كنيسة الصليب المقدس
كنيسة الصليب المقدس
كنيسة الصليب المقدس هي كنيسة رومية أرثوذكسية في حي القصاع وهي واحدة من الكنائس المشهورة في مدينة دمشق بسوريا.
فى البداية، كان المكان، خارج أسوار دمشق، كان فيه دير قديم للصليب المقدس. ابتدأ العمل فى بناء الكنيسة جديد ومباني الرعية فى سنة 1927. انتهى البناء فى سنة 1932.
صنع الأيقونسطاس الرخامي المثير للإعجاب فى سنة 1936. وتحتوي الكنيسة على الكثير من الأيقونات واللوحات ذات الطراز اليوناني والسوري والروسي والغربي.
تعدّ كنيسة الصليب المقدس الكنيسة الثانية في دمشق بعد الكاتدرائية المريمية. وتقع في الحي المسيحي المحدث منذ أواخر القرن التاسع عشر خارج أسوار دمشق. أقيمت في موقع دير الصليب المقدس الذي يعود إلى القرون المسيحية الأولى، لذا يدعى الموقع “بستان الصليب” تكمن أهمية هذه الكنيسة بكونها مقراً لأربع رعايا يقدّم الخدمات الروحية بكثافة لهذا التجمع المسيحي الكبير، بالإضافة إلى أنها مركز رئيس من مراكز تجمّع الشباب الأرثوذكسي.
رفع الأرشمندريت أثناسيوس كليلة رئيس جمعية القديس غريغوريوس كتاباً برقم 282 تاريخ 4 تشرين الثاني 1927 إلى المجلس الملي يرجو فيه الموافقة على البدء ببناء مقر للأيتام في بستان الصليب بالتفاوض مع شريكتها جمعية يوحنا الدمشقي، لأن ميتمها الحالي الذي سبق وأقامته في زقاق الآسية في أحد دور الوقف (العائد لدير سيدة صيدنايا) غير صحي ولا يناسب غاية الجمعية، لا سيما وقد ساءت صحة بعض الأطفال اليتامى، ويرجو تأليف لجنة مختلطة من الجمعيتين لوضع مخطط البناء، علماً بأن حصة جمعيته تبلغ 75 قصبة مساحةً. ووافق المجلس الملي على إقامة المشاريع الثلاثة وهي الكنيسة والمدرسة والميتم، لا سيما وأن المحسنين الراغبين ببناء غرف في الميتم بدؤوا يتضجرون من مرور الزمن بغير طائل. وسمح المجلس بتأليف لجنة من رئيسي جمعيتي القديس يوحنا والقديس غريغوريوس تحت رئاسة السيد أمين ملوك لجمع الأموال لصالح المشاريع الثلاثة. على أن يتم تأمين أولاد الميتم في الطابق الأول من الميتم وبناء طابق أول في المدرسة، ومن ثم يتم تحويل كل ما يرد لصالح بناء الكنيسة.
وبدأ البناء في هذه المشاريع: فبوشر أولاً بالمدرسة والميتم، وتابعت الرعية بناء الكنيسة بكل همة، فبُنيت الأساسات من تبرعات المحسنين، ومن أموال كل الرعية التي اكتتبت بمبالغ بسيطة، وكثيرون من أفرادها ساهموا بجهودهم وبعملهم اليدوي. انتهى بناء هذه الكنيسة عام 1932م وتعد من حيث المساحة، الثانية في دمشق بعد الكاتدرائية المريمية. ونقش تاريخ بنائها بالعربية واليونانية على رخامة فوق بابها الرئيس.
بنيت الكنيسة على شكل الصليب حيث لها باب رئيس من جهة الغرب إضافة إلى باب يميني وآخر يساري. وجادت أكف المحسنين بالرغم من فقر معظمهم لإظهار جمال هذه الكنيسة.
بني الأيقونسطاس الرخامي سنة 1936م. وهو يحتوي على ثلاثة أبواب ملوكية لها أربعة أبواب فرعية والعديد من الأيقونات الكبيرة والصغيرة. ضمّت الكنيسة في تاريخها الكثير من الأيقونات من مدارس فنية متنوعة: السورية والبيزنطية والروسية والرومانية مع أيقونسطاسات رخامية فخمة على المحيط الداخلي، إضافة إلى أعمدتها وإلى ملحقات إضافية وأثاث خشبي محفور ومتقن.
