الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 3 آذار
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء الثالث من آذار مارس 2021 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 توقّف الآباء أمام الحدث الوطني الكبير الذي احتضنه الكرسي البطريركيّ نهار السبت في 27 شباط الماضي، تأييدًا لموقف غبطة البطريرك الداعي إلى إعلان حياد لبنان صونًا لسيادته الكاملة وتحييدًا عن الصراعات والحروب الإقليميّة والدوليّة، وإلى عقدِ مؤتمرٍ دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأُمم المتحدة، من أجل إنقاذه من حالة الإنهيار السياسي والإقتصادي والمالي. وعبّر المشاركون في آنٍ عن وجعهم وعن فرحهم لهذا التلاقي الحضاري العابر للمناطق والطوائف والمذاهب والأحزاب، والذي إنْ دلّ على شيءٍ، فعلى أحقية ما ذهب إليه صاحب الغبطة، بوضوحٍ وواقعيةٍ والتزامٍ لبناني صلب وحازم.
2 إنّ الإعتراضات التي حدثت ليلة أمس والناجمة عن الإرتفاع المتمادي لسعر صرف الدولار، والتدهور المخيف لقيمة العملة اللبنانيّة تدلّ من جديد على عمق الهوّة التي أُوقع الشعب اللبنانيّ فيها إقتصاديًّا وماليًّا، وعلى الفشل الذريع للسلطة السياسيّة في معاجة هذه الحالة وذلك بسبب تمنعها بدون وجه حقّ عن تشكيل حكومة “مَهمّة” من ذوي الإختصاصات وغير الحزبيّين تكون قادرةً على مواجهة الأوضاع الصعبة في البلاد المواجهة اللازمة.
3 يُرحِّب الآباء ببيان رؤساء الطوائف والمذاهب في لبنان، الصادر في 27 كانون الثاني الماضي، والذي أكد على التقائهم حول الثوابت الوطنية الجامعة، وعلى أن السكوت لم يعُدْ جائزًا أمام ما يتعرّض له الشعب من مذلّةٍ والدولة من انهيار. ويرَون في هذا البيان دعامة أساسية في مسيرة الإنقاذ الوطني، بما يتمتّع مُوقِّعوه من حكمةٍ واحترام في الأوساط المختلفة، وبما يصبّ في اتجاه المضامين الروحية والوطنية التي جسّدها حدث بكركي بالأمس.
4 في إطار الصمود بوجه الأزمة الماليّة والمعيشيّة الخانقة، من واجب السلطة السياسيّة تحصين المؤسّسة العسكريّة التي بذلت التضحيات الجسام من دماء ضبّاطها ورتبائها وأفرادها في سبيل تميتن الوحدة الوطنيّة والسلم الأهليّ، ومن أجل حماية حدود الوطن وثرواته الطبيعيّة ومنع تسرّب الإرهاب إلى أراضيه. كلّ ذلك يقتضي إقرار الموازنات اللازمة لتعزيز جميع عناصر الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنيّة. فالمؤسّسة العسكريّة، التي تحظى بثقة جميع المواطنين، هي الضامنة لوجود لبنان ووحدة اللبنانيّين على إختلاف إنتماءاتهم وتوجهاتهم، خارج الإصطفافات المناطقيّة والتجاذبات السياسيّة والطائفيّة.
5 ينضمّ الآباء إلى أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت والمنكوبين، ويشاركونهم مطالبهم العادلة والمحقّة. ويطالبون بالإسراع في التحقيق العدليّ الحرّ من التدخلات السياسيّة، وفي النظر بقضيّة الموقوفين والإفراج عن الذين ثبتت براءتهم. كما أنّهم يطالبون بالتعاون مع القضاء الدوليّ، نظرًا لتشعبّات هذه الجريمة ضدّ الإنسانيّة، ولوجود ضحايا ومنكوبين من غير اللبنانيّين، ولتوفّر صور ملتقطة من الأقمار الإصطناعيّة التابعة لبلدانٍ مختلفة.
6 يثني الآباء على الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها وزارة الصحّة واللجنة الوطنيّة لمجابهة جائحة كورونا ويشجّعون المواطنين على أفلتزام بالإرشادات الوقائيّة وعلى تسجيل أسمائهم في المنصّة والإقبال على تلقّي التلقيح، متمنّين السهر على إجراء كلّ العمليّة على أساس مستوجبات العدالة والإنسانيّة.
7 يسأل الآباء الله أن يأتي الصيام المُقدَّس لفائدة النفوس وخير لبنان والمشرق والعالم. ويبتهلون إليه أن تحلّ ذكرى موت الفادي وقيامته الباهرة، قيامةً للوطن مما هو فيه من مِحَن، واستعادةً لاستقرار لبنان وشعبه، واحدًا مُوحَّدًا.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 7 نيسان 2021
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء السابع من نيسان أبريل 2021 إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يقف الآباء إلى جانب أبيهم غبطة البطريرك في تحرّكه الوطني الهادف إلى خلاص لبنان وإستعادة سيادته وقراره الحرّ، وذلك عبر تأليف حكومةٍ إنقاذيّة تنفذّ الإصلاحات المطلوبة من الشعب اللبنانيّ والمجتمع الدوليّ. ويناشد الآباء جميع اللبنانيين دعم هذا التحرك بكلّ الوسائل المتاحة لتحميل المسؤولين عواقب إستعصاء التوافق السياسيّ وإنسداد الأفق أمام إخراج لبنان من محنته المتشعّبة.
