كنيسة مريم المجدليَّة
كنيسة مريم المجدليَّة (بالروسية: Церковь Святой Марии Магдалины)، هي كنيسة روسيَّة أرثوذكسيَّة تقع على المُنحدرات الغربيَّة لجبل الزيتون في مدينة القُدس. بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر لمريم المجدليَّة تلميذة السيِّد المسيح التي ذهبت ورائه في طريقه ليُصلب وكانت الأولى التي رأته بعدما عاد للحياة. تُعتبر هذه الكنيسة واحدة من أجمل الكنائس في فلسطين.
الكنيسة جزءًا من دير القديسة مريم المجدلية (دير جثسيماني) وهي أخوية تأسست في عام 1936. كانت الكنسية تابعة للكنيسة الروسية الأرثوذكسية خارج روسيا منذ عشرينات القرن العشرين ثم أصبحت كيان كنسي مستقل حتى عام 2007 ثم أصبحت جزءًا من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الموجودة في موسكو.
وتعتبر كنيسة القديسة مريم المجدلية من أجمل المواقع المخصصة للعبادة في الأراضي المقدسة؛ حيث توجد على منحدرات جبل الزيتون، في قلب حديقة الجثمانية؛ وتطل على بلدة القدس القديمة.
التاريخ
أنشئ القيصر ألكسندر الثالث وإخوانه الكنيسة في عام 1888 تكريماً لوالدتهم الإمبراطورة ماريا ألكسندروفنا، صمم الكنيسة ديفيد غريم على طراز الكنائس الروسية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتضم الكنسية سبع قباب بصلية مذهبة.
نفذت الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية بناء الكنيسة تحت إشراف وتوجيه الأرشمندريت أنتونين، لكن بنى الكنيسة نفسها المهندس المعماري كونراد شيك ثم جورج فرانجيا.
زارت الأميرة أليس أميرة باتنبرغ والدة الأمير فيليب دوق إدنبرة، الكنيسة في ثلاثينيات القرن العشرين وأعربت عن رغبتها في أن تُدفن بجوار عمتها إليزابيث أميرة هسن والراين. توفيت الأميرة في قصر بكنغهام في عام 1969، نقل رفاتها إلى سرداب تحت الكنيسة في عام 1988.
التكريس
الكنيسة مكرسة لمريم المجدلية، تلميذة يسوع والمعروفة بأنها رسولة الرسل. يذكر الإصحاح السادس عشر من إنجيل مرقس أن أول من رأى يسوع بعد قيامته «قامَ يسوعُ فَجْرَ الأَحد، فتَراءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المِجْدَلِيَّة، تلكَ الَّتي طَرَدَ مِنها سَبعَةَ شَياطين.» (مرقس 16:9). يعتقد البعض أنها هي نفسها مريم أخت لعازر.
وعن رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس
“اليزابيث والتي أصبحت أرثوذكسية وذلك بعد تكريس الكنيسة هنا فهي عاشت لحظات مؤثرة ممتلئة بالهدوء في مدينة القدس. وبعد وفاة زوجها قامت ببيع مجوهراتها وأشيائها ومن ثم اتخذت لنفسها مسارا إنسانيا مكنها من افتتاح دير القديسة مرثا في موسكو. وفي العام ١٩١٨، وذلك بعد الثورة، تم أسرها كباقي أفراد العائلة الملكية، وفي اليوم التالي ألقيت القديسة بربارة واليزابيث وآخرين من العائلة الملكية في منجم بهدف قتلهم.
وتؤم هذه الكنيسة أعداداً لا حصر لها من الحجاج الذين قدموا من شتى أنحاء العالم، وذلك لا سيما من روسيا ورومانيا وأميركا وأوروبا، ويوجد في الدير حوالي أربعينَ راهبة مكرسة والذين يقمن على خدمة الليتورجيا الأرثوذكسية المعمول بها وذلك وَفقا للتقاليد الروسية. وتخدم البعثة الكنسية الروسية أبناء الشعب الفلسطيني ككل ولا تزال مؤسساتها المختلفة قائمة في فلسطين الى يومنا هذا.
للكنيسة سبع قباب ذهبية تعكس وهج الشمس على البلدة القديمة للقدس، وهي تحتضن رفات الشهيدة القديسة بربارة والدوقة اليزابيث فيدوروفنا التي كرست حياتها من أجل خدمة الفقراء والمرضى الى أن تم اعتقالها وقتلها إبان الحرب البلشفية. وتحتوي الكنيسة على بعض ذخائر القديسة مريم المجدلية التي تمّ حفظُها في صندوق خشبي خاص.
الوصف
الكنيسة التى تتميز بقبابِها السّبعة المذهّبة تم تدشينها في العام 1888 في احتفال حضره الأمير سيرجى الإكسندروفيتش وزوجته الدوقة إليزابيث فيدوروفنا.
