مغارة وقبر القديس توما الرسول
بعد استشهاد مار توما الرسول في الهند، وبالتحديد في مايلابور، بالقرب من مادراس، بحدود سنة ٧٢م، تم نقل جثمانه إلى الرها سنة ٢٣٠ م. وبين ١١٤٤ و١١٤٦م، بعد سقوط تلك المدينة بيد الأتراك، نُقل جثمانه لمكان آمن في جزيرة خيوس. وفي ١٠ آب ١٢٥٨م، قائد عسكري من أورتونا أسمه ليوني، سرق جثمان مار توما حينما شارك بثلاثة سفن حربية في بعثة عسكرية إلى بحر ايجه، تنفيذاً لأوامر مانفريدي، ابن الامبراطور فريدريك الثاني. وفي ٦ أيلول ١٢٥٨ وصل ليون إلى أورتونا ومعه جثمان مار توما الرسول. وسرعان ما أصبح المكان الذي وضع فيه جثمان القديس مركزاً روحياً مهماً لإكرامه.
وفي سبيل تبديد الشكوك والارتباك حول مصداقية كون هذا الجثمان هو لمار توما الرسول، أصدرت الجامعة أي البلدية المحلية في مدينة باري وثيقة مكتوبة على ورق الرق في ٢٢ أيلول سنة ١٢٥٩، وتنص بأن بعض اليونانيين، الذين جاءوا بهم الجيوش من جزيرة خيوس وألقوهم في سجن قلعة المدينة، أكدوا بأن الجثمان الذي سرقوهُ البحارة من أهل أورتونا من جزيرتهم، يعود لمار توما الرسول. هذه الوثيقة، التي تعود للمكتب الاستشاري للعصر السوابياني، لا تزال محفوظة في مكتبة “سان دومينيكو” لأبرشية أورتونا
♱ الصندوق الذي حفظت فيه عظام مار توما الرسول
الصندوق مصنوع من النحاس الذهبي وعليه صورة مار توما الرسول. وقد قام برسم تلك الصورة الرسام توماسو أليساندرينو من أورتونا (في مطلع القرن السابع عشر). ويحتوي الصندوق على جثمان المقدس كما أعيد تشكيله بعد الدراسة الطبية التي أجريت في السنوات ١٩٨٤ ـ ١٩٨٦. تلك الدراسة تبين بأن الرفات هو لرجل عمره كان بين ٥٠ إلى ٧٠ سنة، وطوله بين ١٦٠ إلى ١٧٠ سم. وقد أصيب بمرض التهاب الفقار اللاصق. وعلاوة على ذلك، قد تلقى ضربة جارحة على العظم الوجني الأيمن قبل أو بعد وفاته مباشرة. وقد أثبتت الدراسات الحديثة (٢٠٠٩ ـ ٢٠١١) بأن هذا الجسم هو مطابق ومكملٌ لعظمين أخرين لمار توما الرسول جُلِبَا من الرها، لكنهما ليسا محفوظين في أورتونا، وإنما في باري وماستريخت. وعليه، يمكننا الاستنتاج بأنها بقايا تعود لنفس الشخص الذي استشهد في الهند.
✥ حجر القبر
حجر القبر مصنوع من حجر العقيق. في الجزء العلوي منه، هناك كتابة وصورة لرجل ذي لحية وحول رأسه هالة، وهو يبارك (الأمر الذي يشير إلى أنه قديسٌ). أما الكتابة على حجر القبر، فهي باللغة اليونانية: (O OSIOS THOMAS) أي (القديس توما). ومن وجهة النظر، الفنية والباليوغرافيا والمعجمية، فإنها تعود للقرن الثالث أو الخامس الميلادي، وإلى الفن السوري ـ البين النهريني، أي للرها.
هذه المعلومات مأخوذة من بازيليكية القديس توما الرسول في أورتونا الإيطالية حيث قبر مار توما الرسول.
★ ملاحظة:
راس القديس توماس محفوظة في جزيرة بطمس اليونانية.
كنيسة القديس توما الحالية حيث قبره المقدس فى ميلابور
مغارة القديس توما – الهند – ✤
صور من المغارة التي كان يتواجد فيها القديس توما الرسول في الهند وفيها حيث يعتقد حادثة معجزة المياه في الصخر والصليب الذي ينزف دماً “
وصل القدّيس توما إلى الهند حيث عمل خادمًا لدى أحد أصدقاء الملك لوقيوس. وبينما هو في القصر، راح يبشّر حتى آمن أهل بيت لوقيوس بالله.
لم يعجب ذلك الملك، وبدأ يعذّبه ويجلده. ولمّا رأت إمرأة لوقيوس ما حصل، سقطت ميّتة، إنّما توما شفاه الربّ. أتاه لوقيوس حينها قائلًا له :
«إن أقمْتَ زوجتي، آمنتُ بإلهك!»
عندئذٍ، أقامها توما من الموت بإسم يسوع. لمّا أبصر زوجها ما حدث، سجد للمسيح مع معظم أهل المدينة، كما عمّدهم الرسول، وبنى أيضًا كنيسة، وعيّن فيها أسقفًا ورسم كهنة، ومضى إلى مدينة قنطورة مبشّرًا بالمسيح.