كنيسة القديسة مريم العذراء مسكنته للأرمن الأرثوذكس
تاريخ الكنيسة
كنيسة مريم العذراء وتُسمى كذلك مسكنته هي كنيسة للأرمن الأرثوذكس في وسط بغداد، يُعتقد أنها أقدم كنيسة في بغداد تعرف بأنها لا ترد طلبة أحد . تقع الكنيسة القديمة في ساحة الميدان قبالة شارع الرشيد. إذ قيل إنها أُسّست سنة 1639 الميلادية بعد أن وهبَ أرضَها السلطان مراد الرابع إلى أرمنيي بغداد
يلفت الأب كابرئيليان إلى أن الأرمن شيدوا كنيستهم على الأرض المهداة هذه وكرسوها باسم القديسة مريم العذراء ( مريم أنا ومعناه الأم مريم ) وقد تم ذلك في عام 1640 م.
في الكنيسة كوّة في زاوية بأقصى الجدار الشرقي، فيها علبة رخامية محتوية جزءاً من ذخيرة أربعين قديساً قُتلوا إبّان اضطهاد ديني وقعَ في بلدة سباستيا (سيواز حالياً) في بداية الانتشار المسيحي، يُعتقد أن كيورك نزريتان هو الذي جلبَ الذخيرة من سباستيا باعتباره من أبناء تلك الديار، ووضعها داخل الكوة المذكورة مع سلسلة مربوطة بالقوس والشبكة المعدنية التي تسد فوهة الكوة.
رُمّمتْ الكنيسة في عهد المطران أسوغيك غازاريان سنة 1970، وحين حُفرَ أساسها وُجدَ صندوق حجري ذو ثمان زوايا مزين بنقوش وزخارف جميلة، وغطاؤها محفور فيه كتابات بأحرف يشير السطر الأخير منها إلى عام 1639 ميلادية، وهذا دليل آخر قاطع بأن بداية تشييد الكنيسة كان في هذا التاريخ، وتحتوي هذه العلبة على ذخيرة الأربعين شهيداً من القديسين التي كان (كيورك نزريتان) قد جلبها من سباستيا ووضعت في كوة الجدار الشرقي للكنيسة.
ذُكر في موقع ديوان الوقف المسيحي أن كتابة تلك السنة دليل قاطع آخر على أن بداية التشييد كانت في تلك السنة، قال الأب ميسروب كابرئيليان أنه من المعروف أن كنيسة مريم العذراء هذه كانت الكنيسة الوحيدة في بغداد، إذ لم تكن حينئذٍ كنائس للملل والطوائف المسيحية الأخرى، فكانت الكنيسة مفتوحة الأبواب لكل الملل، وتُقدّم لكل ملة إمكانية القيام بشعائرها وطقوسها الدينية. وقد قيل إن الأرمن قد سُجلت طائفتهم في العراق رسمياً سنة 1638.
الكنيسة في بناية رقمها 193/5 في مقاطعة رأس القرية، في محلة 108 في منطقة الميدان مجاورة لبدالة باب المعظم السابقة.
منطقة كوك نزر
أما بالنسبة لمنطقة كوك نزر فأصل التسمية جاءت من اسم قائد مدفعية السلطان مراد الرابع الذي احتل بغداد في ليلة 24 كانون الأول ( عيد الميلاد الكاثوليكي ) في عام 1638 م وقائد المدفعية اسمه كيفورك نزار وعندما استعصت عليه أسوار بغداد صنع مدفعا ضخما دك به الأسوار فدخل السلطان منتصرا فأراد مكافئته , تطرق إلى سمع قائد المدفعية عن الأرمن المهجرين الذين هجرهم شاه عباس ألصفوي عام 1604 م والذين لا يملكون كنيسة يمارسون فيها طقوسهم العبادية فطلب قائد المدفعية أن تكون مكافئته بناء كنيسة للأرمن , وطلب منه السلطان أن يرمي قذيفة بالمدفع ويبني الكنيسة مكان سقوط القذيفة , وهكذا بنيت كنيسة مريم العذراء في منطقة الميدان الحالية وسميت المنطقة باسم كيفورك نزار , ولصعوبة النطق باسمه من قبل البغادة , تم تحوير الاسم إلى كوك نزر مع الأيام وهذه المعلومات موجودة وموثقة في أرشيف كنيسة مريم العذراء المذكورة أعلاه وفي وثائق وأرشيف مطرانيه الأرمن في ساحة الطيران , كما وثقها السيد عبد الكريم الحسيني في بحثه المعنون تراثيات وبغداديات المنشور في مجلة كاردينيا الثقافية .
حسب كتاب تاريخ كنيسة العراق
هذه الكنيسة من القرن السابع عشر الميلادي.. وليست الأقدم في بغداد مطلقـأً. ولكن المعلومة الأصح هي أن أقدم كنيسة في بغداد تحديدا وليس في العراق أن بعد وفاة الخليفة ابو جعفر المنصور تم في عام 775-785م بناء دار الروم وكنيستها وديرها الواقع في محلة دار الروم شرقي الصليخ الحالية، في الجانب الشرقي من بغداد وأصبحت هذه الدار بمثابة مركز مهما لمسيحيي الشرق عمومــأً والذي كان عددهم الأغلبية المطلقة في زمن الخليفة ابو جعفر المنصور.