كنيسة القديسين مار سركيس وباخوس في معلولا من أقدم كنائس العالم
على بعد 56 كم شمال شرق دمشق تقع مدينة معلولا محتفظة بالكثير من المعالم التاريخية والأثرية واسمها المستمد من اللغة الآرامية والذي يعني المدخل.
معلولا الحافظة للطابع التراثي والتاريخ الديني والآرامي حافظة أيضا لأقدم الكنائس المسيحية في العالم بعدما شيدت على أنقاض المعابد الوثنية حيث تعتبر كنيسة دير مار سركيس وباخوس من أقدم كنائس معلولا والعالم وشيدت بين عامي 312 و325 ميلادي على أنقاض معبد وثني لا تزال مذابحه تستعمل حتى اليوم في الكنيسة التي زين داخلها بقناطر وعقود حجرية.
وتتوضع الكنيسة فوق صخرة الفج الغربي بمعلولا وتحتضن أيقونات وآثار مهمة منذ القرن الرابع الميلادي.
يتوضّع دير وكنيسة القديسين “مار سركيس وباخوس” في بلدة “معلولا” التي احتضنت بين صخورها قصة استشهادهما، وضمت في معالمها البسيطة أيقوناتٍ خالدةً وآثاراً مهمة منذ القرن الرابع الميلادي، ليكونا شفيعي “بني غسان”.
مدوّنةُ وطن “eSyria” بتاريخ 22 آب 2020 التقت الأب “توفيق عيد” المسؤول عن دير “مار سركيس وباخوس”، وعادت معه لعهد الملك “مكسيمانوس” 297م، ليطالعنا فيما سجله التاريخ عن قصة القديسين الشهيدين “سركيس”، و”باخوس”، فيقول: «كنيسة “سركيس وباخوس” هي الأولى المبنية إكراماً للقديسين، وتقع فوق صخرة “الفج الغربي”، وتتبع منذ عام 1732 إلى الرّهبانيّة الباسليّة المخلّصيّة في بطريركية الرّوم الكاثوليك الملكيين.
استشهد القديسان “سركيس وباخوس” حوالي عام 297 ميلادي، في عهد الإمبراطور “مكسميانوس” بمدينة “الرّصافة ” شرقي “حلب” بعد أن رفضا السّجود للآلهة الوثنية، وقد كان “سركيس” من مدينة “الرصافة” ضابطاً، و”باخوس” من “مسكنة” التابعة لـ”حلب” جندياً في الجيش الروماني، لذلك نفذ حكم الإعدام به أولاً في الأول من تشرين الأول، وكان يتراءى لصديقه ويشجعه أمام حكم الإعدام ليقبل الشهادة التي كانت له في السابع من الشهر نفسه حيث يقام عيد بالكنيسة كل سنة بهذا اليوم.
بعد قرون سميت “الرصافة” بمدينة “سركيس” بعد بناء كنيسة للقديسين ووضعِ رفاتهما فيها، وبنى الغساسنة لهما كنيسة في عاصمتهم “بصرى الشام”، وكانت صورتهما على راية العرب المسيحيين، وتحتفظ كنيستهما في “صدد” بذخيرة أصبع القديس “سركيس”، وهناك كنائس كثيرة على اسمهما منها 123 كنيسة في “لبنان”».
“جهاد أبو كحلة” رئيس دائرة آثار “ريف دمشق” تحدث عن فن عمارة الدّير فقال: «يقع دير “مار سركيس” أعلى بلدة “معلولا”، ويضم آثاراً مهمة منها الكنيسة المتواضعة السّعة، والبسيطة بالمظهر التي بنيت على أنقاض معبد وثني لإله الشمس “Apollon” بعد سماح القيصر الرّوماني “قسطنطين” بالحرية الدّينيّة بمنشور “ميلانو” عام 313، حيث حُولت المعابد إلى أماكن عبادة مسيحيّة، وهذا ما تشير إليه أشكال العناصر المعمارية للدير من تيجان الأعمدة الأيونية والحجارة المتفرقة والمذبح الرّخامي، التي تشكل دلالة على المعبد الوثني قبل تحويله إلى كنيسة.
كنيسة “سركيس وباخوس” هي الأولى المبنية إكراماً للقديسين، وتقع فوق صخرة “الفج الغربي”، وتتبع منذ عام 1732 إلى الرّهبانيّة الباسليّة المخلّصيّة في بطريركية الرّوم الكاثوليك الملكيين.
الدير حسب وصف الدكتور جوزيف زينون:
دير “مار سركيس وباخوس”.. أول تكريم للقديسين.
