السحر
من كتاب الجهاد الروحي
للأب المغبوط باييسيوس الآثوسي
الجزء الاول
+ايها الشيخ الذي يضرب بالرمل ماذا يكون؟
جواب الشيخ : انهم السحرة . هناك مشعوذون يستعملون كتاب المزامير واسماء القديسين ويخلطونها باستدعاء للارواح الشريرة. بينما نحن نقرأ المزامير كي نطلب معونة الله ونقبل النعمة الالهية اما هم باستعمالهم هذه الطريقة فانهم يشتمون الله ، رافضين النعمة الالهية. وهكذا يعملون هذا بحسب رغبة الارواح الشريرة.
اخبروني عن فتى كان قد ذهب إلى احد السحرة لكي يحقق امرا ما . فقرأ له الساحر شيئا من المزامير وحقق الفتى ما اراده وبعد مرور فترة قليلة من الزمن ابتدأ هذا الفتى المسكين بالانحلال والانطفاء ترى ماذا كان قد فعل هذا الساحر؟
تناول بيده بعضا من المكسرات وابتدأ يقرأ للفتى المزمور الخمسين.
عندما وصل الى الاية ” فالذبيحة لله ” قام برمي المكسَرات من يده مقدَمًا اياها للارواح الشريرة ، كي تعمل معه معروفًا. هذا قام بشتم الله مستخدما كتاب المزامير الشريف.
+ ايها الشيخ : البعض من الذين يتعاملون يستخدمون بالسحر الصليب والايقونات.
جواب الشيخ: نعم ، من هنا نفهم اي خداع يخفون وراء كل اعمالهم بهذه الطريقة يخدع الناس المساكين، يرونهم يستعملون الشموع والايقونات .. فيثقون بهم .
لقد قال لي احدهم انه يوجد في مدينته امراة تركية قد وضعت ايقونة للعذراء على صخرة وهي تقول: “الصخرة التي تساعد العالم ” لا تقول ” العذراء ” بل “الصخرة”.
فالمسيحيون يتعلّقون بها لانهم ينظرون ايقونة العذراء. والبعض منهم، الذين عندهم مشاكل صحية يتراكضون الى هناك في فكرهم انهم سينالون العون.
لكن الشيطان سوف يعذّبهم فيما بعد.
اذ عندما تقول هذه المرأة ان الصخرة هي التي تساعد العالم وليس العذراء فان الشيطان يتدخل في هذا ازدراء للعذراء فتبتعد نعمة الله ويبدأ الشيطان بالعمل.
ايها الشيخ هل تقتدر دائما الاعمال السحرية؟
جواب الشيخ : كي تؤثر اعمال السحر على احد يجب ان يعطي حجة للشيطان ان يعطي للشيطان سببًا اكيدًا وان لا يكون عنده علاقة مع التوبة والاعتراف.
اما بالنسبة للانسان الذي يعترف فلو ألقوا عليه الاشياء السحرية بواسطة الرفش، فانها لا تؤذيه.
لانه عندما يعترف وينقّي قلبه لا يستطيع المشعوذون ان يتعاملوا مع الشيطان كي يؤذوه.
مرة جاء الى المنسك انسان متوسط العمر، وحالما رايته من بعيد فهمت ان عنده تأثيرا شيطانيًا.
قال لي: “جئت كي تساعدني ، صلي من اجلي ، اني اعاني منذ سنة من آلام مخفية في راسي ولم يشخص الاطباء شيئا”
قلت له: “عندك روح شريرة لانك اعطيت حجة للشيطان بذلك “
قال لي: “انا لم افعل اي شيء”
قلت له: “لم تفعل شيئًا؟ ألم تخدع احدى الفتيات؟ ( هذه ذهبت وعملت سحرًا)
اذهب لتعترف وليقرأوا لك صلوات طرد الارواح الشريرة حتى تستعيد صحتك.
إن لم تدرك الخطأ الذي ارتكبته وتتب عنه فان اجتمع الاباء كلهم الروحيون في العالم ليصلوا لاجلك فان الروح الشرير لن يذهب “
شخص آخر قال لي: ” ان زوجتي عندها روح شريرة . فهي تخلق دائما ازعاجات في البيت. تنهض عند المساء وتوقظ من في البيت وتقلب كل الاشياء راسًا على عقب”
قلت له: “هل تذهب انت للاعتراف ؟”
قال: “لا”
قلت له: ” لا بد انك اعطيت حجة للشيطان . هذا لم يحصل من لا شيء”
اخيرا وجدنا انه قد ذهب عند احد شيوخ الاسلام واعطاه هذا الاخير سائلا يجلب الحظ لكي يرشه في البيت ، فتسير اعماله بشكل جيد.