كنيسة الصليب المقدس بدمشق من الكنائس الكلاسيكية الرومية وهي من الطراز الرومي الذي ظهر في القرن السادس المسيحي، وهو ما يعرف بالتصميم الفرنجي، وفيه تعلو قبة مركز تقاطع أضلاع الصليب المتساوي الأضلاع. هو نمط معماري مقتبس من البازيليكي الروماني (المعابد الرومانية) التي تتميز بكونها مساحة مستطيلة مقسمة بواسطة مجموعة من الأعمدة إلى ثلاثة اروقة أكثرها اتساعاً الرواق الاوسط، وتكون هذه الأروقة عمودية على هيكل الكنيسة وفيها المائدة والمذبح المقدسين وحنية الهيكل في صدر الهيكل او قدس الاقداس.
كنيسة الصليب المقدس من أقدم الكنائس
«كانت المناطق خارج سور “دمشق” القديم مناطق زراعية تحيط بالمدينة، ومع التزايد السكاني داخل المدينة اضطر المماليك للتوسع العمراني خارج السور فضموا عدة مناطق لدمشق، كما قام الأتراك العثمانيون بالتوسع الثاني للمدينة، وفي أواخر القرن التاسع عشر ضاق القسم المسيحي للمدينة بسكانه، فكان لهم التوجه إلى منطقة “باب توما” وبدء الانتشار العمراني فيها،
خاصةً أنها كانت تعتبر منطقةً شبه تجاريةٍ، ومما ساعد في ذلك هو وصول بعثتين إلى “سورية” الأولى في أوائل عام 1902م والتي قامت ببناء المشفى “البريطاني” المسمى حالياً “مشفى الزهراوي”، والثانية في أواخر العام نفسه وهي فرنسيةٌ طبيةٌ قامت ببناء المشفى “الفرنسي”»، هذا ما ورد عن المؤرخ “قتيبة الشهابي”.
وفي حديثٍ لنا عن تلك المرحلة في تاريخ 25/02/2009م حدثنا المؤرخ وعضو إدارة ميتم كنيسة الصليب المقدس “د.جوزيف زيتون” قائلاً: «كان المسيحيون في “دمشق” رجالَ حرفةٍ ولم يكونوا تجاراً لذلك كانوا فقراء ولكن بيوتهم كانت جزءاً من الجنة أو تحفةً فنيةً، ولكن عندما ضاقت البيوت بالأحفاد حاولوا الخروج والاستقلال، فلم يكن أمامهم سوى أحد خيارين فإما التوجه نحو منطقة “باب شرقي” وهي منطقة مقابر والطبيعة الإنسانية تأبى السكن قرب المقابر، أو أن يتوجهوا نحو منطقة “باب توما” وكان هذا، وبما أن قاعة الصليب المقدس الثقافيةمعظمهم من الفقراء فقد انتشرت في المنطقة المساكن الشعبية على شاكلة المنازل الأساسية التي سكن بها آباؤهم وأجدادهم ولكنها أصغر حجماً.
ولكن بعض الأغنياء بنوا بعض القصور في المنطقة مثل “فيلا اليس”، كما قام السكان بإنشاء بعض النوادي الرياضية “كنادي الغساني ونادي الهومنمن”، وبذلك أصبحت المنطقة مسماةً “بالمدينة المزيفة”، ومع تزايد العدد السكاني في المنطقة أصبح من الضروري بالنسبة للمؤمنين بناء كنيسةٍ تجمعهم، بالرغم من أن بعضهم جعل منزله كنيسةً بديلةً مصغرةً، وقد بنيت هذه الكنيسة من تبرعات المواطنين».