معلولا:
يتوضّع دير وكنيسة القديسين “مار سركيس وباخوس” في بلدة “معلولا” التي احتضنت بين صخورها قصة استشهادهما، وضمت في معالمها البسيطة أيقوناتٍ خالدةً وآثاراً مهمة منذ القرن الرابع المسيحي
كنيسة “سركيس وباخوس” هي الأولى المبنية إكراماً للقديسين، وتقع فوق صخرة “الفج الغربي”، وتتبع منذ عام 1732للروم الكاثوليك بعد انفصالهم عن امهم بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس عام 1724 وقيام الكاثوليك من معلولا بوضع اليد على الدير الذي كان يتصل بدير القديسة تقلا البطريركي عبر فج معلولا العجائبي… حيث رفاة القديسة تقلا وقبرها ومنسكها وبرهبنة واحدة ورئاسة واحدة كما تشير الوثائق البطريركية في بطريركية الروم الارثوذكس.
استشهد القديسان “سركيس وباخوس” حوالي عام 297 ميلادي، في عهد الإمبراطور “مكسميانوس” بمدينة “الرّصافة ” شرقي “حلب” بعد أن رفضا السّجود للآلهة الوثنية، وقد كان “سركيس” من مدينة “الرصافة” ضابطاً، و”باخوس” من “مسكنة” التابعة لـ”حلب” جندياً في الجيش الروماني، لذلك نفذ حكم الإعدام به أولاً في الأول من تشرين الأول، وكان يتراءى لصديقه ويشجعه أمام حكم الإعدام ليقبل الشهادة التي كانت له في السابع من الشهر نفسه حيث يقام عيد بالكنيسة كل سنة بهذا اليوم.
بعد قرون سميت “الرصافة” بمدينة “سركيس” بعد بناء كنيسة للقديسين ووضعِ رفاتهما فيها، وبنى الغساسنة لهما كنيسة في عاصمتهم “بصرى الشام”، وكانت صورتهما على راية العرب المسيحيين، وتحتفظ كنيستهما في “صدد” بذخيرة أصبع القديس “سركيس”، وهناك كنائس كثيرة على اسمهما منها 123 كنيسة في “لبنان”».
عمارة الدير:
يقع دير “مار سركيس” وهو دير جميل وفسيح في أعلى بلدة “معلولا”، ويضم آثاراً مهمة منها الكنيسة المتواضعة السّعة، والبسيطة بالمظهر التي بنيت على أنقاض معبد وثني لإله الشمس “Apollon” وفيها اقدم مذبح كان يستخدم للذبائح البشرية من الناس الذين كانوا يقدمون ذبائح للاله المذكور في الاعياد الوثنية وبعد بعد سماح الامبراطور “قسطنطين الكبير” بالحرية الدّينيّة بمنشور “ميلانو” عام 313مسيحية الشهير الذي اباح بحرية العبادة في الامبراطورية الرومانية بعد ان كانت حصراً للعبادة الوثنية مع حيز لليهود، حيث سمح للمسيحيين بحرية العبادة وزاد الامبراطور ثيوذوسيوس الكبير بتحويل كل معابد الوثن الى كنائس واديار وتحويل اوقافها الى الكنائس للانفاق عليها… وهذا ما تؤكده أشكال العناصر المعمارية للدير من تيجان الأعمدة الأيونية والحجارة المتفرقة والمذبح الرّخامي، التي تشكل دلالة على المعبد الوثني قبل تحويله إلى كنيسة.
تقع الكنيسة في الجهة الجنوبية من مبنى الدير، ولها شكل مربع تقريباً 19×15م، بنيت الجدران الخارجية من الحجر الكلسي بسماكة 1.10م، ويلاحظ خشب الأرز في مداميك هذه الجدران، والذي يفوق عمره حسب التّحاليل بالكربون المشع ما يقارب 1800 عام، يقع المدخل الأصلي للكنيسة في الجدار الغربي، وحالياً المدخل من الجدار الشّمالي الملاصق للفسحة الخارجيّة للدير، وما يزال باب الكنيسة الخشبي الأثري محفوظاً ومعروضاً في متحف الدير، تعلو صحن ومنتصف الكنيسة قبةٌ نصف كرويّة عالية نصف قطرها 2.25م، ترتكز على رقبة مثمنة الشّكل فتحت النّوافذ بالتناوب في جدرانها، ويقع المحراب في الجهة الشّرقية تغطي سقفه قبة ربع كروية، والأروقة المتبقية من الكنيسة سقفها قبب كاملة، أما الشكل الخارجي للسطح فهو مستوٍ، ولا توجد تزيينات للعناصر المعمارية للكنيسة إلا بعض الكورنيشات».
