الإنسان والجنس
أولاً – الحياة الجنسية على ضوء الإنجيل
المقدمة
ظلّ التطرق إلى الأمور الجنسية أمراً محظوراً لمدة طويلة, في الكنيسة التقليدية حيث كان يشكّل مادة مشبوهة، وفي تربية فتياننا وفتياتنا (يكفي أن نرجع إلى تجاربنا الخاصة ). وقد بات من الضروري والمستعجل أن نعالج الأمر وأن نُضفي الطابع الإنجيلي على الأمور الجنسية بحيث نجعلها أولاً بشرية كلّياً فنسيطر عليها ونتحكّم بها. ثم نجعلها مسيحية حقاً فنوجهها نحو القداسة.
1 – النزاع بين الروحانية المسيحية والأمور الجنسية :
إن أول ما يتعيّن علينا القيام به هو تنظيف ذهننا من كل الأحكام والآراء المسبقة التي تُربكه وغالباً ما تشلّ تفكيرنا. يجب علينا الابتداء من هذه النقطة لنستطيع إلقاء نظرة أكثر صفاء ًوموضوعيةً على الجنس فنصبح قادرين على بناء روحانية إيجابية. ثمّة نزاع حقيقي في الكنيسة بين الروحانية المسيحية والجنس، وكلمة ” كنيسة ” تشمل هنا ليس السلطة الروحية ورجال اللاهوت فحسب، بل أيضاً الشعب المسيحي بمجموعه. فمنذ قديم الزمان، كانت نظرة الآباء إلى الأمور الجنسية تتّسم عموماً بالارتياب. فقد أثّرت هذه الفكرة القديمة على تفكير الكنيسة بأسره ولا تزال تؤثر على عقلية العديد من رجال الدين الذين يعلّموننا الأخلاق وهكذا لا تزال الأفكار القديمة تساهم في تكييف العقليات الحالية .هناك فكرتان أساسيتان تُشاهدان عند الآباء :
1) يثني جميعهم ثناءً مركّزاً على البتولية التي تجعل الإنسان شبيهاً بالمسيح وتُعادل إلى حد ما عملية استشهاد،تلي ذلك حتماً مقارنة بين الزواج ( الذي يستلزم ممارسة العلاقات الجنسية )، والبتولية وتنتهي بالطبع المقارنة لصالح البتولية.
2) مع ذلك، يرفض جميعهم إدانة الزواج. فالزواج مشروع وجدير بالاحترام حسب القديس بولس نفسه، بشرط: أن يُعقد لإنجاب الأولاد وليس لمجرد البحث عن المتعة. وأن يؤمن لكل طرفٍ آخر يساعده في حياة زوجية. نجد في ذلك ما نسميه : الإنجاب والتآزر .
علينا إذاً توضيح الأمور وإعادتها إلى نصابها، كما علينا السير ضد التيار حتى منبعه، وطالما أن الحديث يدور اليوم حول عملية تبشير وإعلان جديد للإنجيل، قد يكون من المفيد أن ندرج فيها مسألة النظر إلى الحياة الجنسية على ضوء الإنجيل. وثمّة أمر لا بدّ من التركيز عليه _ ونستطيع أن نستشفّ فيه أن الروح يسهر على الكنيسة _ هو أن تقاليد الكنيسة ما فتئت تدافع عن قيمة الزواج الإيجابية وتجاهر بها، رغم المشاعر الشخصية لبعض رجال اللاهوت وربما رغم عقدهم النفسية.
