تأمل في حياة فرنسيس مسابكي
لنتأمّل في حياةِ فرنسيس المسابكي،
رَجُلُ أعمالٍ غَنِيٍّ وتاجرُ حريرٍ، يَتَّخِذُ قرارَ الدّخولِ إلى ملكوتِ اللهِ من خرمِ الإبرة (لو 18/ 24 – 30) لأنَّهُ عَلِمَ أنَّ ما هو غيرُ ممكنٍ عندَ الناسِ فهو ممكنٌ عندَ الله. فها هو يتركُ بيتَهُ وأرزاقَهُ، وإمرأتَهُ، وبَنيه الثمانية، وإخوتَهُ، من أجلِ ملكوت الله. خُيِّرَ أن يتنازلَ عن إيمانِهِ ولم يَقبَل، هذا بعدما رأى ما فعلوا بالأخِ إمانويل رويس أمامَهُ.
لنتأمَّلْ بهِ راكعًا أمامَ مقامِ العذراءِ في الكنيسة مُصلِّيًا، مُنتَظِرًا بكلِّ سكونٍ وشجاعةٍ اللحظةَ المصيريّةَ التي تُفرِّقُ بين مُحبّي يسوعَ ومُحبّي هذه الدنيا.
لِنتأمَّلْ بالجهوزيّةِ التي تَسَلَّحَ بها عندما أَتَتِ التجربةُ عبرَ تَخييرِهِ بِنُكرانِ إيمانِهِ لِيُخَلِّصوه هُوَ ومَن يُريدُ من عائلتِهِ.
تأمل في حياة عبد المعطي مسابكي
خلينا نتأمل بحياة عبد المعطي مسابكي .
وُلد في عائلة متديّنة ، وتربّى في بيئة تعتنق القيم المسيحيّة العميقة، متزوج ووالد لخمسة أولاد . استشهد بعمر ستين سنة .
أستاذ مدرسة لدى الرهبان الفرنسيسكان .
هادىء الطبع ، يميل للعزلة ، يمضي ساعات طويلة بالتأمل والقراءات الروحيّة .
صباح كل يوم يتوجه إلى الكنيسة ويشارك في الذبيحة الإلهيّة ، ركوعًا طوال الوقت . وبس كبرت بنتو حنه صار يصطحبها معو من دون انقطاع ، حتّى بإيام البرد والثلج ،ولمّا كانوا يشوفوا آثار أقدام على الثلج ، كانوا يقولوا هيدي آثار عبد المعطي وبنتو حنه ؛ وحنّه أصبحت راهبة عند راهبات المحبّة ببيروت .
وكان علا طول يردد قدام تلاميذو :” أكبر نعمة بيعملنا ياها الرّب ، الاستشهاد” . والرّب عَطا ياها .
كان ملتزمًا بالصوم ، وينقطع عن الزيت يومي الإربعا والجمعة .
أبرز القيم التي عاش ومات من أجلها :
الالتزام بروحانيّة الرهبنة الفرنسيسكانيّة الثالثة: تشبّع فيها بالقيم المسيحيّة فأُتيح له أن يعيش حياة مسيحيّة متكاملة في العالم ، مع التزام خاص بالتعاليم والفضائل التي يدعو لها القديس فرنسيس الأسيزي .
التعليم كرسالة روحيّة : كان يحمل معه كمعلم مدرسة ، مجموعةً من القيّم النبيلة . لم يكن مجرد معلّم ؛ بل كان رسولًا للعلم والقيم الإنسانيّة لبناء الإنسان من الداخل وتطويره ليس فقط من الناحية العقلية ، بل من الناحية الأخلاقيّة والروحيّة أيضًا . ترك أثرًا بليغًا في قلوب وعقول طلابه وعارفيه ، وشهدوا له بذلك .
كان مخلصًا لدعوته ، وقد عُرف بحبه العميق للمسيح واستعداده للتضحية ،عُذّب وقُتل ولم ينكر المسيح ، فاستحقَّ نعمةَ الشهادة ونعمة القداسة .
حياته واستشهاده وإعلانه طوباويًا وقريبًا قديسًا ، دعوة عامة لجميعنا أيًّا نكن ، علمانيّين أو مكرّسين للسيّر على طريق القداسة.
فيا عبد المعطي ، إشفع لنا ، وأنر قلوبَنا وعقولَنا بإلهامات الروح القدس وحنان أمِّنا مريم العذراء ؛ آمين .
تأمل في حياة رفائيل مسابكي
نتأمل في حياتك يا رفائيل الأخ الأصغر،
فنراك قد قضيت حياتك بتول، لم تتزوّج وكنت تساعد وتساند أهل بيتك وعائلتَي إخوتك فرنسيس وعبد المعطي، وقد فديت عمرك في خدمة الكنيسة ومذبحها طويلاً في النهار، وشاركت عائلتك الصالة البيتيّة في المساء.
ثابرت على الصوم والصلاة ومحبة أمنا العذراء مريم طوال حياتك، فكنت وكيلأً أميناً لله وخادماً متميزاً بالوداعة، الإندفاع، التواضع، والغيرة الإنسانية. فقد أدركت وعلمتنا ان ليست العظمة بالتسلط بل بالخدمة على غرار سيدنا يسوع المسيح الذي قال:”َمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيماً، فليكن لكم خَادِماً”(مر10:43).
كذلك وهبك الله روح التقوى والإيمان، فاخترت دائماً النصيب الأفضل وأمضيت أوقاتاً طويلة في الصلاة التأملية بالله.
عشت حياةً بسيطة ومتواضعة، بعيدة عن الكبرياء والتباهي والتبزير.
وأخيراً حظيتَ بمكانةً مميزةٍ في قلب الآب السماوي بما أنك عُشت حياتاً مسيحية فاضلة واستشهدت من أجل ايمانك والتزامك بتعاليم الكنيسة وعبادتك للقربان المقدّس.
فهنيئاً لك اكليل الشهادة الذي أوصلك الى القداسة.
نَشكُرُكَ يا رَبَّنا يسوع على شُهدائِكَ،
الإخوة المسابكيّين،
لِنَعلَمَ أنَّ القداسَةَ هي بِمُتناوَلِ كلِّ إنسانٍ يُؤمِنُ بكَ ويَشهَدُ لكَ بحياتِهِ اليوميّة،
وإذا لَزِمَ الأمرُ حتّى الإستشهاد.