في الكنيسة التي تميز الدّير هناك أيقوناته النّادرة الرّائعة، حيث إنّ جزءاً كبيراً منها وخاصة المعلقة على “الأيقونسطانس” الحجري للكنيسة (وهو ما يفصل قدس الأقداس عن صحن الكنيسة) قد رسمها المصور “ميخائيل الكريتي” الذي زين العديد من الكنائس والأيقونات في “سورية”، و”لبنان”، حيث عاش بينهما لمدة اثني عشر عاماً بين 1809 م – 1821م.
ومن أهمها أيقونة القديسين “سركيس” و”باخوس” التي تزين الأيقونسطانس في الوسط، حيث تمثل شفيعي الدّير مقابل بعضهما البعض يحملان حربة المقاتل، وحولهما ملاكان يحملان سعف النّخيل بيد، وإكليل الشّهادة باليد الأخرى، وفوقهما في الأعلى مشهد الثالوث الأقدس.
كما نجد في المستوى الأعلى أيقونات الرّسل الاثني عشر، وقد ظهر اختلاف أعمارهم من خلال تصوير المصور لهم، فمنهم الشّاب والنّاضج والمسن.
أما على المستوى الأول والأقرب إلى الأرض، فنجد على يسار “الأيقونسطانس” أيقونة المسيح جالساً على العرش وهو يحمل الصولجان، والعذراء من الجهة الثانية، وقد تميز هذا المصور في أيقوناته بتزيين ملابس القديسين بقماش البروكار الدّمشقي، واستخدامه للكتابتين العربية واليونانيّة بآن معاً، ويضاف لهم أيقونة القديسة “تقلا” التي تعود لعام 1820 وتحمل الأسلوب الرائع نفسه.
وهناك العديد من الأيقونات الهامة ذات الطابع المحلي، منها أيقونة العشاء الأخير والصّلب التي تعود للعام 1778م، والتي سبق وتعرضت للسرقة ومن ثم عادت إلى مكانها الأصلي.
وهناك الأيقونات التي رسمها فنان من “بولونيا”، وقُدمت كهدية للدير من الجنرال البولوني “أندرس”، الذي كان قد اختبأ في الدّير لفترة أثناء هروبه من أعدائه، وبعد نجاته وعودته قدّم أيقونتين الأولى للسيد “المسيح” والثانية للسيدة “العذراء” جالسة على العرش تحمل “المسيح” على حضنها، وقد وضعا في الجهة اليمنى للأيقونسطانس».
خلال احتلال معلولا من الارهابيين فقَد الدير ودير القديسة تقلا البطريركي الارثوذكس وكنائس البلدة العديدة أيقوناتها الرّائعة، وتعرض لكثير من الخراب والتّدمير، إلا أنه وفي نيسان من عام 2014 وبعد عودة الأمان والسّلام لـ”معلولا” بدأت عمليات التّرميم و إعادة الإعمار، ولدير “مار سركيس وباخوس” الحصة من الاهتمام لإعادة الألق والرونق لثناياه
وفي الكنيسة ثلاثة مذابح أحدها من الرخام على شكل نصف دائرة وبحسب الشروحات المحلية يعود هذا المذبح الى فترة ما قبل المسيح أما المذبح الثاني فهو منحوت في الحجر ومستطيل الشكل وقد وضع تحت قبة محفورة في الصخر تجسد السماء ومزينة جدرانها برسم للسيدة العذراء نفذ عام 1824 بحسب التقليد البيزنطي الى جانب مجموعة مهمة جدا من الأيقونات التي رسمها فنانون سوريون وعالميون.
وللكنيسة شكل مربع بنيت جدرانها الخارجية من الحجر الكلسي ويلاحظ خشب الأرز في مداميك هذه الجدران والذي يفوق عمره حسب التحاليل بالكربون المشع ما يقارب 1800 عام ويقع المدخل الأصلي للكنيسة في الجدار الغربي وما يزال باب الكنيسة الخشبي الأثري محفوظ ومعروض في متحف الدير تعلو صحن ومنتصف الكنيسة قبة نصف كروية عالية ترتكز على رقبة مثمنة الشكل فتحت النوافذ بالتناوب في جدرانها ويقع المحراب في الجهة الشرقية تغطي سقفه قبة ربع كروية والأروقة المتبقية من الكنيسة سقفها قبب كاملة أما الشكل الخارجي للسطح فهو مستو.
يحتفل هذا الدير بعيد شفيعَيه القدّيسَين سرجيوس وباخوس في 7 تشرين الأول من كل عام وفي عيد الصليب (14 أيلول) تقام احتفالات دينية وشعبية كبيرة في كل البلدة.