الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 6 آذار 2019
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء السادس من آذار مارس 2019 اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
“يُبدي الآباء ارتياحهم إلى انطلاقة العمل الإجرائي، بعد أشهرٍ من التأخُّر في تشكيل الحكومة. وهم يدعون الى مزيدٍ من الإنسجام بين أعضائها وتعاونهم فريقَ عملٍ حول رئيسَي الجمهوريّة والحكومة، من أجل حسن التّصدّي السّريع للأزمات المُتراكِمة، ولا سيّما تلك التي تُصيب المواطنين في شؤونهم الحياتية، والبلاد في عصبها الاقتصادي بكل أبعاده: من زراعة وصناعة وسياحة وتجارة وخدمات.
يُناشِد الآباء الأفرقاء السّياسيّين وضعَ حدٍّ للنّزاعات الجانبّية في ما بينهم، وتقديم مصلحة البلاد والشّعب على ما عداها. ويدعونهم الى التفاهم على الثوابت المصيرية، وأسس بناء الدّولة، والى التعالي على الشكليات. إنها الأبواب الرئيسيّة لتعزيز فرص الاستقرار المنشود.
في ما يتعلق بشأن النّزوح والنّازحين السّوريّين، يُحيّي الآباء رئيس الجمهوريّة على موقفه الواضح والحازم من هذا الموضوع، كما من موضوع اللّجوء الفلسطيني. ويرَون فيه تعبيرًا صادقًا عن مسؤوليّاته الدّستوريّة وعن مصالح البلاد. كما يُحيّون انسجام معظم المواقف السّياسيّة المحليّة مع هذا الموقف الرّئاسيّ. ويدعون إلى خطةٍ سياسيّة ودبلوماسيّة وميدانيّة تكون قاعدةً للتّفاوض مع الجهات المعنيّة الإقليميّة والدّوليّة من أجل تأمين العودة الآمنة والكريمة للنّازحين السّوريّين، بالتّرافق مع إجراءاتٍ تُؤمِّن عودة اللّاجئين الفلسطينيّين النّازحين من سوريا الى لبنان.
إذا كان طرح موضوع الزّواج المدنيّ للنقاش جدّيًّا، يرى الآباء وجوب تنوير الشّعب اللّبنانيّ حول مفهومه ومفهوم الزّواج الدّينيّ في المسيحيّة والاسلام، وتصحيح المُقارَبات القانونيّة بما ينسجم مع ثوابت الحرّيّة والعيش المُشترَك والعقائد الدّينيّة ومفاهيم النّصوص الوضعية ومقتضيات التّعديل فيها وفي الدّستور، مع واجب المحافظة على الوحدة الدّاخليّة كأساس.
دخلت كنيستنا زمن الصّوم، الذي هو زمن العودة الى الله والذّات والإخوة، بالصّلاة والصّيام وأعمال المحبّة والرّحمة. يدعو الآباء أبناءهم لعيش هذا ” الزمن المقبول ” بكلّ أبعاده بروح التّوبة الحقيقية التي تقود الى التّجدّد بالسّير نحو زمن الآلام الخلاصيّة والقيامة المجيدة. وهو ما تُشدِّد عليه رسالة الصّوم لصاحب الغبطة، التي تُشكِّل منارةَ اهتداءٍ لكنيستنا في ما تصبو إليه من إغناءٍ روحيّ لها في هذا الزّمن المُبارَك”.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 3 نيسان 2019
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء الثالث من نيسان أبريل 2019 اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
“تابع الآباء زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى العاصمة الروسية، ولا سيّما لقاءه الرئيس ڤـلاديمير بوتين والبيان الذي صدر عن هذا اللقاء. ويهمّهم التوضيح أن مصلحة لبنان العليا هي في حسن مُعالَجة أزمة النازحين السوريين بما يستند إلى احترام الدستور اللبناني وهم يأملون بتكوُّنِ إجماعٍ سياسي داخلي ودولي حول وجوب الحفاظ على كرامة النازحين الإنسانية ومن عناصرها الأساسية حقّهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم، من دون ربط ذلك بالحلّ السياسي في سوريا.
