التواضع – القديس باييسيوس الآثوسي
إن المتواضعين يشبهون العندليب الذي يختفي في الوديان ويبث الفرح في نفوس البشر بأغاريده العذبة ممجداً صانع العالم ليلاً ونهاراً، بينما المتكبرين فهم يفعلون كبعض الدجاجات التي تملاء الفضاء ضجيجاً بصوتها كأن بيضتها كبيرة بحجم الكرة الأرضية .
+لا نتوقعن تفاهماً روحياً مع أناس لا يؤمنون بالله. فلنصل كي يغفر لهم الله وينيرهم، وعلينا أن لا نتعب في إقناع بشر ذوي أنانية وطبع رديء كي يدركوا الحقيقة، وإن زعموا أنهم مسيحيون، لأن الحقيقة لا تسع في داخلهم. مثل هؤلاء المسيحيين بالاسم فقط إذا طلبوا منا حل مشاكلهم عندما يتطاحنون فيما بينهم، فلنجيب طلبهم فقط إذا قبلوا منا الحل بحسب الإنجيل. لأن كل الحلول الأخرى ما عدا الإنجيل هي ألم متواصل في الرأس ولا يهدأ إلا بالأسبيرين. إن البشر الذين يتنازعون فيما بينهم كلهم يزعمون أن الحق بجانبهم ويحاولون أن يأخذوا أكثر مما يستحقون، وهذا ما يجعلهم في خصام مستمر. أما افضل قسمة فهي التي يجريها الإنجيل.
+إن المتكبرين كونهم مشحونين بالأنانية محرومون من الإستنارة الإلهية ويرون جميع البشر كالنمل فلا يحسبون لهم حساباً. وإن احتاجوا يوماً لأناس لتنفيذ مخططاتهم فإنهم يطلبون مساعدتهم لهم كعمال لا كمعاونيين ، مستغلين إمكانيات كل واحد منهم لتنفيذ هدفهم. وذوو القلوب البسيطة عادة يقعون ضحايا إلا أنهم يأتون بربح وافر إذ يدخرون كنز لطفهم في خزانة الله .
+دعونا لا نيأس إذا سيطرت علينا شهوات كثيرة وكانت طبيعتنا غير منضبطة وتسير بسرعة نحو الأسفل، بل لنتكل على الله القادر على كل شيء ولنحول بعنف مقود سياراتنا القوية نحو طريق الله صعوداً ، فلا نلبث أن نسبق السيارات الأخرى البطيئة الحركة التي كانت قد سارت قبلنا منذ سنوات كثيرة في طريق الله ولكن ببطء.
+إن التجارب الكبرى عادة ما تكون للحظات فإن تجنبناها في تلك اللحظة تعبر طغمات الشياطين هاربة فننجو من أيدي الأعداء .