الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 5 شباط 2020
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء الخامس من شباط فبراير 2020 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1.يُثني الآباء على ما رشح عن البيان الوزاريّ من استعدادات الحكومة للالتزام بمطالب اللبنانيِّين واللبنانيَّات التي عبَّروا عنها تكرارًا، كما بالمطالب الوطنيَّة المسؤولة المتعلِّقة باحترام قرارات مؤتمر سيدر وتوصياته وشروطه، وبمجمل التدابير الإصلاحيَّة بدءًا بالقضاء والمال والاقتصاد والأحوال المعيشيّة. ويُطالبون الحكومة بوضع تنفيذ البنود الإصلاحيَّة في أولويَّاتها، ولا سيَما في ما يتعلَّق بالسياسة الماليَّة واستقلاليَّة القضاء. ويؤكِّدون أنَّ الكنيسة واضعة في أولويَّات خدمتها الاجتماعيَّة التخفيف عن كاهل المواطنين. وإنَّهم إذ يُقدِّرون عمل المؤسَّسات الكنسيَّة والأبرشيَّات والرهبانيَّات في بذل الجهود الكبيرة لمساعدة الشعب، يطلبون منها أن تُضاعف التضحيات في هذا المجال.
2.الكلّ يعلم أن لبنان يجتاز اليوم أوضاعًا إستثنائية خطيرة للغاية، باتت تدقّ أبواب مصيره بالذات، ومآل المبادئ والقِيَم التي أُرسي عليها ميثاقه الوطني وعيشه المُشترَك وصيغة حكمه. ما يستلزم أن يتقيّد العمل الوطني والسياسي بوجوب التضامن الشامل والجامع من أجل الإنقاذ. فسياسة المصالح والمحاصصة لا تؤدي إلاّ الى استنزاف مقدرات الوطن.
لذا يُناشد الآباء أهل السياسة والإقتصاد والفكر والصحافة والإعلام والقانون وضعَ حدٍّ نهائي للخطاب النزاعي العنفي في ما بينهم، فهو يزيد الأحوال العامة اضطرابًا وشعبنا قلقًا. ويطلبون منهم الإسهام قولاً وفعلاً في إنهاض لبنان من عثاره. إن زمننا المُرّ هذا يتطلّب ذهنية أخرى في المُقارَبات للحلول الممكنة والناجعة، بحيث يشعر اللبنانيون واللبنانيات بأن بلادهم سائرة نحو التعافي.
3.يتابع الآباء ظاهرة الدعاوى التي يرفعها الحراك المدني أمام المحاكم اللبنانية المُختصَّة من أجل استرداد الأموال المنهوبة ووضعِ حدٍّ للفساد الذي استشرى طيلة عقود. ويتوقّعون مُبادَرة السلطة القضائية إلى حسن التعاطي مع هذا المسار من إحياء دولة القانون بجديةٍ ومسؤولية وحزم. ويدعون أهل السياسة إلى عدم التدخُّل في الشأن القضائي، إفساحًا في المجال لاستعادة الدولة ثقة المواطنين بها.
4.يستغرب الآباء المشروع المعروف بـ “صفقة القرن”، من أجل حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والنزاع المُتمادي والمُزمِن في الشرق الأوسط. فما ورد فيه من نصوصٍ فيه تتجاوز قرارات منظمة الأُمم المُتحدة ومجلس الأمن الدولي، ولا تُقيم وزنًا لحقوق الفلسطينيين في الأرض والأمن والسلام، داخل دولةٍ قابلة للحياة؛ ولا لتَوق شعوب الشرق الأوسط إلى سلام عادل وشامل وفق قرارات الشرعيَّة الدوليَّة. ويُبدي الآباء خشيتهم من أن يؤدِّي هذا المشروع إلى مزيد من تفاقم الأوضاع الإقليمية، وازدياد مناخات مُشجِّعة لتواصل عدم الإستقرار ولتأجيج التطرُّف على أنواعه وازدياد الإرهاب.
