اضطراب الشخصية الوسواسية | Obsessive Compulsive Personality Disorder
ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية
اضطراب الشخصية الوسواسية (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Personality Disorder or OCPD) هو أحد اضطرابات الشخصية التي تندرج تحت فئة الأمراض النفسية. يتسم صاحب هذه الشخصية بشدة الحرص على تحقيق الكمال والنظام، وكذلك عدم مرونة تفكيره، واقتناعه التام بأن أفكاره وتصرفاته هي الصحيحة، بل ويسعى دائمًا لفرض معاييره على الآخرين، وهو ما يؤثر على علاقته بمن حوله، وربما يجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية والحفاظ عليها. [1] [2]
ما الفرق بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري؟
قد يخلط البعض بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري، وبالرغم من وجود أوجه تشابه بينهما، إلا أنهما حالتان منفصلتان ومختلفتان. [3]
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري من سيطرة هواجس وأفكار وسواسية تؤدي إلى الشعور بقلق شديد، وهو ما يدفعهم إلى القيام بأفعال أو سلوكيات قهرية في محاولة لتخفيف القلق الناجم عن هذه الأفكار، فعلى سبيل المثال يسيطر على المصابين بوسواس النظافة فكرة الخوف الشديد من الجراثيم أو الإصابة بعدوى ما يدفعهم إلى تكرار غسل أيديهم مرارًا وتكرارًا أو تكرار الاستحمام إلى درجة قد تعوق أداء المهام اليومية، وعادة ما يدرك هؤلاء الأشخاص أن أفكارهم غير منطقية، ولكنهم لا يستطيعون السيطرة عليها. [2] [3]
بينما الشخصية الوسواسية هي درجة أقرب إلى اضطراب في طباع الشخصية تجعل صاحبها يسعى للتنظيم واتباع القواعد في جميع الأمور وفرضها على الآخرين، وعدم امتلاك مرونة في التفكير، بل ويؤمن بأن أفكاره صحيحة تمامًا والآخرين هم المخطئين؛ مما قد يؤثر على علاقاته الاجتماعية. [1]
أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية
لا يوجد سبب محدد لاضطراب الشخصية الوسواسية، ولكن قد تلعب مجموعة من العوامل الفسيولوجية والبيئية دورًا في الإصابة به. [4]
تشمل العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية ما يلي: [2] [4]
عوامل وراثية، حيث يزداد احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة به.
سوء المعاملة أثناء الطفولة أو التعرض لصدمة نفسية.
افتقاد الطفل لرعاية الوالدين لغيابهما فترات طويلة.
معاشرة أحد المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية؛ مما قد يؤدي إلى اكتساب طباعه.
تجدر الإشارة إلى نشأة الطفل في بيئة صارمة تلزمه باتباع القواعد قد يكون أحد أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية عند الأطفال. [5]
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية
عادة ما تظهر أعراض الشخصية الوسواسية في مرحلة المراهقة أو بداية فترة الشباب، ويعد هذا الاضطراب أكثر شيوعًا في الرجال عن النساء. [1] [5]
نذكر فيما يلي أبرز سمات وخصائص الشخصية الوسواسية: [1]
السعي إلى الكمال إلى الحد الذي يعوق إنجاز المهام بسبب التعمق في التفاصيل والحرص على أدائها على أكمل وجه.
التفاني الشديد في العمل والاهتمام بأدق التفاصيل على حساب قضاء الوقت مع الأسرة والأصدقاء.
عدم الرغبة في المشاركة في عمل جماعي أو تفويض المهام إلى شخص آخر خوفًا من عدم أدائها بالطريقة التي يريدها هو.
الاهتمام الشديد بإعداد جداول وقوائم لتنظيم مهام اليوم.
شدة الالتزام بالقيم والأخلاق والإفراط في مراعاة الضمير.
الحرص على اقتصاد المال تحسبًا لأي أمر طارئ.
الميل لاكتناز الأشياء وعدم القدرة على التخلص منها حتى لو كانت بالية.
الصرامة وعدم المرونة في التعامل.
