أنواع التدخين
إن التدخين أكبر خطر على الصحة يواجه البشر اليوم. حيث يقتل التدخين أربعة ملايين شخص كل عام ويتوقع أن يصل العدد في عام 2020 الى 10 ملايين شخص يتوفون سنويا. وذلك بسبب الزياده السكانيه وزيادة بالتالي عدد المدخنين.
يسبب استخدام التبغ عند الانسان والحيوان إدمانا شديدا فمن بين كل مئة شخص يتعاطون التبغ فان ما بين 85% الى 90% يصبحون مدمنين على تعاطي التبغ. والنيكوتين في التبغ هو أهم ما يسبب الإدمان عند من يتعاطون التبغ بأنواعه.
تدخين السجائر
وهو الأكثر شيوعا في تعاطي التبغ وخصوصا بين فئة الشباب.
حيث يبدأ الشاب بمحاولة التجربة ثم لا يلبث ان يقع فريسة لإدمان التبغ (النيكوتين) الذي لا يستطيع له فكاكا،
وإن أدرك ضرره مبكرا فقد يكون في الإصرار على الإقلاع عن تدخين التبغ حينها إنقاذا لحياة الشاب. ومن الملاحظ أن هناك العديد من أنواع السجائر التي قد تتغير في مظهرها ولكن الضرر الكامن بها هو هو لا يتغير.
في كل يوم تظهر علينا شركات التبغ بصرعات جديدة في عالم السجائر محاولة بها جذب أكبر عدد من الضحايا ليقعوا فريسة لإدمان التدخين بينما تكسب هي المليارات من جراء ذلك.
فهناك السجائر المفلترة، وهناك السجائر قليلة النيكوتين، وهناك سجائر اللف، ومنها الملفوف بالورق الأبيض، ومنها الملفوف بالورق البني (ورق التبغ)، ومنها ذات الطعم العادي ومنها المحلاة بأنواع مختلفة من المذاقات، الى أخره من الهراء الذي يقصد منه الضحك على عقول الناس والحصول على المزيد من الكسب المادي ولو على حساب صحة وحياة المجتمع ومن فيه.
أما فيما يخص الأضرار الناجمة عن تدخين السجائر فهي بلا حصر، وفي كل يوم يكتشف المزيد من الأضرار على صحة الفرد وأهله والمجتمع. فلا يخفي ما في السجائر من أضرار على الجلد والفم والحلق والمرئ والمعدة والبنكرياس والرئة والقلب والشرايين والمثانة والثدي وعنق الرحم عند النساء،
وكذلك المخ والأعصاب. فكل هذه الأعضاء معرضة للإصابة بالأدواء والعلل المختلفة نتيجة التدخين. وأهم هذه العلل السرطان، وأمراض القلب والشرايين والرئة، ثم الإدمان على التدخين الذي قد لا يستطيع معه بعض المصابين بآفة التدخين فكاكا. وللمزيد من التفصيل عن أضرار التدخين يرجى تصفح الموقع.
تدخين السيجار والغليون
وهذه الآفة هي الأخرى لا تقل خطرا ولا ضررا على صحة من يتعاطونها وهي من الآفات المتفشية أيضا وخصوصا بين فئة كبار او علية القوم في مجتمعاتنا العربية للأسف الشديد حيث ينتظر من علية القوم في المجتمع ان يكونوا وان يبرزوا القدوة الحسنة لا ان يقعوا هم أنفسهم ضحايا آفة التدخين بل وأكثر من ذلك فقد نذر الكثير منهم نفسه للدفاع عن هذه الآفة ومن يروجونها في مجتمعاتنا من أمثال شركات التبغ.
ويقف بعضهم حجر عثرة في طريق القضاء على هذه الآفة من خلال استخدام سلطتهم ونفوذهم في إعاقة أي جهد من شأنه ان يحد من انتشار او تغلغل نفوذ شركات التبغ في دولنا ومجتمعاتنا العربية.
أما عن أضرار تدخين السيجار أو الغليون على الصحة فلا يقل سوءا عن تدخين السجائر على عكس ما قد يظن البعض من أن السيجار أقل خطرا من تدخين السيجارة نظرا لأن مدخن السيجارة يدخن من 20 الى 40 سيجارة في اليوم الواحد بينما يقوم مدخن السيجار بتدخين سيجار واحد الى 3 سيجارات يوميا، ولكن الحقيقة تبين ان السيجار الواحد في المعدل يحتوي من النيكوتين والقطران أكثر مما تحتويه علبة سجائر كاملة كذلك يحتوي السيجار الكبير الحجم على 40 ضعفا من مادتي النيكوتين والقطران بالمقارنة مع الكمية من هذه المواد في السيجارة الواحدة.
إذا فتدخين السيجار بشكل منتظم وإن كان العدد المدخَن في اليوم الواحد قليل إلاَََ أن كمية المواد السامة والمسرطنة توجد بتركيز عالٍ وخطير في السيجار. هذا فضلا عن ان نسبة الوفاة من سرطانات الفم والحلق والمريئ عند من يدخنون السيجار تزيد الى 10 أضعاف بالمقارنة مع غير المدخنين.
