“اُدخل إلى مخدعك، واَغلق بابك، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيَّة”. (مت 6: 6).
أحبَّائي، لماذا يعلِّمنا مخلِّصنا قائلاً: صلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، والباب مغلق” سوف أريكم ذلك على قدر استطاعتي. تُعرِّفنا كلمات سيِّدنا أن تصلِّي بقلبك في الخفاء، والباب مغلق، لكن ما هو الباب الذي يجب أن تغلقه؟ إن لم يكن هو فمك، لأنه هو الهيكل الذي يسكن فيه المسيح، كما قال الرسول: “أما تعلمون أنَّكم هيكل الله” (1 كو 3: 16)، فلكي يدخل الله إلى إنسانك الداخلي في هذا المسكن، يجب أن يُنظَّف من كل شيء غير طاهر، بينما يكون الباب أي فمك مغلقًا.
إن لم يكن هكذا، فكيف نفهم هذه العبارة؟ اِفترض أنَّك كنت في الصحراء، حيث لا يوجد بيت ولا باب، كيف لا تستطيع أن تصلِّي في الخفاء وإذا حدث أنَّك كنت فوق قمَّة جبل، كيف لا تقدر أن تصلِّي؟
أوضح مخلِّصنا كذلك كيف أن الله يعرف إرادة القلب والفكر، كما قال الرب: “أبوكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه” (مت 6: 8). وكما كتب أيضًا في إشعياء النبي: “ويكون إنِّي قبلما يدعون أنا أجيب، وفيما هم يتكلَّمون أنا أسمع” (إش 65: 24) مرَّة أخرى يقول إشعياء بخصوص الأشرار: “فحين تبسطون أيديكم أستر عينيّ عنكم، وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع” (إش 1: 15). كما قال بحزقيال النبي: إن صرخوا في أذنيَّ بصوتٍ عالٍ لا أسمعهم” (حز 8: 18). قال هذا عن الصلاة الغاشة غير المقبولة، اِسمع لكل كلمة بتمييز، وتمسَّك بمعناها.
آبائيات..
No Result
View All Result