ولانه لم يعط هذا اية اهمية قلب الشيطان له البيت.
الجزء الثاني
+ ايها الشيخ كيف ينحل اذا امسك احد ؟
– جواب الشيخ : بالتوبة والاعتراف . لا بد اولا ان نجد الانسان الذي لاجله اقتدر عمل السحر، لا بد ان يدرك الانسان خطأه، ان يتوب عنه. وان يعترف به عند الكاه .
كثيرون من الذين يأتون الى المنسك يشقون لان آخرين عملوا سحرًا، ويقولون لي: “صلي من اجلي خاضة كي اتحرر من هذا العذاب”
يطلبون من العون من دون ان يبحثوا كي يجدوا ما الذي حرَك الشر ضدهم حتى يصلحوه. أي أن يجدوا اين اخطأوا حتى اقتدر السحر ثم يتوبوا ويذهبون للاعتراف كي يتوقَف شقاؤهم.
+ ايها الشيخ عندما يصل الانسان له سحرا الى مثل هذه الحالة اي لا يستطيع ان يساعد نفسه اي يعرف خطاه ويعترف عتد الكاهن .. هل يستطيع الاخرون ان يساعدوه؟
جواب الشيخ : يستطيع الاخرون ان يستدعوا الكاهن الى البيت ليعمل صلاة تقديس الزيت او صلاة تقديس الملء.
وان يعطوا المتضررماء مقدسا ليشرب كي يتراجع الشر قليلا ويدخل المسيح داخله.
احدى الامهات عملت هكذا مع ابنها واعانته . كانت اخبرتني ان ابنها عانى الكثير لانهم عملوا له سحرًا.
قلت لها: “ليذهب ليعترف”
قالت لي :”كيف يذهب للاعتراف وهو في هذه الحالة”
قلت لها: “اذا اخبري أباك الروحي كي يأتي الى البيت ويعمل صلاة تقديس الماء واعطي ابنك من الماء المقدس ليشرب. هل تعتقدين انه سيشرب؟
قالت لي: “سيشربه”
قلت لها: “ابداي بالماء المقدس، ثم لاحقا حاولي ان تتكلمي مع ابنك والكاهن فاذا اعترف تكوني قد رميت الشيطان بعيدًا”
وفي الحقيقة استعمت المراة لكلامي وساعدت ابنها بعد فترة قصيرة استطاع ان يعترف وتعافى.
امرًا اخرى فقيرة ترى ماذا فعلت ؟ كان زوجها قد تورط مع سحرة ولم يرض ان يحمل في عتقه الصليب.
ولكي تساعده قليلًا اخاطت له على حافة سترته صليبا صغيرًا. وفي احد المرات اضطر ان يعيبر من ضفة نهر إلى الاخرى، ماشيًا على جسر وحالما وطئت قدمه الجسر سمع صوتا يقول له:
” تاسو اخلع سترتك كي نعبر الجسر سويا”
ومن حسن الحظ كان الجو باردا فقال: “وكيف اخلعها سوف ابرد”
وسمع الصوت نفسه ثانية يقول له: “اخلعها اخلعها، كي نعبر سويًا”
اراد الشرير ان يرميه الى الاسفل في النهر لكنه لم يقدر بسبب وجود الصليب الصغير في السترة، اخيرا رماه هناك عند احد الضفاف، وفي هذه الاثناء بحث عنه ذووه طوال الليل فوجوده، المسكين واقعا عن الجسر.
لو لم يكن الطقس باردا وخلع سترته ، لرماه الشيطان في النهر.
لقد حفظه الصليب المخاط في داخل سترته . لقد كانت زوجته الفقيرة مؤمنة لانها لو لم يكن عندها ايمان هل كنت تفعل مثل هذا؟
الجزء الثالث
+ ايها الشيخ: ايستطيع احد السحرة ان يشفي انسانا مريضًا؟
جواب الشيخ : ساحر ويقدر ان يشفي مريضا ؟! انه يستطيع ان يريح انسانا متأذيا من الرواح الشريرة بارسالها الى شخص اخر .
