قدسية الزواج في الحياة المسيحية والمعاني والإرشادات
التي يجب على المقبلين على الزواج فهمها
…(( افرحي أيتها الملكة، فخر العذارى والأمهات…))
…(( يا مكملا العرس السري الطاهر، ومشترعاً العرس الجسدي…))
…(( يامن جبل الانسان في البدء وأقامة بمنزلة ملك على كل البرايا…))
…(( ليس جيداً أن يكون الانسان وحده على الأرض فلنضعنّ له معيناً على شبهه…))
…(( هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي…))
…(( يترك الانسان أباه وأمه ليصير وزوجته جسداً واحداً،…))
…((ومـــا جـــمعــه الله لا يــــفرقـــه انســان…))
…(( باركهما يارب كما باركت الأنبياء…))
…(( فان صلاة الوالدين تثبّت أساسات البيوت…))
…(( ارفعهما كأرز لبنان ومثل كرمة خصيبة…))
هذه إرشادات للعروسين مقتبسة من خدمة الإكليل المقدسة ( التي لاتسمع عادة). إنها غنية جداً بروحانيتها وأدبها الرائع.
هي صلاة تأمل ووعظ وارشاد ونصائح… يطلق على العروسين اسم ملك وملكة. لا يطلق الاسم مجاملة وانما بالمعنى الحقيقي المقصود. فالعروس التي قـَدِمت لتتوج بالاكليل أمام الله تعالى وأمام الكنيسة (الناس الحاضرين) انما تتوج لتكون دائمة الملك على نفسها وعلى أسرتها، والتاج هنا ليس تاجاً مادياً وانما التاج المعنوي تاج الفضيلة والأخلاق والسمعة الطيبة والسيرة الشريفة. فالعروس التي تـُحكم السيطرة على أنانيتها وشهواتها وجموحها مثلها مثل الملكة التي تـُحكم الحفاظ على عرشها وتاجها ومملكتها. كذلك الحال بالنسبة للعريس فهو ملك أنانيته وشهواته وجموحه ليبقى متوجاً على مملكته أي عائلته.
فهذه المعاني السامية تضيع في عالم السطحية وبين أنقاض تلك البراقة التي تتمظهر بالغنى غير الأكيد والأصالة والحسب والنسب لكنها في واقعها غريبةعن الحضارة والأصالة والتراث. فلا يجوز أن يصلي الكهنة وحدهم أثناء الاكليل. وماحضور المطران الا ليزيد الاكليل بركة وقدسية.
إذن الصلاة الهادئة الرصينة والتصرفات الواقعية المتعلقة هما الوسيلة الوحيدة لنجاح الزواج الذي نأسف عليه من التهور واليأس والاحباط الناتج عن الفشل. فالتشديد كل التشديد على زواج ناجح مبارك من الله تعالى غايته حياة مقدسة، سعيدة، موفقة يسودها الايمان والسلام والتفاهم.
فمثل هذا الزواج يثمر نسلاً نظيفاً يغني الكنيسة المقدسة ويبني المجتمع ليجعله فاضلاً. أما تلك الأشياء المصطنعة والمستوردة والغريبة كل الغرابة عن عاداتنا وايماننا وأخلاقيتنا فانها لن تدوم رغم كل محاولاتنا الفاشلة بالتمظهر. الذي يجري الآن يتنافى مع جمال الكنيسة الروحي، كما يتنافى مع جمال الانسان ( الملك) الذي أصبح عبداً لموضات رخيصة بمضمونها وغالية بماديتها.
يا ليتنا نعود وبجرأة الى تلك البساطة التي لا تكلف شيئاً. والعودة الى البساطة لا تعني السطحية.
ياربي يسوع المسيح ارحمنا..
…أبائيات…
No Result
View All Result