2 – يجب إصلاح الأفكار وأيضاً ” التصورات الذهنية “:
إن الأفكار والأحكام المتعلقة بالجنس تحتاج إلى إصلاح. تقليدياً يتم الاستناد بالإجمال على المبدأ القائل إن النشاط الجنسي سيء، وبالتالي يجب إدانته وإنه لا يجوز اعتبار المتعة الجنسية كقيمة إيجابية، فهناك كلمة تفسّر كلّ شيء هي ” الشهوة أو الشَبَق “. أما اليوم، فينبغي نشر وتلقين أفكار أكثر صحة، وإنه لأمر آخذ مجراه. ففي الوثائق التي صدرت عن المجمع وفي الفترات اللاحقة، يُلاحظ انفتاح حقيقي وتأكيد على القيم الإيجابية للحب البشري (كرامة المرأة للبابا يوحنا بولس الثاني …) بَيد أنه لا يكفي إذاعة أفكار جديدة أو أكثر صواباً، إذ هناك ظاهرة غريبة تشلّ هذه الخطوة: لكي نتوصل إلى تغيير عقليتنا وسلوكنا، لا يكفي أن نأتي بأفكار جديدة بل يجب أيضاً أن نبدّل “تصوراتنا الذهنية “.
أ- التصورات الذهنية:أعني بذلك الطريقة التي ندرك بها الفكرة ونستوعبها والصورة التي تتكوّن عنها في ذهننا، وهي صورة غالباً ما تكون قليلة الوعي. في الواقع، يوجد كلمات ومفاهيم نُوجّه إليها شحنة من الانفعالية والطابع الذاتي قد تغيّر معناها كثيراً، ويلاحظ ذلك على نحو خاص في المجالات التي تلعب فيها ذاتيّتنا دوراً أكبر، كمجال الجنس.
ب- التصورات الذهنية التي تحصرنا: نورد فيما يلي أهمها:
1- الصلة مع الخطيئة : نفترض غريزياً وجود ارتباط بين النشاط الجنسي وفكرة الخطيئة إلى حدّ أنه بالنسبة للعديد من المسيحيين، تقتصر الخطيئة على الزنا. الواقع أن الناس يشعرون بصورة شبه عفوية أنه يوجد ارتباط بين النشاط الجنسي والخطيئة وينظرون إلى كل ما يتعلق بالجنس على أنه خطر ويحرّض على الشر. وعندما كان الحديث يتطرق إلى الخطيئة، لم يكن لزاماً توضيح ما هي الخطيئة المقصودة، إذ لم يكن هناك سوى واحدة وليست استغلال الفقراء أو اضطهاد الأبرياء …
2- الزواج دواء يعالج الشهوة الجنسية: إنه لدواء مشروع إذ يأتي عقد الزواج القانوني لينشئ حقوقاً مترتبة على جسد القرين فيضفي طابع الشرعية على النشاط الجنسي ويزيل عنه صفة الإثم.
3- يجب إقامة علاقة مباشرة بين الإنجاب والفعل الجنسي: فيصبح الأخير خالياً من أي شر. وهذه العلاقة تُطهّر النشاط الجنسي، وفي هذا المنظور، لا تؤخذ علاقة الحب بين الأشخاص بعين الاعتبار. إن مثل هذا ” الحصر ” في العلاقة بين الفعل الجنسي والإنجاب يُشكل أحد العناصر التي تجعل من تنظيم النسل مشكلة في غاية الصعوبة. يمكن أن نضيف إلى ما تقدم، مسألة الخوف من الحمل الذي يلعب في الكثير من الأحيان وعلى الصعيد النفسي، الثمن المطلوب دفعه.
4- الخضوع الطبيعي للمرأة نحو الرجل: بالرغم من كل ما نقوله في هذا الموضوع، إننا لا نؤمن (هذا الظاهر) في داخلنا بالمساواة بين الرجل والمرأة،حتى ولا بالمساواة بين كرامة كل منهما. وماذا تعني مساواة وذلك أيضاً على صعيد الحب والعلاقة الجنسية.(المرأة أرض تتلقى البذار .. تقصير من طرف الطبيعة .. غلام ناقص .. طِرْح ذكر.. طارئ من طوارئ الطبيعة …).
