موسى وإيليّا النبيّين في أيقونة التجلي
موسى صاحب اللحية القصيرة، يقف عن يسار المسيح، يبدو شابًا نضرًا “وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته (تثنية الاشتراع 7:34)”
في حركة إنحناء، يقدّم موسى للرّب يسوع لوحيّ الشريعة اللذين كتب عليهما يسوع في العهد القديم قبل أن يتجسّد، وكانّه بذلك يقول:” تفضّل يا رّب أنت هو صاحب الشريعة وكاتبها، فهلّم أكمل ما ينقصها إذا هي لا تكمل إلا بك”، كذلك نراه يتأمّل ويشاهد ما اشتهى كثيرون أن يشاهدوه: “الحق أقول لكم، إنّ أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا(متى17:13)”
عيناه تشخصان إلى إلهه ” يهوى” الكائن، وقد علّم الشعب أن ينظر دومًا إلى فوق من حيث يأتي العون.
موسى هو القائد، كليم الله والمصلّي. يشرح القدّيس غريغوريوس النيصصي عنه فيقول:“هو صورة مسبقة عن المصلوب المنتصر، أيّ الرّب يسوع المسيح، وصورةٌُ عن الكاهن الاوّل الذي يرفع يديه حاملًا القرابين لينال البركة من الله”.
نعم، موسى النبيّ يرفع عصاه فينشق البحر، يلمس الصخرة فتتفجر المياه وتروي العطشى، يرفع يديه ليصلّي فينزل المن والسلوى ويأكل الجائعون، يلقي عصاه فتصبح حيّة لتبتلع الحيّات الأخرى، ويمدّ يديه على شكل صليب فينتصر الشعب. كان موسى على رأس التل يرمز للسيِّد المسيح الذي صُلب على جبل الجلجثة، وكان يشوع بن نون مع رجال الحرب يجاهدون ضد عماليق رمزًا لجهاد الكنيسة المستمر ضد الخطيئة.
فكما يسوع يجمع في شخصه الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة، كذلك هنا يجمع العهدين القديم والجديد وعالم الأرض والسماء.
وجود موسى مع الشريعة في التجلّي هو تأكيدٌ لما قاله الرّب:” لا تظنوا إنّي جئت لانقض الناموس أو الانبياء. ماجئت لانقض بل لأكمّل(متى 17:5)”.
عن يمين السيّد يقف إيليّا النبي الذي يعني اسمه “يهوى إلهّي” أي “يسوع إلهي”.
إيليّا ذقنه طويلة وشعره طويل، وهذه من علامات النسك والجهاد والتخلّي عن كلّ شيء من أجل الرّب.
إيليّا يمثّل الأنبياء، كلّ الأنبياء ونبؤاتهم التي تتحقّق بالرّب يسوع. هناك اكثر من ثلاث مئة نبؤة في العهد القديم عن يسوع.
في الأعلى وفي كلّ زاوية من الأيقونة، نشاهد ملائكة رافقت قدوم النبيّين، كما تشير الملائكة أن موسى وإيليا لم يموتا بل هم أحياء بالمسيح كحال كلّ مؤمن به