لان الساحر هو شريك الشيطان .
فعندما يقول الشيطان: “اخرج من ذاك الانسان واذهب الى فلان ” فيخرج عندها الروح الشرير من ذاك ويرسله مباشرة إلى أحد الاقارب ومعارفه الذي يكون قد اعطى الحجة للشيطان.
لذلك الذي كان عنده الروح الشرير يقول فيما بعد :” لقد تعذبت كثيرا لكن فلانا جعلني معافا ” وهكذا يصبح الساحر مشهورًا.
لنفترض ان احدا كان منحنيا بسبب تأثير شيطاني عليع ، يستطيع الساحر ان يبعد الروح الشريرة عنه مرسلا اياه الى مكان اخر فينهض منتصبا الشخص المنحني اما اذا كان الانحناء عنده بسبب اعاقة جسدية فلا يقدر الساحر ان يجعله معافًا.
اخبروني عن امراة انها تشفي الناس مستعملة اشياء مقدسة متنوعة . عندما سمعت كيف تشتغل بقيت مدة مذهولا من مهارة الشيطان.
تمسك صليبا بيدها وترتل طروباريات مختلفة.
مثلا ترتل ” افرحي يا والدة الاله “وعندما تصل إلى “مبارك ثمر بطنك” تبصق بقرب الصليب مجدَفة على المسيح ، لذلك يساعدها ابليس فيما بعد.
وهكذا فان بعض المرضى الذين عندهم كآبة بسبب تأثير الشرير لا يستطيع الاطباء ان يشفوهم .
هذه المراة تشفهيم لانها تطرد الروح الشريرة الذي بسبب الثقل مرسلة اياه الى شخص اخر .
وهكذا يتحرر اولئك من الحزن والغريب ان الككثرين يعتبرونها قوية يسألونها النصح والارشاد وهكذا شيئًا فشيئًا تتحطم نفوسهم.
الانتباه الكثير مطلوب.
ليهرب كل منا بعيدا عن اولئك السحرة وعن الاشياء السحرية. كمن يهرب من النار والافاعي ولا نتعلَقن بمثل هذه الاشياء. لا يستطيع الشيطان ابدا ان يصنع الخير.
+ ايها الشيخ : هل ممكن للكبرياء ان تقدونا الى حالات شيطانية؟
جواب الشيخ : نعم . انفترض ان احدا ما يرتكب خطأ ويبرر نفسه.
فاذا تحدث معه اخرون كي يساعدوه يقول لهم انهم يظلمونه.
يؤمن انه افضل منهم ويدينهم . بعدها يبدئ شيئا فشيئا بالحكم على القديسين، اولا القديسين الجدد ولاحقا القدماء: “هذا لم يصنع عجائب ، وذاك فعل كذا ..”
وبعد قليل يتابع ليحكم على المجامع “وايضا المجامع بالطريقة التي اخذت قراراتها .. لذلك فالمجامع بحسب رايه ، ليس عندها دقة .
واخيرا يصل كي يقول: “ولماذا يصنع الله ذلك هكذا؟ “
عندما يصل الانسان الى مثل هذه الحالة لا يجنَ بل يكون قد اقتبل ارواحا شريرة.
جاء الى ابيه الى المنسك ، احد الممسوسين مدعيا انه اله . كان قد ذهب عند احد الاباء الروحيين في المدينة .
هذا الاخير خاف ان يهاجمه الشيطان فاعتذر منه .
وفيما بعد قال لابيه : ” سوف ترى ان حتى الأب باييسيوس يقرَ بانب اله ”
ووضع رهانا مع ابيه بكل ما يجملونه من نقود ، انه سوف يجعل الأب بايسيوس يقر انه اله.
للحال عندما بدأت اصلي المسبحة انتفض واقفا وصرخ :
” ماذا تعمل بهذه ؟ انا قد عملت كل انواع الخطايا . عملت الخطية الفلانية والخطية الفلانية ؟؟ واملك الشيطان في داخلي وقد تألهت . يجب ان تعترف انت بأني اله . انت لم تعمل شيئا ، فقط بهذه التي في يدك هب التي تزعجني “
وتفوَه باشياء مختلفة مهينة !
