18 أيارعيد ميلاد البابا القديس يوحنا بولس الثاني
(البابا الرابع والستون بعد المايتين للكنيسة الجامعة)
Saint Pape Jean-Paul II
قدر لـ كارول فويتيلا ,وهو الاسم الحقيقي أن يصبح أصغر بابا يتولى المنصب في القرن العشرين.
كبر كارول في قرية فادوفيتش البعيدة 50 كم من مدينة كراكوف البولندية عام1920، وكان والده ضابطا بالجيش. كانت تربية كارول صارمة وورعة. كان الابن الثاني. توفى كل أفراد عائلته قبل أن يبلغ الرابعة عشرة: والدته عام 1929، اخوه الوحيد عام 1932 ووالده عام 1941.
التحق عام 1938 بجامعة كراكاو وفي مدرسة لتعليم الدراما المسرحية. احتلال ألمانيا لبولندا ابان الحرب العالمية الثانية أجبره على قطع دراسته، التي أكملها بعد انتهاء الحرب.
وكشاب كان فويتيلا يعشق الرياضة، ومنها كرة القدم والتزحلق على الجليد، كما كان يحب التمثيل والمسرح. وكان في سن المراهقة حينما اجتاحت الدبابات الألمانية بولندا عام 1939.
وخلال الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي اشتغل فويتيلا كعامل بينما كان يدرس اللاهوت سرا. وفي عام 1944 عقب حملة على التعليم الديني اضطر فويتيلا للاختباء، وأرسل الكثير من أصدقائه لمعسكرات الاعتقال.
وواصل فويتيلا دراسته بعد الحرب، ورسم قسا في عام 1946، وبحلول عام 1964 وصل إلى منصب رئيس أساقفة كراكوف وأصبح كاردينالا بعد ذلك بثلاث سنوات.
سيم كاهناً في عام 1946. نال الدكتوراة في علم اللاهوت 1948. وأتبعها في عام 1955 بالحصول على لقب بروفسور. عين عام 1958 كمطران (أسقف) كنيسة كاراكاو وعام 1964 كرئيس أساقفة كنيسة كاراكاو وأخيراً كاردينال عام 1967 من قبل بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر.
انتخب الكاردينال كارول فويتيالا في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1978 ليصبح أول بابا غير إيطالي منذ عام 1522، اتخذ اسم يوحنا بولس الثاني تكريماً للبابا السابق يوحنا بولس الأول، الذي حكم مدة قصيرة لا تتجاوز الشهر.
وقد جاء اختيار كارول فويتيلا غير متوقع لتولي البابوية حينما انتخب للمنصب عام 1978، ولم يكن قد تجاوز الثامنة والخمسين من عمره. وكان فويتيلا هو أول بابا غير إيطالي منذ 450عاما وكان ينظر إليه على أنه غريب على المنصب
وبين أولى زيارته زيارة قام بها لمسقط رأسه بولندا – وكانت أول زيارة بابوية لبلد تحت حكم شيوعي. غير أن زيارته شجعت الناس وساعدت في زرع بذور الثورة التي قدر لها الميلاد بعد ذلك بعشر سنوات. وبعد اثنين ضعفاء في المنصب، نظر إلى يوحنا بولس الثاني على أنه رجل أفعال. قام بأول زيارة خارجية في بداية العام التالي لدول في أمريكا الوسطى، قام بعدها خلال سنوات باباوته ال 26 إلى القيام ب 104 سفرة خارجية ل 129 دولة، لدرجة أنه عرف “بالبابا الرحال”. من ضمن زياراته التاريخية زيارة بلده بولندا، التي كانت تحت الحكم الشيوعي الملحد آنذاك، أججت هذه الزيارة مشاعر البولنديين وكانت أحد أسباب تحول النظام السياسي هناك في آخر الثمانينات.
كان أول بابا منذ 450 عاماً يقوم بزيارة بريطانيا الانغليكانية، محاولاً تحسين علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع الأنكليكان، ودخل عام 1983 كأول بابا على الإطلاق كنيسة بروتستانتية وعام 1986 معبد يهودي.
كذلك زار عام 1999 رومانيا ذات الأغلبية الأورثوذكسية. أيضًا قام البابا يوحنا بولس الثاني بأول زيارة من نوعها لبابا بزيارة مسجد وقام بتقبيل القرآن، تم ذلك عند زيارته لسوريا عام 2001 ودخوله الجامع الأموي في دمشق، حيث يوجد قبر يوحنا المعمدان.