وفي حديثٍ عن سبب تسمية الكنيسة قال لنا “د.زيتون”: «في القرن الخامس الميلادي وقبل السيطرة الإسلامية كان في هذه المنطقة ديرٌ رهبانيٌ اسمه “دير الصليب المقدس” واندثر هذا الدير مع مرور الزمن وأصبحت مكانه أرضٌ زراعيةٌ اتخذت اسم الدير، ومع توزيع الملكيات أصبحت هذه الارض ملكيةً لبعض المسلمين، ثم أقام موقع الكنيسة على خارطة “دمشق”مسيحيوا المنطقة جمعيةً أسموها “جمعية الميتم” وهي جمعيةٌ دينية إضافةً إلى “جمعية القديس يوحنا الدمشقي” وهي جمعيةٌ علميةٌ، كلٌ من الجمعيتين قامت بجمع التبرعات وشراء أرض الصليب وتم ذلك بمباركةٍ من “البطركية العليا” أو ما يسمى “بالمجلس الملّي”، وتزامن ذلك مع وضع حجر أساس الميتم في عام 1928م، وتم وضع أساسيات البناء في عام 1932م وتأخر إتمامه حتى عام 1936م بسبب قلة التمويل الذي تم دعمه بواسطة المغترب خارج القطر “سابا صعبية”، ولأجل المصادفة فقد كان أول من جنز في الكنيسة هو السيد “سابا”، فزودت الكنيسة بأيقوناتٍ من تبرعات المؤمنين إضافةً لأيقوناتٍ من المدرسة الكلاسيكية وهذه الأيقونات تحمل سماتٍ رومية (كلاسيكية) وروسية ومحلية».
وعن تحديث البناء والتطورات التي حدثت عليه وعلى أقسام الكنيسة يضيف “د.زيتون” قائلاً: «في الستينيات بني للكنيسة برجان يسارها وهو “البرج الجرسي” ويمينها وهو “برج الساعة”، كما بني في عهد البطركية الحالية قاعةٌ في منطقة أساس البناء في القبو وهي “قاعة الصليب المقدس” يقام فيها ندواتٌ حواريةٌ ثقافيةٌ ووطنية، والكنيسة عبارةٌ عن ثلاثة أقسامٍ هي (أيقونسطاس “ساتر الهيكل” وحامل الايقونات ويكون في صدر الكنيسة إضافةً إلى قاعة الصلاة يفصل بينها تيجانٌ تحملها أعمدةٌ ضخمةٌ».
ويضيف “د.زيتون” عن دور الكنيسة وأهميتها بقوله: «تخدم الكنيسة خمس “رعايا” برقعةٍ تتجه من “باب توما” جنوباً إلى “ساحة العباسيين” شمالاً، ومن منطقة “شارع بغداد” غرباً إلى منطقة “سوق الهال الجديد” شرقاً، و”الرعية” هي عبارةٌ عن تجمعٍ سكانيٍ يرعاهم كاهنٌ يتبع للكنيسة. تعتبر الكنيسة أنها المرجعية القاعدية الثانية بعد الكاثدرائية المريمية وهي من أكبر الكنائس في سورية، وبعد أن كانت شبه مختبئة أصبحت ظاهرة بعد شق الطريق القادم من “ساحة العباسيين باتجاه الزبلطاني” وشق طريق “القصاع”».
جمعية القديس غريغوريوس الارثوذكسية لتربية الايتام ورعاية المسنين
– تأسست هذه الجمعية في 30 كانون الثاني عام 1912، واتخذت اسمألها ، تيمناً بشفيع البطريرك الأنطاكي غريغوريوس حداد ، وكانت أهدافها تتعلق بالتسبيح وتعليم الأيتام في دمشق .
– وضع المؤسسون وصية المحبة نصب أعينهم ، وتصدوا بإمكانياتهم البسيطة لتحقيق هدفهم في تربية الأيتام ، وكان في مقدمتهم المطران استفائوس مقبعة .
– ومنذ تأسيسها لم تتمكن الجمعية من اقتناء بيت لها ، وكانت تعقد اجتماعاتها في بيوت أعضائها ، أو في دار البطريركية ، وكانت تقوم بالإنفاق على الأيتام تعليمياً وتربوياً وهم في منازل ذويهم ، بالرغم من المجاعة التي رافقت للحرب العالمية الأولى .
بعد الحرب العالمية الاولى
– وفي عام 1918، استطاعت الجمعية إيجاد مقر لها في أحد المنازل في حي الجوانية ، واستقبلت فيه الأيتام إقامة وتدريساً وتعليماً حرفياً .
– بدأ المهاجرون الدمشقيون يرسلون بعضاً من التبرعات إلى الجمعية، مساهمة منهم في نفقات ميتمها ، بالإضافة إلى ما كان الدمشقيون المقيمون يقدمونه لها من إحسانات ، كما وقف بعض المحسنين عقاراتهم ( من منازل ومحلات) للإنفاق على هذا المشروع الخيري ، وكما قامت الجمعية ببعض الأنشطة الثقافية التي درت عليها بعض الواردات .
