
الــريـــــاء
“احذروا خمير الفرِّيسيين الذي هو الرياء” لو 12: 1
الريــاء من الأمراض الروحية الخطيرة التي ليس فقط تعيق تقدمنا الروحي، بل أيضاً تقودنا إلى الهلاك. ذلك أن نتائج الرياء البشرية تفرحنا فتعمى قلوبنا عن التقدم الروحي وبالتالي نسير نحو الهلاك.
كيف لا والمرائي هو الذي يظهر بوجوه متعددة مع الناس ويساير كل واحد على حسب قلبه وليس على حسب قلب الله. يتكلم معك عليّ وعلى غيري، ويتكلم معي عليك وعلى غيرك، وهكذا…
هذا يعتبر بنظر العالم شطارة، بل ويكتسب صاحبه في أغلب الأحيان محبة الكثيرين لأنه يتناغم مع ما في قلوبهم من حسد وكراهية.
لقد حذَّرَنا السيد المسيح من الرياء جاعلاً إياه خميراً للفريسيين، والخمير كما تعلمون يخمِّر العجين كله وبالتالي يجعله صالحاً للخبز.
الرياء ليس الخمير الجيد لنا يا إخوة، بل هو الخمير العتيق الذي يطلب منا الرسول بولس أن نلقيه عنا “فألقوا عنكم الخمير العتيق لتكونوا عجياً جديداً”.
نحن المسيحيين لا نحابي الوجوه، لا نستغيب أحداً ولا نتكلم عليه ولو كان من الخاطئين. بالعكس فالرسول بولس يحذرنا ويقول “فإذا سقط أحد الإخوة في زلّة فاصلحوا أنتم الروحيون ذلك الإنسان بالوداعة”.
فكيف إذا تكلمنا على إنسان صالح كي نتحبب للناس الخاطئين.
إذن يا إخوتي فلنجاهد لكي يكون كلامنا كلام الله في خلقه الذين أحبهم حتى الموت، موت الصليب.
وان كان لا بد من الكلام فليكن من أجل البنيان، هكذا نتخلص من الرياء ولو لم يحبَّنا الناس. فمحبَّةُ اللهِ لنا أَوْلى من أن يُحِبَّنا الخاطئون.
No Result
View All Result