5.فيما تتهيّأ الكنيسة المارونيَّة للاحتفال بعيد شفيعها القدِّيس مارون وللدخول في زمن الصوم الكبير، يرجو الآباء حلول البركة في البيوت والمؤسسات المسيحية. ويطلبون من أبنائهم وبناتهم ممارسة فريضة الصوم والتوبة والصلاة وأعمال المحبة. وهكذا يكتسب فعل الخلاص والفداء أبعادًا غنيّة وعميقة في العقول والقلوب، تُحرِّرها من عوائق الشر، وتشدّها صوب ثمار الرجاء المسيحي القياميّ الذي نستمدّ منه كلَّ رجاءٍ في هذه الدنيا.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 4 آذار 2020
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء الرابع من آذار مارس 2020 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 تتوجّه أنظار اللبنانيين إلى الحكومة اللبنانية لأخذ التدابير المناسبة بخصوص الديون المستحقة، وللقيام بالإجراءات والاصلاحات اللازمة والضرورية والماسّة لضبط المال العام، وانتشال البلاد من ضائقتها المالية والإقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطنون. ويرى الآباء ضرورة توافر عاملَين أساسيَّين لإنجاح عمل الحكومة: الأول داخلي، يتمثّل في تسهيل عمل الحكومة بإبعاد العراقيل السياسية عن مسيرتها وتوفير المناخات الملائمة لاستعادة وضع يد الدولة على الحركة المالية؛ والثاني خارجي، يتمحور حول استجابة الأشقاء والأصدقاء مطالب لبنان منهم على صعيد الدعم المالي للبرنامج الحكومي. وهم يأملون بقرب انطلاق عملية الإنهاض المالي والاقتصادي والمعيشي، بما يسمح للبنانيين بالاطمئنان إلى حقوقهم في هذه المجالات.
2 يهيب الآباء بالمسؤولين السياسيين والاقتصاديين على كل المستويات ان يعملوا جاهدين للحفاظ على أموال المودعين ولا سيما الصغار من بينهم، لأنها حقٌ لأصحابها وحاجةٌ لتأمين عيشٍ كريمٍ لهم ولعيالهم، وذلك من ضمن الحفاظ على النظام الاقتصادي الحرّ ودور المؤسسات المالية والمصرفية، مع ضرورة إدخال الاصلاحات اللازمة فيها كي تعبِّر بشكلٍ أفضل عن التضامن الوطنيّ، وتستمرَّ بإعطاء صورةٍ حضارية مشرقة عن لبنان.
3 يُجدِّد الآباء دعوتهم المُلِحَّة أفرقاء الداخل جميعًا إلى وضعِ حدٍّ للسجالات السياسية والإعلامية في ما بينهم، في وقتٍ يبدو لبنان في أمس الحاجة إلى تضامنٍ وطني إنقاذي، وإلى تضافر الجهود سعيًا إلى إعادة بناء دولته على قواعد حديثة، قانونية، شفافة، آمنة وضامنة. إن المأساة العامة المُحدِقة تستوجب ذلك، ومحبّة الوطن وأهله تمرّ بالعمل معًا في أجواء من الجدية والمسؤولية.
4 يُراقِب الآباء بقلقٍ ظاهرة تفشّي ﭭـيروس الكورونا في أقطار العالم، وبلوغه لبنان. وهم إذ يتابعون الإجراءات الرسمية المُتعلِّقة بمُحاصَرة المرض، والعناية بالمصابين، والتشدُّد في مُراقَبة المعابر وفي الخطوات الوقائية، يدعون ابناءهم الى الثبات في ايمانهم وعدم التسليم للخوف، ويحثّونهم على السهر على الوقاية الشخصية والجماعية متقيِّدين بتوجيهات وزارة الصحة العامة. ولتجنّب نقل العدوى بشكلٍ لا إراديّ يدعون المؤمنين في الاحتفالات الليتورجية الى تبادل السلام من دون المصافحة، كما يدعون الكهنة الى اعطاء المناولة باليد تحت شكل الخبز فقط، وذلك كتدبيرٍ مؤقت الى حين انتهاء هذه الظاهرة.