وأصبح يوحنا بولس الثاني أكثر بابا يقوم بجولات خارجية في التاريخ. وقد حذره مستشاروه من أن نفوذه المتنامي قد يجعله هدفا للاغتيال، غير أنه لم يقلل من ظهوره بشكل عام.
قام شخص تركي اسمه محمد علي أقجا بإطلاق العيارات النارية على البابا يوحنا بولس الثاني في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في 13 أيار/مايو 1981، ولكنه نجا وقام بزيارة الجاني في العام التالي في زنزانته بالسجن وعفى عنه.
وعندما تم إخراج الرصاصة من رقبته وضعت في تاج تمثال العذراء تكريمًا لها حيث اعتبر البابا نجاته من هذا الحادث معجزة. وعندما تم إخراج الرصاصة من رقبته وضعت في تاج تمثال العذراء تكريمًا لها حيث اعتبر البابا نجاته من هذا الحادث معجزة.
وفي مايو/أيار 2000 كشف الفاتيكان عن أن ثلاثة أطفال في البرتغال شاهدوا في عام 1917 رؤية كانت بمثابة نبوءة بمحاولة الاغتيال .
وأطلق على ذلك السر الثالث من أسرار فاتيما – نسبة للبلدة بالبرتغال التي ينتمي إليها الأطفال الثلاثة – وهو الأمر الذي أبقي طي الكتمان لعقود، وتم الكشف عنه تزامنا مع زيارة للبابا لضريح فاتيما.
ويعتقد البابا أن العذراء مريم أنقذت حياته لاستمرار خدمة أبنها .
حاول الفاتيكان في عهده كسر جمود الحرب الباردة ومد جسور الثقة إلى الدول الشيوعية. أعاد الفاتيكانً علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1984 بعد قطيعة 117 عاماً وأنشأ عام 1983 علاقات لأول مرة مع إسرائيل، على اثر بدء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد اعتذر البابا عام 1997 لليهود في جميع أنحاء العالم عن المعاملة القاسية التي عوملوا بها في القرون الوسطى، وكذلك للمحرقة التي أصابتهم على يد النازيين بقيادة هتلر بين عامي 1933 – 1939.
عانى البابا يوحنا بولس الثاني، وبخاصة في السنوات الأخيرة من حياته، من مرض الشلل الرعاش، أحد أسبابه كانت محاولة اغتياله عام 1981.
انتقل إلى حضن الآب في السماء عن عمر يناهز 84 عاماً بعد صراع طويل مع المرض ، و ذلك فى الساعة التاسعة و النصف من مساء السبت 2 أبريل 2005 بتوقيت روما ،
وكان البابا قد عانى خلال الأعوام الماضية متاعب صحية عديدة ، و أُدخل المستشفى ، حيث خضع لعملية جراحية بسبب ضيق فى التنفس و تدهورت صحته فى اليومين السابقين للوفاة ، بعد إصابته بأزمة قلبية و فقدان الوعي .
نظرة الوداع الأخيرة على جثمان البابا الراحل
وسجي جسد البابا على منصة بقاعة كليمنتين بالفاتيكان ، وبينما شوهد حارسان واقفان على جانبي الجثمان وقد ارتديا الملابس التقليدية للحرس البابوي. وقد استلقت رأس البابا على وسادة وذراعاه على صدره ووضعت عصا الأسقف تحت ذراعه اليسرى ، وعلى أحد جانبي الجثمان كان وضع صليب عليه تمثال للمسيح المصلوب بينما على الجانب الآخر أضيئت شمعة طويلة.
جمع شعب بلغ تعداده الألاف من المتأثرين لحضور القداس في ساحة القديس بطرس
وفى يوم الاثنين سوف ينقل الجثمان إلى كنيسة القديس بطرس حتى يتسنى للعامة إلقاء نظرات الوداع عليه.
وكان ما يصل إلى مائة ألف شخص قد أمضوا الليل ساهرين في الساحة خارج الكنيسة، تحت نافذة الشقة التي لفظ فيها البابا أنفاسه الأخيرة مساء السبت.
وكان الكثير من المحتشدين يصلون، بينما بكي الكثيرين بشكل مؤثر .