2 يُوجِّه الآباء تحيّةَ شكرٍ بنوية إلى قداسة البابا فرنسيس، الذي خصّ لبنان في مُبارَكته الفصحية بالتفاتةٍ دعا فيها الشعب اللبناني إلى اختبار تعزية الربّ في فترة الصعوبة وعدم اليقين التي يمرّ بها، والمجتمع الدولي إلى دعمه في دعوته إلى أن يكون “أرضَ لقاءٍ وتعايش وتعدُّدية”.
3 يُذكِّر الآباء المسؤولين في السلطات والقطاعات الحياتية المختلفة، بأن حقوق المواطنين على صعد المال والقضاء والإدارة، كما حقوق الدولة المُعرَّضة للانتهاك، وآخرها تلك التي تمسّ الثروة الغازية والنفطية على طول الشاطئ اللبناني من الجنوب إلى الشمال، هي حقوق غير قابلةٍ للانتقاص أو الإهمال أو التجاوز أيًّا كانت الأسباب والمُبرِّرات. وفي ذلك ما يكفي من دوافع للإسراع في تشكيل الحكومة والانضواء تحت لواء القانون، صيانةً لهذه الحقوق وتأمينًا لها.
4 يُسجِّل الآباء بكثيرٍ من الإرتياح بدايات الانفتاح الدوليّ والعربي الهادف إلى دعم لبنان ومُسانَدته في مجالات الاقتصاد وإعادة البناء. ويرجون أن يكون ذلك مُؤشِّرًا إلى تحرير لبنان من الأعباء التي رتّبتها وتُرتِّبها عليه التجاذبات الداخليّة والتدخُّلات الخارجية، وعبء إستضافة اللاجئين والنازحين، ومُتنفَّسًا يسمح له باستردادٍ تدريجي لعافيته.
5 يُجدِّد الآباء مُناشدَتهم اللبنانيين واللبنانيات، بدءًا بالأبرشيات المارونية، الإلتزام بشروط الوقاية الصحية مهما كانت صارمة، بما فيها تلقّي التلقيح، ويأملون بتمكُّن القطاعَين العام والخاص من تلبية مُتطلِّبات تلقيح المواطنين بما يُساعِد على مواجهة الجائحة وتطويقها ووأد ذيولها.
6 يتمنّى الآباء لأبنائهم وبناتهم، ولجميع أبناء الكنيسة في لبنان والمشرق، وبلدان الإنتشار بركة المسيح القائم من الموت، فلا يرَوا في الآلام التي مرّوا ويمرّون بها سوى المعبر البهي إلى المعنى العميق لغلبة الربّ المُخلِّص على الموت، هذا المعنى الذي يحمل رجاء استحقاق الملكوت وعيشه من هذه الدنيا إلى دنيا الله الغامرة.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 5 أيار 2021
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الخامس من أيار مايو 2021 اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يوجّه الآباء شكرهم وتقديرهم البالغَين إلى قداسة البابا فرنسيس، للموقف الأساسي الواضح الذي أعلنه في رسالة جوابية إلى رئيس الجمهورية اللبنانية، والذي أكد على وجوب بقاء لبنان على هويته وحفاظه على “تجربة العيش الأخوي”. وهم يرون في ذلك علامة رجاء ينبغي أن يتمسك بها اللبنانيون بكل أطيافهم، وأن تلاقيها العواصم الكبرى بما يترجمها بشجاعة وصدق، ويردع العاملين على استبدالها بما يشوّه حقيقة الوطن الرسالة ويهدّد مصيره.
2 أمام الوضع الخطر الداهم الذي يتهدّد لبنان بانهيار مالي واقتصادي كلّي، يتوجّه الآباء تكرارًا إلى المعنيين الرسميين بتشكيل الحكومة العتيدة، ليضعوا جانبًا كلّ حساباتهم وغاياتهم الخارجة عن إرادة الإنقاذ، ويسارعوا إلى إكمال عقد السلطة الإجرائية الذي يشكّل مدخلًا إلى الخلاص الإصلاحي المدعوم ماليًا على الصعيد الدولي. إن الدولة تتفكّك على نحو قد لا يكون قابلاً للمعالجة، وحري بهم استجابة مطالب شعبهم والمجتمع الدولي.
3 في ضوء تبلور إرادة دولية للقيام بخطوات تقي اللبنانيين مخاطر مزيد من الفقر، يناشد الآباء العواصم الصديقة القيام بمبادرات إنسانيّة عاجلة تساعد الشعب اللبنانيّ على الصمود وتحول دون وصوله إلى نقطة اللاعودة، لاسيما أنها جدّدت إعلان اهتمامها بمستقبل أفضل للبنان، الذي يحتلّ، كما أشارت، موقعًا بارزًا في أجندتها الإقليمية.
4 يأمل الآباء في الأوضاع الراهنة قيام كلّ المسؤولين ومؤسّسات الدولة بكلّ ما يمكن من أجل الحّد من تدهور الوضع المالي والإقتصاديّ، وإتخاذ التدابير الملائمة دون المسّ بودائع الإحتياط في المصرف المركزيّ، لما لذلك من تبعات سيّئة جدّا على الوطن.
5 يشجب الآباء بشدة التفلُّت المتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تُستخدَم جهارًا لتهريب المُخدِّرات، الأمر الذي كلّف لبنان مزيدًا من الحصار الإقتصادي شمل صادراته الزراعية إلى المملكة العربيّة السعودية وسائر بلدان الخليج. وهم إذ يُطالِبون الوزارات والإدارات المعنية بالحزم في مراقبة منافذ لبنان على العالم، دخولًا وخروجًا، يدعون إلى مؤازرة صارمة لذلك من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، ويرجون تبعًا لذلك استئناف التصدير إلى الدول الخليجية الشقيقة، التي طالما عُرِفت بمحبتها للبنان وغيرتها عليه وعلى أهله.
