارجية التي تشغلك تتعارض مع الزينة الداخلية. لأن الذي يعتني بالخارج يُهمل الداخل، والذي يُهمل الخارج يركز كل عنايته في تزيين الداخل.
إن كُنتِ فعلًا ابنة العذراء، فاقتدي بأمّك السماويّة الطاهرة ! لا بالمشاعر والكلام .. بل بالأفعال والملابس والفضائل.