5 يؤكّد الآباء إرادة الكنيسة المارونية بالاستمرار في مساعدة ابنائها وبناتها في هذه الظروف الدقيقة والصعبة من خلال مؤسساتها الاجتماعية والتربوية والصحية والاقتصادية بالتعاون مع باقي المؤسسات الرسمية والخاصة محافَظةً على كرامة الانسان في لبنان والعيش اللائق للجميع.
6 فيما تواصل كنيستنا صومها، ويبدأ زمن الصوم لدى الكنائس الشرقية الشقيقة، يبتهل الآباء من أجل أن يكون هذا الزمن زمنَ مُصالَحةٍ وتآلف بين أبنائهم وبناتهم، وبين اللبنانيين كافة، إلى أيِّ دينٍ أو جهة انتمَوا، وزمنَ نعمةٍ عليهم وعلى عيالهم، وعلى الوطن الحبيب الذي نُصلّي ليستعيد بهاء أيام الازدهار والطمأنينة والراحة، بعد عقودٍ من الشدّة وعدم الاستقرار.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 3 حزيران
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الثالث من حزيران يونيو 2020 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات المارونية، وأعضاء اللجنة البطريركية للإغاثة، ولجنة الإغاثة المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية وكرّسوا حيّزًا مهمًا من الاجتماع لشؤون الإغاثة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 إطّلع الآباء على ما وصلت إليه أعمال اللجنة البطريركية للإغاثة واللجان الفرعية المُتخصِّصة في شؤون الغذاء والصحة والزراعة والداتا والتمويل. وأبدَوا إرتياحهم إلى الخطة الشاملة الموضوعة لتأمين احتياجات أهلنا في هذا الزمن العصيب، بالتنسيق مع ما تقوم به في هذا المجال الأبرشيات والرعايا والرهبانيات والأديار والمؤسسات الإجتماعية الكنسيّة، المارونية وسواها، ومبادرات ذوي الأيادي السخية والقلوب المُحبّة، بحيث تشمل حركة الاغاثة كل الاراضي اللبنانية.
2 فيما يتكامل عمل اللجنة البطريركية للاغاثة مع اللجنة المماثلة المنبثقة من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك، المتمثّلة في هيئته التنفيذية، فإنها تتعاون بإسم الكنيسة في لبنان، مع الإدارات الرسمية ذات الصلة في الداخل اللبناني، ومع السفارات والمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن. ويتطلّع الاباء في هذا العمل إلى حاجات العائلات المعوزة، وإلى آمال شبيبتنا التي تعبّر عن وجعها وحاجاتها في انتفاضتها وثورتها. ولذا، تودّ الكنيسة أن تجعل من الاغاثة قضية وطنية إنقاذية، تؤازر الحكم والحكومة في مسيرة لبنان نحو تعافيه.
3 أسِفَ الآباء لعودة الخطاب السياسي إلى التشنُّج ورفع السقوف، بحيث تخطّى في بعض مناحيه حدود الميثاق الوطني وصيغة العيش المُشترَك والحكم. وإذ يتبنّى الآباء المواقف المتتالية التي أعلنها صاحب الغبطة بهذا الشأن، ودعوته المستمرة إلى عمل جميع الأطراف على صيانة فرادة لبنان في محيطه، وإلى اتّخاذهم الحوار البناء سبيلاً إلى إحقاق الحقوق تحت سقف الميثاق الوطني والدستور والقوانين المرعية، فإنهم يدعون إلى الإلتزام بالثوابت الوطنية التي تُوجبها مصلحة البلاد، وإلى إعلاء المصلحة العامة على أيِّ مصلحةٍ خاصة أو فئوية، لاسيما أن البلاد في أمسّ الحاجة إلى إحلالِ مناخاتٍ من الهدوء في التخاطب، وسط ما تُعانيه على صعد السياسة والمال والإقتصاد والمعيشة والصحة.
4 في إطار طلب تمديد مهمّة القوات الدولية في الجنوب، يُرحِّب الآباء بتجدُّد الدعوة الحكومية إلى تنفيذ قرار الشرعية الدولية 1701. ويرجون تأمينَ استمراريةٍ رسمية للمطالبة بذلك على مستوى المنظمة الدولية والعواصم المعنية. فمن شأن ذلك إراحة الوضعَين الإقليمي والمحلي، والدفع في اتجاه ترسيخ الحل الدبلوماسي لمشكلة الحدود الجنوبية.
