الكحول تسبب آثارا مؤذية للدماغ وتلف الكبد والجهاز القلبي
الوازع الديني ومثالية أفراد الأسرة يحميان الشباب من الإدمان
لا يخفى على أحد مضار الإدمان على الكحول, وقد نوقشت مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والصحية الخطرة كثيرا سواء من خلال القنوات الاعلامية والطبية ضمن حملات التوعية التي تحرص عليها حكومتنا لحماية مواطنيها من المواد والممارسات (المحرمة) التي تنعكس سلبيا على الفرد والمجتمع.
ولكن كيف يتم علاج الادمان؟ وكيف نتعرف على وجود مدمن في البيت؟
وما أحدث طرق العلاج؟.. نحصل على الاجابات بعد التعرف على السلوك الادماني لمستهلكي الكحول من خلال حوارنا مع الطبيب النفسي الدكتور عبدالله السيد.
* بداية كيف يعمل الكحول في الجسد؟
– تتواجد الكحول في المشروبات الكحولية على شكل كحول اثيلي أو اناثولي وهو سائل لا لون له, يتميز في حالته الصافية بطعم حارق, ويتكون الاثانول عبر اختمار السكر الموجود بشكل طبيعي في الحبوب والفاكهة, كالشعير والعنب, وعند شرب الكحول يقوم الاثانول بتثبيط الجهاز العصبي المركزي لأنه يعمل كمسكن, ولدى البعض تتمثل الاستجابة الأولية بالتنبيه ولكن مع تواصل عملية الشرب, تبدأ الآثار المسكنة أو المهدئة بالظهور, ومع إعياء مراكز التحكم الدماغية, تؤدي الكحول إلى استرخاء الجسم وتقليص كوابحه, وكلما تزايد الشرب تزايد مفعول المسكن, وفي المراحل الأولية يؤثر الكحول على مناطق التفكير والانفعال والحكم, وان استهلك الكحول بكميات فهو يؤدي إلى الإخلال بالنطق السليم والتنسيق العضلي كما تسبب الرقاد, وفي حال تم تناول الكحول بكميات فائضة فهي تتحول إلى سم مهلك, من شأنه أن يسبب غيبوبة تهدد حياة
الإنسان عبر تثبيط المراكز الحيوية في الدماغ بشكل خطير, بالتالي إن لفرط استهلاك الكحول عدة آثار مؤذية على الدماغ والجهاز العصبي, ومن ناحية أخرى, يمكنه أن يسبب تلفا خطيرا في الكبد والبنكرياس والجهاز القلبي الوعائي, كما إن من شأن تعاطي الكحول أن تؤدي الى تلف في الجنين لدى النساء الحوامل.
* ما المقصود بالتسمم الكحولي؟
– ترتبط الآثار التسممية للكحول بمقدار تركز الكحول في الدم, فمثلا إن كان لا يتعاطى الكحول بانتظام وكانت نسبة تركز الكحول في الدم أكثر من 100مغ في الديسيلنر, فهو في حالة تسمم تسبب له صعوبة في النطق والتفكير والسير ومع تزايد تركز الكحول في الدم, يتحول الارتباك الطفيف إلى ذهول لينتهي بغيبوبة.
* يقال إن المدمنين على الكحول والمتعاطين له بانتظام لديهم القدرة على تحمله فما صحة هذه المقولة؟ وما تفسير اختلاف تأثير الكحول على سلوك شخصين يتناولان نفس الكمية؟
– صحيح, والواقع ان كمية الطعام التي يتناولها المرء قبل شرب الكحول والوقت الذي يمضي على تناولها يؤثران على ردة فلعه, كما ان لحجم الجسم ونسبة الدهون الموجودة فيه ومدى احتماله للكحول دورا كبيرا في ذلك, كذلك فإن شرب كميات متساوية من الكحول يخلف تأثيرا أكبر على المرأة منه على الرجل, ذلك انه بشكل عام, يكون تركز الكحول في دم المرأة اعلى منه في دم الرجل عند تناولها للكحول نظرا لفرق الحجم, ولأن تخفيفه أقل كما أن تأيض الكحول قد يتم ببطء أكبر لدى المرأة.
* ما الفرق بين الإفراط على الكحول والإدمان عليه؟
– يشار إلى مشاكل الشرب التي تطرأ على أشخاص لا تتوافر لديهم خصائص الإدمان بـ(فرط استهلاك الكحول) أو (مشاكل شرب الكحول) إذ ينخرط هؤلاء الأشخاص في شرب مفرط للكحول, ينتج عنه مشاكل صحية أو اجتماعية ولكنهم ليسوا مدمنين, ولم يفقدوا بعد سيطرتهم التامة على استهلاكه.