3 – خرجنا من نطاق المحظورات :
نعتقد، لاشك، أن كل ذلك عفى عنه الزمن وأننا أصبحنا اليوم نتمتّع بالعلم والحرية.فهل هذا أكيد؟ ونظن أيضاً، لاشك، أن الشباب، الحمد لله، تخلّصوا من المحظورات واكتسبوا الحرية الجنسية فأصبحوا قادرين على العيش ضمن حقيقة الجنس. صحيح أن الشباب يفيدون من الثورة النسائية ومن التحرر الجنسي اللذين تركا أثرهما في حياتنا المعاصرة، فلم يعودوا يشعرون بالحَرَج أمام أبويهم وباتوا يتحدثون عن الأمور الجنسية بكل حرية. ولكن بأية طريقة يتحدثون عنها وما هي نظرتهم إليها كيف يعيشونها
صحيح أن الشباب تحرروا من المحظورات. إلاّ أن لتلك المحظورات دوراً هاماً إذ تنطوي على بعض القيم وتحميها في ذات الوقت،ما يعرّضهم إلى خطر نبذ القيم مع المحظورات دون تمييز، وربما كان ذلك ما فعله العديد منهم.ويبدو أن الناس اختاروا اعتبار الجنس كسلعة استهلاكية، كما أن بعض علماء المجتمع أخذوا يتحدثون عن “الجنس السريع ” مثلما يتحدثون عن ” وجبة الطعام السريعة “.
إننا محصورون إذاً بين شرّين إن صحّ القول، بين مفهوم قديم للمحظورات القمعية، ومفهوم حديث لمجتمع مبني على الإذن والاستهلاك. لذلك يجب أن نخرج من هذا الطريق المسدود لنعالج المسائل الجنسية بصفتنا مسيحيين حقيقيين.
كيف نبني النشاط الجنسي البشري والمسيحي ؟
ليس المقصود، كما يظن البعض، وضع قواعد وإعطاء دروس أخلاقية، بل أول ما يجب أن نفعله في دراستنا المسيحية تلك هو أن نتطرّق إلى كيفية النظر إلى الجنس وتفهّمه في خط الإيمان، في مخطط الله .
عندما نتحدث عن ” الحياة الجنسية على ضوء الإنجيل ” نعني كيفية جعل الجنس بشرياً ومسيحياً في آن واحد بحيث يتّسم بهاتين الصفتين معاّ. ذلك أن الخصائص الجنسية المسيحية ليست ملائكية إذ لا جنس للملائكة، إنها خصائص بشرية كلياً، أبرأتها النعمة وأتقنتها، ونعلم تماماً أن النعمة لا تقوّض الطبيعة بل تكسبها الكمال .
آ- ماهي الأفكار الجدية، ماهي التصوّرات الذهنية الجديد؟
1- النشاط الجنسي أمر طبيعي: يبدو هذا الكلام بديهياً، ولكن لابد من قوله وتكراره. الجنس مندرج في طبيعتنا والله هو الذي أراده واخترع جنسين مختلفين: “ذكراً وأنثى خلقهم”.
2- النشاط الجنسي أمر حسن: ورد في التوراة أن “الله رأى أن كل ذلك حسن”، أي أن الله لم يخلق الشر وإنه لا يوجد في الجنس أي عنصر معيب. وإذا كانت الخطيئة قد دخلت في حياة البشر وتدخلت، فإنها لم تفسد الأمور الجيدة في جذورها.”رأى الله كلّ ما عمله فإذا هو حسن جداً” (تك1/31)، “كانا كلاهما عريانيين، الرجل والمرأة، وهما لا يخجلان” (تك2/25).
3- النشاط الجنسي يستند إلى غريزة قوية جداً: تؤثر على توازن وانسجام الشخص بكامله إنه غريزة تستطيع، إذا ما أُسيء قمعها أو تعرضت للكبت، أن تفكّك شخصية الإنسان. من الضروري إذاً مراقبته والسيطرة
عليه وترويضه، ولا يمكن تحقيق ذلك دون بذل جهود تقشَّف صادقة، علماً أن هذا التقشف يجب أن يتم بوعي،بدون ذعر أو مخاوف لا يمكن مراقبتها. وإذا ما رجعنا إلى الصور الواردة في الإنجيل، يمكننا القول إن الجنس هو كالمال، فلا يجوز للمرء أن يكون خادماً لسيدين: الله والمال الباطل، والجنس هو بمثابة مال ولابد من جعله، لا سيداً مُطاعاً، بل عبداً في خدمة الملكوت.
