اليوم 3 كانون الثاني 2025 : عيد “اسم يسوع الفائق القداسة”
وهذا الشهر كلّه مخصّص لتكريم اسم “يسوع” 🕇
– تاريخه
بدأ الاحتفال اللّيتورجي بختانة الرّب يسوع في كنيسة فرنسا الكاثوليكية، في الأوّل من كانون الثاني، أي بعد 8 أيام من الميلاد بحسب ما جاء في الإنجيل: “وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا سمَّاهُ الْمَلاَكُ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.” (لو 2: 21)
عام 567 دعا مجمع تور Toursإلى تعيين الأوّل من كانون الثاني يومًا للصّيام لمواجهة الاحتفالات الوثنية التي كانت تُقام في بداية العام الجديد.
أمّا تاريخ الاحتفال بعيد اسم يسوع فيعود إلى نهاية العصور الوسطى. في القرن الخامس عشر، شجّع القدّيسَين برناردينو سيينا (1380-1444) وجيوفاني كابيسترانو (1386-1456) على التكرّس لاسم يسوع. فنشرا هذا التكريم ووعظا عنه في المدن الإيطالية، بسبب ما تردّى فيها من ثورات وأزمات ومظاهرات دمويّة، داعيين بذلك المؤمنين للتغلّب ما نتج منها مرارةٍ وألمٍ. فانتشرت في هذه العبادة في ذلك القرن، بفضل الرهبان الفرنسيسكان والدومينيكان. واتّسعت بفضل الرهبان اليسوعيّن لاحقًا في القرن ال١٦.
سمح البابا رسميًّا للفرنسيسكان بالاحتفال بعيد اسم يسوع عام 1530. وعام ١٧٢١ أعلن قداسة البابا إينوشينسوس الثالث هذه العبادة عيدًا للكنيسة الجامعة.
لكنّه أُزيل لاحقًا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني بحجّة إصلاحات ليتورجيّة (تبيّن لاحقًا أنّ مصدرها الماسونية الكنسية). عام 2002 أعاده البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى رزنامة الأعياد الكاثولكية ليصبح في 3 من الشهر .
– معنى اسم يسوع
اسم “يسوع” مشتقٌّ من اللّغة الآراميّة إلى اللغة العبريّة ويُنطَقُ “يَشوع”، وهو اسم مركّبٌ من كلمتين “يهوه شوع” ومعناه “الله يخلّص”، كما قال الملاك جبرائيل في الحلم لمار يوسف البتول: ” فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (متى 1: 21)
وأيضًا للعذراء مريم: “وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ”.
“الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.” (فيليبي 2: 5 – 11)
– باسم يسوع!
باسم يسوع بدأت الكنيسة بممارسة الأسرار المقدّسة كما جاء في أعمال الرسل: “فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (أع 2: 38)
وباسم يسوع صنع الرّسل المعجزات: “فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!»” (أع 3: 6)
وبشّروا: “فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.” (أع 9: 28)
وطردوا الشياطين: الْتَفَتَ بُولُسُ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!» فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.” (أع 16: 18)
لنُصلِّ:
“أيّها الربُّ يسوع مخلِّصُنا، الاسم المقدَّس الذي بشّر به ملاك، وهو يتضمّنُ أسمى أوصاف الوجود: المعلِّم والرئيس والمُشترِع والحَبر والوسيط والذبيحة والمخلِّص. الاسم المقدَّس الذي يُذكِّرنا بما قاسيتَ من آلامٍ لأجلنا: وُلِدتَ وعشتَ، متَّ وقمتَ، لكي تملأَ معنى اسم “يسوع” الذي هو “المخلِّص”! أيّها الاسم المقدَّس يسوع الذي يمثِّلكَ لنا أبًا رؤوفًا، وراعيًا محبًّا، ومرشدًا أمينًا، ومحاميًّا قديرًا، ينقُضُ الخطيئة ويغلب الموت ويسلب الجحيم. إذا هاجمتنا التجارب، فباسمكَ الأقدس نُحرِزُ الغَلَبةَ عليها. وإذا حَصَرَتنا الأخطار نذكُرُ اسمكَ يُبدِّدُها كما يُبدِّدُ النور الظلام. هبنا أن نعرف اسمكَ، كلّما رنَّ صداه العذبُ في مسامعنا، إنّه أقدسُ اسمٍ في الأرض والسماء نجعلُ منهُ قدوة، وإنّ وراءه إلهًا قديرًا نستمدُّ منه معونةً لخلاصنا. هب لنا كلّما تفوَّهنا باسمكَ، أن نشعر في نفوسنا بالطمأنينة والسكون والسلام وإذا اقترف الواحد منا خطيئة جنحت به إلى شفير اليأس والموت فليكن اسمك اللطيف خلاصا وحياة فنشكرك ونمجدك جميع أيام حياتنا وأباك وروحك الحي القدوس إلى الأبد ( من الليتورجية المارونية )
صفحة قلب مريم المتألم الطاهر
No Result
View All Result