كثير من النفوس البشرية تنظر إلى ملذات العالم فى المال والبنكنوت . ووضع الرصيد فى البنوك ، ولم تنظر مطلقاً إلى السماء وإنما تنظر فقط تحت قدميها . إلهها ومعبودها المال .
*عزيزى*
إن كنت مسافراً للسماء فلماذا تتمسك بالأرض والأرضيات ؟
لماذا تنظر تحت رجليك ولا تنظر إلى فوق ؟
لو جاء مهندس مبانى وقال إن بيتك قديم وسوف ينهار . وطلب من سكانه أن يخلوه .
ألا تجرى أنت وكل من فيه ، لتخرجوا منه بأقصى سرعة .
فما بالك أن مهندس الكون الأعظم يقول أن العالم سينهار ، العالم كله سيمضى ويزول ، السماء والأرض تزولان .
لماذا تتمسك بمقتنيات هذا العالم المحكوم عليها بحريق النار ؟
ألست تعلم أن الأرض بكل ما عليها :
” مخزونة بتلك الكلمة عينها *محفوظة للنار* إلى يوم الدين .. وتحترق الأرض والمصنوعات التى فيها ” .
لا تنظر أيها الحبيب تحت رجليك باحثاً عن المال .. حقاً إن هذا هو مكانه الطبيعى عند الأرجل ولكن لا تنظر إليه .
إنها لحكمة عجيبة يذكرها لنا الوحى الإلهى فى سفر الأعمال ، أن أموال التقدمات كانت توضع *” عند أرجل الرسل “*
فلا شك أن هذا يوضح نظرة الأباء الرسل للمال ، إنه دائماً *عند أرجلهم* ، فشهوة المال لا تسود عليهم .
ليس العيب إذن أن تمتلك المال . إنما الخطر كل الخطر أن يمتلكك المال . لذا كان موقع المال فى الكنيسة الأولى *( تحت الأقدام )* .
من العجيب جداً أنه فى عام 1989م أقيم فى إيطاليا قداس خاص من أجل إنقاذ البورصة من الانهيار ورفع أسعار الأسهم .
وقد دُهش الراعى وهو يرى خمسين ألفاً يحضرون الصلاة لأول مرة منذ ( 50 عاماً ) بينما لا يبلغ عدد الذين يحضرون أيام الآحاد أكثر من المائة .
إنهم يصلون من أجل الحصول على الأموال ، وليس حباً فى عشرة الله والحديث معه .
*” تضع المال فوق رأسك يوطيك .. تضعه تحت رجليك يعليك “*