دير الصليب الأثري
تحفة معمارية على الطراز الرومانى الفريد
فى الطريق بين مدينة حماة ومصياف يجذب الناظر تحفة معمارية متكاملة بلونها الوردى القرمزى أنه دير الصليب الاثري الذي تتوسطه كنيسة كبيرة ومجموعة من المدافن.
إن باحة الدير مربعة الشكل يفصلها عن مستوى سطح الارض ست درجات وأقواسها بنيت على الطراز الرومانى بتصميم فريد.
إن الدير يضم عددا من المدافن الأثرية أشهرها المدفن الكبير المكون من غرفة تضم ثلاثة توابيت حجرية وعدة صلبان متوزعة فى الدير وبنيت من الحجر الكلسى وسقفها مبنى على شكل قبة هرمية مربعة من الداخل.
وهناك صفين من الأعمدة الجانبية تتمركز فى الصحن المركزى للدير وكل صف عبارة عن خمسة أعمدة ترتفع نحو عشرة أمتار لافتة الى أنه لم يتبق منها الا قواعدها المبنية من حجارة كلسية كبيرة ذات لون وردى منحوتة بشكل دقيق وتم تزيين الجدران بلوحات من الفريسك.
نلاحظ جمالية مدخل الدير النارتكس المبلط بالحجر وهو امتداد للواجهة الأمامية للدير التى أصابها الخراب بفعل الزمن ولم يتبق منها الا قسمان فى الجنوب والشمال فى كل منهما مدخل يوصل الى النارتكس الذى تتصل به غرفة المعمودية ذات الشكل المربع تضم جرن المعمودية المكون من قطعة حجرية واحدة.
وفن البناء يظهر فى وحدة المواد المستعملة فالجدران بحسب زكار مبنية من حجر كلسى كبير الحجم منحوت ومعتنى به ومرتكزة على الصخر المنحوت مباشرة أما الزخرفة فهى منحصرة فى الأبواب والهيكل والتيجان.
إن الصحن المركزى كان أكثر عرضا وعلوا وإضاءة وبفضل اتساع الفسحة بين الأعمدة فقد ربطت الصحون الجانبية بالصحن الرئيسى وبدت الحنية أكثر سعة وعمقا و نشأ عن ذلك ارتباط أفضل بين أقسام البناء المختلفة أما الأرض ففرشت بالفسيفساء وطليت الجدران بالكلس ومن ثم نقشت بالدهان وزينت برسوم هندسية وزخرفية.
خصص فى الطابق الثانى من الدير قسم للنساء مبنى على طراز الطقوس البيزنطية فى القرنين الخامس والسادس.