6 يُعبِّر الآباء عن قلقهم إزاء تعاظم مسلسل السرقات في العاصمة والمناطق، على نحو يُنذِر بانفلاتٍ أمني خطير. ويطالبون بوضع حدّ لذلك رحمةً بالمواطنين وذودًا عن أرزاقهم.
7 في مطلع شهر أيار المكرّس لإكرام أم الله العذراء مريم، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى تكثيف الصلاة ومضاعفة أعمال التقشف والتوبة ومساعدة المحتاجين، سائلين الله أن يمنح الشفاء للمرضى، ولا سيما للمصابين بوباء كورونا، وأن ينير عقول المسؤولين في وطننا كي يعملوا بإخلاص وتعاضد صادق على معالجة الأزمات التي يعانيها شعبنا، بدءا بتشكيل حكومة قادرة على إيقاف مسيرة الإنهيار، وإعادة رص الصفوف وتوحيد الكلمة، بشفاعة سيدة لبنان وقديسيه.
البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية
من 9 وحتى 19 من حزيران يونيو 2021
مقدمة
1 التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته السنوية العادية من 9 الى 19 حزيران 2021 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلّي الطوبى، وحضور أصحاب السيادة المطارنة الوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين في قلوبهم هموم أبنائهم وشجونهم ومآسيهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم.
شاركوا في مرحلة أولى، من 9 إلى 12 حزيران، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب فادي تابت المرسل اللبناني في موضوع «كنيستي إلى أين ؟»، تناول فيها الشأن الروحي والراعوي والاجتماعي والوطني لشعبنا في لبنان وبلدان النطاق البطريركي الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية.
وفي مرحلة ثانية، من 14 إلى 19 حزيران 2021، إستهلّها صاحب الغبطة والنيافة بكلمة افتتاحية استعرض فيها جدول أعمال السينودس المقدس، وشدَّد على أن كنيستنا هي “كنيسة الرجاء تواصل مسيرتها مع شعبها لتسير أمامه في مواجهة المصاعب، وتسير في وسطه لكي تتضامن معه وتساعده، وتسير وراءه لكي تجمعه وتحمي الشعب من التفكك والشرود والضياع”.
ثم تدارسوا شؤونًا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح الأخوّة والإحترام والمشاركة والانفتاح. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.
أولاً: في الشأن الكنسي
أ - الإصلاح الليتورجي
2 اطّلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدّم رئيسها تقريرًا عنها، وتناول كتاب الإرشادات الطقسية وطرحه على التصويت. فصوّت الآباء على المواد الواردة فيه. كما صوّتوا على نقاط عالقة في رتبة الإكليل والفرض الإلهيّ.
وعالجوا إشكالية التوفيق بين التقليد والتحديث، وبين التراث والتأوين، لكي تتناسب ليتورجيتنا مع ثقافة عالم اليوم، ولا سيما في بلدان الانتشار، وتطال الشبيبة التي تصبو للحفاظ على الهوية المارونية السريانية الانطاكية.
ب - التنشئة الكهنوتية
3 اطّلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد، وهي: الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير، واكليريكية مار أنطونيوس البادواني كرمسده، واكليريكية سيدة لبنان في واشنطن، والمدرسة المارونية الحبرية في روما. وفرحوا بافتتاح اكليريكية مار مارون في سيدني أستراليا التي ستنشئ كهنة للأبرشية التي توسّعت حدودها بمرسوم صادر عن قداسة البابا فرنسيس في 29/3/2021 لتصبح أبرشية أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا للموارنة حيث يتكاثر وينمو الحضور الماروني كنسيًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا.
وتوقفوا عند التحديات المستقبلية المتجلية في إغناء فريق الكهنة المنشئين، والانفتاح على واقع الشبيبة ولا سيما من الناحية الإنسانية والنفسية والاجتماعية والروحية، والتشديد على برامج التنشئة لتتلاءم مع حاجات الكنيسة في انتشارها العالمي، والتعمق في الروحانية المارونية والليتورجيا واللغة السريانية المارونية، وتشجيع الكهنة على التخصص في المجالات التي تتناسب وحاجات الكنيسة.
ج – الشؤون القانونية وخدمة العدالة
4 استمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسية التي تأثر عملها بسبب الاقفال القسري جراء تفشي وباء كورونا من دون أن يؤثر على إصدار الأحكام حيث اعتمدت المحاكم عقد جلسات المذاكرة عن بُعد وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقدّر الآباء الجهود التي يقوم بها القيّمون على المحاكم لناحية تطوير سير العمل فيها. وأثنوا على الجهود المضاعفة التي تبذلها المحاكم بالتعاون مع الأبرشيات ومكتب راعوية الزواج والعائلة واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في سبيل تعزيز خدمة مراكز الإصغاء والمرافقة والمصالحة والاعداد للزواج وتنشئة علمانيين واكليريكيين لإدارة هذه المراكز.
ثانيًا: في الشأن الرعوي
أ - أوضاع الأبرشيات في النظاق البطريركي
5 استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات في لبنان وبلدان النطاق البطريركي، وتوقّفوا عند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظل الوضع المتدهور الذي يعرفه لبنان وسوريا، وفي ظل الأزمات المتراكمة والخانقة بالاضافة إلى جائحة كورونا، التي أوصلت شعبنا إلى حالة فقر وبطالة وعوز وأجبرت الكثير من عائلاتنا وشبابنا على الهجرة. وهي ظاهرة لها انعكاسات خطيرة على هوية لبنان ودوره ورسالته.
قدّر الآباء ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات من جهود جبّارة بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين والجمعيات الكنسية والمدنية في سبيل تأمين المساعدات الإنسانية والاجتماعية لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على استعادة الثقة في أوطانهم. وتقدّموا بالشكر من الأبرشيات المارونية في الانتشار، ومن المؤسسات العالمية، الكنسية والمدنية، التي تقدم المساعدات لدعمهم في رسالتهم.