يُتابع الآباء التحرُّك الرسمي على صعيد مُحارَبة الفساد وضبط الإنفاق في الإدارات والمؤسسات العامة. ويرَون أن الحاجة مُلِحّة إلى خطواتٍ للسلطة الإجرائية تتَّسِم بالشفافية القصوى والحزم والشمول، بحيث لا يُبَتّ هذا الأمر الخطير، على حساب صغار المُذنِبين، ويُترَك الآخرون أحرارًا. وهو ما يُضِرّ بهيبة الدولة، ويذهب بأمل اللبنانيين باستقامة الأوضاع العامة واصطلاح شؤونها.
يلفت الآباء إلى ضرورة مُقارَبة موضوع التلوُّث البيئي من كلّ زواياه، وفي كلّ مكان ومنطقة، من ضمن خطةٍ إنقاذية مُتكامِلة للطبيعة اللبنانية ومواردها المُهدَّدة، يتقيَّد بها الجميع. فالأمن البيئي جزء لا يتجزّأ من الأمن القومي، ويمسّ حياة اللبنانيين والأجيال الآتية. إنّ التهاون في حمايته يقود البلاد حتمًا إلى استحالة العيش فيها. يُؤكِّد ذلك الانحدار البيئي الذي تُعانيه، والذي قد يُحِلّها في طليعة البلدان الأكثر تلوُّثًا في العالم.
يستنكر الآباء قرار الإدارة الأميركية في شأن الجولان السوري المحتلّ لأنّه يشكّل خرقًا للقانون الدولي وشرعات الأمم المتّحدة، ونكرانًا لحقّ كلّ شعب في المطالبة باستعادة أرضه المسلوبة والمحتلّة، وهذا ينسحب على لبنان بشأن حقّه في استعادة ما زال محتلًّا من أرضه.
أثار انتباه الآباء تداول مشاريع قوانين من أجل تشريع زراعة الحشيشة للإستخدام الطبي والصناعي. ويهمهم التحذير من المحاولات الرامية الى تسريع إصدار قانون بهذا الشأن، يفتقر الى الدراسات العلمية الكافية، والإطلاع على تجارب الدول التي سبقت الى هذا التشريع، والإستماع الى رأي الأهل والجمعيات المتخصصة في معالجة المدمنين والذين يعايشون مأساة مئات الشبان الذين يدمّرهم هذا الإدمان، وقبل إعداد الأجهزة القادرة على مراقبة هذه الزراعة وضبط المخالفات وتطبيق القانون بحذافيره. فالإنسان والمجتمع السليم هما في رأس اهتمامات الكنيسة، ومن الخطورة القصوى التعريض بهما لأسباب ربحية قد تفيد بعض المزارعين والشركات المعنية بذلك، لكنها تدمر مجتمعنا ولا سيما عنصر الشباب فيه.
رحّب الآباء بسعادة مدير عام وزارة الزراعة الذي عرض ما تقوم به الوزارة من برامج ومشاريع لتنمية القطاع الزراعي في كل المناطق، ولفتح أسواق خارجية جديدة للمنتوجات الزراعية والغذائية اللبنانية، واستعرضوا معه بعض ما يمكن القيام به ضمن الأبرشيات والرهبانيات من مشاريع تسهم في إنماء المناطق، ومساعدة المزارعين على البقاء في أرضهم، والحدّ من بيع الأراضي والهجرة الى الخارج.