وفي جنازة البابا يوحنا بولس في الثامن من نيسان عام 2005 هتفت حشود “سانتو سوبيتو” أي “اجعلوه قديساً الآن”.
أجاز البابا بندكتس السادس عشر نشر المجمع أعجوبة شفاء الراهبة الفرنسية ماري سيمون بيير نورمان من مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، المنسوبة إلى خادم الله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني،
أعلنه البابا بندكتس السادس عشر في 20 ديسمبر 2009 مكرماً في الكنيسة الكاثوليكية، وهي المرحلة الأولى من مراحل إعلان القداسة.
فيما تم إعلانه طوباوياً في الأول من مايو 2011، وهي المرحلة الثانية قبل إعلانه قديس.
وحول اختيار عيد الرحمة الإلهية موعداً لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني أشار الأب فيديريكو لومباردي، الناطق باسم الفاتيكان، “أن حياة كل يوحنا بولس الثاني كانت شهادة للرحمة الإلهية، فهو متشرب من روحانية ومن لاهوت الرحمة. وما الرسالة العامة “الرحمة الإلهية” إلا تعبير عن هذه الرحمة التي عاش يوحنا بولس الثاني في ظلالها”.
ثم أمام الآلاف من الحجاج، أعلن البابا فرنسيس قداسة يوحنا بولس الثاني يوم 27 أبريل 2014 .
هذا وقد بدأت الاستعدادات للتطويب، فتم نقل تابوت البابا يوحنا بولس الثاني من المغاور الفاتيكانية إلى البازيليك، حيث سيتم وضعه بالقرب من تمثال الرحمة “لا بييتا” للناحت الفنان ميكيل أنجلو.
من أقوال البابا القديس:
– الكنيسةُ شركةُ عضويةُ، يجد فيها كلٌّ محلَّه ودورَه الخاصِ.
– اتخذوا محلكم في الكنيسةِ وهو ليس محلُ المستفيدين مِن الخدمةِ الرّعويةِ بل هو خصوصاً محلُ القيّمينَ النشطينَ على الرسالة.
– الكنيسةُ كنيستُكم لا بل أنتم الكنيسةُ.
– لا تخافوا من خدمةِ المسيحِ، والكنيسةُ هي دعوةٌ خاصةٌ وعطيةٌ عجيبةٌ وسوف يكون المسيحُ في أزرِكم.
– إن الله محبّة، وهو يعيش في ذاته سرّ مشاركة شخصيّة في المحبّة… طبع في كيان الرجل والمرأة البشري الدعوى إلى الحبّ والمشاركة فيه وبالتالي القدرة عليه والمسؤوليّة. تجاهه. فالحب إذن هو الدعوة الأساسيّة لكل كائن بشري يولد معه عندما يولد.
– على السياسيين المسيحين واجب الدفاع عن العائلة المسيحيّة مهما بلغت الأثمان والتضحيات، وعليهم ألا يضعوا العائلة في إطار إجتماعي ضيّق، لأن العائلة بالأصل سرّ ومؤسسة بكل معنى للكلمة، أساسها المسيح أمها الكنيسة.
– وردية مريم العذراء هي السلسلة العذبة التي تصلنا بالله.
– الإيمان نعمة يقدّس العقل والقلب والنفس، لأن العقل المستنير بالإيمان يجعل الحياة أكثر رجاء وفرحاً وسعادة
صلواته وشفاعته مع جميعنا . آمين
صلاة في ذكرى عيد ميلاد القديس البابا يوحنا بولس الثاني ١٨ ايار🙏
يا قديس الله البابا يوحنا بولس الثاني إشفع بكنيسة بطرس الذي أنت خليفته أن يمنح الكنيسة سلامة الإيمان وبلادنا السلام ونفوسنا الرحمة. امين 🙏
✝️أيها الثالوث الأقدس، نشكرك لأنك أعطيت للكنيسة البابا يوحنا بولس الثاني، ولأنك أظهرت من خلاله رفق أبوّتك، ومجد صليب المسيح، وبهاء روح المحبة. فهو، باتكاله التام على رحمتك الأزلية، وعلى شفاعة مريم الوالدية، اظهر لنا صورة حية ليسوع الراعي الصالح، وعلمنا أن القداسة هي غاية الحياة المسيحية. هبنا بشفاعته، وبحسب مشيئتك، أن ننال هذه النعمة التي نطلبها (طلب النعمة). آمين