جدير بالذكر أن هذه الأعراض تؤدي إلى مشاكل في حياة الشخص الاجتماعية، والمهنية، وعلاقاته الأسرية، فعادة ما يصعب التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية أو تكوين علاقة معهم لأنهم يرون الأشياء بطريقتهم فقط ويعتقدون اعتقادًا تامًا أنها الطريقة الأفضل على الإطلاق وليس لديهم استعداد لفهم وجهة نظر الطرف الآخر. [2]
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الوسواسية؟
يعتمد الطبيب في التشخيص على معرفة التاريخ الطبي وتقييم أسلوب الشخص وسلوكياته اليومية وكذلك تفاعله مع الآخرين. علاوة على ذلك، يستعين الطبيب بأسرة الشخص للتعرف على كيفية تفاعله مع من حوله والعلامات التي يعاني منها. [2]
يتم تقييم الأعراض بناء على معايير اضطراب الشخصية الوسواسية الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس. [2]
جدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار معملي يمكن الاستعانة به في تشخيص اضطراب الشخصية الوسواسية. [2]
علاج اضطراب الشخصية الوسواسية
يهدف علاج اضطراب الشخصية الوسواسية إلى زيادة وعي الشخص بمدى التأثير السلبي لسلوكياته على نفسه وعلى من حوله، علاوة على الحد من التوتر والقلق. [5]
يتضمن علاج الشخصية الوسواسية القلقة ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي نوعًا من العلاج النفسي أو العلاج بالكلام، ويعمل على مساعدة الشخص على تغيير سلوكياته لتحسين نمط حياته وتعزيز علاقته بمن حوله، وتشجيعه على توزيع اهتمامته بين العمل وقضاء الوقت مع أسرته وأصدقائه. [5]
العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وهي نوع من مضادات الاكتئاب، تساعد في الحد من القلق والتوتر، وتحسين الحالة المزاجية والنوم. [2] [5]
ممارسة تمارين الاسترخاء
يساهم ممارسة تمارين الاسترخاء في تخفيف التوتر والقلق، ومن أمثلتها: [5]
التنفس العميق.
التأمل الواعي.
اليوجا.
التاي تشي.
مضاعفات اضطراب الشخصية الوسواسية
يعاني صاحب الشخصية الوسواسية لنهجه الصارم في الحياة من صعوبة الحفاظ على علاقته بمن حوله والتكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياته؛ لذا فقد تتعدد مشاكل أصحاب الشخصية الوسواسية في الزواج والعلاقات العاطفية والاجتماعية. [1]
بالإضافة إلى ذلك، قد يصعب على صاحب هذه الشخصية الاستمرار في المهام أو الأنشطة التي لا يشعر بتفوفه فيها؛ مما يحد من إنجازاته، علاوة على ذلك تؤدي طبيعة هذه الشخصية والتركيز الشديد على السعي إلى الكمال إلى الإصابة بمضاعفات، مثل: [1] [6]
القلق.
الوحدة والاكتئاب.
اضطرابات الأكل.
صعوبة الاستمرار في وظيفته.
ما هو سير مرض اضطراب الشخصية الوسواسية؟
غالبًا ما تتحسن الشخصية الوسواسية مع تلقي العلاج المناسب، ويعد مآل هذا الاضطراب أفضل من اضطرابات الشخصية الأخرى، ومع ذلك نادرًا ما يدرك الشخص أن لديه مشكلة تستدعي العلاج. [2] [5]
المصادر والمراجع
[1] Sheldon Reid. Obsessive-Compulsive Personality Disorder (OCPD). Retrieved on the 17th of January, 2023.
[2] Rachel Nall. What is obsessive-compulsive personality disorder? Retrieved on the 17th of January, 2023.
[3] Heather Jones. Obsessive-Compulsive Personality Disorder (OCPD) and Anger. Retrieved on the 17th of January, 2023.
[4] Hope Gillette. All About Obsessive-Compulsive Personality Disorder (OCPD). Retrieved on the 17th of January, 2023.
[5] Kathryn Watson. Obsessive-Compulsive Personality Disorder (OCPD). Retrieved on the 17th of January, 2023.
[6] Medline Plus. Obsessive-compulsive personality disorder. Retrieved on the 17th of January, 2023.