مع الشهداء المسابكيين في ليلة تقديسهم من أمام ضريحهم في كنيسة مار أنطونيوس
في ظل الأوضاع الصعبة والمظلمة التي تعيشها منطقتنا فقد أضاء بصيص نور من قلب العاصمة السورية دمشق وبالتحديد من منطقة باب توما فقبل يوم من إعلان قداسة ثلاثة أشقاء علمانيين شهداء هم : فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل، الذين ولدوا في حي مسبك البراني في محلة النصارى بباب توما وعاشوا في هذه المنطقة ظروف تشبه ظروف منطقتنا الحالية من بطش العثمانيين آنذاك والذين استشهدوا على يد مسلّحين مشاغبين إبان الثورة التي اندلعت في العام 1860 في سبيل الحفاظ على وجود الكنيسة والإيمان المسيحي في هذه الأرض.
فقد شاء القدر أن يتم إعلان قداسة هؤلاء الإخوة في ظروف تشبه ظروف استشهادهم يا لها من صدفة فريدة ربما لتكون علامة ونورًا في هذا المشرق المتألم الذي يحتاج إلى قداسة وإيمان بالرَبّ يسوع والروح القدس الذي يساعدنا في الحفاظ على إيماننا المسيحي فالمسيح سكن أرضنا ومنطقتنا، ومنها، تحديدًا من الشام، انطلق مار بولس يبشر برسالة المسيح الخلاصية، وقد كان استشهاد هؤلاء العلمانيين الثلاثة كي يبقى إيماننا بالرب يسوع المسيح حاضرا في منطقتنا المتألمة.
ومن كنيسة مار أنطونيوس للموارنة في باب توما العابقة عبر السنوات بروح الإيمان والسلام والشاهدة على قداسة هؤلاء الشهداء حيث يوجد ضريحهم وببركة سيادة المطران سمير نصار الجزيل الوقار فقد فتحت الكنيسة أبوابها منذ الصباح الباكر لاستقبال المؤمنين للصلاة والتأمل وطلب شفاعة المسابكيين قبل يوم من تقديسهم. وتم بعد القداس الإلهي عمل سهرانية تتضمن تلاوة الصلوات والتراتيل والتسبيح والشكر وزياح المسابكيين بالإضافة لمشاهدة وثائقي يتضمن شهادة بعض المؤمنين عن تأثير المسابكيين في حياتهم وذلك في جو يعمه الخشوع والاتضاع في انتظار يوم إعلان قداستهم في 20-10-2024 حيث سيُكرِّسُ البابا فرنسيس على وقع صدى أجراس الفاتيكان إكليل مجدٍ جديد يُضفَرُ على جبين الكنيسة المارونية مع إعلان الإخوة المسابكيين الثلاثة الشهداء الطوباويين قديسين مع الرهبان الفرنسيسكان الثمانية وهم سبعة إسبان ونمساوي بحضور البطريرك الكاردينال بشارة الراعي في قداس احتفالي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
عسى أن يكون الشهداء المسابكيين في هذا العصر خير من نقتدي بهم في الإيمان والتمسك باسم الرب يسوع في ظل الاضطهاد والحرب التي تشهده منطقتنا وربما قد تكون قداستهم في مثل هذه الظروف التي نعيشها رسالة سماوية للتمسك بإيماننا المسيحي أولا وبأرضنا المقدسة ثانيا هذه الأرض التي مشى عليها الرب يسوع وأجرى عليها المعجزات. لعله ينبع من المؤمنين العلمانيين قديسون على مثال هؤلاء الإخوة.
كتابة المقالة وتصوير : الأدمن