كنيسة «مار زخيا العجائبي» الأثرية
عجلتون هي قرية لبنانية من قرى قضاء كسروان في محافظة جبل لبنان. يبلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة تقريباً، ترتفع عن سطح البحر بواقع 850 متر، تتميز بصيف ساحر ودرجة حرارة رائعة، وشتاؤها متوسط حيث تبلغ كثافة تساقط الثلوج إلى 20سم في شهور يناير وفبراير ومارس، فيها مساحات واسعة من المزروعات كأشجار الزيتون والكرمة والتين والفواكه بشكل عام،
لفظة “عجلتون” مشتقة من لفظة “عجل” وهي جذر مشترك بين اللغات السامية ويحمل أكثر من معنى ومنها:
-
الاستدارة وأنبساط الارض ؛
-
العجل أي صغير البقر، وهو إله فينيقي
كنيسة «مار زخيا العجائبي» الأثرية
تتوسط القرية كنيسة تاريخية تسمى كنيسة «مار زخيا العجائبي» الأثرية والتي يعود تاريخ بناؤها إلى أكثر من 500 عام، وشيدت على انقاض الكنيسة القديمة.
١٦٧٢: “كنيسة مار زخيا “الأقدم” وكانت تقع مكان الكنيسة القديمة المعروفة حالياً ، لكنها استعملت كقالب لبناء الكنيسة القديمة القائمة اليوم . هدمت سنة ١٨١٧ وقد بنيت الكنيسة القديمة من أحجار كنيسة مار زخيا الأقدم ، وإستخدم في بنائها أحجار كنيسة مار عبد المهدمة.
والاحتفال بعيد مار زخيا العجائبي في عجلتون يعود الى تاريخ انشاء الكنيسة سنة ١٦٧٢ في عهد المثلث الرحمات البطريرك اسطفان الدويهي، وهو يقع في٣١ آب من كل عام وتتخلّله احتفالات دينية وترفيهية. تتميز الكنيسة بجدارية ضخمة ملونة متقنة الرسم لمار زخيا خلف المذبح الذي يعد مذبحا كبيرا نسبيا.
تتبع عمارة الكنيسة الجديدة نمط البازيليكا كما تتميزهذه الكنيسة بنوافذها الكبيرة ذات الشكل المقنطر الطويل ذات الزجاج الملون.
“الأورغن الكنسي “
في كنيسة مار زخيا عجلتون و بدعوةٍ من المجلس البلدي و المركز الثقافي و رعية مار زخيا يقام حفل تدشين “الأورغن الكنسي” بحضور سيادة المطران بولس روحانا السامي الإحترام. و استكملت الأمسية مع العازف النمساوي مارتن_هازلبوك على الأورغن الذي يعود صنعهُ لعام ١٨٨٤ و الذي أعيد تأهيلهُ هذه السنة في ميلانو و استقدم إلى عجلتون لتصبح كنيسة مار زخيا إحدى الكنائس النادرة في لبنان و التي احتضنت أسبوع الأورغن اللبناني (سنة 2020)
الإحتفال الديني
وهو يمتد طيلة أيام العيد تُقام فيها الصلوات ضمن اطار تساعية العيد، كما يُحتفل ليلة الثلاثين من شهر آب بقداس يترأسّه راعي الأبرشية ويحضره حشد كبير من أبناء البلدة وسكانها والعديد من الوافدين من سائر البلدات والمناطق للتبرك والاحتفال.
هريسة مار زخيا
الهريسة (لحمة مطبوخة مع قمح) أكلة تعرفها قلّة من بيئاتنا اللبنانية، وقلّة أيضاً من هذه البيئات تُقيم لهذه الأكلة مراسم وطقوس تحولها الى ظاهرة تراثية ترافق المناسبات الكبيرة وترتسم صورتها في العقل والقلب والوجدان. هريسة عيد مار زخيا العجائبي في عجلتون يعود تاريخها الى زمان بنيان الكنيسة في القرن السابع عشر. يومها لم يكن في قُرانا فنادق أو مطاعم تؤمن المأوى والطعام لزوارها خاصة حين يأتون الى عجلتون ليلة عيد مار زخيا، سيراً على الأقدام، قادمين من القرى والبلدات المجاورةللصلاة والتبرك ومن ثم للمشاركة في احتفالات العيد التي تتضكن مباراة في قرع جرس الكنيسة أو رفعالاثقال كالمحادل أو العتبات الحجرية وكذلك التباري في الزجل أو الرقص والغناء على انغام الموسيقى التي تطلقها بعض ما توفر من الآلات الموسيقية كما وترقيص بيرق عجلتون الذي ذاع صيته في كلّ ارجاء المنطقة وله في المناسبات آدابه وبروتوكولاته الخاصة.
وما أن ينتهي الاحتفال حتى يكون الجوع قد حلّ في جميع المشاركين من أهالي البلدة وزوارها فيذهبون الى خلف الكنيسة حيث بانتظارهم خلقين الهريسة التي تكون قد نضجت فيتلذذون بأكلها ويسمّيها الناس “بركة العيد”.
كنيسة مار زخيا عجلتون القديمة