دير فاتوبيدي الكبير المقدس
يحتلّ المرتبة الثانية في التسلسل الهرميّ للاديرة في جبل آثوس ( اليونان)، من حيث عدد رفات القدّيسين التي يملكها، منها اذن القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم، الى جانب ذلك، يسكن الدير حاليّا حوالي المئة راهب، وبين الرّهبان القدّيسين الاربعين الذين نسكوا في هذا الدير، أكبر لاهوتيّ في الكنيسة الارثوذكسيّة القديس غريغوريوس بلاماس.
♱ تاريخه
بنى هذا الدير ثلاثة رهبان في القرن العاشر،هم أثناسيوس نيكولاس وأنطونيوس من مدينة أدريانوبل (تعرف اليوم بأدرنة في تركيا). واستمرّ بناء ابنية الدير حتّى القرن التاسع عشر، وهو عبارة عن تجمّع ضخم من الابنية، مصمّم على شكل مثلّث.
♱ تصميمه ومحتوياته
في وسط الفناء الواسع للدير، توجد الكنيسة الرئيسيّة التي تحوي أهم الايقونات الجداريّة الفسيفسائيّة الموجودة في الجبل المقدّس. أمّا الدير فيضمّ مخطوطات، أواني وأدوات كنسيّة لا تقدّر بثمن، منها زنار والدة الاله المقدّس وهو أقدم وأهمّ الموجودات ويتمتّع بقدرة خاصّة على معالجة النساء العقيمات، حيث تنبعث منه رائحة طيِّبة ويجري به العديد من العجائب. كما يتميّز الدير بثماني ايقونات عجائبيّة للسيّدة العذراء وأشهرها أيقونة العذراء بارميثيا اي المعزّية من القرن الرابع عشر، تظهر فيها وهي تمسك يد الطفل يسوع.
✥ أيقونة العذراء المعزية
أنه عندما اقتربت عصابة لصوص من الدير من اجل نهب ثرواته والفتك برهبانه عندها كان الرهبان في قلاليهم بينما رئيس الدير بقي في الكنيسة ..سمع صوتا يقول له :
لا تفتحوا اليوم ابواب الدير بل اصعدوا الى السور واطردوا اللضوض فارتعب وذهب لمصر الصوت وكانت هي الايقونة التي بدت له وكأن والدة الاله والطفل يسوع احياء فمد الطفل يسوع يده الى امه مديرا وجهه اليها قائلا :
لا يا امي لا تقولي لهم بل دعيهم يعاقبون لكن العذراء مريم امسكت يد ابنها معيدة قولها الى رئيس الدير محولة وجهها الى الجهة اليمنى ..على الفور نادى الرهبان وقصّ عليهم ما قاله الرب يسوع والعذراء بسبب كسلهم وتوانيهم في الحياة الرهبانية فشكروا الرب يسوع لانه رحمهم والعذراء مريم لحمايتهم .
★ ملاحظة:
حسب السنكسار الأرثوذكسي، أن زنار والدة الاله المقدّس الذي اعطته للرسول توما بعد موتها ورفعها للسماء والذي كان في القسطنطينية موجود في هذا الدير، وتحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية في 31 أب من كل عام.