الإجهـاض
د. حسَّان بهنا
أخصائي في التوليد والجراحة النسائية
سيتم إعطاء فكرة عن الإجهاض من وجهة نظر طبية وكنسية وقانونية.
أولاً: الإجهاض من الناحية الطبية
يعرّف الإجهاض بأنه خروج أو إخراج محصول الحمل قبل بلوغ الجنين مرحلة قابلية الحياة أي قبل نهاية أسبوعه العشرين أو قبل بلوغ وزن الجنين (500 غرام).
ولا زال موضوع إباحة الإجهاض أو عدمه موضع نقاش مستمر من محبذ له ومن مستهجن ولكل فريق منهم حجة يستند إليها، فحجة المحبذين له تتلخص بأن الحمل ما هو إلا جزء من جسم الحامل أو المرأة حرة في جسمها فكما أنها حرّة في شعرها تفعل به ما تشاء تطيله أو تقصره كذلك هي حرّة في بطنها تفرغه أو تتركه كما يتراءى لها، وأما حجة المستهجنين له فتتركز على الأسس الدينية والشرائع السماوية التي تحرم ذلك وتنهي عنه.
والإجهاض له نوعين:
1. إجهاض دوائي أو علاجي.
2. إجهاض جنائي.
1. إجهاض دوائي أو علاجي: هو إجهاض يتم إجراؤه باعتباره الطريق الوحيد لنجاة الأم الحامل أو نجاة الطفل عند عدم وجود أمل في حياة أمه، ولكن يجب توفر ثلاثة شروط للقيام به وهذه الشروط هي:
أ. مرض شديد.
ب. حصل هذا المرض أثناء الحمل.
ج. يزول هذا المرض بزوال الحمل.
والأمراض التي تشكل خطرًا على حياة الأم إذا استمر الحمل هي:
أ. الأمراض القلبية الشديدة.
ب. أمراض كلوية.
ت. السل.
ث. موت الجنين.
ج. تشوهات الجنين الخلقية التي لا تتلاءم مع الحياة.
ح. سرطان عنق الرحم.
ويتم إجراء الإجهاض بطرق عديدة منها تحريض باطن الرحم الآلي أو باستعمال أعواد اللاميناريا المصنوعة من الخشب أو الممص الكهربائي أو باستعمال البوستاغلاندين كتحاميل مهبلية أو هلام، والإجهاض الدوائي قليل الخطورة إذا أجري قبل الأسبوع الثامن ولكن تزداد الخطورة بعد الأسبوع العاشر للحمل.
2. إجهاض جنائي: هو إجهاض مفتعل تقوم به الحامل نفسها تخلصًا من عار وفضيحة أو بسبب ضيق كسب العيش من نساء متزوجات أو لسبب آخر كحصول خلاف بين الزوجين فتعمد المرأة إلى إجهاض نفسها، أو قد يحدث الإجهاض الجنائي بسب رض أو عنف أو شدة تتعرض له المرأة.
ويتميز الإجهاض الجنائي بأنه إجهاض نتن بسبب تميزه الخمج الشديد واختلاطات عديدة من أهمها:
أ. قصور الكليتين.
ب. خراجات حوضية.
ت. التهاب الوريد.
ث. انثقاب الرحم.
ج. صدمة ذيفانية قد تؤدي للموت.
لذلك عند إجراء الإجهاض مهما كان نوعه يجب تناول المضادات الحيوية بإنتظام وتعويض الدم الضائع والشوارد واخذ المسكنات عد الضرورة وبهذه الإجراءات نمنع حدوث الإختلاطات.
ثانيًا: موقف الكنيسة الكاثوليكية من الإجهاض
الوصية الخامسة (لا تقتل) تبقى القيمة الأخلاقية الثابتة والوحيدة التي تبرزها الكنيسة ضد الإجهاض، وتذكر الكنيسة أن الله هو سيد الحياة، ولا يحق للإنسان أن ينصب نفسه سيد هذا الكون بفعل ما يشاء وكأنه مصدر كل شيء؛ ويقول البابا يوحنا بولس الثاني: “لا أحد بإمكانه أن يسَّوغ قتل كائن بشري بريء، أنطفة كان أم جينيًا”؛ و “الإجهاض المفتعل قتل معتمد مباشر أيًا كانت طريقته يستهدف كائن بشري لا يزال في الطور الأول من وجوده في الفترة ما بين الحمل والإنجاب”.
ورسالة البابا تُحمل المسؤولية للذين يحرضون المرأة على القيام بمثل هذا العمل وخصوصًا والدا الطفل الذي غالبًا ما يدفع المرأة للإجهاض لأغراض شخصية رخيصة منتهكًا كل الأعراف والقيم الأدبية.
كما تتوجه للأطباء والأجهزة الصحية مسؤولية الإجهاض فانحراف الطب عن هدفه الأساسي يقود الإنسان إلى ارتكاب جرائم مروعة، أيضًا هنالك مسؤولية أكثر جسامة على مشرعين قوانين الإجهاض، كما أن للإباحة الجنسية وازدراء الأمومة، وكل تبرير للإجهاض، حتى في الأيام الأولى من تكوين الجنين، يُعَد جرمًا فظيعًا في نظر الكنيسة الكاثوليكية فالحياة البشرية تبدأ منذ اللحظة الأولى، حيث يؤكد البابا أنه فور تلقيح البيضة تنشأ حياة كائن بشري جديد ينمو بذاته.
Discussion about this post