ب - أوضاع أبرشيات الانتشار
6 تداول الآباء كذلك في أوضاع أبرشيات الانتشار وحاجات بعضها. وتوقفوا بنوع خاص عند إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والإكوادور، وابرشية الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراغواي والأوروغواي، وأبرشية فرنسا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أوروبا، وأبرشية نيجيريا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أفريقيا الجنوبية.
وتوقفوا عند ظاهرة تزايد عدد الموارنة الوافدين من لبنان وبلدان الشرق الأوسط، وطالبوا لأبنائهم المنتشرين الاعتراف بالدور الملقى على عاتقهم والحصول على حقوقهم المدنية كاملةً.
وقدّر الآباء ما يقوم به مطارنة الانتشار من جهود في سبيل جمع شعبهم وتوعيته على هوّيته وانتمائه وتراثه وتاريخه، وعلى إحياء اللغتين العربية والسريانية في المدارس والرعايا، وعلى تشجيع أبنائهم على التواصل مع أهلهم وبلداتهم الأصلية بغية التعبير عن تضامنهم ومدّ يد المساعدة لهم.
وأوصوا بأن يتعاون مطارنة الأبرشيات والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات في لبنان والنطاق البطريركي مع اخوتهم مطارنة الانتشار ليؤمّنوا لهم كهنة ومكَرسّين ومكرّسات لخدمة راعوية وإرسالية بعد تنشئتهم تنشئة ملائمة.
ثالثًا: في الشأن الاجتماعي وخدمة المحبة
7 تداول الآباء في الحالة المعيشية المتدهوة التي وصل إليها أبناؤهم وبناتهم، والتي أدّت إلى انقطاع الغذاء والدواء والمحروقات وحليب الأطفال، وأكدوا أنهم يجددون وقوفهم إلى جانبهم وتقديم كلّ المساعدات الممكنة عبر مؤسساتهم الكنسية المختصة من بطريركيّة وأبرشية ورهبانية.
وهم يثمّنون عالياً روح التضامن التي تجلّت لدى اخوتهم اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، أفراداً وجماعات، ولدى أصدقائهم عبر العالم، في تقديم المساعدات المعنوية والمالية والعينية الى المحتاجين لتخفيف مآسيهم ومواجهة الحالة الكارثية التي وصلوا اليها.
8 عبّر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم أبناء بيروت وجميع اللبنانيين، وبخاصة المتضررين منهم والمتألمين والمجروحين والمشرّدين، وعن قربهم منهم ومحبتهم لهم. وأعربوا عن شكرهم للدول الصديقة، والمنظمات العالمية الكنسية والمدنية، على تبرعاتها السخية لمساندة كنائس الشرق.
9 وهم يرفعون الصوت من جديد ليستنكروا تقصير مؤسّسات الدولة المعنيّة في التعامل مع تداعيات انفجار مرفأ بيروت الإجرامي، وقد مرّ عليه أكثر من عشرة أشهر، أولاً من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين الذين هم وراء هذه الفاجعة ومحاكمتهم. وثانياً من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين والمنكوبين بما يحق لهم.
10 تداول الآباء في وضع المدارس الخاصة، ولا سيما الكاثوليكية منها، التي تعاني من تقصير الدولة والأزمات المتفاقمة ومن عدم القدرة على دفع المستحقات للهيئات التعليمية والموظفين، ومن صعوبة الأهل في تسديد الأقساط المدرسية، ومن تدنّي قيمة العملة الوطنية.
لذا يجدّد الآباء مطالبتهم الملحّة الدولة بتسديد مستحقات المدارس، ولاسيما المجانية منها والمستشفيات والمؤسّسات الإجتماعيّة، في أسرع وقت ممكن. ويشكرون أبرشيات الانتشار والمؤسسات الكنسية والمدنية، العالمية والمحلية، على الاسهامات التي تقدمها للمساعدة في استمرار المدارس للقيام بدورها التربوي والثقافي والاجتماعي والوطني الرائد. ويطلقون النداء الى أصحاب النيات الطيبة والأصدقاء من أجل دعم المدارس، ولاسيما المتعثرة منها، بتأمين منح مدرسية للتلامذة المحتاجين.
رابعًا: في الشأن الوطني
11 يؤيّد الآباء موقف أبيهم صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في تحرّكه الوطني الهادف إلى إنقاذ لبنان بعد تعثّر التوافق السياسي وعجز المسؤولين عن تأليف حكومة إنقاذية تعالج الفساد وتقوم بالاصلاحات المطلوبة، وانسداد الأفق أمام إيجاد مخرج للأزمات المتراكمة والانهيار الحاصل، وذلك عبر الدعوة إلى إعلان حياد لبنان تحييدًا ناشطًا، قناعةً منهم بأن حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلة المليئة بالمتغيرات الجغرافية وضمانة دوره في استقرار المنطقة لاسيما أن الحياد يتماشى مع الدستور والميثاق الوطني ويؤمن الاستقرار والازدهار، وإلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لأنها هي المخوّلة بحكم تأسيسها وقوانينها، الدفاع عن الشعوب المظلومة والمغلوب على أمرها، وتطبيق القرارات الدولية المتخذة والتي لم تُطبق حتى الآن.
وهم يرافقون صاحب الغبطة بصلواتهم فيما يحمل القضيّة اللبنانيّة إلى المراجع الدوليّة والكنسيّة العليا.
