أيقونة سيدة الأحزان السبعة
الأيقونة ذات سبعة سيوف ولها اسم آخر – “تليين قلوب الشر”. بدأ هذا التكريم في القرن الثالث عشر ويُحيي ذكرى الأحزان التي احتملتها أم الله العذراء بسبب آلام وموت ابنها الإله. وقد درجت العادة على أن تصوَّر سيدة الأحزان في الأيقونة وقلبها مطعون بسبعة سيوف، أذ أن كل سيف يدل على واحد من الاحزان أو الأوجاع الرئيسية التي اخترقت قلب العذراء الكلية القداسة اثناء حياتها على الارض.
♱ قصتها
جاءت هذه الايقونة من الجزء الجنوبي الغربي من روسيا وهي مكرّمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية ايضا. أمّا عن أصل الايقونة فتأتي ممّا تنبأ به القديس سمعان الشيخ عندما حمل الرب يسوع بين ذراعيه وقال للعذراء مريم:
«ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، ولعلامة تقاوم وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة».
هذه القصة ، بلا شك ، لا يؤخذ بها فيما يتعلق بالتقليد المسيحي الأصلي. لكن هذا لا ينتقص من أهميتها الأخلاقية في الكنيسة الأرثوذكسية كملكة السماوات والأم الروحية لجميع المسيحيين .
♱ رموزها
بهذه الايقونة يتم تصوير أم الله وحدها وقد اخترقت سبع سيوف، ترمز إلى ملء مرض القلب والحزن الذي تعاني منه مريم العذراء على الأرض.هذه السيوف السبعة تنقل نبوءة سمعان،لأن هذا العدد في الكتاب المقدس يميز اكتمال شيء ما. أما الاحزان السبعة فهي:
– الوجع الأول – نبوءة سمعان الشيخ.
– الوجع الثاني – هروب العذراء مع يسوع الطفل ويوسف إلى مصر
– الوجع الثالث – فقدان يسوع في الهيكل عندما كان في الثانية عشرة من عمره
– الوجع الرابع – لقاء مريم بيسوع حاملاً صليبه على طريق الجلجثة
– الوجع الخامس – عند أقدام الصليب
– الوجع السادس – تسلم مريم لجسد ابنها يسوع الميت والمطعون بحربة .
– الوجع السابع – دفن يسوع في القبر.
✥ رمز “تليين القلوب الشريرة”
له تفسير آخر السبعة السيوف ، التي نقلت من خلاله امتلاء حزن والدة الله ، ولكن ليس بسبب ألم الابن المصلوب على الصليب ، ولكن بسبب خطايانا. يرمز الرقم سبعة إلى عدد المشاعر الشريرة الرئيسية لشخص ما ، ينعكس من الألم في صدره. لكنها مستعدة لأن تطلب من ابنها كل من يطلب شفاعتها المقدسة.
✥ شفاء الفلاح من فولوغدا
وفقا لأسطورة متدينة ، يقال أنه تم اكتشافها من قبل فلاح من فولوغدا في بدايـة القـرن الثامـن عشـر، الذي كان يعاني من مرض خطير وشلل جزئي. لم يستطيع الاطباء علاجه,رأى رؤيا تطلب منه تسلّق برج الجرس من الكنيسة المحلية للقديس يوحنا اللاهوتي وأخذ الايقونة من هناك. بالطبع ، رجال الدين في الكاتدرائية لم يأخذوا هذه الرؤيا على محمل الجد ورفضوا طلب الرجل المسن مرتين ، وهم يعلمون جيداً أنه لا توجد أيقونات هناك. لكن الفلاح كان مثابرا ، وفي النهاية سُمح له بالذهاب إلى الجرس ليتأكد من غموض كلماته. ومع ذلك ، بالكاد ارتفع إلى القمة حتى وجدها والتي كانت بمثابة خطوة على الدرج. تم على الفور تنظيف الصورة ونتيجة لذلك شُفي الفلاح تماما. ومنذ ذلك الوقت حدثت معجزات كثيرة من الأيقونة ولكن للأسف تم فقد الايقونة الاصلية .
عُرضـت الايقونـة منذ ذلك الوقـت في كنيسة القديس يوحنا اللاهوتي، في المدينـة، قبـل أن تنتقـل الـى موسـكو فيمـا بعـد وينسـب أهـل فولوغـدا إليهـا شفاءهـم مـن وبـاء الكوليـرا، عام ١٨٣٠.
★ ملاحظة:
تعيـد لهـا الكنيسـة الروسـية في ١٣ آب، أما الكنيسة الكاثوليكية فتعيد لها في تعيد لها في ١٥ أيلول، وفي الآونـة الاخـيرة تنتـشـر هـذه الايقونـة فـي أوسـاط المؤمنـيـن الـروس بشـكـل لافـت.