ينتهز الآباء مناسبة اجتماعهم هذا، الذي يحِلّ في القسم الأخير من زمن الصوم وقبل الولوج في أسبوع الآلام، ليسألوا الله قبول صيام أبنائهم وأبناء الكنيسة جمعاء، وصلاتهم وصدقاتهم، ويتمنّون لهم متابعة مسيرتهم الروحية صوب عيد قيامة المُخلِّص، عسى الرجاء به يبقى دومًا منارةَ خلاصنا ومُرشِدنا إلى فرحه المُحيي والدائم”.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 1 أيار 2019
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء الأول من أيار مايو 2019 اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
“لقد احتفلت كنائسُنا بعيد القيامة المجيدة بفرحٍ كبير، لكنّ بهجة العيد لم تكتمل بسبب التّفجيرات الإرهابيّة التي طالت عدّةَ كنائس وفنادق في سريلنكا، وأودتْ بحياة حوالي مئتين وخمسين شهيدًا وتركت أكثر من خمسمئة جريحًا. يستنكر الآباء هذه الأعمال الإجراميّة، ويُعربون عن تضامنهم مع كنيسة سريلنكا وضحايا هذا الإعتداء الآثم. ويسألون الله الرّحمة للشّهداء والشّفاء العاجل للجرحى والسّلام لهذا البلد المتألّم.
يتابع الآباء باهتمام مسار إقرار مشروع الموازنة 2019، ويثنون على ما فيها من إجراءات حسنة وضرورية وأساسية. ولكنّهم يلاحظون مع كثيرين افتقارها إلى سياسةٍ اقتصادية واجتماعية شاملة، وإلى خطّة تضمن النمو الاقتصادي، وتخفّض العجز، وتؤمّن خدمة الدَّين العام، الداخلي والخارجي، وتوفّر فُسحة مالية كافية للاستثمار الدائم للنمو الحقيقي، من خلال القضاء على الفساد والحدّ من هدر المال العام، ومكافحة التهرّب الضريبي، وجمع إيرادات الدولة، وتحسين الإدارة.
يطالب الآباء بالإسراع في دراسة الموازنة وإقرارها، فيما يحذّر الكثيرون من خطر الإنهيار العام. وهم يُؤكِّدون على أنّ من حق اللبنانيين الطبيعي والدستوري الانتماء إلى دولةٍ إنقاذية راعية تحفظ كرامتهم، وتصون حريتهم، وتُؤمِّن لهم الخدمات الحياتية اللازمة؛ دولة تعمل على التّخفيف من هموم المعيشة على كلّ صعيد، وتسمح لهم بالانتقال بمواطنيتهم إلى سوية المجتمعات الديمقراطية الحق.
يُسجِّل الآباء بداياتِ تبدُّلٍ في الموقفَين العربي والدولي من مسألة النازحين السوريين، وهم يُبدون ارتياحًا إلى ذلك، ويدعون المسؤولين اللبنانيين إلى مزيدٍ من الوحدة والتضامن والمتابعة والتنسيق مع الجهات المعنيّة إقليميًّا ودوليًّا، بهدف تعزيز الأجواء المُسهِّلة لهذه العودة، بما يُسهِم في استعادة سوريا أبناءها وحفظ تاريخها وتراثها وثقافتها، ويعيد لهؤلاء النازحين حقوقهم المدنيّة والوطنية، ويرفع عن لبنان عبئًا ثقيلاً تعترف المرجعيات الدولية بأنه يفوق طاقته على احتماله.
أمام ما يُشاع حول صفقة القرن، يناشد الآباء المجتمع الدّولي الإلتزام بقرارات الأمم المتّحدة بشأن اللاجئين الفلسطينيين، والاسهام إسهامًا فعّالاً بإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم. وهم يؤكّدون على حقّ لبنان في ممارسة سيادته واستقلاله وحريّة قراره، والحفاظ على كلّ مقوّمات وجوده التعدّدي الفريد.
يوجّه الآباء تحيّةً خاصّة إلى عمّال لبنان في عيدهم اليوم، ويذكّرون بأنّ هذا الشّهر مكرَّسٌ لإكرام العذراء مريم أمِّ الله، ويرفعون صلواتهم بشفاعتها الى ابنها المنتصر على الموت، أن يُشعَّ أنوار قيامته في قلوب جميع أبناء هذه المنطقة المعذَّبة، ويضع فيها الحب بدل البغض، والمسامحة بدل الحقد، والسلام بدل الحرب. وهم يدعون أبناءهم الى إحياء هذا الشهر المبارك بالصلاة وعمل الخير، سائلين الله أن ينشر سلامه في لبنان والعالم. المسيح قام حقا قام”.
البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية
من 5 الى 15 حزيران 2019
صدر اليوم السبت الخامس عشر من حزيران يونيو 2019 البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية.
بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق الكلّي الطوبى، التقى أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي متوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وشاركوا في مرحلة أولى، من 5 إلى 8 حزيران 2019، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب جوزف بو رعد المدبّر العام في الرهبانية الأنطونية المارونية في موضوع هوية الأسقف في صلوات الآباء، واستعرضوا في مرحلة ثانية جدول أعمال السينودس المقدّس المنعقد من 10 إلى 15 حزيران، فتدارسوا شؤونًا كنسيّة وراعويّة واجتماعيّة ووطنيّة، وناقشوها بروح مجمعيّة وتبادلوا الآراء والخبرات، واتّخذوا التدابير الكنسيّة المناسبة.
ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، صدر في ختام المجمع بيان أشار أولا إلى الشأن الكنسي وقد “ناقش الآباء تقارير اللّجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة وأثنوا على عمل اللّجنة وعلى مسيرة إصلاح الليتورجيا التي هي عنصر من عناصر الهوّيّة المارونيّة وتضمن وحدة كنيستنا المنتشرة في القارات الخمس”، كما “اطّلع الآباء على تقارير المدارس الإكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد في غزير وكرمسدّه وواشنطن وروما. وناقشوا مضامين التنشئة في كلّ أبعادها وأهمية المرافقة في الإكليريكية وفي الجامعة وفي الأبرشية والتنسيق في ما بينها”، كما و”شكر الآباء الله على نعمة الدعوات الكهنوتية والرهبانية في كنيستهم وأوصوا بمتابعة الجهود في سبيل إعداد كهنة يتجاوبون مع متطلبات حاجات الكنيسة المارونية والكنيسة الجامعة”. هذا وأشار البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية إلى أن الآباء قد ناقشوا “تقارير المحاكم الكنسيّة وقدّروا الجهود التي يقوم بها القيّمون عليها من أجل متابعة تطوير سير العمل فيها وخدمة المتقاضين بتسريع إصدار الأحكام”، كما “أثنى الآباء على الجهود التي تبذلها الأبرشيات والمحكمة ومكتب راعوية الزواج والعائلة في البطريركية في شأن المصالحات الزوجية ومراكز الإصغاء والمرافقة والإعداد للزواج”، واستمع الآباء أيضًا إلى “تقارير مكاتب الدائرة البطريركية والمؤسسات البطريركية”.