وقامت الدوقة إليزابيث بإحضار اثنين من أشهر فناني روسيا في ذلك الوقت إلى فلسطين، وقام الفنان “إيفانوف” برسم أجمل أعماله وهى صورة القديسة مريم المجدلية وهي تروي للإمبراطور الروماني تيبيريوس عن الحكم الظالم بحق المسيح وصلبه، وتحمل القديسة مريم المجدلية في يدها اليمنى بيضة حمراء تمثل إعادة البعث والحياة الخالدة.
على يمين اللوحة صندوق خشبي مرصع بمنحوتات خلابة للقديسين والشهداء الذين يحوي الصندوق رفاتهم المقدسة، ويعتقد بأن أحد هذه المنحوتات يعود إلى القديسة مريم المجدلية.
وعلى يسار اللوحة توجد الأيقونة المعجزة للسيدة مريم العذراء والتي أحضرت إلى الكنيسة في العام 1930، حيث كانت موجودة في إحدى كنائس حاضرة مطرانية إلياس في لبنان لعدة قرون، ولكن عندما أتت النيران على الكنيسة دفنت الأيقونة تحت الركام وتحول لونها إلى السواد، إلى أنه وبفعل معجزة، بدأت بالتحول إلى اللون الأبيض خلال رحلتها إلى القدس.
نبذة تاريخية
في شباط من العام 1905 ترملت الدوقة إليزابيث حيث تم إغتيال زوجها من قبل قاتل محترف، وبعد جريمة القتل أولت إليزابيث جل إهتمامها إلى عملها الديني حيث بنت دير الرحمة في موسكو والذي ضم كنيسة ومستشفى وعيادة للمرضى الزائرين ومدرسة للفتيات اليتيمات، وحيث أمست إليزابيث الأم العظمى للدير والمعلمة للراهبات الـ 17 الذين وهبوا كل وقتهم لزيارة ورعاية المرضى والفقراء والأطفال المساكين. كما أنشأت إليزابيث مستشفى في القدس وشركات تقوم بمساعدة الحجاج الروس على تغطية تكاليف رحلاتهم للحج إلى القدس.
مع نشوب ثورة العام 1917 إنتهت قصة العائلة الملكية في روسيا، ورحلة أليزابيث إلى الإعدام بدأت عندما تم إعتقالها في العام 1918 في اليوم الثالث بعد عيد الفصح حيث تم نقلها
إلى خارج موسكو مع راهبة مخلصة إسمها بربارة، وفي عشية الخامس من تموز من العام 1918 تم إلقاء الدوقة إليزابيث فيدوروفنا مع آخرين من أعضاء العائلة المالكة والراهبة بربارة إلى عمق منجم قديم مهجور ليتم قتلهم بالمتفجرات التي ألقيت من بعدهم، وقد روي أن فرقة الإعدام سمعت أصوات ترانبم ملائكية قادمة من عمق المنجم صادرة من حناجر الشهداء.
في العام 1921 تم نقل رفات إليزابيث فيدوروفنا والراهبة بربارة إلى القدس ووضعت في تابوت حجري تحت أقواس كنيسة القديسة مريم المجدلية، وبعد أكثر من خمسين عام على ذلك، في العام 1981 تم تطويبهن كقديسات شهيدات، وتم نقل رفاتهن إلى الجزء الرئيسي من الكنيسة حيث يرقدن اليوم في أضرحة رخامية.
المراجع
- ^ مذكور في: خرائط جوجل.
- ^ Bible Verse Finder (bibref): Mark 16:9 نسخة محفوظة 16 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ “ГЕФСИМАНСКИЙ ВО ИМЯ РАВНОАПОСТОЛЬНОЙ МАРИИ МАГДАЛИНЫ МОНАСТЫРЬ”. www.pravenc.ru. مؤرشف من الأصل في 2023-12-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-18.
- ^ تعدى إلى الأعلى ل:ا ب “Глава 1. Приобретение участка и строительство храма святой Марии Магдалины – Часть I. Предреволюционный период – Храм святой Марии Магдалины в Гефсиманском саду Иерусалима. П.В. Платонов. (К 130-летию со дня основания Императорского Православного Палестинского Общества, которое будет отмечаться 21 мая / 3 июня 2012 года) – Проекты Иерусалимского отделения ИППО – К 130-летию ИМПЕРАТОРСКОГО ПРАВОСЛАВНОГО ПАЛЕСТИНСКОГО ОБЩЕСТВА – ИППО – Святая Земля – Россия в красках”. ricolor.org. مؤرشف من الأصل في 2023-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-18.
- ^ تعدى إلى الأعلى ل:ا ب ج د “Convent of Saint Mary Magdalene – The Garden of Gethsemane”. البعثة الكنسية الروسية الأرثوذكسية في القدس . اطلع عليه بتاريخ 2020-02-27. . مؤرشف من الأصل في 2017-07-25
- ^ Jansen، Katherine Ludwig (2000). The Making of the Magdalen: Preaching and Popular Devotion in the Later Middle Ages. Princeton University Press. ISBN:978-0691058504.