5 يثمّن الآباء الدفع الجديد في قرار الحكومة إقفال المعابر غير الشرعية على حدود لبنان الشرقية والشمالية. ويتمنّون أن يكون هذا الإقفال خاتمة للنزف الإقتصادي الذي زاد إلى حدٍّ كبير من مُعاناة الإقتصاد الوطني. فلا يعود ليخضع لضغوطٍ تحول دون إحكام الجيش والقوى الأمنية إقفال منافذه في شكل نهائي وفعال.
6 يأسف الآباء لأعمال العنف الميداني والكلامي التي سادت أخيرًا في منطقة لاسا، من خلال محاولة منع المزارعين من استثمار أراضي الأوقاف المارونية هناك الممسوحة نهائيًا، في إطار الاستعمال الخيري والمجّاني. وإذ يُؤكِّدون على الموقف الذي عبّر عنه سيادة النائب البطريركي المطران أنطوان نبيل العنداري في هذا الشأن، يتوقّعون أن تُسفِر الإتصالات عن احترام الحقوق العقارية والمواطنية، وعن اعتماد لغة القانون في بت التعدّي القائم.
7 في هذا الشهر المكرّس لعبادة قلب يسوع الأقدس، يدعو الآباء أبناءهم الى إحياء هذه العبادة في الكنائس والعائلات بروح الإيمان والتقوى، سائلين الرب يسوع الذي حملته محبته للبشر الى بذل ذاته لأجل خلاصنا، أن يغسل بالدم الذي فاض من قلبه على الصليب آثامنا وأحقادنا، وأن ينير عقول المسؤولين عن مصائر البشرية ويليّن قلوبهم، كي يعملوا على وضع حد للحروب والقتل والدمار، وعلى نشر الألفة والمحبة والسلام في وطننا وفي العالم.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
2 أيلول 2020
نشكر البابا فرنسيس على إعلانه الجمعة 4 ايلول 2020 يومًا عالميًا للصلاة من أجل لبنان
في اليوم الثاني من شهر أيلول 2020، وهو اليوم الأوّل من مئويَّة لبنان الكبير الثانية، عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية. وفي ختام الإجتماع أصدروا النداء التالي:
1 احتفل اللبنانيون البارحة بمئويَّة لبنان الكبير حاملين في قلوبهم أملاً بانطلاق مئويةٍ جديدة يعملون فيها على بناء دولة حديثة يتساوى فيها المواطنون تحت القانون، وتُحترم مبادئ العدالة والكفاءة والتعددية في العيش الواحد المشترك.
وبينما تتابع في بيروت أعمال رفع الانقاض والاغاثة والترميم بعد انفجار المرفأ المروّع والكارثي على ابناء العاصمة وضواحيها وكل لبنان وممتلكاتهم، يحيّي الآباء مبادرات المؤسسات العسكرية والمجتمع المدني، أفرادًا ومؤسسات، ولاسيما شباب لبنان الذين توافدوا من كل المناطق، مسيحيين ومسلمين، للوقوف الى جانب اخوانهم ومساعدتهم على لملمة الجراح وتقديم الخدمات الانسانية المتنوعة، بالتعاون مع المؤسسات الكنسية، وعلى رأسها أبرشية بيروت المارونية ورابطة كاريتاس لبنان.
ويعرب الآباء عن شكرهم للعدد الكبير من الدول الصديقة للبنان، التي سارعت إلى الوقوف إلى جانبه بالدعم الإغاثي والإعماري، وخصوصا” بالتعبير الأخوي الصادق، الذي يدل على مدى المودّة والتقدير للبنان في الأسرتين العربية والدولية. ويسألون الله أن يكون هذا الإهتمام الكبير ببلادنا مدخلا” إلى خلاصه من الأوضاع المتردية على كل صعيد، والتي باتت تهدد مصيره بالذات.