وفيما يتعلق بالشأن الرعوي، “استعرض الآباء أوضاع ابرشيات لبنان والنطاق البطريركي في سوريا والأردن والأراضي المقدسة ومصر وقبرص، وتوقفوا عند الرسالة الخطيرة التي تحملها وعند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظلّ الأزمات المتراكمة. وأكدوا أنّهم يحملون قضايا أبنائهم في هذه البلدان وسائر شعوبها ويدافعون عنها في المحافل الكنسية والمدنية، الإقليمية والدولية. ويطالبون معهم بحقوقهم في أوطانهم، ولا سيما بحق عودتهم بكرامة إليها، كي يواصلوا كتابة تاريخهم، ويحافظوا على هويتهم الثقافية، فتستعيد بلدانهم مكانها ومكانتها في الأسرتين العربية والدولية. وتدارس الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار وتقدّمها ونموّها وحاجات بعضها”. و”توجّهوا بتحية تقدير إلى أبنائهم المنتشرين، إذ يثمّنون شجاعتهم وإقدامهم وما حقّقوا من إنجازات وفقًا لطموحاتهم. ويدعونهم إلى تثمير طاقاتهم ونجاحاتهم في حلّ مشاكل أوطانهم الأصلية والإسهام في نموّها الاقتصادي”. وفي الشأن الاجتماعي “ناقش الآباء موضوع المدارس الخاصة عامة والكاثوليكية بنوع خاص، والواقع التربوي في لبنان ولا سيّما تداعيات القانون 46/2017 على إدارات المدارس والأسر التربوية في ما يتعلق بموجبات سلسلة الرتب والرواتب والدرجات الست الأستثنائية والتي ما زالت تتفاعل وتلقي على عاتق المدارس والأهل عبئًا لا يستطيعون تحمّلَه. وطالبوا المسؤولين في الدولة القيام بواجبهم للعمل على إيجاد الحلول القانونية بما يمليه الدستور ودعم التعليم الخاص كما التعليم الرسمي، ما يحفظ حقوق المعلّمين والتلاميذ على حدّ سواء”، كما “تناول الآباء موضوع أزمة السكن التي يعاني منها أبناؤهم الشباب في لبنان، ما يضطرّهم للعدول عن الزواج وعن بناء عائلة ومستقبل لهم ولأولادهم. وطالبوا المسؤولين بوجوب إعادة تفعيل قطاع الإسكان وإحياء القروض السكنية”.
وفيما يتعلق بالشأن الوطني، جاء في البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية “يساند الآباء مسيرة الدولة في العمل على بناء الوحدة الوطنية والسهر على حسن سير المؤسسات الدستورية واستقلالية السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وينوّهون بالجهود المبذولة والانجازات التي حققتها الحكومة على صعد مختلفة. ولكنهم يعلنون أنه يبقى الكثير الكثير مما ينتظره المواطنون لجهة تعزيز الثقة بلبنان من خلال جوّ سياسي سليم ومسؤول يحفظ ثقافة الميثاق الوطني والعيش المشترك وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة ويقضي على الفساد. أما بالنسبة إلى مسألة النازحين السوريين، فإنّ الآباء يدعون المسؤولين اللبنانيين إلى مزيد من الوحدة والتضامن والمتابعة والتنسيق مع الجهات المعنية إقليميًا ودوليًا، بهدف تعزيز الأجواء المسهّلة لهذه العودة، لما يسهم في استعادة سوريا أبناءها وحفظ تاريخها وتراثها وثقافتها، ويعيد لهؤلاء النازحين حقوقهم المدنية والوطنية، ويرفع عن لبنان عبئًا ثقيلاً تعترف المرجعيات الدولية بأنه يفوق طاقته على احتماله”.
وفيما يتعلق بالتدابير الكنسية والراعوية، جاء في البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية أن الآباء اتخذوا التدابير التالية:
انتخاب سيادة المطران بولس عبد الساتر المعاون والنائب البطريركي للشؤون الإدارية رئيسًا لأساقفة أبرشية بيروت، خلفًا لسيادة المطران بولس مطر الذي بلغ السّنّ القانوني.
انتخاب الأب انطوان عوكر النائب العام في الرهبانية الأنطونية مطرانًا معاونًا ونائبًا بطريركيًّا، خلفًا للمطران بولس عبد الساتر.
انتخاب المونسنيور بيتر كرم خادم رعية كليفلاند في أبرشية سيدة لبنان – لوس أنجلوس مطرانًا معاونًا ونائبًا بطريركيًّا، خلفًا لسيادة المطران يوحنا – رفيق الورشا، الذي عيّنه صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي معتمدًا بطريركيًّا لدى الكرسي الرّسوليّ ورئيسًا للمعهد الحبريّ المارونيّ في روما، خلفًا لسيادة المطران فرنسوا عيد لبلوغه السّن القانوني.