ب- كيف نروض الجنس؟
نقترح فيما يلي ثلاثة توجيهات رئيسة:
1- يجب في البداية أن نعيد إلى الجنس حجمه كاملاً: قبل كل شيء، نتجنب جعل الجنس يقتصر على مجرد ممارسة، إذ تشكل هذه الأخيرة عملاً محدوداً في الزمن وذا جانب واحد، عملاً باعثاً لاشك، ولكن لا يغطي المدى الواسع للحياة الجنسية.
في الواقع، لم نعمد بعد إلى تعريف الجنس. إذ اكتفينا بالنظر إليه كما ورد، بدون تحضير، مع أسراره وعتمته، دعونا على الأقل نركّز على أهمية التمييز بين الجنس والعضوية (التناسل)، فالتناسل يشير مباشرة إلى ما يتعلق بالعلاقة الجنسية بمعناها الضيق في حين أن الجنس يدلّ على ما يختص به الكائن البشري بوصفه رجلاً أو امرأة ويتعلق بمجموع الشخص.
* الحجم هو حجم الشخص: يمثل الجنس ظاهرة تتعلق بالحياة كلها وعلى جميع الأصعدة بحيث يكون الإنسان إما ذكراً وإما أنثى، في كافة جوانب حياته. وإذا كان الجنس يتأصل في جسمه أي في “الجزء الحيواني منه”، فإنه ينعكس أيضاً على شخصه بأسره بحيث يبلغ السلوكين الفكري والروحي لديه. إن الجنس عند الإنسان يشكل ظاهرة بيولوجية، بيد أنه أصبح ظاهرة حضارية. لهذا السبب، لا يجوز اعتبار الجنس عند البشر كمجرد تحوّل يطرأ على الناحية الجنسية الحيوانية عنده بل هو شيء آخر: إنه بُعد الشخص بصفته تلك. والجنس لدى الزوجين لا يقتصر على الأفعال الضرورية للإنجاب، بل يتعلق بكافة نواحي العلاقة القائمة بينهما ويدل على اتحاد شخص بشخص بآخر. كما أن الممارسة الجنسية بحد ذاتها تكتسب مدلولاً بشرياً بحتاً ويجب إدراجها في مجموع العلاقات بين الرجل والمرأة.
هذا ويتم التركيز عادة على الفروقات الآتية بين الجنس لدى الحيوانات والجنس لدى البشر:
– الجنس عند الحيوان فطري وغريزي ولا يستوجب التأهيل، في حين أن الجنس عند البشر بحاجة إلى تلقين، إذ قلّما يوليه الإنسان انتباهاً كافياً.
– عند الحيوانات، توجد فترة نزو يتجاذب فيها الذكر والأنثى بشكل دوري. أما عند الإنسان، فلا يوجد فترة معينة، و”موسم” الحب متواصل.
– الجنس لدى الحيوان مرتبط بالتكاثر ويُمثّل وظيفة، بينما يرتبط لدى الإنسان بعلاقات بشرية ويُشكّل عملاً من أعمال الشخص.
النشاط الجنسي عند الإنسان هو إذاً وظيفة بشرية محضة تفترض حرية القرار، كأي فعل بشري آخر. وبما أن الناحية الجنسية تُضفي لوناً خاصاً على الشخص البشري فتُبرِز المساواة والتشابه الأساسيين بين الرجل والمرأة، لابد أنها تُبيِّن أيضاً الفروقات النوعية بينهما وذلك على الصعيد الجسدي والفكري والنفسي والروحي.
