لماذا يسمح الله بحدوث كارثة؟
للقديس باييسيوس الآثوسي
«يعملُ الله بطريقةٍ لَطيفة وجيّدة قبل أن يَسمحَ بحدوثِ كارثةٍ ما. لكنّ الناس لا يفهمونَهُ، لهذا السبب يَسمحُ عندئذٍ بهذه الشَدائد. عندما يُسيءُ الطفل التصرُّف، يحاول والِدُه في البداية مساعدته بلطافةٍ ليُغيّر سُلوكه، وفي آخر المَطاف يلجأُ الأبُ إلى الصَرامة ليُصّحح السلوك السيء. وبالمِثل، عندما يرفُضُ البشرُ أن يتغيّروا ويستجيبوا للأسلوب اللطيف، يسمح الله أحياناً بتعرُّضِهم لضيقاتٍ عَلّهم يُشفَون.
لولا وجود الألم، الأمراض، المِحَن، لأصبحَ البشر حيواناتٍ مفترسة، ولَمَا كان بإمكانهم الإقترابُ من الله. هذه الحياة زائِفة وخادِعة، وسنواتُ حياتنا معدودة. ومن حُسنِ حَظِّنا أنها كذلك، لأن المَرارة التي تُخلِّفُها الشدائد سَتمُرُّ بسرعة، شافيةً نُفوسنا بطريقةٍ تُشبهُ الأدوية المُرّة.
الطبيبُ يَصِفُ الدواء المُرّ لمَرضاهُ المتألمين، إذ بواسطته سيتعافَون، لا بواسطة الأدوية الحُلوة. ما أحاولُ قَولهُ هو أنّ الصّحة تأتي من الأدوية المُرّة، وكذلك خلاصُ النفوس، الذي يُكتَسبُ من خلال التجارب المَريرة.»
القديس باييسيوس الآثوسي
عن كتاب “جُزنا بالنار والماء” ص 28
No Result
View All Result