12 يتقدم الآباء بعاطفة الشكر والامتنان إلى قداسة البابا فرنسيس الذي يحمل همّ لبنان والحفاظ على هوّيته على الدعوة التي وجّهها إلى رؤساء الكنائس في لبنان إلى لقاء يعقد في الفاتيكان في الأول من تموز المقبل تجت عنوان: «لقاء تفكير وصلاة من أجل لبنان». كل ذلك لأنه يحرص، كما حرص أسلافه في الكرسي الرسوليّ، على أن يبقى لبنان بلدًا رسالة ونموذجًا في الحرية والديمقراطية والعيش المشترك المسيحي الإسلامي في احترام التعددية، وأن يستعيد دوره السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي بعد أن يكون أبناؤه قد توافقوا وبنوا بيتهم المشترك في دولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة الحقّ والمواطنة.
خامسًا: التدابير الكنسيّة والراعويّة
13 أ – إنتخاب الخورأسقف سليم صفير مطرانًا لأبرشيّة قبرس المارونيّة خلفًا لسيادة المطران يوسف سويف
ب – إنتخاب سيادة المطران منير خيرالله أمين سرّ السينودس
ج – تعيين لجنة لدراسة أوضاع الرهبنات الناشئة ومرافقتها من سيادة المطران بيتر كرم رئيسًا، والسادة المطارنة حنّا علوان وميشال عون وبولس روحانا أعضاءً
د – تكليف مكتب راعويّة الشبيبة في البطريركيّة التحضير لسينودس خاص بالشبيبة، ومكتب راعويّة المرأة التحضير لسينودس خاص بالمرأة
ه – تعيين لجنة لمتابعة دعوى إعلان قداسة الشهداء المسابكيّين من سيادة المطران غي بولس نجيم رئيسًا، والسادة المطارنة سمير نصّار والياس سليمان وبولس روحانا وجوزف معوّض أعضاء.
خاتمة
14 في الختام يتوجّه الآباء إلى أبنائهم بعاطفة الأبوّة داعين إيّاهم إلى تعزيز التعاون فيما بينهم بروح الخدمة لبعضنا البعض “فلا يكون بيننا محتاج”، وإلى الإتّكال على العناية الإلهيّة وإلى سماع صوت الروح القدس يتكلّم فيهم ويقودهم إلى التحرّر من الخوف واليأس ليكونوا شهودًا للمسيح ورسل الفرح والرجاء في مجتمعاتهم.
ويدعونهم إلى تكثيف الصلوات فيما يرافقون قداسة البابا فرنسيس ورؤساءهم الكنسيّين في الأوّل من تمّوز المقبل في لقاء الصلاة من أجل لبنان، وإلى الإبتهال إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيّدة لبنان وجميع قدّيسينا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب وإحلال السلام العادل والشامل ونشر الأخوّة الإنسانيّة.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 4 آب 2021
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء الرابع من آب أغسطس ٢٠٢١، إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1– تُصادِف اليوم الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت، الذي أدى إلى سقوطِ أكثر من مئتي ضحية وشهيد وستة آلاف وخمس ماية جريح، وتدمير آلاف المساكن والمتاجر والمؤسسات الإقتصادية والتربوية والإستشفائية والكنائس والمساجد والمطرانيّات وسيحتفل صاحب الغبطة هذا المساء بالذبيحة الإلهية لراحة أنفس الضحايا وشفاء الجرحى. إن الآباء إذ يشتركون في هذه الصلاة، ويُجدِّدون عزاءهم لأهل الضحايا الكرام ووقوفهم إلى جانبهم وجانب جميع الذين أُصيبوا في هذا التفجير المجرم، يدعون بإصرارٍ إلى تسهيل عمل القضاء اللبناني من خلال رفع الحصانات عمَّنْ يستدعيهم للتحقيق من نوابٍ ووزراء سابقين وضباط وكبار موظفين، والكف عن تمييع هذه القضية الإنسانية والوطنية الكبرى في متاهات السياسات الصغيرة. فمعرفة الحقيقة حق للمواطنين، والكنيسة هي السند لكلِّ مطالبٍ به.
2– في هذا السياق يطالب الآباء السلطة السياسيّة بحماية إستقلال القضاء من خلال إصدار القوانين الضامنة لفصل القضاء عن السياسة، وبالكفّ عن التدخّل في عمل القضاء، حمايةً لسلامته. فلا معنى للعدالة، ولا استقامة لها، ما لم يكن جميع الناس تحت خيامها. فما من أحد أكبر من القانون، وما من مبدأ أسمى من مبدأ المساواة.
3– أبدى الآباء ارتياحهم إلى التكليف وبدء مشاورات تأليف الحكومة. لكن ارتياحهم هذا يظلّ مُرتبِطًا إلى حدٍّ كبير بوجوب احترام المبادئ ومنها المختصّة بالمداورة بموجب المادّة ٩٥ من الدستور، وتلك المُتَّفَق عليها لتكوين الطاقم الحكومي، والقائمة على الإختصاص والكفاءة والنزاهة ومفهوم فريق العمل القادر على السير بالإصلاحات المطلوبة. كما يظلّ مُرتبِطًا بسرعة تحقيق كلّ ذلك. فكفى البلاد والمواطنين تأخيرًا تسويفيًا لقيامِ حكومةٍ جديدة مُكتمِلة الأوصاف، تُبادِر إلى الإنقاذ الذي يترقّب المجتمع العربي والدولي بدايته من أجل مد يد العون للبنان.
