عندمــا تدخن المرأة
رأى العالم الغربي خلال العقود الماضية مقدار الضرر الذي يسببه التدخين للرجال، والآن بدأ يتيقن كم هو مؤذ ومضر للنساء أيضاً، ذلك أن النساء لم يمارسن عادة التدخين بالكمية والشراهة التي يمارسها الرجال إلا مؤخراً ولذلك مرت سنوات طويلة قبل أن يبدأ ظهور أثر التدخين على النساء حتى ظنت بعض الجهات خطأً أن النساء في حصانة من الآثار السيئة للتدخين.
أما الآن فالأدلة الدامغة على خطورة التدخين على النساء أصبحت واضحة للعيان لدرجة يجب التوقف حيالها طويلاً والتأمل فيها من قبل النساء في مختلف الأعمار.
والمؤسف هو إقبال النساء على التدخين مثل الرجال وبالمقابل بدأن يعانين من نفس المعاناة التي يواجهها الرجال من التدخين وآثاره السلبية على الصحة فعلى سبيل المثال (سرطان الرئة) الذي بدأ يزداد حدوثه لدى النساء كلما ازداد عدد المدخنات،
وخلال العشر سنوات الماضية ارتفع معدل الوفيات لدى النساء في العالم الغربي بسبب السرطان إلى الضعف وسيستمر في الارتفاع باستمرار إقبال النساء على التدخين .
كما أن هناك أمراضاً أخرى تحدث لدى المدخنات غير سرطان الرئة مثل أمراض القلب وجلطة الدماغ وانسداد الشعب الهوائية المزمنة وسرطان الفم وسرطان الحنجرة إلى غير ذلك من الأمراض التي تهدد حياة المدخنات، أما المرأة الحامل فإنها لا تعرض نفسها فقط للخطرعندما تدخن بل تعرض جنينها إلى خطر النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون المسببان لتعطل النمو ونقص الوزن مما يؤثر على نموهم الجسماني والنفسي خلال مراحل الطفولة بالإضافة إلى خطر وفاة الجنين داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة .
وتتضاعف خطورة التدخين عند اللاتي يبدأن التدخين في سن مبكرة فعادة التدخين تبقى متأصلة لديهن على مر السنوات، وتصبح لديهن قابلية للتدخين بشراهة أكثر وبالتالي تتضاعف فرصة الإصابة بأخطار التدخين بصورة مبكرة جداً .
والسؤال الذي يجب توجيهه للمدخنات الآن هل تستحق هذه المخاطرة بصحتكن وحياتكن؟
لقد أن الأوان للمدخنات أن يقلعن عن التدخين قبل أن يصبح الوقت متأخراً وتبدأ آثاره السيئة على صحتهن وأجسامهن وأطفالهن وهناك كثير من الناس لم يجدوا صعوبة في الإقلاع عن التدخين متى ما عزموا بصدق على ذلك ، فالملايين من الرجال والنساء تمكنوا من الإقلاع عن التدخين باتباع بعض الخطوات التي ساعدتهم على ذلك مثل:
1- وضع قائمة بما يجلب لهن التدخين من محاسن وما يسببه من ضرر.
2- تحديد يوم معين للإقلاع عن التدخين .
3- وضع جدول بعدد السجائر التي تم تدخينها يومياً وفي أي وقت لمدة خمسة عشر يوماً.
4- على المدخنة قبل الخلود إلى النوم أن تردد ولمدة عشر مرات أحد الأسباب التي تجعلها تقلع عن التدخين .
5- على المدخنة أن تقوم بالكف عن التدخين في الأوقات التي ترتاح للتدخين فيها ولو لمرة واحدة كل يوم مثل بعد الطعام أو أثناء تناول القهوة أو عند النوم .
6- على المدخنة أن تقلع عن التدخين في اليوم المحدد مسبقاً ومحاولة أشغال نفسها ذلك اليوم بالذهاب للتسوق أو زيارة الأقارب والإكثار من تناول ما يشغلها عن التدخين مثل مضغ العلك أو شرب رشفات من الماء أو قضم بعض حبات الجزر أو التسلي بالمكسرات والزبيب.
وأهم عامل للنجاح في الإقلاع عن التدخين هو عدم اليأس من الفشل في المحاولة الأولى وإعادة المحاولة المرة بعد الأخرى
لأن معظم الذين أقلعوا عن التدخين نجحوا بعد محاولات فاشلة متكررة ووجدوا أن السر يكمن في إصرارهم على تكرار تلك المحاولات حتى تمكنوا من التخلص من هذه العادة السيئة .
Discussion about this post