القديس باسيليوس الكبير في مواجهة التعليم المنحرف والمنقوص عن المفهوم الصحيح للعقوبة الإلهية.
يخرج علينا بعض الأشخاص في هيئة خدام ويعلمون في محاضراتهم ويكتبون على صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تعاليم غريبة منحرفة، وأحد هذه التعاليم هو أن مفهوم العقوبة الإلهية هو مفهوم شفائي تربوي تأديبي فقط، بمعنى إن العقوبة هدفها إن الإنسان يُشفى من الخطية ويتهذب فقط لا غير وليست عقوبة الله عقوبة قضائية للحكم بهلاك أي أحد !!!! والأفجع من هذا أنهم يتمسّحون ويتحججون بكتابات الآباء التي يقتطعونها لخداع الناس للأسف.
هنا يقول لك نصف الحقيقة أو نصف الصورة وينكر النصف الآخر فيتشوه المفهوم لديك وتتشوش الصورة الحقيقية عن الله، يقول لك حق ويريد به باطل، يدس لك السم في العسل لتبتلعه.
الحقيقة أن عقوبة الله يمكن أن تكون شفائية تربوية تأديبية فعلاً في بعض الأوقات، ولكن ليس هذا فقط، فالكتاب المقدس يؤكد أن هناك عقوبات إلهية أخرى على الأشرار تكون عقوبات قضائية نهائية تقضي بهلاك الأشرار الرافضين التوبة وعمل الله. وهكذا علّم الآباء القديسون.
يقول القديس باسيليوس الكبير في أحد عظاته:
[هكذا تعلمنا كيف أن عدل الله يُنزل نوعاً آخر من العقوبات المخيفة لكي يجعل أولئك الذين ينزلقون بسهولة في فعل الخطية أكثر تهذيباً …]
لحد هنا وهتلاقي اللي فكرهم منحرف عن الحق بيهللوا أنه أهو العقوبة غرضها التهذيب مش الهلاك ويقتبسوا الجزء ده ويسرعوا في نشره !!!
لكن القديس باسيليوس بعدها مباشرة يقول:
[مثال على ذلك داثان وأبيرام اللذين بلعتهما الأرض عندما “انشقت الأرض التي تحتهم” (خر١٦:٣١) بهذا العقاب طبعاً لم يصيرا في حالة أفضل لأنه كيف يحدث هذا طالما نزلا إلى الهاوية؟ ولكن بهذه العقوبة القاسية صار الباقين أكثر تهذيباً.]
عظة “الله ليس مسبباً للشرور” للقديس باسيليوس الكبير ، ترجمة د. چورچ عوض إبراهيم. صفحة ٢٨ و ٢٩.
القديس باسيليوس الكبير بيؤكد أن ما حدث لداثان وأبيرام في خروج ٣١ هو عقوبة إلهية ولم تكن هذه العقوبة هدفها بالنسبة لداثان وأبيرام شفاء أو تأديب لكن هذه العقوبة أتت عليهم بدينونة الله العادلة كحكم يقضي بنزولهم إلى الهاوية وهلاكهم بعدل، ولكن صارت هذه العقوبة بالنسبة للآخرين عبرة لمن يعتبر ليتهذب الباقين ولا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقع فيه داثان وأبيرام فيقعون تحت نفس العقوبة.
احذروا يا إخوتي أبناء الكنيسة، إحذروا من التعاليم المنحرفة المنقوصة التي تشوه الحقيقة الكاملة وتخفي الصورة الكاملة عنكم، احذروا ممن يشيعوا أنهم آبائيين ويتبعون تعاليم الآباء وهم يخدعوكم بذلك، لنتمسك بإيماننا المسيحي الذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء القديسون.