القديس يوسف البتول مثال الآباء
إنه لأمر خطير جدًا أن يدعو الله رجلًا ليكون أبًا لأعضاء عائلة، دُعُوا إلى الخدمة في هذا العالم، والى السعادة في العالم الآخر، وإن وظيفة الأبوة السامية الجديرة بالاحترام، تخسر شرفها وسموّها إن لم تكن وِفقًا لإرادة الله وحسب مشيئته القدّوسة، ومثال الابوة السامي لمن يرغبون في أن يكونوا آباء حقيقيين، هو القديس يوسف البتول، فإنّه وإن لم يكن أبًا طبيعيًا ليسوع المسيح المولود من مريم العذراء بقوّة الروح القدس، فقد كان له ملء السلطة الأبويّة عليه، مع مريم العذراء، ويسوع المسيح لم يُنكر عليه هذا الحق بل قد دعاه به مِرارًا عديدة، وبهذا الإسم عرفه الجمهور، فكانوا يدعونه إبن النجار، وبهذه الصّفة كان يوسف البتول يأمر يسوع، ويسوع يُلبّي الأوامر سريعًا، كان القديس يوسف البتول يكسب ليسوع الخبز اليومي بعرق جبينه، ويسوع كان يساعده في أشغاله، في صناعة النجارة، فلو كان الآباء يسيرون حسب مثال يوسف البتول وينهجون نهجه لكانوا جميعًا سعداء في الدارين.
أمّا الآب الذي يترك ولده وشأنه، غير مكترث لأمر تثقيفه وخلاصه، ويدعه يعاشر من يشاء، يخرج من البيت ويعود إليه متى أراد فهو يجني على ولده وعلى نفسه، إنّ الطفل هو تلك الوديعة الثمينة التي أودعه الباري إيّاها ليعتني بها، وأيّ وديعة يا ترى أثمن من وديعة الطفل؟ إنّها تحتاج إلى سهر وإلى عناية وإلى بذل متواصل إلى أن يبلغ الطفل نُضجه الانساني والروحي.
وإنّنا نأسف أسفًا كبيرًا لوجود عدد كبير من الوالدين، في أيّامنا يتمشّون مع أولادهم على خطّ مُنحرف، فلا يُبدون أدنى إهتمام بفلذات أكبادهم خاسرين بذلك شرف الوظيفة التي انتخبهم الله إليها، ليفهموا انهم آباء وإنّ من واجباتهم ليس فقط الإهتمام بحاجيّات أبنائهم الزمنيّة، وتأمين مستقبلهم، بل عليهم من باب الأولويّة أن يعتنوا بأمر خلاصهم الأبدي، ويكونوا قدوة صالحة لهم بحسن آدابهم وأعمالهم.
القديس يوسف البتول هو شفيع الآباء والعائلة – فيا مار يوسف، يا رمز الابوة الصالحة – يا من حملت الطفل يسوع على ذراعيك – يا من كنت مثال الآباء الصالحين – يا من رافقت أمنا مريم العذراء، نسألك أن تشفع في عائلاتنا وتحميها من التفكك، وأن تحمي أبناءنا وبناتنا وتباركهم.
فيا ايها القديس، أبتهل إلى ابنك يسوع بشأن الوالدين والأولاد الذين يستاقهم العدو في طريق الهلاك، واطلب لهم القوة كي يتنسى لهم النجاة.
No Result
View All Result