“وفي الختام، يتوجّه الآباء إلى أبنائهم أينما وُجدوا بالدعوة إلى سماع صوت الروح القدس يتكلّم فيهم ليكونوا خميرة في مجتمعاتهم ونورًا للعالم، فيعيشوا إيمانهم ورجاءهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة له بفرحٍ في حياتهم اليوميّة حاملين رجاءً جديدًا إلى شبابنا والأجيال الطالعة. كما يحثّونهم على التمسّك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والابتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقدّيسين شفعائنا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب في الشّرق الأوسط والعالم وإحلال السلام العادل والشامل والدائم وعودة جميع النازحين والمهجّرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم”.
الاجتماع الشهري للمطارنة
الموارنة الأربعاء 7 آب
2– كان يأمل الآباء أن يصحّح المجلس النيابي عند إقراره قانون الموازنة العامّة، العيوب والنواقص الاقتصادية والمالية، عملًا بالنهج السياسي الصحيح المبني على خدمة الصالح العام. ويلفتون انتباه المسؤولين في الدولة إلى أن حلّ هذه الأزمة الراهنة والتي طالت كثيرًا، يُحتِّم على الحكومة تجاوز الخلافات السياسية بين أعضائها، والعودة إلى الالتئام من أجل بت مسألة قطع الحساب للأعوام المُنصرِمة، وتحريك عجلة الاقتصاد الإنتاجي من خلال شفافية الدولة وديناميتها، وتسهيلاتها الأمنية والإدارية والمالية المتنوِّعة.
3– يحيّي الآباء القمة الروحية المسيحية الإسلامية التي انعقدت في 30 تموز الماضي في دار طائفة المُوحِّدين الدروز الكريمة، مُؤيِّدين مواقفهم فيها، ولا سيّما بيانهم الختامي الذي شدّد على ثبات الصيغة اللبنانية “الإنسانية الراقية”، وحذّر من الإساءة إلى العيش المشترَك، وشدّد على ضرورة التمسُّك بالثوابت الدستورية. وهم يدعون القيادات السياسية والمجتمع الأهلي إلى الالتفاف حول المؤسسات الرسميّة والعمل بأحكام الدستور والميثاق وإطلاق خطةِ نهوضٍ شاملة للوطن.
4– ساءت الآباء جدًّا حادثة قبرشمون المؤسفة التي أدت إلى تعطيل عمل الحكومة. فانقطعت عن الاجتماعات منذ شهر ونصف، مع كلّ تداعيات هذا الانقطاع سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا. وهم يناشدون الحكومة بوصفها السلطة الإجرائية، معالجة هذه القضية مع القضاء المختصّ، بعيدًا عن أيّ تسييس. ويذكّرون بأنّ خطوة المصالحة التاريخية تلقي على قيادات الجبل وأهاليه مسؤولية تحصيلها بمقوّمات العيش معًا، والتشارك في الواجبات والحقوق على قدم المساواة. وهم لذلك يأملون بترجمة الاختلاف توافقًا سريعًا وبدء إجراءات ميدانية تشاركية ملموسة، تأكيدًا لنموذجيّة الجبل على الصعيد الوطني المرتجى.
5– يُبدي الآباء استغرابهم الشديد للحملة على الدولة اللبنانية من قِبل اللاجئين الفلسطينيين، رفضًا لتنفيذ وزارة العمل القانون القاضي بضبط العمالة الفلسطينية والأجنبية في لبنان وتنظيمها، بما يحفظ حقوق اللبنانيين وغير اللبنانيين على السواء، عملاً بالقوانين المرعية، ويصون خصوصًا السيادة اللبنانية. وهم يدعون إلى تصحيح بوصلة المطالب الفلسطينية، بتوجيهها نحو حقوق اللاجئين الأساسية، ولا سيما حق عودتهم إلى ديارهم.
6– خلال شهر تموز المنصرم قامت عدّة رهبانيّات وجمعيات رهبانية باختيار مجالس إدارية جديدة لها. يُهنِّئ الآباء هذه الرهبانيات ومجالسها المنتخبة متمنين لأعضائها استمرار السير في طريق القداسة، وعيش الفضائل المسيحية، والنجاح في حقول خدماتها المختلفة والمُتميِّزة.
