لمَ هذه الأيقونة الوحيدة في العالم لسيّدة الأوجاع التي يَطعن قلبها ثمانية سيوف لا سبعة؟
(أعاجيب حقيقيّة للقديس ألفونس ليغوري- من كتابه: “أمجاد مريم البتول”)
1- كان من عادة أحد الشبّان، أن يزور بعبادةٍ يوميًا إحدى أيقونات والدة الإله، التي كانت مُصوّرةً تحت صِفة أحزانها، مطعونةً في قلبها بسبعة سهامٍ.
وفي إحدى اللّيالي سقط هذا الشاب بتعاسةٍ بفعل خطيئةٍ مميتةٍ!! وفي الصّباح المُقبل، إذ مضى ليزور الأيقونة أمّ الأوجاع، شاهد فجأةً السّهام في قلب العذراء المجيدة لا سبعةً فقط بل ثمانيةً! فانذهل كثيرًا من الأمر، وراح يتأمّل ليعرف السبب. واذا به يسمع صوتًا يقولُ له: “إنّ خطيئتكَ التي ارتكبها أنتَ في تلك اللّيلة، هي التي سبَّبت السَّهم الثامن لقلب والدة الإله!!”
فحزنَ الشّاب كثيرًا وندم متأسّفًا باكيًا على ذنبه. وعلى الفور، ذهب الى منبر التوبة (الكاهن) واعترف بخطاياه. وهكذا، بصلوات شفيعته الرّحيمة استعاد من جديد النعمة التي فقدها بارتكاب الإثم.
2- عزم شابٌ من بلاد الهند على ارتكاب خطيئةٍ مميتةِ، وفيما هو خارجٌ من بيته ليحقّق مراده، سمع صوتًا يقول له: “قف ثابتًا حيث أنت!”
واذ التفت الى ورائه، شاهد أيقونة والدة الإله المتألّمة التي كانت هناك بتمثالٍ مُجسّم. واذا بها تُخرِجُ من قلبها أحد السّبعة حراب، قائلةً: “بسُرعةٍ، خُذ بيدِك منّي هذه الحربة، وأطعن بها قلبي! أحرى مِن أن تجرح قلب ابني بارتكابك هذه الخطيئة!”
فحالما سمع الشاب هذه الكلمات انطرح على الأرض باكيًا بشهيقٍ نادمًا بتوجّعٍ شديدٍ طالبًا من الله ومن البتول القدّيسة غفران ذنبه. وقد نال ذلك.
3- ظهرت البتول الكليّة القداسة يومًا للقديسة كولاتا الراهبة، مقدّمةً أمامها صيّنيةً عليها الطّفل يسوع، وهو مهشّمُ الجِسم إربًا إربًا. ثمّ قالت لها: “هكذا يعامل الخطأة ابني على الدوام، مجدّدين له الموت، ولي الأوجاع! فصلّي من أجلهم لكي يرجعوا إليه تعالى بالتوبة!
† صلاة †
(للقديس ألفونس ليغوري)
آواه يا أمّي المباركة إنّه لا سهمٌ واحدٌ فقط، بل سهامٌ كثيرةٌ بعدد كثرة خطاياي قد أُضيفت الى قلبكِ على سبعة سهام أحزانكِ الأصليّة. فليس لكِ أيّتها السيّدة البارّة البريئة من كل ذنب، بل لي أنا الأثيم تحقّ الآلام والعذابات الواجبة لكثرة ذنوبي ومآثمي. ولكن من حيث أنّكِ قد أردتِ اختياريًا أن تحتملي هذا المقدار من التألّم لأجلي، استمدّي لي باستحقاقاتكِ توجّعًا شديدًا على خطاياي، وصبراً جميلاً به احتمل شدائد هذه الحياة ومصائبها، التي هي دائمًا أخفّ جدًّا ممّا كنت أستحقّ، أنا الّذي مرّاتٍ عديدةً قد استأهلتُ الهلاك في جهنم الى الأبد. *آمين*
صفحة قلب مريم المتألم الطاهر