4– توقّف الآباء أمام الضائقة المعيشية والمالية والاقتصادية المُتعاظِمة، والتي تطال العائلات والعمال وأرباب العمل في قطاعات الإنتاج كلّها، كما الإدارة والمؤسسات والمرافق العامة، التي باتت تفتقر إلى أبسط مُقوِّمات البقاء والصمود. ويُهيبون بالسياسيين والمسؤولين الرسميين الإنصراف الجدّي إلى معالجة هذه الضائقة للحدّ من نزف الهجرة التي تجتذب إلى الخارج شبابنا وخيرة قوانا الحيّة وعائلاتنا من كلّ المناطق والطوائف والمذاهب. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى مدى فشل السياسات المُتَّبَعة في تأمين الأمن والاستقرار وفرص العمل، وأبسط وسائل العيش الكريم للمواطنين. وفي المناسبة يحيّي الآباء المؤتمر الدولي الثالث لمساعدة اللبنانيين، ويشكرون كلّ الدول المتضامنة والجهات المانحة.
5– ومن واجب الدولة وضع يدها على مرافقها العامة، وتحسين خدماتها، وتوفير البيئة القانونية والصحية اللازمة لتشجيع الاستثمار. إن هذا الواجب يقضي بأن يتقدّم لبنان على طريق التطوير والتحديث أكثر فأكثر، أو يخسر دوره الريادي في المنطقة لصالح سواه. وهو ما سوف ينعكس سلبًا على مستقبله المُستقِرّ والمُزدهِر، كما على رسالته في المشرق.
6– تحتفل الكنيسة تباعا خلال هذا الشهر بأعياد تجلي الرب، وانتقال العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد، وبأعياد بعض القديسين الكبار، فيدعو الآباء أبناءهم المؤمنين الى المشاركة في هذه الأعياد يإيمان وتقوى، والإعداد لها بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، سائلين الله أن يرفع الضربات عن شعبه، ويضع حدا لما يعيشه لبنان والعالم من أوبئة وكوارث طبيعية وحروب واضطهادات، وأن ينير عقول المسؤولين في الدول والمجتمعات كي يعملوا على نشر الأمن والسلام في كل الأقطار.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 1 أيلول 2021
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء الأول من أيلول سبتمبر ٢٠٢١ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يقف الآباء مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهول وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشكيل حكومة شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنة على تعذُّر هذا التشكيل لأسباب تحاصصية معيبة لأصحابها. وهم إذ يحذِّرون من مغبة ما يجري ويُخفي انقلابًا على الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف، وفق ما أشار إليه صاحب الغبطة، يحمِّلون المعنيين في الدولة، تبعات الكوارث المتتالية التي يتسبّبون بها.
2 يرفض الآباء رفضًا قاطعًا الإذلال الممنهَج للمواطنين سواء في تسوّل أموالهم من المصارف أو في طوابير المحروقات، أو وسط شبه انعدام الدواء والمواد الحياتية الأساسية الأخرى. ويذكِّرون الحكومة التي اتخذت قرارات حمائية تنظيمية رادعة بأن أيَّ قرار يفتقر إلى آلية تنفيذية يزيد من حدّة ذلك الإذلال ومن التحايل الإحتكاري على القوانين. ويتوجّه الآباء إلى ضمائر المواطنين وأصحاب المؤسّسات وخاصّة منهم التجّار والمستوردين والمهرّبين لعدم إحتكار السلع الحياتيّة واستغلال الوضع لجني أرباح غير مشروعة أمام وجع الناس وحاجاتهم الحياتيّة الأساسيّة. ويطالبون إحالة المحتكرين على المحاكم، ووضع يد الدولة على المواد المصادرة وتوزيعها بعدل على المحتاجين، وبالحزم في منع التهريب على الحدود اللبنانيّة-السوريّة تحت طائلة ملاحقة المُهمِلين في ذلك.
3 يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياة أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّة وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلا إلى الخراب.
4 تحتفل الكنيسة في الرابع عشر من أيلول بعيد ارتفاع الصليب المقدَّس. وفي هذه المناسبة الجليلة، يدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم إلى إحياء تساعية صلاة وتقشّف وتوبة في الرعايا والأديار من أجل خلاص لبنان من محنته، خلاصًا يُجسِّد انتصاره على الموت بنعمة الفادي الإلهي، رجائنا الدائم ورمز غلبتنا الآتية قريبًا، إنْ شاء الله، على الشرّ بكلّ معالمه وعناصره.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 6 تشرين الاول 2021
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء السادس من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يبدي الآباء ارتياحًا إلى تشكيل الحكومة، ويرون أن المسؤولية الإجرائية تتطلّب معالجات إستثنائية إبتكارية سريعة تعوِّض عما فات البلاد من فرص، وتستوجب شفافية تامة على صعيد العمل الداخلي والإتصالات مع المرجعيات الدولية، بحيث يتلازم الإصلاح مع ما يسهِّل الطريق إلى تأمين الإنعاش المالي والإقتصادي.
2 تابع الآباء زيارة رئيس الحكومة إلى باريس ولقاءه الرئيس إيمانويل ماكرون. واطلعوا على ما رافقها وتلاها من مواقف فرنسية تعبِّر عن رغبة صادقة في البقاء إلى جانب لبنان حتى انتهاء محنته. وهم يدعون المسؤولين اللبنانيين إلى الإفادة القصوى من ذلك، بحسن احترام التعهّدات التي سبق للبنان أن قطعها للمجتمع الدولي.
3 ينظر الآباء بقلق كبير إلى تعاظم الأزمة الإقتصادية والمعيشيّة والإجتماعيّة التي تُحاصر اللبنانيين من كلّ صوب، بدءًا بحاجتهم إلى وقود، مرورًا بالارتفاع من دون رقابة لأسعار السلع الغذائية والأدوية والمتطلِّبات الصحية الأخرى، وانتهاء بالاستحقاقات المدرسية والجامعية. فينبغي التصدي لكلّ ذلك بتعاون كامل بين القطاعين العام والخاص، تحاشيًا لأيّ اختلالات، وتصويبًا للخدمة العامة بما يريح المواطنين ويخفّف عنهم الضائقة القاهرة.