* الحجم هو حجم العلاقة بين الشخصين: إنها الطريقة الأكثر جذرية والأكثر إجمالاً لإخراج الكائن من عزلته ومن أنانيته. ونعيد هنا إلى الأذهان العبارة التي وردت في سفر التكوين: “وقال الرب الإله: ليس جيداً أن يكون آدم لوحده” (تك 2/18)، والتي ينبغي أخذها على محمل الجدّ. خلق الله آدم ليعيش في عملية تبادل مستمرة، في علاقة من شخص إلى آخر. خلقه ليعيش و”يحقق ذاته” في علاقة حبّ وعطاء. ومن البديهي أن هذه الدعوة إلى علاقة بين شخصين تتحقق بأكبر قدر من الجذرية في الكيان الزوجي.
نتصل مع الآخرين بالجسد (كلام، حركات، مواقف) وهكذا الجنس هو لغة الجسد التي يعبر فيها الإنسان عن نفسه كاملاً. والعلاقة الجنسية بين الزوجين بمعناها الضيق وأيضاً بكل ما يحيط بها (حوار الجسدين) وبكل اتساعها (حركات، نظرات، كلام، مداعبة) تشكل لغة الحب، لغة خاصة، حميمية، فريدة من نوعها .
2- يجب تربية الجنس: يجب إنماء الجنس كالنبات، كالزهرة، كعطاء من الله. فالتربية تعني التقليم والقصّ، واستخدام الحديد عند الضرورة. وتعني أيضاً إيلاء الجنس اهتماماً إيجابياً والاعتناء به كي ينمو جيداً ويتطور بانسجام. والمطلوب بصورة خاصة القيام بعمليتين:
– تنمية الفرق الجنسي: بحيث يكون الرجل ذكراً كلياً والمرأة أنثى كلياً، عدم الخجل وعدم التضايق من جنسنا.
– تنمية ناحية الجاذبية عند كلّ من الزوجين: يجب على كلّ من القرينين أن يجيد المحافظة على شهوة الآخر فيعتني بمظهره بعد الزواج أكثر مما قبله، حتى في حميمية المنزل، ليَمثل أمام الآخر كما لو كان يَمثل أمام الغرباء، ويستمر في إبداء علامات العشق نحوه وقد أقول إن كل ذلك يندرج في “الواجب الزوجي” بمفهومه الصحيح.
توصية: من الممكن في الختام إعطاء توصيتين هامتين لتربية الناحية الجنسية تربية إيجابية.
الأولى: خاصة بالشباب: لا تسرعوا أكثر من اللازم. وأقول ذلك لهم، ليس باسم القاعدة الأخلاقية، إنما لمساعدتهم على أن يتذوقوا حقاً كل أفراح الحب وأن لا يخسروا شيئاً. ذلك أن المرحلة التي ضحوا بها ولم يعيشوها ويتمتعوا بها، لن تعود أبداً، ويكونون قد حرموا أنفسهم من شيء ثمين. (رغبة الحصول على كل شيء فوراً). يجب أن يُدرك الناس من جديد قيمة الوقت والصبر وأن يتعلموا كيف يتمتعون باللحظة الحاضرة.
الثانية: للمتزوجين، قد تبدو مدهشة للبعض، إذ تدعو إلى لحظ أوقات من الراحة وفترات من الامتناع عن الجنس. ولا بأس من تشبيه هذا التعفف بقاعدة الصيام في الكنيسة. فقد أُلغي واجب الصيام (تحت طائلة الخطيئة) إلغاء شبه تام على اعتبار أن فرضه على المسيحيين جاء تعسفياً وأن إبقاءه لم يتفق مع المرحلة الراهنة. إلا أنه اتضح فيما بعد للأخصائيين في الحمية ولسائر الناس أن الصوم الدوري يُشكّل في الواقع ممارسة ممتازة للصحة. إن أوقات الراحة والامتناع عن النشاط الجنسي في فترات ملائمة لإنماء جوانب أخرى من الحياة الجنسية، جوانب أقل ارتباطاً بالجسد ولا يهتم بها الناس بما فيه الكفاية، مثلاً التفاتات غرامية، بوادر بسيطة من الحنان وهي ذات أهمية كبيرة في الواقع.
(أدعوكم إلى قراءة – أو إعادة قراءة الفصل الثامن من سفر طوبيا الذي يروي عرس طوبيا الشاب وساره).
Discussion about this post