قلت له : ” ارحل من هنا ايها الضائع ” . ودفعته بعصا المكنسة ، فاهتاج واصبح كالوحش واخرج النقود من جيبه ورماها تجاه ابيه وقال :
” خذها لقد خسرت الرهان ” .
الجزء الرابع
+ ايها الشيخ كيف يستطيع الواحد ان يميز بين الممسوس بالارواح الشريرة والمضطرب عقليا؟
جواب الشيخ: هذا الامر يستطيع طبيب بسيط تقيَ ان يفهمه.
كل الذين يعانون من الارواح الشريرة عند اقترابهم من شيء مقدس ينتفضون.
بهذه الطريقة يظهر بوضوح ان عندهم روحا شريرة.
عندما تعطيهم ماء مقدسا ليشربوا، او اذا رسمت الصليب عليهم بواسطة رفات القديسين يظهرون ردة فعل لان الارواح الشريرة مجتمعة في دواخلهم.
وايضا اذا كان معك صليب واقتربت منهم، يضطربون ويرتعدون بينما اذا كان عندهم مجرد اضطراب فانهم لا يظهرون اية ردَة فعل.
مرة من المرات اعطيت احد الاولاد الممسوسين قطعة من الحلوى ليأكلها كي يعطش كثيرا.
وبعدها قدَمت له ماء ليشرب، هذا الماء كنت قد غطست فيه قطعة من رفات قديس.
قلت له : “سوف اعطي يانَي الصغير مائ لذيذا”
وحالما شرب منه قليلًا حتى ابتدأ بالصراخ :” ان هذا الماء يحرقني ، ماذا يوجد فيه”
قلا له : ” لا شيء”.
صرخ : “ماذا تصنع بي ؟ “انه يحرقني”
قلت له : “انه لا يحرقك أنت ، يحرق احدا آخر”
ثم رسمت علامة الصليب على راسه . فانتفضت يداه ورجلاه . لقد كان الولد يعاني من تسلط ارواح شريرة.
أتذكرون ذاك الطالب الجامعي الذي جاء قديما ؟
قال لي : ” يوجد داخلي شيطان ويضطههدني كثيرا .
حياتي استشهاد لانه يجبرني على التفوه بكلمات قذرة وقد وصلت الى اليأس واشعر انه يضغط عليَ من الداخل ويقبض عليَ مرة هنا ومرة هناك “.
كان المسكين يشير الى احشائه ، صدره ، جنبه الى يديه . لانه كان انسانا شديد الحاساسية .
ولكي لا اجرحه بل لاعزيه قلت له :” انظر ليس في داخلك شيطان ، بل عليك بعض التأثيرات الشيطانية الخارجية ” .
عندما دخلنا الكنيسة قلت لاخوات الدير اللواتي تواجدن ان يصلين لاجل خليقة الله هذا البائس .
وانا اخذت من الهيكل قطعة صغيرة من رفات القديس ارسانيوس الكبادوكي واقتربت منه وسألته مرة ثانية : ” في اي منطقة يضغط عليك الشيطان ويعذبك ؟ اين تعتقد انه يوجد ؟ ” فاشار لي عندها الى جنبه . فسالته :”
اين هنا ؟ ومررت بيدي القابضة على الرفات المقدسة على المكان .
فاصدر للحال صوتا كالعواء وصرخ : ” لقد احرقتني ، لقد احرقتني !لن ارحل … لن ارحل ! وشتم وتفوه بكلمات قذرة .
عندها ابتدات اصلي في داخلي واقول : ” ايها الرب يسوع المسيح اطرد الروح النجس من خليقتك .
واخذت ارسم اشارة الصليب بواسطة الرفات الشريفة . استمر هذا حوالي العشرين دقيقة .
وبعدها مزَقه ورماه ارضا .
فتدحرج عدة مرات وتمرَغت ثيابه بالغبار .
حاولنا ان ننهضه عن الارض فارتجف بكليته وقام بحركات عنيفة سببَت له السقوط فتمسك بالايقونسطاس ليتكئ عليه .
وتندَت يداه بعرق بارد مثل ندى العشب .
وبعد قليل رحل الشيطان وهدأ الشاب . اصبح معافا والان هو في حالة جيَدة .
Discussion about this post