أما الادمان على الكحول فهو مرض مزمن غالبا ما يكون تقدمه تدريجيا ومهلكا, وتتميزهذه الحالة بفترات من الانشغال بالكحول وبفقدان السيطرة على استهلاكه, فيتم استهلاكه بصورة متواصلة على الرغم من عواقبه السلبية والانحراف في القدرة على التفكير السليم غير أن معظم المدمنين ينكرون وجود مشكلة.
* كيف للمدمن ان يدرك أنه كذلك؟ هل هناك علامات يستدلون منها أنهم في حالة إدمان حقيقية وعليهم البدء بطلب العلاج؟
من أهم علامات الإدمان:
– شرب الكحول وحيدا او سرا.
– عدم تذكر المحادثات أو الالتزامات.
– تحول الشرب قبل العشاء أو أثناءه أو بعده إلى عادة والشعور بالانزعاج عند الاخلال بها او الخضوع لاستجواب حولها.
– فقدان الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كانت مصدرا للمتعة في الماضي.
– شعور بالهيجان عند اقتراب موعد الشرب, خاصة في حال عدم توفر الكحول.
– الاحتفاظ بالمشروبات الكحولية في أماكن غير معهودة في المنزل أو مكان العمل أو السيارة.
– ابتلاع المشروب وطلب كمية مزدوجة وبلوغ التسمم قصدا للشعور بحالة جيدة أو بحالة طبيعية.
– مواجهة للمشاكل في العلاقات أو العمل أو الحالة المادية أو مشاكل قانونية.
* وكيف يستطيع الأهل اكتشاف إدمان أحد أبنائهم؟ وهل ممكن أن يدمن الشخص في سن المراهقة؟
– قد يستغرق الشخص الراشد سنينا ليصبح معتمدا على الكحول بينما من شأن المراهق أن يتحول إلى مدمن في غضون أشهر. وغالبا ما يكون تعاطى الكحول مسؤولا عن وفيات حوادث السير أو الإعاقة وأيضا الغرق والانتحار.. والواقع أن الميل إلى الإدمان بين الشباب يعتمد على تأثير الأهل والأصحاب لهذا بالإضافة إلى الوقت الذي بدأ فيه تعاطي المسكر وحاجة الشاب النفسيه له, من دون إغفال العوامل الوراثية (إدمان احد افراد العائلة) التي قد تؤهبه إلى
الإدمان, ويمكن البحث عن هذه العلامات لدى المراهق, وفقدان الاهتمام بالنشاطات والهوايات, مرورا بحالات من القلق والتهيج, مواجهته لمصاعب أو تغيرات في علاقته بالأصدقاء انضمامه الى (شلة) جديدة, انخفاض درجاته.
ولمنع المراهق من تعاطي الكحول يجب على الأهل تعزيز الوازع الديني لديه وإعطاؤه المثال الجيد فيما يختص بتعاطي الكحول, الحرص على الاتصال الدائم مع الاولاد ومناقشتهم حول العواقب الصحية والقانونية لشرب الكحول.
* كيف للأهل مساعدة المدمن في العائلة؟
– يخضع معظم المدمنين على الكحول والمفرطين في تناوله إلى العلاج بتمنع لأنهم ينكرون وجود مشكلة.. والواقع أنه في أغلب الأحيان يجب الضغط عليهم..
غير أن من شأن المشاكل الصحية أو القانونية أن تسرع في بدء العلاج, ويساعد التدخل الطبي من خلال المراكز المعتمدة (كمركز الامل) على إدراك ضرورة الخضوع للعلاج وتقلبها.
* كيف يتم العلاج من الإدمان؟
– ثمة مجموعة واسعة من العلاجات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون مشاكل مع الكحول, ويجب أن يتم إعداد العلاج وفقا للحاجات الفردية لكل مريض, وقد يشتمل العلاج عن تقييم للحالة أو تدخل بسيط أو برنامج يطبق خارج العيادة أو المراكز او استشارة أو بقاء داخل المركز.
* ما الجديد في علاج إدمان الكحول؟
– هناك عدة طرق بعضها اعتمد والبعض الآخر تحت التجربة مثل الوخز بالإبر, التغذية البيولوجية الارتدادية تقوية التنبه: المعالجة المعرفية السلوكية, والمعالجة التنفيرية, وتشتمل المعالجة التنفيرية – على إقران شرب الكحول باستجابة نفورية قوية كالغثيان او التقيؤ, يحفزها عقار خاص, وبعد تكرار هذا الاقتران تصبح الكحول بمفردها قادرة على إحداث هذه الاستجابة النفورية وهذا ما يقلص احتمال معاودة الإدمان.
Discussion about this post