2 يسجل الآباء بارتياح التأييد الوطني والشعبي المتزايد لنداء صاحب الغبطة الداعي إلى اعتماد لبنان “الحياد الناشط” بمكوناته الثلاثة: الامتناع عن الدخول في محاور ونزاعات وحروب اقليمية ودولية؛ الالتزام برسالته في هذه المنطقة، بحكم نظامه الديمقراطي والتعددي، رسالة السلام والاستقرار وقضايا العدالة وحقوق الانسان والشعوب؛ وتكوين الدولة القوية القادرة على فرض سيادتها وهيبتها في الداخل، والدفاع عن نفسها بوجه اي اعتداء خارجي. هذا الحياد هو ضمانة الاستقرار السياسي ومصدر النمو الاقتصادي.
3 الآن وقد كُلّف رئيس جديد للحكومة، ينتظر منه الآباء والشعب ومن فخامة رئيس الجمهورية الاسراع في تأليف حكومة إنقاذية بعيدة عن الانتماءات السياسية والحزبية وآفة المحاصصة، مع ضرورة منحها الصلاحيات الاستثنائية اللازمة لكي تتمكّن من اجراء الاصلاحات المنشودة، ومكافحة الفساد، وإطلاق النموّ الاقتصادي. انها بذلك تولّد الثقة لدى الدول والمؤسسات المانحة والداعمة، وتستفيد من الاموال التي رصدها مؤتمر “سيدر” منذ نيسان 2018. كما انها تلبّي ارادة الشعب والحراك المدني. لقد عانى اللبنانيون الكثير من سوء إدارة حكم بلادهم ومن تقصير الطبقة السياسية حيال الأخطار التي تهدّد لبنان في كيانه وجوهره.
4 يحيّى الآباء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارتيه إلى لبنان، الأولى بعيد إنفجار مرفأ بيروت، والثانية يوم الاحتفال بمئوية إعلان دولة لبنان الكبير، معربًا بذلك عن تضامن فرنسا الانساني والاجتماعي والسياسي مع اللبنانيين ولبنان. وهي مناسبة يعربون فيها عن شكرهم وامتنانهم للرئيس الفرنسي الذي دعا مع الامين العام للامم المتحدة الى مؤتمر دعم لبنان، وتجاوبت معه مشكورةً دولٌ عديدة في سبيل دعم أهالي الأحياء المنكوبة من العاصمة ومؤسساتها المختلفة، على صعيد الصحة والغذاء والتربية والمستلزمات الخدماتية والترميم وإعادة الإعمار، كما على صعيد التحقيق الميداني في أسباب الإنفجار الهائل، ويشكرون الرئيس الفرنسي على ما زرع من أمل في نفوس الشبيبة والشعب.
5 يشكر الآباء قداسة البابا فرنسيس على إعلانه يوم الجمعة 4 ايلول 2020 يومًا عالميًا للصوم والصلاة من أجل لبنان. ويدعون أبناءهم في لبنان الى التجاوب مع هذه الدعوة. كما تحتفل الكنيسة في الاسبوعين المقبلين بعيد مولد السيدة العذراء وارتفاع الصليب المقدس. فيدعو الآباء ابناءهم وبناتهم لتجديد ثقتهم بأمّنا وسيّدتنا مريم العذراء التي ترافقهم عبر أمواج بحر هذا العالم ورياحه الى ميناء الخلاص. كما يدعونهم لرفع أفكارهم وعقولهم وقلوبهم الى صليب الفداء الممجَّد، مجددين رجاءهم بالمسيح القائم من الموت، ليقيم الانسان والشعوب والاوطان الى حياة جديدة مهما اشتدّت الظلمات.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 7 تشرين الأول 2020
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء السابع من تشرين الأول أكتوبر 2020 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وكرّسوا حيِّزًا مهمًا من الاجتماع لشؤون الإغاثة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1. يستنكرُ الآباء تقصير الدولة اللبنانيّة في مؤسساتها الرسميّة من وزاراتٍ وإداراتٍ معنيّة في التعامل مع الإنفجار الإجراميّ الذّي حدث في مرفأ بيروت في 4 آب الفائت وعواقبه:
اولاً: من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الفاجعة، ومحاكمتهم.
