في قلب غابة السنديان عند مدخل بلدة مزيارة وعلى تلة مشرفة على الساحل والجبل في آن واحد، بني مزار “أم المراحم” الماروني الذي يضم الى جانب كنيسة (كابيلا عذراء فاطمة) وهي أول كابيلا باسم “عذراء فاطيما” في لبنان. وبرج عال وتمثال للسيدة العذراء، مأوى للعجزة، ومشغلاً لتعليم الفتيات فنون الخياطة والتطريز، وصالة فسيحة للقاءات والحفلات على أنواعها.
عند مدخل المزار الذي يتوافد إليه السائحون من مختلف المناطق والأديان، تصطف عن الجانبين تماثيل السيد المسيح وتلاميذه الاثني عشر، كما أقيم الى يسار المدخل مشهد مصغّر لنهر الأردن ومعمودية يسوع، والى جانبهما وضع جرن العماد من صخور مزيارة حيث يتوافد المؤمنون ليعمّدوا أطفالهم.
ويزخر المزار إضافة الى مشاهد من الكتاب المقدس بالحدائق الغنّاء التي زيّنت المكان بأكمله وأضفت عليه طابعاً جميلاً ومميزاً، ما جعله موقعاً سياحياً يزوره الكثيرون من أهل المنطقة والسياح الأجانب
سميت المراحل كونها تروي سيرة حياة السيد المسيح من البشارة الى الصلب وهي على شكل مراحل ، هذا ما تواتر الى سمعي قبل ان اجد مقال يشرح عن هذه الكنيسة او المزار أم المراحم مزيارة… جنّة بين الأرض والسّماء في مزيارة القرية اللبنانيّة الّتي تصلها عبر طريق الكورة، أميون، كفرعقّا، بصرما، جديدة زغرتا وإيعال، يستقبلك مزار أم المراحم الرّائع الجمال الّذي يجسّد الخيال ويفيق الحلم
من بناه؟
يعود الفضل في بناء هذا المزار إلى “مرسال رامز الشاغوري” المهاجر اللبناني المزياري، الذي يعيش في “اللاّغوس” في نيجيريا مرسال رجل متزوّج وله ثلاثة فتيان وفتاتان ،هاجر منذ ثلاثين سنة إلى نيجيريا، ولكنّه كان يزور لبنان مرّتين في السّنة
أسباب البناء
“الشاغوري” إنسان يتعبّد للعذراء مريم كثيراً، ولذا أحبّ أن يبني لها مزاراً خاصّاً تكريماً لها، فأوصى على تمثال العذراء في إيطاليا قبل سنتين من المباشرة ببناء المزار تمثال أم المراحم يشبه تمثال سيدة لبنان في حريصا لكنّه قطعة واحدة منحوتة نحتاً، على عكس تمثال سيدة لبنان المؤلّف من ثماني قطع صخرٍ مركّبة.
هذا العمل بدأ منذ السّبعينات، فراح الشّاغوري يبحث عن المكان المناسب الذي سيشيّده عليه ذات يوم حلمت زوجته في منامها أنّه مبني على إحدى أجمل قطعة أرض تابعة لبلديّة مزيارة، فاعتبر مرسال أن هذا الحلم هودعوة من العذراء لبناء المزار هناك فاستأجر الأرض وباشر المشروع.
وفي سنة 1992 تمّ افتتاح المزار الذي ما برح حتّى اليوم يستقبل وفود المؤمنين.
الوصف:
مدخل المزار عبارة عن قنطرتين يرتفع فوقهما ملاكان حارسان يوحيان بالرّهبة ويقول الشّاغوري أنّ الحرّاس يجب أن يكونوا ذات رهبة ليجسّدوا قيمة المكان المقدّس ويفرضوا على النّاس احترامه وبعد أن تلج القنطرتين تدخل في ممرٍّ طويل يوازيه ممر آخر للخروج، وعلى يميني الممرّين تنتصب تماثيل لرسل المسيح الاثني عشر، وهذه التّماثيل صنعت في لبنان على يد نحّات لبناني يدعى ياسر.
عند نهاية الممر، تكون قد وصلت إلى ساحة مزار أم المراحم؛ السّاحة كلّها خضراء ،فيها من الزّهور والأشجار والاخضرار الطّبيعي ما جاء متناسقاً في التّصميم والهندسة والتّنفيذ فأعطى سحراً وجمالاً لا مثيل لهما. والجدير ذكره أن تصاميم المزار كلّها عائدة لأفكار الشّاغوري وخياله في وسط هذه السّاحة الخضراء، يرتفع تمثال أمّ المراحم على علوّ ملفت ،وشيّدت في أسفله كنيسة صغيرة للسيّدة العذراء.
وقرب المزار بنى مرسال الشاغوري بيتاً صغيراً له يجتمع فيه هو وأصدقاؤه كلّما أتى لزيارة لبنان عندما تنهي زيارتك وتلج الممر الخاص بالخروج لا تنسَ أن تنظر عن يمينك عند نهايته كي لا يفوتك مشهد عماد المسيح في النّهرعلى يد يوحنّا المعمدان. باللإضافة الى العديد من التماثيل والمشاهد الأخرى التي تجسد مراحل حياة السيد المسيح منذ الولادة مروراً بالهروب الى مصر والتبشير حتى الصلب وقد خصص لذلك طريقاً تمر بها لرؤية جميع هذه المشاهد.
أم المراحم
مزار سيدة أم المراحم في مزيارة ، هو نقطة ثابتة لمن يريد ان يقوم بسياحة دينية في لبنان لأنه حين صعدت اليه مع عائلتي، وجدنا السواح الأجانب والعرب واللبنانين هناك وهو مكان جميل جدا جدا لمن يحب ان يمشي ، لأنه يوجد اماكن لتراها يجب على الزائران يقصدها مشي عبر ممرات مخصصة للمشاة ، وهي توصل الزائرالى كل الأماكن التي يجب ان تشاهد فالمنحوتات فنية بأمتياز و دينية فهي لوحات إنجيلية من حجر وخفصين وهي مصدر قداسة ووحي إيماني لمن يريد ذلك.