تاجروا في سبيل الربح الحقيقي
احصلوا على نعمة الرُّوح القدس من خلال المحاورة باسم الرّب يسوع المسيح لنيل كافّة الفضائل الممكنة. تاجروا وتداولوا بها روحيًّا لتنالوا تلك الفضائل التي تدرّ أعلى قدرٍ من الأرباح. استثمروا رأس المال الذي هو ثمرة الرَّحمة الإلهيّة الطيّبة وادّخروه في حساب الله الأزليّ بنِسَبٍ غير ماديّة، ليس فقط 4 % أو 6 %، بل بنسبة 100 % وحتّى أكثر بكثير. فإن كانت الصلوات والتأمّلات تعود عليكم بالكثير من النِّعَم فاسهروا إذًا وصلّوا. وإن كان الصوم يمنحكم نِعَمًا كثيرة فصوموا. وإن كان عمل الإحسان يفيض عليكم بالمزيد من النِّعَم فافعلوه. فكّروا هكذا في كلّ عملٍ صالحٍ يمكنكم أن تفعلوه باسم الرّب يسوع المسيح…
وكما في التجارة حيثُ يكون الهدف الرئيسي هو تحقيق أعلى قدرٍ من الأرباح، هكذا أيضًا في الحياة المسيحيّة التي يجب ألاّ يقتصر هدفها على الصلاة وعمل البرّ فحسب، بل يجب أن يشمل أيضًا التماسَ أعلى قدرٍ من النِّعَم. صحيح أنّ القدّيس بولس الرسول قال: “لا تَكُفّوا عن الصلاة” (1تس 5: 17)، لكنّه أضاف أيضًا: “ولكنّي أُوثِرُ أن أقولَ وأنا في الجَماعةِ خَمسَ كلَمِاتٍ بِعقلي أُعلِّمُ بها الآخَرين على أَن أقولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغات” (1كور14: 19). وكذلك حذّرنا الربّ عندما قال: “لَيسَ مَن يَقولُ لي (يا ربّ، يا ربّ) يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئةِ أبي الذي في السَّمَوات” (مت 7: 21)، أي بتعبير آخر: “مَن عَمِلَ عَمَلَ الربِّ بِتَوانٍ (إر48: 10). وما هو ذلك العمل سوى أن “تؤمِنوا بالله وبِمَن أَرسَل، يسوع المسيح” (يو 6: 29).
إذا ما فكّرنا جيّدًا في وصايا الرّب يسوع المسيح والرّسل، نرى أنّ نشاطنا المسيحيّ يجب ألاّ يقتصر على إتمام الأعمال الصالحة فحسب –رغم أنّها وسائل للوصول إلى الهدف بل يجب أيضًا أن نستفيد من هذه الأعمال قدر المستطاع، أي أن نحصل على نِعَم الروح القدس الفائضة.
سيرافيم الساروفيّ