24 أيارعيد مريم العذراء أم المعونة الدائمة
يا أم الله ياحنونة تشفعي من أجلنا .
أيقونة أم المعونة وتفسيرها
أيقونة أم المعونة هي من أقدم الأيقونات في الكنيسة المقدسة وكانت تسمى بأيقونة (أم الله ) . كانت الأيقونة منقوشة على الخشب وموجودة في القسطنطينية ، وكانت تحظى بشهرة واسعة لكثرة المعجزات التي صنعتها .
تم تدمير النسخة الأصلية في القسطنطينية من قبل جنود الأنكشارية التركية الذين فتحوا القسطنطينية فقتلوا ونهبوا ودمروا الكثير ومنها أيقونة أم الله حيث جردوها من العطايا النفيسة التي كانت عليها والتي كانت عطايا المؤمنين للعذراء وبعد ذلك حطموا الصورة الى قطع صغيرة .
شرع المسيحيون باستنساخ هذه الأيقونة لنقلها الى بقاع العالم الكثيرة وخاصة بلدان الشرق . من أشهر النسخ المستنسخة هي نسخة كريت التي تعود الى القرن الثاني عشر ، نقلت بعد ذلك من كريت الى روما في القرن الخامس عشر .
في أيقونة أم المعونة نجد العذراء مريم تحمل أبنها الألهي مما يوضح حقيقة تجسد أبن الله . كما أن الصورة تثبت أيضاً أمومة العذراء مريم .
في أيقونة أم المعونة نلاحظ العذراء تحمل الطفل يسوع ونظرها ليس الى الطفل بل تتطلع بهدوء ملؤه التأمل في صفحات الحياة الروحية بتفاصيلها لأنها أم الله . كما نلاحظ بأنها تتطلع الى الناظرين اليها حيث نظرها يتيح للناظر اليها أن يراها تنظر اليه من أية جهة . نلاحظ العذراء وكأنها في حالة صلاة وخشوع عميق ، أما العالم الملموس والمرئي فلا يعنيها ، وكل تفاصيل وجهها تدل على القداسة والنقاء ، وكذلك نجد على وجهها العاطفة الأنسانية التي تحمل القلق والألم وأسرار كثيرة . أما يدها فتعبر بها عن حنينها للطفل الألهي فمالت برأسها نحو الطفل . أنها لا تضم الطفل على جسمها لأنها تعلم بأنه القوة الألهية المتجسدة لهذا نلاحظ بأنها هي التي تحتمي به لأنه مصدر قوتها . كانت مريم ضعيفة وفريدة في حياتها ومتكلة على صلواتها لكي يحميها الله برحمته . وهكذا استطاعت أن تقهر الخطيئة وكل مكائد الشرير بقوة الله التي كانت تكتمن في ضعفها وكما قال الرسول بولس : ( قوتي في الضعف تكمن )، هكذا نعم نرى في شخصية مريم القوة والمعجزة لأنها أقهرت كل قوات الظلمة لكي تصبح هيكلاً مقدساً طاهراً ومن خلالها يتجسد الكلمة . كذلك نرى في الأيقونة بأن مريم لن تضم الطفل يسوع على صدرها ، بل حملته بطريقة تظهر للمشاهد بأنها تريد أن تقدمه لله من أجل العالم . أما ما نشاهده في الطفل وكأنه هو المتحدث وهو المعلم والشخصية الأساسية في الصورة رغم صغره ، فوضع رأسه يدل على الحنو والحب للأنسان وهو ينظر الى العالم بنظرات تحتوي على عمق وبعد ملؤه المحبة .كذلك يبدو وكأنه خائف وبسبب هذا الخوف من الساعة الأخيرة التي كان يتذكرها في كل لحظة من لحظات حياته فنلاحظه في الأيقونة وهو في حالة قلق شديد وهو ينظر ويتأمل بالصليب الذي يحمله رئيس الملائكة جبرائيل فضرب رجله بالأخرى فنزع أحد نعليه ويكاد أن يسقط بسبب ألأنفعال والقلق . ورغم كل هذا علينا أن لا ننظر اليه بأنه طفل صغير يحتاج الى رعاية بل لأنه اله وأبن الله المتجسد الذي صار أبناً لمريم . هكذا صار الهاً حقيقياً وأنساناً حقيقياً ، فالحنان الذي نقرأه في صورته صادر عن أنسان وأله معاً ، كذلك نظراته المليئة بالثقة والقوة والكمال والمحبة لأنه جاء من أجل أن يحب العالم وينشر فيه المحبة ويبذل ذاته من أجل خلاص الجميع .
أما الملاكان جبرائيل وميخائيل فيحملان آلات آلامه وهي الصليب المقدس ومعدات التعذيب كالحربة والقصبة والزوفة ، والملاكان في وضع الحراسة والخدمة . أما مريم فتشعر بالألم وتتأمل بالسيف الذي ينتظرها لكونها أم المخلص وأم الكنيسة التي سيؤسسها أبنها الفادي فيتألم كثيراً ويموت من أجلها ومن أجل خلاص العالم .
أخيراً نقول لنضع يدنا بيد مريم كما فعل يسوع الطفل فهي أمنا أيضاً فتشفعنا بصلواتها عند أبنها الأله له المجد دائماً .. امين