7– تحتفل الكنيسة في منتصف هذا الشهر بعيد انتقال السيدة العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد، وهو من أهمّ اعيادها. فيدعو الآباء أبناءهم للاستعداد لهذا العيد بالصلاة والقطاعة وعمل الخير، سائلين الله بشفاعتها أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب ويسكب محبته في قلوبهم، كي يعملوا على نشر العدالة والسلام في وطننا وهذه المنطقة المعذبة والعالم.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 30 تشرين الأول 2019
عُقد في الصرح البطريركي في بكركي الأربعاء 30 تشرين الأول أكتوبر الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة برئاسة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي. وصدر عن الاجتماع هذا البيان الذي نشره الموقع الإلكتروني للبطريركية:
يأمل الآباء أن يتلقف اللبنانيون جميعا استقالة الحكومة التي قدمها دولة الرئيس سعد الحريري بروح بناءة، ويدعون المسؤولين السياسيين إلى الالتفاف حول فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور، للإسراع في اتخاذ التدابير الدستورية الواجبة “لحماية لبنان ووحدته ومنع وصول الحريق إليه والنهوض بالاقتصاد”، تجاوبا مع طموحات جميع اللبنانيين.
يود الآباء توجيه تحية صادقة إلى إخوتهم وأبنائهم المعتصمين من كل طوائف لبنان ومناطقه، مقرونة بتأييد مطالبهم المحقة. ويدعونهم إلى توخي الحكمة، بحيث لا تشل اعتصاماتهم الحياة في البلاد، وتغلب على مواقفهم في الوقت نفسه سمات سلمية، بعيدا عن الاستفزاز وكل مؤشرات النزاع والعنف. وهي دعوة موجهة أيضا إلى كل وسائل الإعلام، لتعمل على إعادة اللحمة بين المواطنين.
كما يوجه الآباء تحية تقدير خاصة إلى المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية المختلفة، داعينها إلى الاستمرار في احتضان مسيرة شعبها نحو الخلاص من الواقع السياسي والحياتي المزري الذي يعاني نتائجه المدمرة على اقتصاد البلاد واستقرارها.
يرى الآباء في ظاهرة الساحات والشوارع التي بلغت ذروتها الأحد الماضي بالسلسلة البشرية، اليد باليد من عكار إلى صور، الحدث الأول من نوعه في تاريخ لبنان. إذ تتقدم المواطنية على الانتماءات الطائفية والحزبية، ويكتشف اللبنانيون كم توحدهم جملة من المبادئ والقيم المستقاة من معتقداتهم المتنوعة، تحت راية الوطن الواحد، والدستور والميثاق والمطالب المشتركة. كل ذلك يشكل مداميك لأي إصلاح شامل ينقل لبنان إلى سوية الأوطان الراسخة الأركان والدول السائرة في معارج التقدم.
يشكر الآباء قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس على موقفه الخير والنبيل من انتفاضة اللبنانيين، والذي يتلاقى مع نداء رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية وأساقفتها ورؤساء الرهبانيات العامين والعامات، ويؤكدون دعمهم لمواقف صاحب الغبطة المعبَّر عنها في عظاته. ويناشدون الدول النافذة في المنطقة والدول الكبرى التلاقي عند استشعار حاجة اللبنانيين إلى الخلاص من محنة عقود من الألم والانتظار، والمبادرة إلى تحريرهم من الصراعات الإقليمية والدولية الجارية على أرضهم، انطلاقا من شرعة الأمم المتحدة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
يتوجه الآباء إلى الله بصلواتهم من أجل بلوغ لبنان أمانه وسلامه. ويحثون أبناءهم في الأبرشيات والرعايا على الصلاة أيضا للغاية نفسها، وعلى النظر إلى الآخرين نظرتهم إلى إخوة يجمعهم بهم نشدان إنقاذ لبنان.