والدة الإله العذراء مريم
عندما أتى الملاك جبرائيل إلى الناصرة، إلى العذراء مريم قال لها: “السلام عليكِ يا مريم يا ممتلئة نعمة الربّ معكِ مباركة أنت في النساء” (لوقا 1: 28). السلام في الأصل اليونانيّ “إفرحي”. كلّ ذلك بداعي صلاتها وتقواها.
مريم هي أيضًا وخصوصاً مثالٌ لنا نحن المؤمنين، أوّلاً بداعي طاعتها لكلمة الله. لقد قال لها الملاك جبرائيل “الروح القدس يحلّ عليكِ وقوّة الله تظلّلكِ فلذلك أيضًا القدّوس المولود منكِ يُدعى ابنَ الله” (لوقا 1:35). فقالت مريم: “ها أنا أَمَةٌ للربّ ليكن لي بحسب قولك”.
مريم هي أيضًا نموذج لنا في النقاوة والقداسة هي عروس الله: “إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها”. لذلك هي ملتصقة بالربّ يسوع، بكلامه تحفظه تعمل به.
مريم هي والدة الإله: ثيوطوكوس.
عندما قامت بزيارة أليصابات والدة يوحنّا المعمدان ونسيبتها، سلّمت عليها فأجابت أليصابات “من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ” (لوقا 1: 43). لقد علمت أنّ يسوع الذي في بطن مريم هو الإله.
هنا نذكر أنّ المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس سنة 431 قرّر أنّ مريم هي والدة الإله. هذا ضدّ ما كان يقوله نسطوريوس أنّها فقط والدة المسيح. هنا أيضًا لا بدّ لنا أن نقول إنّها مثال لنا نحن المسيحيّين المدعوّين أن نلد المسيحَ روحيّاً إلى العالم.
علينا أن نطلقه عن طريق البشارة والقدوة على مثال الرسل أُسْوَةً بما قال لهم الربّ يسوع القائم من الأموات “اذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر” (متى 28: 19-20).
أخيراً وليس آخراً نقول إنّ مريم لم تعرف الفساد، كانت حرّةً من انحلال الجسد حتّى الممات وفي الممات. لذلك هي دائمة البتوليّة ,لم تسقط في الخطيئة. لذلك وضعها الله أخيراً عن يمينه “قامت الملكة عن يمينك مترديّة بألبسة مزخرفة بخيوط مذهبّة” (المزمور 44: 9).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
No Result
View All Result