ثانيًا: من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين بما يحقّ لها، والإسراع في صرف الأموال اللازمة لترميم الأبنية والوحدات السكنيّة حتى لا تفرغ بيروت ممَّن قدَّموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميز في لبنان الرسالة.
ثالثًا: كما يطالب الآباء الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية القيام بما يلزم حتى لا تتكرَّر المأساة-الجريمة فتصيب أبرياء آخرين في مناطق أخرى من لبنان.
2. يقدِّر الآباء المبادرات التضامنية الإنسانية التي قام بها آلاف المتطوِّعين من لبنانيِّين وأصدقاء لبنان في العالم من أبرشيَّات ورهبنات ومؤسَّسات كنسيّة وحكومات وجمعيَّات مدنيَّة وفنِّيَّة وغيرها، بعد انفجار مرفأ بيروت. ويرَون في ذلك علامة رجاء لشعب لبنان وتقديرًا لأهمية وجوده وحضوره في المشرق. ويتمنَّون أن تستمرَّ هذه المبادرات لتطال العدد الكبير من اللبنانيِّين الذين أصبحوا يعيشون تحت خطّ الفقر. وهم يسألون الله أن يكافئ أصحاب هذه المبادرات بخيور الأرض والسماء.
3. يُعرِب الآباء عن أسفهم واستيائهم الكبير أمام الألاعيب السياسية التي حالت حتى الآن دون تشكيل حكومةِ إنقاذٍ من إختصاصيين إصلاحيين، تستعيد ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدوليّ، وتعالج تفاقم الأزمة الماليَّة والإقتصادية والمعيشية وخطر حجب الدعم عن المواد الأساسيَّة. ويودّون التأكيد أن الضمير الوطني يُوجِب وضع المصالح الخاصة جانبًا، ويشجب مُخالَفة أحكام الدستور (بخاصَّة المواد 53/2 و64/2 و95/ب)، خلافًا لما درج عليه تشكيل الحكومات في لبنان منذ الإستقلال وحتى وثيقة الوفاق الوطني. إن الأوضاع العامة الكارثية تتطلّب تجردًا وشجاعةً وإقدامًا من جميع المعنيين. فعسى الله يُلهِمهم سواء السبيل.
4. يُبدي الآباء تخوُّفهم الشديد من تفاقم الحال الوبائية في طول البلاد وعرضها، بحيث باتت تُهدِّد بالعجز تمامًا عن مواجهتها بالإمكانات الصحية الرسمية والخاصة المتوافرة. ويهيبون بالمواطنين الإلتزام بالقرارات والتوجيهات المُحدَّدة لكبح انتشار ﭭـيروس كورونا عبر الحجر حيث يلزم، والتقيّد بشروط الوقاية، وعدم الاستهتار بحماية الذات والآخرين.
5. يُحيّي الآباء القوى العسكرية والأمنية في مواجهتها إرهاب الجماعات الأصولية، ويسألون الراحة لشهدائها والشفاء لجرحاها، راجين أن يكون التزامها بواجباتها الوطنية مُقدِّمات خيِّرة للأمن الشرعي على الأراضي اللبنانية كاملةً.
6. رحّب الآباء بإعلان “المشروع الإطاريّ” للمفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعايةٍ الأمم المتحدة. وهم يأملون بأن تُسفِر عن حلٍّ سريع يسمح للبنان بالإفادة من ثروته النفطية والغازية لصالح دولته وبالتالي أبنائه جميعًا.
