أيقونة قطع رأس يوحنا المعمدان
يوحنا المعمدان هو آخر الأنبياء وأول الرسل، وهو موضع تكريم خاص في الكنيسة كنبيٍ، وكمعمِّدٍ وكسابق، ويشغل المكان الأول بعد والدة الإله في اجتماع القدّيسين. ولهذا السبب نرى السابق ووالدة الإله يحيطان بالرب يسوع في إيقونة الشفاعة.
كان القدّيس يوحنّا سابقًا للمسيح، أَيّ الذي أتى قَبلَهُ مُباشَرَة، فكانَ يقول: “لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ” (يوحنا ٢٨:٣). لذلك نشاهِدُ أيقونَتَهُ مَوضوعَةً عَلى الإيقونسطاس، على الجانِبِ الأَيسَرِ لأَيقونَةِ الرَّبّ.
يظهر القديس يوحنا في الأيقونة بجناحين لسببين أولهما: تَصِفُ الليتورجيّةُ يوحنّا بأنَّه يُماثِلُ الملائكةَ بِعَيشِه في القَفر. فَنَجِدُهُ مِثالًا للرهبانِ والنسّاك والزاهدين، وصَوتٌ صارخٍ يَدعو إلى التَّوْبَة، وَمُبَشِّرٌ بِالحَقِّ شُجاعًا دونَ تَردُّدٍ أو مُوارَبَة، ومُوَبِّخٌ للملوكِ عَلانِيَّةً بِغَيرَةِ النبيِّ إِيليّا.
ثانيهما لأنه يُلَقَّب أيضًا بـِ “ملاكِ الصَحراء”، ارتباطًا بِما تنبَّأّ بهِ مَلاخي النَبيّ عنهُ (ق ٥ ق م): “هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي”(ملاخي٣:١).
نجد في أيقونة هذا القدّيس: رشاقَةُ قامتِه تشيرُ إلى صَومِه وزُهدِه. فَقَد كانَ طعامُه جَرادًا وَعَسَلًا بَرِّيًا؛ وله وجهٌ ذو طابعٍ نسِكِيٍّ يُشيرُ إلى جهادِهِ في البَريَّة، وكَذلِكَ ثيابُهُ التي كانت مِن وَبَرِ الإِبل.
كما تُظهرُهُ الأيقونة حامِلًا رَأسَهُ المقطوع، كأسَ خَلاصهِ وفَخرَه ونرى رأسه مقطوعًا لأنّه استشهد من أجل الحق الذي هو المسيح. يوحنا لم يساوم على إعلان الحق وأعلن لهيرودس خطيئته جهارًا. . ويُمكِنُ أن نشاهدَهُ أيضًا مع جَناحَين على ظَهرِهِ كالملاك.
هو لا يكفّ عن الإعداد لمجيء السيّد فينا. يحمل رسالة التبشير بالمسيح الإله الظاهر في الجسّد، الرافع خطايا العالم والمانح إيانا الرحمة العظمى في كلّ جيل ولكلّ جيل. “أعدّوا طريق الرب. أجعلوا سبله قويمة” داعيا للتوبة.
خُلاصة:
قَد لا نستطيعُ أن نُماثِلَ عيشةَ القدّيس يوحنّا المَعمَدان في البَرِيَّة، ولكِن يُمكنُنا بكلِّ تَأكيدٍ أَن نُماثِلَ سيرتَه المَلائكيَّة، بِحَملِنا جَناحَين هما: جَناحُ الصِّدقِ الذي تَمتَّعَ بِه، وَجَناحُ التَّوْبَةِ التي دعا إِلَيها.
No Result
View All Result