4 يحذِّر الآباء بشدة من التدخّلات المعيبة في شؤون القضاء العامل على كشف الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت وسواها من جرائم. ويؤكِّدون وقوفهم إلى جانب القضاة الشرفاء وذوي الضحايا والمتضرِّرين حتى جلاء الحقيقة وصدور الأحكام العادلة. فلا نفع من دولة لا تظلِّلها العدالة، ولا جدوى من مستقبل لها يخنقه الإجرام المتفلّت والمحمي من النافذين داخليًّا وخارجيًّا.
5 يؤلم الآباء واقع هجرة القوى الحيّة والفاعلة وأصحاب الحرف والمهن والأجيال الشابة بوتيرة متصاعدة. ما يستدعي وجوب توفير عناصر الإستقرار المطمئن، بالتزام المسؤولين في الدولة بجعل هذه العناصر في رأس الأولويات من أجل وقف النزف البشري واسترداد لبنان عافيته بعودة قواه الحيّة، وتعزيز القوى الموجودة في الداخل. وهم يشجّعون أبناءهم المقيمين، بالرغم من المعاناة على الصمود في إيمانهم وأرضهم.
6 يحتفل قداسة البابا فرنسيس في 9 و10 تشرين الأوّل 2021، بافتتاح الجمعيّة العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما، وهي بعنوان: “من أجل كنيسةٍ سينودوسيّة: شركة ومشاركة ورسالة”. وهو يدعو الكنائس البطريركيّة والمحليّة إلى المشاركة في مسيرة هذه الجمعيّة التي تستمرّ حتى تشرين الأوّل 2023. لذا يدعو الآباء أبناءهم إلى مواكبة هذه المسيرة واغتنام الفرصة للسير معًا في “التفكير والصلاة والإصغاء إلى صوت الله وصوت شعب الله”، بهدف إعادة قراءة خبرات الكنيسة على مدى الأجيال في حمل الإنجيل، وجني ثمار المشاركة لسماع ما يقوله الروح القدس اليوم للكنائس.
7 في هذا الشهر الأخير من السنة الطقسية يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى إحياء كل المناسبات الليتورجية بإيمان وتقوى، وتكثيف صلواتهم وأعمال الرحمة من أجل المرضى والمتألمين وضحايا الحروب والكوارث والأوبئة، سائلين الله أن يمنح الجميع الصبر والقوة على تحمل آلامهم، وأن يلهم المسؤولين العمل على وضع حد للحروب والنزاعات، وعلى نشر الألفة والمحبة بين كل الشعوب، وإحلال السلام في لبنان وكل دول العالم.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 3 تشرين الثاني 2021
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الثالث من تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢١ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يهنّئ الآباء الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة الشقيقة على انتخاب “أبيها ورأسها” الجديد غبطة البطريرك رافائيل بطرس ميناسيان. ويتمنّون له النجاح في خدمته الرسوليّة على كرسي بيت كيليكية. ويسألون الله أن يعضده بنعمته ليحقّق أمنيات قلبه.
2 يبدي الآباء استياءهم وحزنهم البالغَين أمام الأحداث المفاجئة والمُستغرَبة التي كانت منطقة عين الرمانة – الطيونة مسرحًا لها. ويتقدّمون بالتعازي من أهالي الضحايا والتمني بالشفاء العاجل للجرحى، ويؤكِّدون على أن خلاص البلاد الوحيد يكمن في تعزيز حضور الدولة الأمني والإجتماعي، وعملها على إحقاق الحقوق وسيادة العدالة، من خلال تحرير القضاء من التسييس والتطييف، وإطلاق يده في التحقيقات العائدة إلى تفجير مرفأ بيروت من جهة، وتلك العائدة إلى الأحداث المُشار إليها، من جهة أخرى، بعيدًا عن فوضى الإتهامات الشعبوية والإتهامات المُقابِلة لها، وعن امتهان الكرامات وتركيب الملفات في حق الذين يُستدعَون أو يُساقون إلى التحقيق.
3 يشدِّد الآباء على أن ظروف البلاد المأساوية كانت تقتضي أن تتشكّل حكومةٌ في منأى عن التسييس، مهمتها الأساسية استجابة الشروط الدولية الموضوعة لمساعدة لبنان، ولا سيما البدء بتنفيذ الإصلاحات على كلّ صعيد. إنه من المُعيب حقًا تحوُّل التماسك الوزاري تعطيلاً للسلطة الإجرائية وزيادةً في شلل البلاد ونزيفها. وإن أبسط موجبات المسؤولية الوطنية الترفّع عن الخلافات السياسية والإقبال على العمل الدؤوب تنفيذًا للبيان الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه.
4 يدعو الآباء المسؤولين في الدولة الإسراع في ترميم العلاقات مع دول الخليج، وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والإستيراد معها. ويدعونهم إلى إيلاء الجانب المعيشي والحياتي للمواطنين الأولوية على ما عداه، بعد تفاقم أزمات المحروقات وما ينسحب عليها بما لم يعُدْ في استطاعة اللبنانيين تحمّله وبما يهدِّد الأوضاع الأمنية. ولنا في تفشّي السرقات وأصناف الإحتيال والسلب والنهب دليل كبير وخطير على ذلك، بالإضافة إلى نزيف الهجرة.
5 يشدّد الآباء على الأهميّة القصوى لإقامة الإنتخابات النيابيّة في مواعيدها، ويناشدون جميع المُخلِصين من ذوي المسؤولية الوقوف في وجه أيّة محاولات تعطيليّة لها، وصيانة حق الترشح والاقتراع باعتباره حقًا دستوريًا من شأنه الإسهام في إحداث تغييرٍ مطلوب في إدارة الشأن اللبناني العام.
