على ارتفاع ما بين 720 و 850 مترا عن سطح البحر تقع قرية عين ابل فوق مجموعة من الهضاب و السفوح في قلب ما كان يعرف ببلاد بشارة.
منفتحة على افق دائري بالغ الاتساع ، تحيط بها بلدات بنت جبيل وعيناتا وكونين والطيري من الشمال، ورميش وعيتا الشعب من الجنوب، وبلدات حانين ودبل من الغرب، وبلدات يارون ومارون الراس من الشرق تلة “ام النور” المعروفة منذ القدم بهذا الاسم، تقع في منطقة ضهر العاصي على مدخل عين ابل الشمالي. ترتفع تلة “إم النور” 850 مترا فوق سطح البحر ويحتل المزار مساحة 7500 متر مربع، وهو على المسار الذي سلكه سيدنا يسوع المسيح برفقه أمه العذراء مريم ، في طريقه الى قانا وصور وصيدا وسيدة المنطرة في مغدوشة والى حرمون والاراضي المقدسة.
وصف المزار:
على ارتفاع أكثر من 75 مترًا فوق التّلّة الّتي ترتفع 850 مترًا عن سطح البحر وتشرف على مدى واسع يغطّي بلاد بشارة وجبل عامل حتّى مشارف جزّين وجبل الباروك، وهو يؤمّن أجمل منظر لجبل الشّيخ “حرمون” ويمتدّ النّظر منه غربًا إلى البحر وجنوبًا إلى تلال الجليل حتّى النّاصرة”.
اردنا لهذا المزار ان يكون على مستوى الوطن ورمزا للوجود المسيحي في الجنوب وجسرا للتلاقي بين الطوائف، وحافزا لجميع اللبنانين لكي ياتوا الى هذه المنطقة الجميلة من لبنان ويحجوا الى هذا المزار الجميل الذي هو في قلب بلاد البشارة وعلى مرمى حجر من الاراضي المقدسة التي عاش فيها سيدنا يسوع المسيح.
يتألف المزار من الاقسام الرئيسية التالية:
١. البرج وهو عبارة عن ثلاث اعمدة ضخمة تنطلق بارتفاع 60.3 مترا يعلوه تمثال للعذراء مريم ام النور تحمل ابنها يسوع بارتفاع 14 مترا.
ويتضمن هذا البرج في اساساته تحت الارض قاعة متعددة الاستعمالات تتسع ل400 شخص. وكنيسة دائرية واجهتها زجاجية على مستوى الارض تتسع لحوالي 150 شخص واستراحة رئيسية فوق الكنيسة ومصاعد وادراج لصعود الزائرين الى تمثال العذراء. وبالاضافة للقيام بالصلاة والنذور لأم النور في اعلى البرج، فيمكن ان يستمتع الزائر بمناظر خلابة تمتد من الباروك الى جبل الريحان فجبل حرمون نزولاً الى الاراضي المقدسة.
٢. مبنى ثان يحتوي على مكتب خاص للمزار ومركز لبيع التذكارات وكافيتيريا ومراحيض للعموم.
٣. مبنى ثالث لاستقبال الزوار الروحيين وقاعة للاجتماعات والخلوات الروحية.
٤. سياج على محيط العقار وأشجار وحدائق ومساحات خضراء.
لا بد من الاشارة ان المزار هو من تصميم المهندس بول ناكوزي وفريق عمله الذين قدموا كافة التصاميم والخرائط. والدعم الذي قدمه السيد مارون الحلو صاحب الشركة للمشروع.
انطلاق المشروع
ولد المشروع في العام ٢٠١٠ عندما بادرت جالية عين ابل في كندا بطرح الفكرة وبدأت بالقيام بالتصاميم وجمع التبرعات والتفتيش عن الموقع المناسب لشراء الارض. ومن ثم بعد شراء الارض واعتماد التصميم النهائي انطلق المشروع رسمياً في صيف – 2016 ووضع حجرالاساس غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بحضور سيادة مطران صور نبيل الحاج خلال زيارة خاصة لقرى الجنوب الحدودية.
المرحلة الأولى
شملت بناء البرج وتثبيت تمثال السيدة مريم العذراء ام النور مع كل ما يلزم من خدمات ومداخل وادراج وسيتم بالتزامن مع هذه المرحلة انشاء السور وتشجير محيط العقار وانشاء الطرقات المؤدية الى المزار مع الاضاءة المناسبة.