7. تكرس الكنيسة هذا الشهر من السنة لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية، فيدعو الآباء أبناءهم الى المشاركة في هذا التكريم، من خلال تلاوة المسبحة الوردية والتأمل بأسرار الخلاص، سائلين الله بشفاعتها أن يرحم نفوس ضحايا انفجار المرفأ ويسكب في قلوب ذويهم تعزياته الأبوية، وأن يشفي الجرحى، ويبارك جهود الإغاثة والترميم، ومساعدة المتضررين.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 2 كانون الأول 2020
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء الثاني من كانون الأول ديسمبر 2020 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وعرض المجتمعون الأوضاع العامة في لبنان، والتي تتمثّل في تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1. أطلع صاحب الغبطة الآباء على فحوى لقائه قداسة البابا فرنسيس، وما يقوم به الكرسي الرسولي من خطوات لنصرة لبنان وأهله، على طريق خلاصه مما يلحق به من أوصاب الداخل والإقليم, وتجاذبات الدول على أرضه وفي سياسته. وهم يشكرون قداسته على قربه من لبنان، ولا سيما بعد محنة انفجار مرفأ بيروت.
2. يضمّ الآباء صوتهم إلى صوت أبناء لبنان الساخطين من المحاولات المُتكرِّرة لتمييع تشكيلِ حكومةٍ جديدة، خلافًا لما تعهّدت به الكتل النيابية، أي حكومة إختصاصيين مستقلين تُباشِر بورشة الإصلاح الكبرى. وهم يحثّون الجميع على الإسراع في تشكيل السلطة الإجرائية لتسير بالبلاد نحو غايات وقف التدهور والأخذ بموجبات الإنقاذ.
3. يُسجِّل الآباء للمجلس النيابي مُبادَرته إلى إقرارِ توصيةٍ بإجراء التدقيق المحاسبي الجنائي، إستجابةً لمطلب رئيس الجمهورية في رسالته إليه. وهم ينتظرون سنّ القوانين اللازمة من أجل تطبيق هذا الإجراء بحيث يشمل كلّ الإدارات والمؤسسات والمرافق والصناديق، من أجل تعافي الدولة من الفساد والإفساد وسوء التدبُّر.
4. يُلاحِظ الآباء بقلقٍ كبير ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين شباب لبنان واليد العاملة. ممّا يدلّ على مدى تدهور الأحوال العامة بسبب الإمعان في تهديم الحياة بالذات في وطننا العزيز، وعلى كلّ الأصعدة، مما أفقد ويُفقِد الأجيال الجديدة الأمل بالمستقبل والثقة بالمسؤولين عن شؤون البلاد. ومعلوم أنّه لا مستقبل لدولة من دون شباب كفوء وناشط، فهم قواها التجدّديّة في كلّ جيل.
5. يسجّل الآباء بارتياحٍ عقد المؤتمر الأُممي لمُساعَدة لبنان بدعوةٍ فرنسية،. وهم يتوجّهون بالشكر إلى الرئيس الفرنسي والأمين العام للأُمم المتحدة على رعايتهما هذا المؤتمر، والى الدول والمنظمات الدولية المشاركة فيه، ويأملون تنفيذ توصياته بسرعة، وبتنظيمٍ صارم وشفاف، يُبعِد عن اللبنانيين واللبنانيات أخطار الأزمة الإقتصاديّة والمعيشيّة. وهم يشجعون على قيام مبادراتٍ محليّة تسهم في إنعاش الإقتصاد وزيادة الإنتاج.
6. يتابع الآباء تنفيذ إجراءات الحجر الصحي في مواجهة جائحة كورونا، ويقلقهم تواصل تسجيلِ نسبٍ مرتفعة من الإصابات في كلّ المناطق اللبنانية. لذا يُناشِدون المواطنين أن يرحموا أنفسهم وسواهم، ويلتزموا بالتدابير الحكومية. كما يدعون الجهات الرسمية المُختصَّة إلى تصويب بعض هذه التدابير، إفساحًا في المجال أمام ما تبقّى من دورةٍ إنتاجية ومن حاجةٍ مُلِحّة إلى تسيير الشؤون العامة.
7. مع اقتراب الأعياد الميلادية في أواخر هذا الشهر، يدعو الآباء أبناءهم الى الإستعداد لهذه الأعياد بالإيمان والتقوى والصلاة والتقشف وعمل الخير، سائلين الله أن يسكب في قلوب الجميع أنواره السماوية فيتخطوا المحن القاسية، وينعموا بالسلام والفرح اللذين بشر بهما الملائكة الرعاة ليلة الميلاد: ” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر” (لو 2: 14).