– في تموز 1928 وبعد طول انتظار، وبعد أن أكملت الجمعية شراء عقارها الحالي في بستان الصليب – عمارة أقصاب رقم 256 /3، تم وضع حجر الأساس للبناء الحالي (القديم) بهمة رئيسها المثلث الرحمات الأرشمندريت كليلة (لاحقاً المطران أثناسيوس كليلة) وأعضاء الجمعية، وذلك في عهد المثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس حداد ، وبنيت فيه الطبقة الأرضية كدار للأيتام وإدارة شؤونهم.
دار رعاية المسنين
– وفي عام 1958 أضافت الجمعية إلى هدفها الرئيسي (تربية الأيتام)، هدفاً رئيسياً ثانياً وهو رعاية المسنين من الجنسين ، كما قامت ببناء الطبقة الثانية، وذلك في عهد رئيسها المرحوم حنين جبران بدرة ( . (1959- 1957
– وتم إشهار الجمعية برقم 88 وبتاريخ 14 – 10 – 1959 ونشر نظامها في العدد 47 من ملحق الجريدة الرسمية الصادر في 29 – 10 – 1959.
– وفي 21 من أيلول عام 1961، تم تدشين دار رعاية المسنين من قبل المثلث الرحمات البطريرك ثيوذوسيوس أبو رجيلي ، وكان رئيسها أنذاك المرحوم عبد الله متري صالومة (1959 – 1970).
دار رعاية المسنين الجديدة
– وفي عام 2001 بدأت الجمعية برئاسة رئيسها السيد جورج نشواتي بوضع خطتها الطموحة بإشادة دار جديدة لرعاية المسنين ، موضع التنفيذ ، حيث تم قبيل منتصف عام 2002 المباشرة بتنفيذ هذا المشروع الحيوي على المحضرين 675- 676، وأنجز إكساؤه في شباط 2006، وتتسع الدار ل(60) نزيلاً من
الجنسين .
– ولم يكن أمام الجمعية لإنشاء هذا الصرح ، إلا التضحية بحديقة الدار الخارجية الجميلة، التي كانت تشكل منتزهاً للنزلاء المسنين وملعباً للأولاد ، ومن الجدير بالذكر بأن مناقصة إشادة هذا البناء قد رست على الصديق المهندس فؤاد سالك .
– ومن الأهداف المستقبلية ، مشروع دار رعاية الأولاد وهو مشروع مستقبلي طموح يسعى لتنفيذه ، كبناء حديث للأولاد يستوعب 60 يتيماً، وسيشاد على الموقع الأساسي للجمعية في البناء القديم الموصوف بالمحضر 256 .
– وأما أقسام دار رعاية المسنين الحديثة فتتألف من :
طبقة أرضية ، وثلاث طبقات عليا، وقبو عدد 2.
تضم الطبقة الأرضية المكاتب الإدارية ، وقاعة كبرى للإستقبال ، مع قاعة الطعام التي تتسع 75 شخصاً.
– تتماثل الطبقتان الأولى والثانية إذ تضم كل منهما ثلاثة أجنحة ، وأربع غرف بسرير واحد ، وسبع غرف بسريرين ، وجميعها مجهزة بحمامات فردية ، وغرفة للمشرفة، وقاعة لائقة لاستقبال الزوار بإطلالة جميلة على الشارع مزودة بزجاج مزدوج لمنع الضجيج .
– تضم الطبقة الثالثة سبعة أجنحة مع غرفة واحدة مزدوجة ، إضافة إلى غرفة المشرفة وقاعة الاستقبال .
– يضم القبو الأول قاعة كبرى للمناسبات العلمية والثقافية والاجتماعية ، ولها مدخل مستقل من الشارع، ومطبخ مركزي حديث جداً ، ومستودعات ، وبرادات ، وغرف غسيل وكوي .
– ويضم القبو الثاني مرآباً يتسع لثماني سيارات ، إضافة إلى مستودعات وغرف التدفئة والتكييف ومولدة الكهرباء الاحتياطية . بالإضافة إلى مصعدان، سعة كل منهما عشرة أشخاص ، ومصعد للخدمات .
جمعية القديس غريغوريوس الارثوذكسية لرعاية المسنين
جمعية القديس غريغوريوس الارثوذكسية لتربية الايتام