أثر التدخين على جهاز الدوران
جهاز الدوران يأتي في المرتبة الأولى من الأهمية بين أجهزة الجسم كافة وهو الجهاز المسئول عن نقل الدم وتبديله باستمرار من جميع أجزاء الجسم وإليه……
وهو يتألف من القلب الذي يمثل المضخة الرئيسية والشرايين التي تأخذ الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة والأوردة التي تعود بالدم إلى القلب عبر الرئة ، حيث يتم تنقيته من غاز أول أكسيد الفحم وإشباعه بالأكسجين .
والقلب مضخة قوية تعمل باستمرار ولا تتوقف ثانية واحدة من لحظة قدوم الإنسان إلى هذه الدنيا إلى ساعة فراقه لها، لأن توقف القلب معناه الموت المؤكد، لذلك نجد أن القلب يتقلص في كل دقيقة عند الرجل الناضج العادي بمعدل (70-75) مرة دون تعب أو ملل .
وقد بينت الدراسات والإحصائيات في جميع أنحاء العالم أن المتوفين بسبب أمراض القلب وضغط الدم والجلطات ومشاكل جهاز الدوران أكثر عدداً من بين الوفيات إطلاقاً(بعد المتوفين بسبب الحوادث الطارئة) .
أما علاقة التدخين بأمراض القلب والضغط الدموي وغيرها،فقد أصبحت علاقة أكيدة وواضحة.
فالقلب يزداد عمله بمقدار خمس عشرة ضربة لدى تدخين سيجارة واحدة، وثبت بالتجربة أن تدخين عشرين سيجارة تتعب القلب بمقدار ما يتعبه ركوب دراجة عادية مدة عشر ساعات متواصلة،
وهذا يعطينا فكرة واضحة عن الإرهاق الذي يصيب القلب نتيجة الاستمرار في التدخين سنوات عديدة.
على أن هذا الأثر في عمل القلب يختلف من إنسان إلى آخر فإذا ما تبين بالفحص الدقيق أن تدخين سيجارة واحدة يزيد من عدد ضربات القلب عند المدخن بمقدار ثلاثين ضربة في كل دقيقة.
فهذا يعني أن صاحب هذا القلب يجب ألا يتعاطى عادة التدخين إطلاقاً، وإلا فإنها ستسبب له مرضاً قلبياً مميتاً بعد سنوات.
وهذا النوع من البشر إذا ما قدر لهم أن يكونواً من المدخنين،فإنهم يشعرون عادة بكل دقة من دقات قلبهم داخل صدورهم ويشعرون أيضاً بعدم توازن عمل القلب وتوافقه،وهؤلاء يتعرضون لنوبات قلبية بين الحين والآخر.
ومن ناحية أخرى يؤدي التدخين إلى إصابة القلب بالإحتشاء (الجلطة) وسبب هذا الإحتشاء يعود عادة إلى تقلص الأوعية التي تغذي القلب مما يسمح للخثرات الدموية أن تسبب انسداداً في الأوعية التاجية يكون نتيجته أحيانا الموت المحتم، وهذه النقطة بالذات هي سبب الموت الفجائي .
Discussion about this post