المرحلة الثانية
شملت بناء الكابيلا وتجهيزها وكذلك بناء مكتب المزار ومركز بيع التذكارات
إحتفل راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، في عيد جميع القديسين وانطلاق السنة الطقسية الجديدة 24 تشرين الأول 2020، بأول قداس في كنيسة “مزار أم النور” سيدة بلاد البشارة، في محلة ضهر العاصي في خراج بلدة عين إبل الجنوبية، والقداس الأخير لسيادته بصفته راعي هذه الأبرشية، بعد إحالته على السن القانونية، وانتخاب خلفٍ له المطران شربل عبدالله على رأس أبرشية صور المارونية وتوابعها، عاونه فيه كاهن رعية عين إبل الأب حنا سليمان، ولفيف من الكهنة، بمشاركة حشدٍ من المصلين.
أهمية المزار
يكتسب مزار العذراء أمّ النّور أهمّيّته، من موقعه الجغرافيّ أوّلاً في الجنوب ومن أبعاده التّاريخيّة المرتبطة بقدسيّة الأرض الّتي سار عليها السّيّد المسيح إبّان حياته الزّمنيّة، صحيح أنّ الإنجيل يتكلّم خاصّة عن صور وصيدا المدينتين الأشهر على أيّام السّيّد المسيح، ولكن ليصل إلى هاتين المدينتين كان لا بدّ من اجتياز التّجمّعات السّكنيّة والدّساكر اللّبنانيّة، وعلى الطّرق المتاحة في تلك الأيّام، والّتي تمرّ حتمًا بعين إبل، وغيرها في الجنوب اللّبنانيّ والّتي هي الأقرب إلى النّاصرة حيث عاش السّيّد في المرحلة الأولى من بشارته، وفي عين إبل تقليد قديم جدًّا في تكريم العذراء، حتّى أنّ سكّان الجليل الأوسط، كانوا يقصدون هذه البلدة ليكرّموا مريم في القرون الماضية بمناسبة عيدها في 15 آب.”
سيكون للمزار أهمّيّة روحيّة كبرى لأنّه سيكون واحة صلاة وعبادة وهدوء، حيث يجتمع حول العذراء مريم، في أخوّة وسلام جميع اللبّنانيّين من كل الطوائف، ليتّحدوا هنا في قلب واحد، مترفّعين عن الشّهوة والدّنايا مسلمين حياتهم ونواياهم الصّادقة لإله السّماء والأرض، ليتمكّنوا من متابعة الحياة سويّة في بناء وطن صعب يتطلّب منّا جميعًا التّضحية في سبيله لنكون، على قدر المسؤوليّة الحضاريّة الكبرى الملقاة على عاتقنا وهي أن نتجذّر أعمق في أرضنا وأن نحمل مسؤوليّة العيش معًا والإطلالة على العالم برسالة فريدة من نوعها”.
التّصميم الهندسيّ للمزار
إن التّصميم الهندسيّ الجميل لهذا المزار يرتكز على ثلاثة أعمدة عملاقة ودرج لولبيّ من 333 درجة ومصعدين كهربائيّين يستطيع الزّائر بواسطتهما الوصول إلى أقدام تمثال العذراء بدون أيّ عناء، وكنيسة دائريّة في أسفل البرج سقفها كرويّ واجهتها زجاجيّة، وقاعة متعدّدة الاستعمالات تحت مستوى الأرض للاحتفالات تتّسع لأكثر من 500 شخص. ابتدأ العمل الآن بالملحقات وهي عبارة عن ثلاثة أبنية الأولى أماكن لسكن الإكليريكيّين وقاعة للاجتماعات ومكاتب، المبنى الثّاني يحتوي على كافيتيريا ومراحيض للزّائرين ومبنى ثالث يحتوي على قاعة لبيع التّذكارات، وبالطّبع سوف تستغلّ المساحات الباقية للحدائق وأحواض الزّهور”.
هذا الصّرح الّذي يعطي للّبنانيّين مجال التّبرّك بالأرض المقدّسة حيث نشأ السّيّد المسيح وسار بزياراته المتكرّرة إلى أرض كنعان بصحبة أمّه العذراء وتلاميذه، وقد استقبلت هذه الأرض البشارة الأولى فسمّيت بلاد البشارة فلبنان بلد حجّ مقدّس وبدون شكّ ستكون هذه المنطقة جزءًا أساسيًّا من الحجّ والتّبرّك منها الّتي سار عليها السّيّد المسيح وأمّه ورسله، لا بل تتّبع خطاه على نفس الدّروب باتّجاه قانا وصور”.