6 دخلت كنيستنا مسيرة الكنيسة السينودسيّة الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية، وعنوانها: “شركة وشراكة ورسالة”. ويسأل الآباء أبناءهم وبناتهم الإنضمام بالصلاة إلى هذه المسيرة، وتلبية ما يطلب منهم رعاتهم من إسهامٍ في إنجاحها وتحقيق غاياتها التي تصبّ تمامًا في غايات الصالح المسيحي واللبناني العام.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الخميس 9 كانون الأول 2021
عقد المطارنة الموارنة يوم الخميس التاسع من كانون الأول ديسمبر ٢٠٢١ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يرفع الآباء شكرهم لله على زيارة صاحب القداسة البابا فرنسيس إلى قبرص، وعلى الترحيب الذي خصّه به، في كاتدرائية سيدة النعم- نيقوسيا، صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع سيادة راعي الأبرشيّة المطران سليم صفير وكهنتها وأبنائها والوفود الآتية خصّيصًا من لبنان. وإذ يشكرون قداسته على كلامه الذي توجّه به إلى لبنان وأهله بعاطفة أبوية، يعتبرون أن زيارته هذه جاءت للبنان أيضًا، آملين بتجسّدها عندنا قريبًا، ويضمّون صلاتهم إلى صلاته من أجل بلوغ بلادنا خلاصها. كما يرجون أن تؤدِّي اتصالات الكرسيّ الرسوليّ دوليًا إلى تحرّر لبنان من التجاذبات الإقليمية التي تكبِّل إرادته، ووضعه على سكة استعادة حرية قراره.
2 تابع الآباء بفرح كبير محطّات الزيارة الراعويّة التي قام بها صاحب الغبطة إلى جزيرة قبرص وقد بدأها بزيارة كلّ من فخامة رئيس الجمهوريّة السيّد نيكوس أنستاسيادس، وغبطة رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني. شملت الزيارة القرى المارونية المهجَّرة في شماليّ قبرص. ويضمّون رجاءهم إلى رجاء أبنائهم وبناتهم هناك، بأن تتوافر عودتهم الآمنة والكريمة إلى بيوتهم وأراضيهم بعد طول معاناة، بدأت سنة 1974. وشملت الزيارة أيضًا الرعايا القديمة والحديثة في الجزء الجنوبيّ من الجزيرة. وأثنوا على جهود سيادة راعي الأبرشيّة المطران سليم صفير ومعاونيه من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين، في ترتيب وتنظيم زيارة قداسة البابا الرسوليّة، وزيارة صاحب الغبطة الراعويّة.
3 يبدي الآباء ارتياحًا إلى بداية حلّ الأزمة مع المملكة العربية السعودية، بفضل التعاون القائم بين رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة السيّد إمانويل ماكرون ووليّ عهد المملكة الأمير محمّد بن سلمان، ويأملون عودة العمل المؤسساتي الدستوري الى مجلس الوزراء قريبًا، ويدعون المسؤولين المُخلِصين للوطن إلى فرض تماسكهم الأخلاقي والسياسي، ومتابعة السعي الى حل الأزمات السياسية والإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة التي تتخبط فيها البلاد، في وقت هو الأدهى ربما في تاريخ لبنان المعاصر، وقد هال الآباء بلوغ نحو 90% من اللبنانيين عتبة الفقر، وفق تقارير دوليّة مرجعيّة. وهم يترقبّون مع المجتمع الدولي صحوة ضمير لدى المسؤولين تُعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيُّد خصوصًا بالإصلاحات الضرورية المطلوبة لتعافيه.
4 يحذِّر الآباء مما يحكى عن مساعي من قبل بعض السياسيين لمنع حصول الإستحقاق الإنتخابي، الذي يُمثِّل حقًا أساسيًا للمواطنين في المساءلة والمحاسبة، وحاجة ملحّة لتداول الحكم على قاعدة النزاهة والجدارة والخبرة النبيلة في شؤونه. ويناشدون أهل التأثير السياسي الإيجابي والصحافة ووسائل الإعلام والقوى الحيّة في المجتمع المدني التركيز على هذا الواجب الدستوري في مواقفهم وتحليلاتهم، بحيث يتعزّز المناخ الديمقراطي الحر، وتغدو هذه الإنتخابات المطلب المصيري للتجديد المرتجى في العمل الوطني.
5 يراقب الآباء بقلق كبير عودة جائحة كورونا إلى اجتياح جديد للساحة اللبنانية عبر تصاعد أعداد الإصابات والوفيات. ويطالبون المسؤولين المعنيين باللجوء إلى معالَجات ذكية وحازمة تقي البلاد خطورة تفاقم الحال المرضية وسلبياتها على ما تبقّى من اقتصاد وتربية وما إليهما من مظاهر الحياة عندنا، كما يذكّرون المواطنين بضرورة التقيّد بالتدابير الوقائيّة المطلوبة.
6 تحتفل الكنيسة في الخامس والعشرين من هذا الشهر بعيد ميلاد السيد المسيح بالجسد من مريم العذراء في مغارة بيت لحم، آخذًا بشريتنا بكل ما فيها من ضعف، ما عدا الخطيئة، وأتم سر فدائنا بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات، مشركا إيانا بهذا الإنتصار. يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم للإستعداد لهذا العيد بالصلاة والتقشف ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وما أكثرهم في أيامنا، وأن يسألوا بصلواتهم طفل المغارة الذي دعاه الأنبياء ملك السلام، أن ينشر السلام في وطننا وفي هذه المنطقة التي عاش على أرضها، وفي العالم أجمع.