تدخين الشيشة والأرجيلة والمعسل
قد يكون شائعا بين الناس ان تدخين الشيشة او الأرجيلة أقل خطرا وضررا بالمقارنة مع تدخين السجائر، ولكن الحقيقة الثابته هي ان الشيشة الواحدة تعادل ما يقرب من 50 الى 60 سيجارة.
أو أن التدخين بالشيشة في جلسة تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات يعادل تدخين 25 سيجارة تقريبا. لذلك ينبغي ان لا ننخدع بالمعلومات المغلوطة التي تروجها الدعايات وشركات التبغ. فالشيشة او الأرجيلة هي الأكثر خطرا على صحة الإنسان.
وهناك أنواع مختلفة من الشيش تختلف في أشكالها ومكوناتها، ولكن لا تختلف أبدا في ضررها وأذاها. ومنها المعسل هو تبغ يضاف اليه الدبس، والجراك وهو تبغ تضاف اليه مجموعه من الفواكه المتعفنه، وأما الشيشه المحلاة فهي تحتوي على التبغ وأنواع خاصه من الفواكه كالمشمش مثلا. ونتيجه وجود بعض المواد السكريه المتخمرة فإنها تتحول الى مادة الكحول وبذا تتسبب في ايجاد السطله المطلوبه عند التخين وإن لم تصل الى حد الاسكار.
ومن المؤسف أن تنتشر الشيشة بين السيدات اللاتي لا يخجلن من تعاطي هذه الآفة علنا في المقاهي وفي المنازل وفي المناسبات.
ومن المخاطر الصحية الناجمة عن تدخين الشيشه وكذلك الجوزه وما شابهها ما يلي:
يعتبر تدخين الشيشه سبب رئيس للإصابة بسرطانات الشفاه والفم والحلق، وكذلك يؤدي تدخين الشيشة الى حدوث سرطانات الرئة والمرئ والمعدة المثانة. تبغ الشيشه ملوث بالمبيدات والمعادن الثقيلة والسموم الفطريه. وتسبب الشيشه انتشار ميكروب الدرن المسبب لمرض السـل وتساعد على انتشاره بين المدخنين نتيجه لقيام أكثر من مدخن بالتناوب على نفس الشيشه، وكذلك تصيب العدوى أيضا غير المدخنين ممن يخالطون المدخنين. والشيشة مصدر من مصادر تلوث الأجواء بالدخان والغازات السامة كأول أكسيد الكربون. كذلك فإن إقدام الأمهات الحوامل على تدخين الشيشه أثناء فترة الحمل غير مدركات لأثرها الضار على الجنين يؤدي الى تناقص وزن الجنين, كما يعرض الأجنة الى الإصابة بأمراض تنفسية مستقبلا، أو الى حدوث الموت السريري المفاجئ بعد الولادة.
تخزين أو مضغ التبغ في الفم
يتم استهلاك التبغ الممضوغ والخالي من الدخان عن طريق الفم، فهو تدخين ولكن بلا دخان. حيث يقوم متعاطي هذا النوع من التبغ بمضغ التبغ -الممزوج بمواد أخرى- في الفم لفترات قد تطول احيانا
في حين تتغلغل عصارة التبغ الى داخل الجسم وتنتشر عن طريق الدم الى أجزاء الجسم المختلفة، ويشعر بعدها متعاطي التبغ بالتأثير المطلوب.
ويمكن كذلك تعاطي التبغ عن طريق تخزينه في تجويف الفم لمدة طويلة حيث يتم امتصاص عصارة التبغ كما في الحالة السابقة. وهذه الطريقة من تعاطي التبغ لا تقل خطورة في ضررها على الجسم عن طريقة تعاطي التبغ عن طريق التدخين. حيث ان مكوث التبغ في تجويف الفم لفترات طويلة وبشكل متكرر يعرض الأغشية المبطنة للفم والحلق الى أضرار التبغ وأهمها وأخطرها هوالإصابة بسرطان الفم والحلق،
حيث ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان عند هؤلاء بأكثر من 50 ضعفا بالمقارنة مع غير المتعاطين للتبغ. ومن أهم المواد المسرطنة في هذا النوع من التبغ هي مادة النايتروزامين (N-nitrosamines). كذلك فإن تعاطي التبغ بهذه الطريقة يؤدي الى إدمان التبغ. هذا عدا الإصابة بتلوين وتسوس الأسنان، كما يسبب أيضا ضمور وتشوه اللثة وتعرضها للإلتهابات المختلفة.
كما تزيد عند متعاطي التبغ الممضوغ نسب الإصابة بأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وكذلك القرح المعوية.
وهكذا يتبين لنا ان اختلاف أشكال التدخين والتبغ لا يلغي ضرره البته، وأن التدخين مهما اختلف في مظهره فإن جوهره واحد وهو الإدمان والأمراض والعلل والموت المبكر وإهدار المال والحياة سدى. فالعاقل الكيس من تدارك نفسه وأنهى صلته بهذه الآفة للأبد.
Discussion about this post