أيقونة فريدة من نوعها تجمع القديس أنطونيوس الكبير والقديس أنطونيوس البدواني – الايقونة وشرحها
توجد هذه الأيقونة الفريدة فقط في كنيسة مار أنطونيوس التابعة للطائفة المارونية في باب توما – دمشق.
وقد سميت الكنيسة باسم مار أنطونيوس على اسم هذين القديسين دون تحديد من هو. لذلك السبب تم رسم وكتابة هذه الأيقونة الفريدة.
لعل ما يميز هذه الأيقونة أنها تضم قديسين ينتميان لعصرين وبيئتين مختلفتين ولكن يحملان نفس الاسم. أحدهما قديس شرقي وناسك من مصر(251 – طيبه، 356) وهو القديس أنطونيوس الكبير ، والآخر قديس غربي وراهب فرنسيسكاني من البرتغال من قديسي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (1195 – 1231) وهو القديس أنطونيوس البدواني.
وصف الأيقونة:
الأيقونة تحوي رسم للقديس أنطونيوس الكبير بحيث يظهر القديس كرجل تقي بلحية طويلة رأسه مغطى ولحية القديس تكون في أغلب الأوقات طويلة وبيضاء اللون.
القديس مرتديا لباسه الرهباني الأسود التقشفي راكعا على ركبتيه متضرعا وماسكا عصاه على شكل T وعلى إحدى طرفيها جرس صغير والعصا هي من أقدم ما نسبب للقديس وهي بحسب ما نشره رينو ترمز الى الحياة الرهبانية في مصر. الى جانب انها رمز للرهبان الذين كانوا يعيشون في الصحراء.
كما نلاحظ إلى جانبه القديس أنطونيوس البدواني بلباسه الرهباني التابع لرهبانية مار فرنسيس الأسيزي ذو اللون البني ناظرا للأعلى نحو الطفل يسوع الذي يوجد في أعلى الأيقونة وإلى جانبيه الملائكة وأسفل القديس نرى زهرة الزنبق المرتبطة بهذا القديس والتي ترمز لنقاوة الصلاة والفكر المقدس والنضال الروحي الذي تميز به القديس أنطونيوس البدواني وقد بارك البابا ليو الثالث عشر زهرة الزنبق تكريما لهذا القديس.
الأيقونة موضوعة ضمن إطار خشبي مذهب ومعلقة ضمن قنطرة جدارية محاطة بعواميد كورنثية ومزينة بزخرفة باروكية.
الأيقونة حسب الرواية التقليدية:
جاء أحد الفنانين التشكيليين لرسم أيقونة من أجل تقديمها للكنيسة. الكنيسة في الأصل كانت مسماة كنيسة سيدة الانتقال أو كنيسة أم الله نسبة لأيقونة والدة الإله التي فوق المذبح المقدمة من ملكة اسبانيا أنذاك.
فوجد الناس الذين يأتون للكنيسة يولون اهتماما كبيرا بالاحتفال بعيد مار أنطونيوس البدواني ومار أنطونيوس الكبير وتقديم العبادة للقديسين فقرر رسم أيقونة تضم القديسين فيصلي المؤمنون أمامها كل حسب نيته.
ويعود سبب ذلك أنه قديما جاء الرهبان الموارنة البلديين من لبنان لخدمة الكنيسة فأدخلوا عبادة مار أنطونيوس الكبير للكنيسة وأسسوا أخوية مار أنطونيوس أب الرهبان. وبعد فترة زمنية أتى الرهبان الفرنسيسكان وخدموا الكنيسة أيضا وأدخلوا عبادة مار أنطونيوس البدواني وأصبح كل يوم ثلاثاء مكرسا لمار أنطونيوس البدواني ويتم فيه توزيع الخبز على الفقراء ولذلك اشتهرت الكنيسة باسم مار أنطونيوس بسبب هذه العبادات.