الثمار الفاسدة
ذات يوم وقفت المعلمة في الفصل وطلبت من كل طفل أن يحضر كيس به عدد من ثمار البطاطس على أن يطلق اسم شخص يكرهه على كل ثمرة. وفي اليوم الموعود أحضر كل طفل شنطة بداخلها بطاطس تحمل أسماء الأشخاص الذين يكرههم. كان منهم من أحضر ثمرة واحدة وآخر ثمرتين وآخر خمسة وهكذا حسب عدد الأشخاص الذين يكرههم. عندئذ أخبرتهم المعلمة بشروط اللعبة: أن يحمل كل طفل شنطة البطاطس معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط ولا يتركها أبدا مهما حدث. وبالفعل هذا ما فعلوه، وبمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة تخرج من شنطة البطاطس التي يحملونها. ولكنهم تحملوا رائحة الفساد وثقل الحمل أيضا. وطبعا كلما كان عدد البطاطس أكثر كلما ازدادت الرائحة سوءً والحمل ثقلاً.
بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت. سألتهم المدرسة عن شعورهم أثناء حمل شنطة البطاطس لمدة أسبوع، فبدأ الأطفال يشكون الضيق والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الشنطة الثقيلة ذات الرائحة الكريهة أينما ذهبوا. بعد ذلك بدأت المعلمة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة فقالت: هذا بالضبط ما يحدث داخلك حينما تحمل البغضة لشخص ما في قلبك فتشعر بثقل هذا الفساد في أعماقك. فإذا لم تستطع تحمل رائحة الثمار الفاسدة لمدة أسبوع، تأكد أنك لن تحتمل تكلفة الكراهية العالية من فساد ينمو في داخلك أنت في غنى عنه.
يا عزيزي إن الحب هو الله! فما أجمل أن تحمل الله في داخلك فينطلق الحب منك إلى من حولك شعاعًا من نور يطهر القلوب من فساد الكراهية.
“أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ ٱللهِ، وَرُوحُ ٱللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” كُورِنْثُوسَ ٱلأُولَى 3:16
منقول